اختبارات التخثر
Coagulation test
تشمل منظومة تخثر الدم، كلا من الصفائح الدموية والبروتينات المساعدة على التخثر وخلايا بطانة الأوعية الدموية (Endothelial Cells). ويعتبر تقييم أداء هذه المنظومة ضروريا في حالات مثل النزيف أو فرط تخثر الدم، قبل الجراحة، وكذلك من أجل فحص تأثير مضادات التخثر على الجسم (Anticoagulants)، كما يتم إجراؤه أحيانا من أجل تقييم أداء الكبد الذي يتم إنتاج معظم بروتينات التخثر فيه.
بما أن عوامل التخثر كثيرة، فإن اختبارات التخثر (التحري) التي يتم إجراؤها لبعض هذه العوامل، قد تشير إلى سلامة أداء هذه العوامل بشكل طبيعي، أو أنها قد توجهنا للقيام بإجراء اختبارات أخرى، محدّدة. ومن هنا تأتي أهمية هذه الاختبارات.
اختبارات مسح الصفائح الدموية: يتم تحديد عدد الصفائح من خلال القيام بعدّ مجمل خلايا الدم (اختبار-CBC). يعطينا هذا الاختبار ما يكفي من المعلومات حول إن كان هنالك خلل في عدد الصفائح الدموية. أما اختبار "مدة النزيف" فيتم إجراؤه من خلال إحداث شق صغير في صيوان الأذن أو في الذراع، وقياس الوقت الذي احتاج إليه هذا الجرح للتوقف عن النزف وتكوين انسداد أولي. هذا الاختبار، وعلى الرغم من بساطته، فإنه يوفر معلومات وافية حول وجود مشاكل في أداء الصفائح الدموية والبروتينات المرتبطة بها.
اختبارات تقييم أداء منظومة التخثر: يتم إجراء اختبار زمن البروثرومبين (Prothrombin Time - PT) من أجل تحديد الفترة التي يحتاج إليها مصل المريض حتى يتخثر بوجود منشط التخثر النسيجي وأيونات الكالسيوم. تتراوح مدة التخثر الطبيعية بين 10 و 14 ثانية. من الممكن أن يكون (PT) طويلا بسبب نقص عامل التخثر (VII) والعوامل المشتركة (X)، (II) و- (II) أو بسبب العلاج بمضادات التخثر، ويتم التعبير عنه بواسطة فحص نسبة التطبيع العالمية (International Normalized Ratio - INR). في اختبار زمن الثرمبوبلاستين الجزئي المنشط (PTT - Activated Partial Thromboplastin Time) تتم إضافة الدهون الفوسفاتية ومنشطات المسطح والكالسيوم إلى مصل المريض. فترة التخثر الطبيعية لهذا الاختبار يجب أن تتراوح بين 30 و40 ثانية. تؤثر عوامل التخثر (XII) ،(XI) ،(IX) و- (VIII) والعوامل المشتركة: (X)، (V) و-(II) على اختبار (PTT). قد تشير نتائج اختبار (PT) أو (PTT) غير الطبيعية، والتي تعبر عنها مدة التخثر الطويلة، لضرورة اللجوء لاختبارات أخرى من أجل التأكد من وجود نقص بعوامل التخثر الخاصة، ولفحص وجود مثبطات التخثر التي تكون مضادات ذاتية، تسبب إطالة الفترة الزمنية اللازمة لتخثر الدم. تتعلق هذه المثبطات بالحالات ذاتية المناعة وبفرط التخثر.
هنالك اختبارات أخرى، غير تلك التي تقوم بفحص نشاط وزمن تخثر الدم. فهنالك فحوص تقوم بتحديد نسبة البروتين أو الأجسام المضادة. في السنوات الأخيرة، عندما تم استنتاج كون حالات فرط التخثر تسبب الإصابة بالأمراض والموت بنسبة عالية، تم بواسطة التقنيات الحديثة تشخيص عوامل الخطر التي يرتبط قسم منها بنشاط مضادات التخثر الطبيعية وبنسبتها، بينما يرتبط القسم الآخر منها بالطفرات الوراثية الموجودة في بعض المجتمعات بنسب مختلفة. اليوم، بالإمكان فحص هذه العوامل في إطار اختبارات فرط تخثر الدم التي يتم إجراؤها في مختبرات مختصة.
فحص منظومة التخثر عبر اختبارات التخثر الاستطلاعية: يعتمد اختبار (PT) على تنشيط منظومة التخثر الخارجية (Extrinsic) ويقوم بفحص عوامل (VII) والعوامل المشتركة (V)، (X) و-(II). وفي اختبار (PTT) يتم تنشيط منظومة التخثر الداخلية (Intrinsic) ويجري فحص عوامل التخثر (XII) ،(XI) ،(IX) و- (VIII) والعوامل المشتركة أيضا. أما في اختبار تحديد زمن الثرومبين ونسبة الفيبرينوجين (Fibrinogen) فيتم تقييم المرحلة النهائية من تحول الفيبرينوجين إلى فيبرين (fibrin) وتكوّن جلطات الدم.