القرحة والصيام: ما العلاقة بينهما؟

يواجه بعض الأشخاص الذين يعانون من القرحة خوفًا من صيام شهر رمضان تحسبًا لأي مخاطر صحية قد تحدث، إليك هُنا شرح مفصل حول القرحة والصيام:

القرحة والصيام: هل الصيام آمن لمرضى القرحة؟

القرحة الهضمية هي تقرح في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة لتسبب قرحة المعدة (Gastric ulcer) أو في الجزء الداخلي العلوي من الأمعاء الدقيقة لتسبب قرحة الاثني عشر (Duodenal ulcer) نتيجة عدم توازن إفراز حمض المعدة بسبب عدوى الجرثومة الملوية البوابية (Helicobacter pylori) أو التناول المفرط للأدوية أو التدخين. 

إن تأثير الصيام على مرضى القرحة غير واضح، ويرجع ذلك للحالة الصحية للمريض كالآتي: 

• قد يواجه بعض مرضى القرحة مجموعة من المشكلات الصحية خلال الصيام وخاصةً مرضى القرحة المدخنين، ويعتقد أن تأثير الصيام على مرضى قرحة الاثني عشر أعلى من غيرهم.
• قد لا يواجه بعض مرضى القرحة أي مضاعفات أو مشكلات خلال الصيام مع التزامهم بتناول الأدوية.

لذلك وبشكل عام إن تأثير الصيام على مريض القرحة يتم تحديده بعد زيارة واستشارة الطبيب المختص، والالتزام بالفحوصات والتعليمات والأدوية المصروفة.

مضاعفات الصيام على مرضى القرحة

بعد التطرق لعلاقة القرحة والصيام، لنتعرف على المضاعفات والمشكلات الصحية التي تحدث نتيجة تأثير الصيام على مرضى القرحة: 

1. النزيف الداخلي

قد تكون إحدى المشكلات الصحية التي تحدث نتيجة صيام فترة زمنية طويلة الإصابة بنزيف يتسبب بفقدان بطيء لكميات من الدم مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، وقد يتطور هذا النزيف إلى درجة الحاجة للدخول إلى المستشفى عندما يكون مصاحبًا لقيئ وبراز أسود أو ممزوجًا بالدم.

2. انثقاب القرحة الهضمية

قد يسبب الصيام حدوث ارتجاع حمضي للمعدة مما يتسبب في زيادة إفراز حمض الهيدروكلوريك (Hydrochloric acid)، وهذا يجعل الطبقة المخاطية للمعدة أرق مع مرور الوقت.

ويحفز هذا حدوث انثقاب أو ثغر في جدار المعدة أو في الأمعاء الدقيقة مما يزيد من خطر حدوث عدوى في تجويف البطن.

3. انسداد الجهاز الهضمي

قد يسبب اجتماع القرحة والصيام تطور القرحة وحدوث تشنج أو انتفاخ في منطقة القرحة، وهذا يسبب انسداد بالجهاز الهضمي مما يتسبب بامتلاء المعدة بسهولة، والتقيؤ، وفقدان الوزن.

نصائح للصيام عند مرضى القرحة الهضمية

عند اتخاذ مرضى القرحة الهضمية القرار على الصيام بعد استشارة الطبيب والالتزام بتناول الأدوية، هناك بعض النصائح والاحتياطات التي قد تساهم بتقليل من مضاعفات القرحة والصيام ومنها الآتي: 

• الالتزام بتناول وجبة السحور المكونة من الكربوهيدات والبروتين والألياف إذ تمنح الجسم الطاقة خلال النهار.
• تجنب النوم بعد السحور مباشرة لأن ذلك يتسبب بحدوث ارتداد حمض المعدة، وزيادة إفراز حمض المعدة مما يتسبب بعدم الراحة.
• تجنب الإكثار من تناول الطعام على الإفطار منعًا من زيادة إفرازات المعدة من حمض الهيدروكلوريك.
• الالتزام ببدء الإفطار بالتمر وكأس من الماء.
• شرب الماء الدافئ أو الحليب الدافئ لتهدئة المعدة لتخفيف من تأثير القرحة والصيام.
• تجنب تناول الطعام قبل 3-4 ساعات من النوم، من أجل تقليل الضغط على الجهاز الهضمي ومنح الجسم وقتًا كافيًا لإصلاح تلف المعدة.
• تجنب بعض أنواع من الأطعمة التي تساهم بتهيج المعدة مثل: الأطعمة الدهنية، والأطعمة الحارة، والحمضيات، والمشروبات الغازية، والأطعمة سريعة التحضير.
• تجنب استهلاك المشروبات المحتوية على مستويات عالية من الكافيين، مثل القهوة، إذ تساهم بتقليل من مستويات السوائل بالجسم والإصابة بالجفاف خلال ساعات الصيام.
• الإكثار من شرب الماء على الأقل 8 أكواب خلال الإفطار والسحور، إذ يساهم الماء بتقليل من الجفاف بتعويض كميات السوائل المفقودة خلال الصيام، ويعادل من حموضة المعدة.
• الالتزام بتناول مسكنات وأدوية القرحة المصروفة من قِبل الطبيب.
• تجنب التدخين إذ أن الدخان هو من أسباب الإصابة بالقرحة الهضمية.