فشل القلب الاحتقاني
Congestive Heart Failure - CHF
فشل القلب الاحتقاني هو عدم قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم إلى أنسجة الجسم، هذه مشكلة خطيرة في العالم الغربي، إذ تُصيب في الغالب السكان البالغين.
نحو 6% - 10% من السكان في سن 65 وما فوق يُعانون من فشل القلب الاحتقاني، وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في معدلات الرقود في المستشفى والوفيات، على الرغم من الابتكارات والتجديدات في مجال العلاج.
تبدأ الإصابة بضرر في عضلة القلب ويستمر في عملية متقدمة من التغير المستمر في شكل القلب (Remodeling)، ومن ذلك فإن عضلة القلب تتكثف خلال محاولة تخفيف توتر الجدار، ثم يتوسع البطين ويُصبح شكل القلب مستديرًا، هذا المسار يسبق ظهور الأعراض بعدة أشهر وحتى بسنوات.
تصنيفات فشل القلب الاحتقاني
من المتبع تصنيف فشل القلب الاحتقاني وفقًا لأربع درجات من الحدة والخطورة:
1. درجة أ
تشمل الأشخاص الذين لم يحصل لديهم ضرر في القلب بعد، لكنهم معرضون بدرجة عالية لحصول الضرر في القلب، على سبيل المثال: المرضى الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)، أو مرض الشرايين العصيدي (Atherosclerotic heart disease) أو من مرض السكري (Diabetes).
2. درجة ب
تشمل المرضى الذين يُعانون من ضرر في القلب، لكن بدون ظهور أعراض المرض بعد، مثل: المرضى الذين أُصيبوا باحتشاء عضلة القلب (Myocardial infarction)، أو المرضى الذين يُعانون من خلل في الصمامات، أو من توسع البطين الأيسر.
3. درجة ج
تشمل المرضى الذين يُعانون من أعراض.
4. درجة د
تشمل المرضى الذين يُعانون من مرض متقدم ونهائي لا شفاء منه.
أعراض فشل القلب الاحتقاني
الأعراض الرئيسية لفشل القلب الاحتقاني هي:
- ضيق التنفس والإرهاق اللذين يُحدان من قدرة الجسم على العمل، وخاصة عند بذل الجهد، وتُؤثر في سير الحياة اليومية للمريض وجودتها.
- احتباس للسوائل يُسبب تورمًا في أنحاء مختلفة من الجسم.
- ضيق التنفس عند الاستلقاء والحاجة إلى إضافة الوسائد للنوم.
- الحاجة إلى الاستيقاظ والتبول في الليل.
الأعراض بالاعتماد على تصنيف فشل القلب الاحتقاني
تصنيف رابطة نيويورك للقلب (NYH - New York Heart Association) إلى درجات فشل القلب الاحتقاني، والذي يُقاس حسب مستوى الجهد الذي يُسبب الأعراض:
- الدرجة أ: تظهر الأعراض عند بذل جهد شديد فقط، كما هو الحال لدى إنسان معافى.
- الدرجة ب: تظهر الأعراض بعد بذل جهد عادي.
- الدرجة ج: تظهر الأعراض بعد جهد طفيف.
- الدرجة د: تظهر الأعراض في وقت الراحة.
أسباب وعوامل خطر فشل القلب الاحتقاني
قد تكون العوامل المسببة والمرتبطة بضرر بنيوي أو بخلل وظيفي في قدرة البطين على الامتلاء وضخ الدم.
حوالي ثلثي الحالات تحدث نتيجة أمراض القلب التاجية.
ثمة عوامل أخرى مسببة من بينها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- خلل في الصمامات.
- سموم تؤذي عضلة القلب.
- التهاب عضلة القلب (Myocarditis).
- اضطراب في عمل الغدة الدرقية.
مضاعفات فشل القلب الاحتقاني
من مضاعفات فشل القلب الاحتقاني:
- الفشل الكلوي.
- مشاكل في صمامات القلب.
- اضطراب في نبضات القلب.
- فشل الكبد.
تشخيص فشل القلب الاحتقاني
يستند التشخيص على التاريخ الطبي والفحص البدني بما في ذلك أسئلة حول أعراض.
1. التشخيص البدني
يشمل الفحص البدني الاستماع إلى أصوات نفخات (Murmur) في القلب، وقياس معدل ضربات القلب، وقياس الوزن يوميًا، وإجراء فحص للكشف عن تجمع سوائل في الرئتين، واحتقان في أوردة الرقبة ووذمات في الساقين.
2. الفحوصات التصويرية
من الفحوصات الأخرى المفيدة للتشخيص هو تخطيط صدى القلب (Echocardiography) الذي يُوضح مبنى القلب وأداءه.
علاج فشل القلب الاحتقاني
يختلف العلاج وأهدافه باختلاف حالة المريض.
أهداف العلاج
يهدف العلاج إلى منع الشعور بالمرض لدى المرضى الذين لم تظهر الأعراض لديهم بعد، أما بالنسبة للمرضى الذين قد ظهرت الأعراض لديهم فإن العلاج يهدف إلى منع تطور المرض، وتخفيف الأعراض، وتحسين جودة الحياة ومنع الوفاة.
علاج المعرضين لخطر الإصابة
المرضى المعرضين بدرجة عالية لخطر الإصابة بفشل القلب الاحتقاني فإن معالجة عوامل الخطر يُقلل من احتمالات نشوء المرض، هنالك ضرورة ملحة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، والمستويات المرتفعة من الدهون في الدم، وتجنب التدخين، وتناول المشروبات الكحولية، ومعالجة اضطرابات الغدة الدرقية.
يُوصى بالحد من تناول الملح، كما يُوصى المرضى الذين يُعانون من داء تصلب الشرايين الصعيدي، أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم بمعالجتهم بواسطة الأدوية المثبطة للإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme Inhibitor - ACEI).
المرضى الذين يُعانون من ضرر في بنية القلب، مثل: المرضى الذين أُصيبوا باحتشاء عضل القلب، يُوصى بمعالجتهم بواسطة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، وحاصرات بيتا، وهناك حاجة إلى مراقبة دورية لأعراض وعلامات المرض.
المعالجة الدوائية للمرضى
معظم المرضى يحتاجون إلى دمج عدة أدوية معًا، الأدوية العلاج الرئيسية هي:
- مدرات البول.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- حاصرات بيتا.
- الديجيتال (Digitalis).
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تُخفف من حدة الأعراض، وتمنع عملية تغيير شكل القلب، وتخفض من معدل الوفيات.
ثبت أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا تُحسن من توقعات سير المرض على المدى الطويل، كما أن الديجوكسين يُقلل من الأعراض ويزيد من القدرة على تحمل الجهد.
قد أظهرت الدراسات التي أُجريت في السنوات الأخيرة أن مثبطات الألدوستيرون (Aldosterone)، مثل: سبايرونولاكتون (Spironolactone) تُقلل بشكل كبير من معدل الوفيات من جراء فشل القلب الاحتقاني.
علاج المرضى في المراحل المتقدمة
المرضى الذين يُعانون من علة انتهائية لا شفاء منه (Terminal illness) مع ظهور الأعراض خلال وقت الراحة يحتاجون في بعض الأحيان إلى تناول الأدوية الآتية:
- أدوية لتوسيع الأوعية الدموية، مثل: النترات (Nitrate) في الوريد (Intravenous Infusion).
- أدوية تُؤثر في التقلص العضلي (Inotropic) وتُحسن انقباضات القلب ويتم إعطاؤها في الوريد.
- ناظمة لعمل البطينين.
- عملية جراحية لزراعة القلب.
- العلاج في إطار مأوى لرعاية المحتضرين (Hospice).
الوقاية من فشل القلب الاحتقاني
من أهم طرق الوقاية من فشل القلب الاحتقاني:
- المحافظة على وزن مثالي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن التوتر.
- النوم بشكل كافي.
- تناول الخضراوات والفواكه.
- التقليل من تناول الملح.
- الامتناع عن التدخين.