قيء مفرط حملي
Hyperemesis gravidarum
يعد القيء المفرط الحملي أحد الأعراض التي تظهر خلال فترة الحمل، حيث تعاني الحامل من غثيان شديد وتقيؤ متكرر.
قيء مفرط حملي ومعلومات عنه
من المعلومات الهامة عن القيء المفرط الحملي ما يأتي:
- يعد الشعور بالغثيان والتقيؤ في النصف الأول من الحمل من الأمور الشائعة، ولكن يجب التمييز بين هذه الظواهر الشائعة وظاهرة القيء المفرِط الحملي الأكثر ندرة.
- تحدث هذه الظاهرة لدى 70% من الحوامل بين الأسبوع الرابع والأسبوع السابع للحمل وتنتهي عند الأسبوع السادس عشر، وقد تستمر هذه الظاهرة لدى 10% من النساء لفترة أطول.
- تحدث هذه الظاهرة على مدار ساعات النهار، وتضطر ثلث النساء إلى التغيب عن العمل بسبب هذه الظاهرة خلال الفترة المذكورة.
- يكون الغثيان والتقيؤ أكثر شيوعًا في حالات الحمل متعدد الأجنة وفي الحالات المرضية كداء الأرومة الغاذية في الحمل (Gestational trophoblastic disease).
- يوجد حالات أكثر شدة، وتكون لدى 1% - 3% من مجمل حالات الحمل، وتتميز بالتقيؤ المتكرر بما قد يصل إلى أكثر من 4 مرات في اليوم، وفقدان الوزن، والجفاف، اضطراب في تراكيز الأملاح ويطلق على هذه الحالة اسم القيء المفرط الحملي.
أعراض قيء مفرط حملي
أسباب وعوامل خطر قيء مفرط حملي
من الملاحظات الهامة فيما يتعلق بأسباب وعوامل خطر الإصابة بالقيء الحملي المتكرر ما يأتي:
1. أسباب القيء الحملي المتكرر
من الملاحظات الهامة على ذلك ما يأتي:
- لا يعرف الكثير عن الخلفية الفيسيولوجية المسببة لظاهرة القيء المتكرر خلال فترة الحمل، ولكن يعتقد أنها قد تعود إلى عدة عوامل وأسباب.
- يعد العامل النفسي أحد الأسباب المحتملة، ولكن لا يوجد تفسير واضح ودقيق لهذه الظاهرة.
- تعد التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل أحد الأسباب المحتملة للغثيان والتقيؤ خلال فترة الحمل، حيث توجد علاقة بين التقيؤ وارتفاع تركيز هرمونات الغدة الدرقية وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (Human Chorionic Gonadothropin - hCG) وهرمون الإستروجين (Estrogen) وهرمون البرولاكتين (prolactine).
- تعتبر النظرية الهرمونية أكثر الأسباب المحتملة قبولًا على الرغم من أن الآلية الدقيقة التي تقول بأن ارتفاع أو هبوط مستوى هرمون معين يؤدي إلى غثيان وتقيؤ شديد غير واضحة بشكل كافي.
- يعود السبب في بعض الأحيان إلى التغيير الحاصل في عمل الجهاز الهضمي خلال فترة الحمل، إضافة إلى الإصابة بالجرثومة الملوية البوابية (Helicobacter pylori) المتعلقة بتكون القرحة الهضمية.
- لا يكون هناك تأثير خطير للقيء على الجنين عندما تكون الحالة بسيطة، ولكن إذا كان التقيؤ والغثيان مصحوبًا بانخفاض في وزن الأم، فإن ذلك قد ينعكس على الجنين بتأخر في نموه أو ولادة طفل بوزن منخفض.
2. عوامل خطر الإصابة بالقيء الحملي المتكرر
من الملاحظات الهامة على ذلك ما يأتي:
- تعد النساء اللواتي يعانين من الغثيان أثناء السفر أو عند تناول حبوب منع الحمل، واللواتي يعانين من مرض الشقيقة أكثر ميلًا للإصابة بالقيء المتكرر خلال فترة الحمل.
- تعاني النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من القيء المفرط في حمل سابق، أو اللواتي يحملن للمرة الأولى، أو اللواتي يحملن بالتوائم من القيء المتكرر بشكل أكثر من غيرهن.
مضاعفات قيء مفرط حملي
من الملاحظات الهامة فيما يتعلق بمضاعفات القيء المفرط الحملي ما يأتي:
- يعد القيء المفرط الحملي هو السبب الأكثر شيوعًا لذهاب المرأة للعلاج إلى المستشفى في بداية حملها، إذ يمكن أن يسبب ما يأتي:
- فقدان الوزن.
- الجفاف.
- اختلال في التوازن الحمضي - القاعدي، مثل الحماض الاستقلابي (metabolic acidosis).
- سوء التغذية.
- اختلال في توازن الأملاح.
- ضعف في العضلات.
- شعور عام بالإنهاك.
- يمكن القول بأن التقيؤ خلال فترة الحمل قد يتحول من ظاهرة مقبولة ومنتشرة إلى معاناة تشوش النشاط الطبيعي للمرأة الحامل، وتؤثر سلبًا على مزاجها، وتجبرها على زيارات متكررة لغرفة الطوارئ والمكوث المستمر في المستشفى.
- يعد عدم وضوح الخلفية الفيسيولوجية لهذه الظاهرة أحد الأمور التي تجعل من غير الممكن مساعدة المرأة إلا من خلال منع المضاعفات الممكنة.
- تحدث بعض المضاعفات الخطيرة والنادرة التي تتعدى آثا القيء في بعض الحالات، وتشمل ما يأتي:
- إصابة المريء.
- ضرر في الكلى.
- اعتلال دماغي فيرنيكي (Wernicke's encephalopathy).
- اليرقان.
- تنكس أنسجة الكبد.
- الذهان.
تشخيص قيء مفرط حملي
من الملاحظات الهامة فيما يتعلق بتشخيص حالة القيء الحملي المفرط ما يأتي:
- يسأل الطبيب بعض الأسئلة حول الأعراض الظاهرة على الحامل، والتاريخ الطبي والمرضي، كما يقوم بإجراء فحص جسدي.
- يتم إجراء بعض فحوصات الدم والبول لتشخيص الإصابة بالجفاف، وأية اضطرابات في الأملاح والمعادن في الجسم والتي تنتج عادةً عن الجفاف.
- يتم إجراء بعض الفحوصات التصويرية لتشخيص وجود حالة الحمل الرحوي أو الحمل الكاذب، والتي تشبه في البداية الحمل الطبيعي، أو وجود حمل بأكثر من جنين، حيث تزيد هاتين الحالتين من احتمالية الإصابة بالقيء الحملي المتكرر.
- يتم إجراء العديد من الفحوصات الأخرى لاستبعاد جميع الأسباب الأخرى الممكنة التي تسبب القيء المتكرر.
علاج قيء مفرط حملي
يعتمد علاج القيء المفرط الحملي على شدة حالة المريض، حيث يمكن أن تشمل العلاجات ما يأتي:
-
اتباع التدابير الوقائية
وذلك من خلال استخدام رباط المعصم للعلاج بالضغط الذي يشبه ذلك المستخدم في حالات دوار الحركة، حيث يمكن ارتداؤه كلما شعرت المرأة بالغثيان.
-
تناول وجبات صغيرة متكررة
قد يساعد تناول الوجبات الصغيرة الجافة مثل البسكويت في علاج القيء المتكرر أو التخفيف من شدته في بعض الأحيان.
-
السوائل الوريدية
من المهم أن تتناول الحامل كميات كافية من السوائل؛ لذلك قد يتم اللجوء إلى السوائل الوريدية في بعض الحالات التي تستمر فيها المرأة بالتقيؤ طوال فترة الحمل، وعادةً ما التوقف عن إعطاء السوائل الوريدية في الحالات التي تكون المرأة قادرة على تناول السوائل الفموية.
-
تغذية وريدية كاملة
قد يكون هناك حاجة إلى تناول السوائل الوريدية التي تحتوي على جميع المواد المغذية التي تحتاجها الحامل، وذلك في بعض الحالات التي يكون التقيؤ فيها شديد.
-
الأدوية
يتم استخدام الأدوية المضادة للقيء عندما يكون القيء مستمر بحيث يمكن ان يؤثر على صحة الأم والجنين، وعادةً ما يتم تناول الأدوية عن طريق الفم أو من خلال الحقن الوريدية، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- بروميثازين (Promethazine).
- ميكليزين (Meclizine).
- دروبيريدول (Droperidol).
الوقاية من قيء مفرط حملي
في الواقع لا يوجد طرق واضحة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بالقيء المتكرر، ولكن يمكن اتباع بعض الممارسات التي تساعد في التقليل من حدوث الغثيان والقيء، مثل ما يأتي:
- تناول الطعام على شكل وجبات صغيرة ومتكررة.
- الانتظار حتى تحسن حالة الغثيان قبل البدء بتناول مكملات الحديد.
- تناول بعض المكملات التي يمكن أن تقلل من الغثيان مثل مكملات الزنجبيل بناءً على تعليمات الطبيب.
- تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين والتوابل الحارة.