ما عليك معرفته: رابط بين مشاكل السمع والخرف

برعاية sponsered by

يوضح لنا د. أندرو ماكول كيف تساعد أجهزة السمع على تقليل هذا الخطر

ما عليك معرفته: رابط بين مشاكل السمع والخرف

ضعف السمع التدريجي مع التقدم في السن هو أمر شائع، وقد أظهرت دراسات أن ضعف السمع يرتبط – لدى بعض الأشخاص – بزيادة خطر الإصابة بالخرف. ولكن الباحثون بدؤوا في تحديد من يمكنه الوقاية من الخرف أو تأخير ظهوره على الأقل باستخدام أجهزة السمع (السمّاعات الطبية)، ومتى يجب البدء في استخدامها.

يحدث ضعف السمع المرتبط بالتقدم في السن عندما تبدأ الخلايا الحسية الدقيقة في الأذن (الخلايا الشعرية) والعصب الذي يغذيها بالتدهور التدريجي، وفقاً للدكتور أندرو ماكول، الأستاذ المساعد في جراحة الرأس والعنق بكلية الطب ديفيد جيفن في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.

يقول الدكتور ماكول "يُعرف هذا النوع من ضعف السمع باسم (فقدان السمع الحسي العصبي)، وهو دائم، لأنّ هذه الخلايا الحسية الدقيقة لا تستطيع أن تتجدد، لذلك بمجرد أن تتعرض للتلف لا يمكن أن تعود مرة أخرى.

أظهرت عدة دراسات وجود رابط بين ضعف السمع والخرف، بما في ذلك دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة Journal of the American Medical Association Otolaryngology–Head and Neck Surgery، وهذه يدل على أنّ المرضى الذين يعانون من حالات ضعف السمع ويرتدون أجهزة سمعية لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف مقارنة بأولئك الذين يعانون من ضعف السمع ولكن لا يرتدون أجهزة سمعية.

ولكن ما سبب هذا الرابط بين ضعف السمع والخرف؟

نحن لا نعرف بدقة كيف يرتبط ضعف السمع بالخرف.

ويقول الدكتور ماكول: "العلاقة بينهما تعتمد إلى حد كبير على دراسات لاحظت ورصدت الترابط، أي أن هناك تزامنًا عاليًا لحدوث المشكلتين معاً — تراجع القدرات الإدراكية أو الخرف وضعف السمع".

ويطرح الدكتور ماكول سببين محتملين لهذا الرابط قائلاً:

"عندما يصبح السمع ضعيفاً، فإنّ الدماغ يصله قدر أقل من المدخلات للمعالجة، وهذا قد يجعل الدماغ يعمل بشكل أقل من الذي اعتاد عليه." 

"أمّا الفرضية الثانية فتقول أنّه من الشائع أن يميل الشخص الذي لديه ضعف شديد بالسمع لأن يصبح أكثر انعزالاً اجتماعياً" ويُعتقد أن الانعزال الاجتماعي يُخفِّض القدرات الإدراكية، لأنّ الشخص لا يتفاعل مع الآخرين بكثرة.

ومرة أخرى شدّد الدكتور ماكول على أن هذه مجرد فرضيات، نعم يوجد بالفعل رابط قوي بين ضعف السمع والخرف، ولكننا ليس لدينا معلومات دقيقة أو مؤكدة حول سبب هذا الرابط بينهما.

عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالخرف

يصيب الخرف 6 ملايين من الأمريكيين، ووفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، وتُعتبر احتمالية إصابة النساء أعلى قليلاً من أقرانهنّ الرجال.

من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالخرف:

  • الإصابة بمرض الضغط.
  • الخمول الجسدي.
  • التدخين.
  • شرب الكحول.
  • مرض السكري غير المسيطر عليه بشكل جيد.

الأشخاص الذين لديهم بالفعل عدد من عوامل الخطر هذه وأصبحوا يعانون أيضاً من ضعف السمع، سيستفيدون أكثر من غيرهم من ارتداء الأجهزة السمعية، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت مجلة The Lancet عام 2023.

هذه الدراسة جاءت لتحديد ما إذا كان علاج ضعف السمع المرتبط بالتقدم بالسن يمكن أن يؤخر الإصابة بالخرف أو يبطئ تدهور القدرات الإدراكية.

ويشرح الدكتور ماكول نتيجة الدراسة قائلاً: "ما وجدوه هو أنّ المرضى الذين لديهم عوامل خطر مرتفعة للإصابة بالخرف ضمن مجموعة مستخدمي أجهزة السمع كانوا أقل عرضة لتفاقم الحالة أو تطور الخرف خلال فترة الدراسة" لكنه يضيف: "أما بالنسبة الأشخاص الذين يُعتبرون في فئة الخطر المنخفض، فلم يُلاحظ أن استخدام أجهزة السمع أحدث فرقًا ملموسًا في تطور الخرف لديهم خلال فترة الدراسة"

وهذا يطرح سؤالاً: هل يجب على كبار السن الأصحاء الذين يعانون من ضعف سمع خفيف البدء في استخدام أجهزة السمع للوقاية من الخرف؟ لا توجد إجابة قاطعة على هذا السؤال في الوقت الحالي، كما يشير الدكتور ماكول، مضيفًا أن العديد من مرضاه يواجهون هذا التردد والحيرة.

كيف تساعد أجهزة السمع؟

يؤكد الدكتور ماكول أن لأجهزة السمع فوائد واضحة ومثبتة لكثير من كبار السن، ويقول: "صحيح أنّ هذه دراسات، ولا توجد أدلة قاطعة حتى الآن على أن أجهزة السمع يمكن أن تؤخر ظهور الخرف أو تبطئ تطوره، لكن من المؤكد أنها لن تزيد الأمور سوءًا. وبالمناسبة، أجهزة السمع تساعد الأشخاص على السمع بوضوح وتحسين تفاعلهم اليومي مع الآخرين".

يمكن الحصول على أجهزة السمع مباشرة دون وصفة طبية بشرائها من محلات بيع المستلزمات الطبية، أو من خلال أخصائي سمعيات، ولكن يوضّح الدكتور ماكول إلى أنّ هناك ميزة للحصول على الجهاز عبر أخصائي سمعيات وهي القدرة على ضبطه بدقة حسب احتياجات السمع الفردية للشخص، بالإضافة إلى أن الأخصائي يمكنه التعامل مع حالات فقدان السمع الأكثر شدة، وهو ما قد لا توفره الأجهزة الجاهزة المتوفرة في الأسواق.

بعض الأشخاص يترددون في ارتداء سماعة طبية بسبب شعورهم بالحرج، أو بسبب تشكيكهم بقيمتها وفوائدها، والبعض الآخر لا يرتديها لأنه يشعر أنّها غير مريحة، وذلك وفقاً لتقرير نُشر في المجلة الدولية للسمعيات عام 2013.

يعلّق الدكتور ماكول على ذلك قائلاً: "هناك قدر من التردد لدى بعض الناس، ونحن نحاول أن نقدم المساعدة للمصابين بضعف السمع، من خلال شرح الحقائق الطبية لهم، ومساعدتهم على اتخاذ قرارهم بوعي وقناعة".

ويختم الطبيب حديثه قائلاً:

" أريد أن أشدّد على أنّه حتى وإن لم يكن لدى الشخص تشخيص رسمي بالخرف، ولكن شعر هو أو من حوله أنّ لديه ضعف في السمع سواء كان خفيفاً أو شديداً، فيجب أن يذهب لأخصائي ليفحص سمعه."

"وإن أظهرت فحوصات السمع أنّ لديه مشكلة في السمع بالفعل، فيجب أن يخضع لتقييم دقيق، ويفكر بجدية في التعامل معها باستخدام أجهزة السمع".


مصدر هذا المحتوى:

UCLA Health

UCLA Health MENA

من قبل ويب طب - الثلاثاء 22 تموز 2025
آخر تعديل - الثلاثاء 22 تموز 2025
احجز الان

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

ابحث عن طبيب

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية