التهاب جهاز الهيكل العظمي

Skeleton inflamation

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

يوجد هناك خلط لدى الناس بالنسبة لتعريف الالتهاب، فبنظر معظم الناس الالتهاب هو عدوى تُسببها الجراثيم وتُعالج بواسطة المضادات الحيوية، والتي هي دواء يدمّر الجراثيم لكن هذا ليس سوى جانب واحد لحالة العظام المعرفة بمصطلح التهاب (Inflammation).

أما الحالة الأخرى وعادةً تكون أكثر شيوعًا فهي الالتهاب أو رد فعلٍ اِلْتِهابي الذي لا يكون ناجمًا عن عوامل مُلوِّثة، مثل: الجراثيم، أو الفيروسات، إنما هي نتاج العمليات البيولوجية الميكانيكية (Biomechanical) في الهيكل العظمي التي سوف يتم توضيحها لاحقًا.

أنواع التهاب جهاز الهيكل العظمي

كما ذكرنا هناك نوعان رئيسان لالتهاب جهاز الهيكل العظمي، تعرف على أهم التفاصيل في الآتي:

1. الالتهابُ الجرثومي في الهيكل العظمي

إن الهيكل العظمي معرض للإصابة بالعدوى في أي مركب من مركباته سواء العضلات، أو الأوتار، أو العظام، أو المفاصل.

كما تُصنف العدوى الجرثومية في الهيكل العظمي على النحو الآتي:

  • التهاب جرثومي يُصيب الأطفال

تُعَدُّ العدوى في العظام في هذه الفئة العمرية شائعة نسبيًّا هي التهاب العظم والنخاع العظمي (Osteomyelitis)، ويختلف نوع الجراثيم المسببة باختلاف عمر المصاب.

عادةً تستقر العدوى في العظم بمنطقة تدعى كُرْدوس (Metaphysis) الغنية نسبيًّا بإمدادات الدم والذي يقع بالقرب من المَفْصِل والجزء الطويل من العظم الذي يُعرف بالجَدْل (Diaphysis).

  • العدوى في العمليات الجراحية

إنه على الرغم من كل التدابير التي يتم اتخاذها لمنع العدوى خلال العمليات الجراحية، مثل: أنظمة تنقية الهواء، والملابس، والمعدات المُعَقَّمَة (Sterile) إلا أننا ما زلنا نشهد حالات عدوى تحدث إثر إجراء العمليات الجراحية.

بالطبع عندما تُجرى عملية جراحية لعلاج كسر مفتوح (Open fracture) حدث في بيئة ملوثة، مثل: حقل، أو شارع، أو حرب فإن خطر الإصابة بالعدوى يكون كبيرًا وقد يصل إلى 30% وأكثر.

أما في العمليات الجراحية الاختيارية فإن خطر التلوث أقل، وتتراوح نسبته بين 0% - 3% بحسب نوع العملية الجراحية.

  • العدوى في المفاصل الاصطناعية

نشهد في السنوات الأخيرة ومع تزايد عدد المرضى الذين تم زرع مفاصل اصطناعية في أجسادهم أعدادًا متزايدة من المرضى الذين يُصابون بالعدوى في المفاصل الاصطناعية في الركبة، أو الورك، أو الكتف.

2. الالتهاب غير الجرثومي 

تتميز هذه الحالة بحدوث عدة عمليات التهابية باستثناء وجود عدوى جرثومية.

هناك العديد من أنواع التهاب الهيكل العظمي، مثل: التهاب المفاصل سواء كانت من نوع الفُصال العظمي (Osteoarthritis)، أو روماتويدي (Rheumatoid).

باختصار لا بد من التمييز بين الالتهاب الناتج عن العدوى الذي يتطلب العلاج بواسطة المضادات الحيوية، وبين الالتهاب غير الجرثومي والذي لا يتطلب علاجه استخدام المضادات الحيوية إنما يستلزم علاجًا موضعيًّا.

أعراض التهاب جهاز الهيكل العظمي

تختلف أعراض التهاب جهاز الهيكل العظمي باختلاف نوعه كما يأتي:

1. أعراض التهاب الهيكل العظمي الجرثومي العامة

يُصاحب تكاثر الجراثيم في الالتهاب الجرثومي عادةً إفراز سموم من الجرثومة، وتدمير الأنسجة التي تتكاثر بها الجرثومة، وبالتالي يؤدي ذلك لظهور أعراض الالتهاب التقليدية:

  • ارتفاع الحرارة.
  • الألم.
  • التورُّم.
  • الاحمرار بسبب توسع الأوعية الدموية في المنطقة المصابة بالعدوى.
  • تقييد حركة العضو، أو الأطراف، أو المَفْصِل المصاب.

2. أعراض التهاب الهيكل العظمي الجرثومي عند الأطفال

من أبرز العلامات السريرية هي:

  • الحمى.
  • آلام حادة مما يجعل الطفل يرفض أن يدوس على الأرض بواسطة طرفه المصاب.

3. أعراض العدوى الناجمة عن العمليات الجراحية

إن أعراض العدوى الناجمة عن العمليات الجراحية والتي تظهر في مرحلة مبكرة تشمل:

  • الحُمَّى.
  • الاحمرار.
  • الألم.
  • إفرازات تحتوي على الجرثومة المسببة للعدوى.

4. أعراض التهاب الهيكل العظمي غير الجرثومي

تظهر بعض الأعراض التقليدية، مثل:

  • الحُمَّى.
  • الاحمرار.
  • الألم.
  • التقييد في الحركة.

أسباب وعوامل خطر التهاب جهاز الهيكل العظمي

تختلف العوامل المسببة لالتهاب الهيكل العظمي باختلاف النوع على النحو الآتي:

1. سبب التهاب الهيكل العظمي الجرثومي

قد تكون العوامل المُسببة هي الجراثيم، أو الفيروسات، أو الطفيليات مختلفة.

إن بعض العوامل المُسببة للمرض تكون موجودة في الجسم الذي يُعاني من سوء التغذية، أو سوء يلحق موضعًا محددًا من الجسم كما هي الحال عند الإصابة بجرح، أو كَدْمَة، أو عند إجراء عملية جراحية، وتبدأ هذه العوامل المُلوِّثة بالتكاثر مما يؤدي إلى حدوث العدوى.

تختلف أنواع العوامل المُلوِّثة باختلاف الآتي:

  • العمر.
  • سبب العدوى.
  • البيئة المحيطة، فعلى سبيل المثال العدوى الطُّفَيْلِيَّة هي من سمات البيئة الريفية خاصةً تلك التي تسودها ظروف نظافة متدنية.

يشهد العالم مؤخرًا ازديادًا في حالات العدوى في الهيكل العظمي الناجمة عن الجراثيم، ولدى مرضى الإيدز (AIDS)، وغيرهم من المرضى الذين يُعانون من سوء التغذية.

2. أسباب حدوث التهاب الهيكل العظمي غير الجرثومي

ينجم هذا النوع من الالتهاب عن إحدى الآتي:

  • حدوث احتكاك الوتر داخل الإطار الذي يتحرك فيه.
  • الاحتكاك مع نقطة التقاء الوتر بالعظم.
  • نتيجة لكدمة موضعية.
  • نتيجة لجهد مفرط للعضلة أو المَفصِل في حالة عدم التحضير.
  • القيام بالإحماء بشكل لا يتناسب مع الجهد المبذول.

بشكل عام يحدث الالتهاب عندما يقوم شخص ببذل جهد بدني حاد في بعض الأحيان عن طريق تفعيل بعض العضلات دون تمارين الإحماء المسبقة لإعداد الجسم.

إن الهدف من تمارين الإحماء المسبق هو المناسبة بين مجموعة الأعضاء الآتية:

  • العضلة.
  • الوتر.
  • المفصل مع الجهد المطلوب.

على سبيل المثال: التهاب أوتار الكوع في جانبه الخارجي المعروفة باسم كوع التنس (Tennis elbow) لا ينجم فقط عن لعب التنس لفترة طويلة، وإنما نتيجة للجهد المبذول لرفع حمل، أو أي حركة تتطلب المجهود من اليد.

الالتهاب الشائع بوتر أخيلِس (Achilles tendonitis) بالقدم أو الكعب غالبًا يحدث نتيجة للجهد المبذول أثناء القفز، أو الجري دون القيام بتجهيزات، أو تمارين إحماء مسبقة.

لذلك اليوم مع زيادة الوعي لأهمية ممارسة التمارين الرياضية من المهم التأكيد على ضرورة تمارين الإحماء، أو إعداد الجسم للجهد بواسطة القيام بسلسلة من التمارين.

يجب البدء بتمارين خفيفة وزيادة شدة المجهود الساكن (Static)، والحركي (Dynamic) في العضلات، والأوتار بشكل تدريجي حتى تُصبح جاهزة للقيام بالمجهود الجسدي.

مضاعفات التهاب جهاز الهيكل العظمي

من أبرز مضاعفات التهاب الهيكل العظمي وتحديدًا الجرثومي ما يأتي:

  • تلف خلايا العظم.
  • انهيار العظم بشكل كلي.

تشخيص التهاب جهاز الهيكل العظمي

يتم تحديد التشخيص عن طريق الآتي:

  • الفحص السريري.
  • المعطيات التي تدل على وجود التهاب في فحوص الدم.
  • القيام بفحوص تصوير مناسبة، مثل:
    • التصوير بالأشعة السينية.
    • فحص الأمواج فوق الصوتية (US).
    • التصوير العظام باستخدام المسح بالأشعة (Bone scan).

علاج التهاب جهاز الهيكل العظمي

يُمكن العلاج على النحو الآتي:

1. علاج التهاب الهيكل العظمي الجرثومي عند الأطفال

بعد أن يتم تشخيص الالتهاب في العظام يتم تجريب العلاج بواسطة المضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترة زمنية قصيرة تتراوح بين 24 - 48 ساعة.

إذا لم يطرأ تحسن ملحوظ يتم القيام بنزْح وتنظيف المنطقة المصابة بالعدوى عن طريق إجراء عملية جراحية، ثم يُسْتكمل العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد لعدة أسابيع.

2. علاج العدوى الناجمة عن عملية جراحية

يتم العلاج عن طريق نَزْحِ المنطقة المصابة بالعدوى وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة لنوع الجراثيم المسببة للعدوى، وعندما يخترق الالتهاب العظم يطلق عليه اسم الْتِهاب العَظْمِ والنخاع العظمي يزداد الوضع تعقيدًا لأن إمدادات الدم إلى العظام منخفضة نسبيًّا، وبالتالي تكون قدرة المضادات الحيوية على الوصول والتغلغل لكل زاوية في المنطقة المصابة بالعدوى محدودة.

قد تم رصد حالات لمرضى أُصيبوا بالتهاب خامد بالعظم عدة مرات ينشط لديهم الالتهاب نتيجةً لسبب موضعي ككدمة، أو نقص في المناعة، بل وأحيانًا من دون سبب واضح لتفاقم الالتهاب.

3. علاج العدوى في المفاصل الاصطناعية

تُعد المفاصل الاصطناعية فراغات مغلقة تحتوي على أجسام غريبة، وبالتالي فإن قدرة المضادات الحيوية على الوصول إلى العوامل المُلوِّثة تكون محدودة، ولذلك فإن علاج هذه الحالات يكون بإجراء عملية جراحية على مرحلتين.

يتم في المرحلة الأولى إخراج الطعم الاصطناعي ثم يتم حقن مضادات حيوية إلى داخل حيز المَفْصِل بشكل موضعي وعام، فقط بعد مضي 10 - 15 أسبوعًا من إتمام المرحلة الأولى، وبعد أن يتم إجراء كل الفحوص اللازمة لاستبعاد وجود عدوى نشطة يتم إجراء المرحلة الثانية من العملية الجراحية، والتي تتخلل زرع مَفْصِل اصطناعي مرة أخرى.

أيضًا في هذه الطريقة تكون نسبة العدوى مرتفعة، وتصل إلى 10% - 30% مقابل 0% - 3% في عملية استبدال المرفق الأولية.

4. علاج التهاب الهيكل العظمي غير الجرثومي

في حال حدوث التهاب غير جرثومي فيتم علاجها بالوسائل الآتية:

  • العلاجات المنزلية

من أبرز العلاجات المنزلية ما يأتي:

  1. الراحة حيث في الغالب يتم تثبيت الطرف أو المَفْصِل المصاب.
  2. تبريد موضعي للمكان المصاب بواسطة ضمادات باردة.
  • العلاج الدوائي

من أبرز العلاجات الدوائية المستخدمة ما يأتي:

  1. الأدوية المضادة للالتهاب المعروفة كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية: تندرج ضمن هذه المجموعة الدوائية أدوية، مثل، الأيبوبروفين (Ibuprofen)، بعضها يكون موضعي.
  2. حقن أدوية تنتمي لعائلة الاستيرويدات (Steroids): التي تُعتبر ذات فاعلية مضادة للالتهاب قوية جدًّا، حيث يتم إعطاؤها عن طريق الحقن الموضعي، ولكن استخدامها منوط أحيانًّا بظهور آثار جانبية عديدة.
  • العلاج الجراحي

يجب في الحالات الأكثر خطورة إجراء عملية جراحية من أجل إزالة الأنسجة المصابة بالالتهاب، أو الأنسجة النَّدْبِيَّة (Scar tissue) التي تكونت في منطقة الالتهاب.

  • العلاج الطبيعي

تُعتبر العلاجات الطبيعية المختلفة هامة جدًّا في إطار علاج الالتهاب، بالإضافة إلى علاج الأعراض، كما أنه من المهم أن يقوم المعالجون، والأطباء، والمعالجون الفيزيائيون (Physiotherapists)، والمعالجون المهنيون (Occupational therapists) بإرشاد المريض بخصوص كيفية الوقاية من حدوث التهابات من هذا النوع.

الوقاية من التهاب جهاز الهيكل العظمي

يُمكن الوقاية من التهاب الهيكل العظمي عن طريق التقليل من مسببات حدوثه، مثل:

  • الحرص على النظافة الشخصية.
  • التعقيم الشديد قبل إجراء العمليات.
  • تفادي التعرض لصدمات وكدمات.
  • القيام بالإحماء قبل ممارسة التمارين الرياضية.