النقرس الكاذب

إن وجود بلورات معدنية في تجويف المفصل يمكن أن تسبب عملية التهابية حادة وحتى ضررًا مزمنًا بينما تسبب بلورات مجهرية أخرى من ملح حامض اليوريك مرض النقرس.

وفي القرن الماضي عندما كان أسلوب الوخز بالإبر وفحص السائل المفصلي بواسطة المجهر الضوئي المستقطب شائعًا وجد أن بعض حالات التهاب المفاصل الحاد التي اشتبه أنها نقرس أظهرت وجود بلورات مختلفة في مظهرها وخصائصها عن بلورات ملح حامض اليوريك، ولوصف هذه الحالة وضع لقب النقرس الكاذب الذي يشبه الأعراض السريرية للنقرس ولكنه يختلف عنه في نوع البلورات المصاحبة.

ووجد أن المادة هي عبارة عن ملح كالسيوم فسفور من نوع بيروفوسفات (Calcium Pyrophosphate Dihydrate - CPPD) والبلورات التي تحرر إلى تجويف المفصل تبتلعها خلايا الدم البيضاء مما يسبب إثارة سلسلة معقدة من التفاعلات تؤدي الى التهابات.

وهذه الرواسب المعدنية تميل إلى التراكم في الغضروف المفصلي خصوصًا في الغضروف الليفي مثل غضروف الهلال في الركبة حيث يمكن التعرف عليها بصورة تكلس غضروفي في نتائج تصوير الأشعة السينية، وهذه الظاهرة الإشعاعية المعروفة باسم كُلاس الغضاريف (Chondrocalcinosis) ليست نادرة وغالبًا لا يكون لها أعراض سريرية.

هناك أيضًا أعراض تشبه مرض التهاب المفاصل الروماتويدي أو أعراض تشبه تآكل الغضروف من نوع الفُصال العظمي، وينبغي التأكيد على أن معظم الناس الذين يظهر عندهم تكلس الغضاريف في التصوير العشوائي لا يكونوا مصابين بأي خلل سريري.

يؤثر النقرس الكاذب بشكل شائع على الركبتين في كثير من الأحيان كما يصيب الرسغين والكاحلين، لكن في كثير من الحالات لا توجد أعراض ومع ذلك أثناء نوبة النقرس الكاذب عادةً ما تكون المفاصل المصابة:

• منتفخة.
• دافئة.
• مؤلمة بشدة.

لكن في معظم الحالات لا يوجد سبب محدد لهذه الظاهرة حيث أن الإصابة بالمرض تزداد مع تقدم العمر وفي عمر 80 عامًا يمكن تمييز تكلس غضروفي في 40% من فحوصات التصوير.

أسباب ترسب المعدن في الغضروف متنوعة تشمل ما يأتي:

• حالات أيضية تؤدي إلى زيادة مفرطة للكالسيوم في الدم.
• حالات تراكم الحديد (Hemochromatosis).
• قصور الغدة الدرقية.

يمكن أن تتسبب الرواسب البلورية المرتبطة بالنقرس الكاذب أيضًا في تلف المفاصل والذي يمكن أن يحاكي علامات وأعراض هشاشة العظام أو التهاب المفاصل الروماتويدي.

يمكن أن تحاكي علامات النقرس الكاذب وأعراضه أعراض النقرس وأنواع أخرى من التهاب المفاصل، لذلك عادةً ما تكون الاختبارات المعملية والتصوير ضرورية لتأكيد التشخيص، وتشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:

1. فحوصات مخبرية

يمكن أن تتحقق اختبارات الدم من وجود مشاكل في الغدة الدرقية والغدد جارات الدرقية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الاختلالات المعدنية التي تم ربطها بالنقرس الكاذب، حيث قد يسحب الطبيب عينة من السائل من المفصل المصاب بإبرة لاختبار وجود البلورات.

2. اختبارات التصوير

غالبًا ما تكشف الأشعة السينية للمفصل المصاب عن تلف المفاصل وترسبات الكريستال في غضروف المفصل.

إذا لم تكن مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية كافية، فقد يقترح طبيبك ما يأتي:

1. العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)

تشمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية القوية التي تُصرف بوصفة طبية نابروكسين، كما يمكن أن تسبب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية نزيفًا في المعدة وانخفاض وظائف الكلى، خاصةً عند كبار السن.

2. كولشيسين (Colchicine)

تُعد حبوب الجرعات المنخفضة من دواء النقرس فعالة أيضًا في حالات النقرس الكاذب، حيث إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من النقرس الكاذب فقد يوصي طبيبك بتناول الكولشيسين يوميًا كإجراء وقائي.

3. الستيرويدات القشرية (Corticosteroids)

إذا كنت لا تستطيع تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الكولشيسين، فقد يقترح طبيبك تناول حبوب الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون (Prednisone) لتقليل الالتهاب وإنهاء النوبة.

يمكن أن يؤدي استخدام الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل إلى إضعاف العظام والتسبب في إعتام عدسة العين والسكري وزيادة الوزن.

لا توجد طرق للوقاية من الإصابة بالمرض.