العلاج المناعي للحساسية عند الأطفال: الفوائد والسلبيات
كانت أدوية الحساسية الخيار الوحيد للأطفال المصابين بالحساسية، والتي تعمل على تخفيف أعراض الحساسية فحسب دون إيقافها، ولكن ظهر مؤخراً أمل جديد وهو العلاج المناعي، وهو علاج يعطى عادة على شكل حقن بفترات منتظمة على مدار 3-5 سنوات من الممكن أن يزيل الحساسية تماماً، أو على الأقل يخففها. لكن قبل البدء بهذا العلاج لطفلك، إليك بعض المعلومات المهمة.

ما هو العلاج المناعي للحساسية؟ وكيف يعمل؟
يعمل العلاج المناعي (Immunotherapy) على تدريب جهاز المناعة التعايش مع مسببات الحساسية المختلفة، بشكل شبيه لعمل اللقاحات التي تعلّمه كيفية التعامل مع الفيروسات بكفاءة أكبر عند التعرّض لها.
يتضمن العلاج المناعي جرعات صغيرة جداً ومتزايدة من مسبب الحساسية ليقوم الجهاز المناعي بتطوير تحمل تدريجي تجاهه. تزداد هذه الكمية أسبوعياً على مدى 3-6 أشهر. بعد ذلك، للحفاظ على هذا التحمل، يتلقى الطفل أعلى جرعة فعالة وآمنة مرة واحدة شهرياً لمدة تتراوح بين 3-5 سنوات.
أنواع العلاج المناعي للأطفال
يُعطى العلاج المناعي للحساسية للأطفال بطريقتين:
- الحقن تحت الجلد: يُعد النوع الأكثر شيوعًا، ويشمل حقناً منتظمة بجرعات متزايدة من مسببات الحساسية المحددة للطفل، عادةً ما تُعطى الحقن أكثر من مرة في الأسبوع في أول 3-6 شهور، ثم تتناقص إلى مرة واحدة شهريًا.
- حبة تحت اللسان: خيار متاح حاليًا لبعض أنواع الحساسية، مثل حساسية عث الغبار، وبعض أنواع الأعشاب. يتضمن هذا النوع أقراصاً تذوب عند وضعها تحت اللسان، وتؤخذ يومياً.
شروط ومؤهلات العلاج المناعي للأطفال
قد يكون العلاج المناعي خيارا للأطفال الذين يعانون من الحالات التالية:
- التهاب الأنف التحسسي: ينجم عن استنشاق مهيجات حساسية مثل الغبار أو وبر الحيوانات أو حبوب اللقاح (حساسية موسمية).
- التهاب الملتحمة التحسسي: وهو التهاب أنسجة العين نتيجة التعرض لحبوب اللقاح أو الغبار أو العفن أو وبر الحيوانات الأليفة.
- الربو الناتج عن الحساسية.
- حساسية لسعات الحشرات.
شروط العلاج
يمكن للأطفال إجراء العلاج المناعي للحساسية في أي عمر، لكن معظم الخبراء يوصون بالانتظار حتى سن 5 سنوات على الأقل للبدء في العلاج؛ لأن الأطفال في هذا العمر:
- أكثر قدرة على تحمل الحقن أو الأقراص.
- يعبّرون عن أعراضهم، ومدى التحسن لديهم بشكل أفضل.
بالإضافة إلى العمر، هناك عوامل أخرى تؤثر في أهلية الطفل للعلاج المناعي، مثل:
- شدة أعراض الحساسية: يجب أن تكون الأعراض متوسطة إلى شديدة، وتستمر لفترة أشهر على الأقل.
- فعالية الأدوية الحالية: إذا لم يكن دواء الحساسية الحالي فعالًا بما فيه الكفاية في السيطرة على الأعراض، أو إذا كانت آثاره الجانبية غير مُحتملة للطفل، فقد يقترح الطبيب العلاج المناعي كبديل.
- صعوبة تجنب مسببات الحساسية: إذا كان من الصعب تجنب مسببات الحساسية في البيئة المحيطة، فقد يكون العلاج المناعي مفيدًا في مساعدة الطفل على التعايش معها.
فوائد العلاج المناعي للأطفال
تختلف فعالية العلاج المناعي في تخفيف الحساسية من طفل إلى آخر اعتماداً على مدة الاستمرار على العلاج، والجرعات المستخدمة، ودقة تحديد مسبب الحساسية، ولكن فوائده ملحوظة بشكل عام، وتتضمن:
1- تخفيفاً طويل الأمد للأعراض
يلاحظ معظم الأطفال بعض التحسن في الأعراض بعد بضعة أشهر فقط من العلاج المناعي. وقد يحظى بعض الأطفال بتحسن دائم حتى بعد انتهاء العلاج.
2- تقليل الاعتماد على أدوية الحساسية
يهدف العلاج المناعي إلى مساعدة طفلك على تقليل جرعات أدوية الحساسية والتوقف عنها في نهاية المطاف، مما يقلل من الآثار الجانبية المحتملة لها، بما في ذلك:
- القلق.
- صعوبة النوم.
- النعاس.
- فرط النشاط.
3- تقليل خطر الإصابة بالربو
هناك علاقة وثيقة بين الحساسية والربو:
- الحساسية لا تسبب الربو، لكن الإصابة بالحساسية تزيد من احتمالية الإصابة بالربو.
- يعاني ما يقرب من 40٪ من المصابين بالتهاب الأنف التحسسي، بما في ذلك الأطفال، من الربو أيضًا.
- يمكن أن يؤدي رد الفعل التحسسي إلى نوبة ربو لدى مرضى الربو.
وقد أظهرت الأبحاث أن العلاج المناعي قد يقلل من خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية الأنف، خاصةً عند الاستمرار على العلاج لمدة 3 سنوات على الأقل.
سلبيات العلاج المناعي للأطفال
على الرغم من فوائد العلاج المناعي العديدة، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية التي يجب على الآباء وضعها في عين الاعتبار:
- التكلفة: تكلفة العلاج المناعي قد تكون مرتفعة، من المهم مناقشة التكاليف المحتملة مع الطبيب، وما إن كان يمكن أن يغطيها التأمين.
- الحاجة إلى التزام طويل الأمد: يتطلب العلاج المناعي عادةً عدة سنوات من العلاج المستمر، إما عن طريق الحقن الأسبوعية أو الشهرية، أو عن طريق الأقراص اليومية، ومن الضروري الالتزام به للحصول على أفضل النتائج.
- احتمالية حدوث آثار جانبية: عند إدخال أي مسبب للحساسية إلى الجسم، حتى بكميات قليلة جداً، يمكن أن يحدث رد فعل تحسسي. وعادةً ما تكون الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج المناعي موضعية. بالنسبة لحقن الحساسية، تشمل التفاعلات الاحمرار، والألم، أو الطفح في موضع الحقن. أما بالنسبة للأقراص تحت اللسان، فقد تشمل الاستجابة أعراضًا في الأنف والحكة والتهيج حول الفم.
أظهرت الدراسات أن أكثر من 70% من الأشخاص يعانون من رد فعل موضعي تجاه العلاج المناعي في مرحلة ما. لكن عادةً ما تكون هذه التفاعلات خفيفة، وتقل مع تقدم العلاج.
أسئلة عليك طرحها قبل بدء طفلك بالعلاج المناعي!
قبل البدء بالعلاج المناعي للحساسية، من الضروري استشارة الطبيب لمناقشة جميع جوانب العلاج معك، بما في ذلك الفوائد والسلبيات، وتحديد ما إذا كان مناسبًا لطفلك.
ولا تتردد في طرح الأسئلة مثل:
- كم يستمر العلاج؟
- ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
- متى يمكن التوقف عن أدوية الحساسية؟
- هل يؤثر العلاج في أدوية الطفل الأخرى؟
- هل يمكن أن يغطي التأمين الصحي تكلفة العلاج؟
مصدر هذا المحتوى:
تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية