دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة

دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة (Hemochromatosis) هو اضطراب في عملية أيض عنصر الحديد يتميز بارتفاع تركيز الحديد في الدم وترسب الحديد في أنسجة مختلفة، التسمية التي أطلقت على هذا المرض في الماضي التي تدعى سكري المرأة السمراء نبعت من التغير الذي يحصل في لون الجلد إذ يميل إلى البرونزي بسبب ترسب الحديد. 

للحديد عدة وظائف في الجسم فهو موجود في كريات الدم الحمراء وفي خلايا العضلات، ويكوّن مركبًا هامًا في عمل العديد من الإنزيمات المختلفة، والحديد الحر في الدم ينتج تركيبات سامة؛ لذا من أجل حماية الجسم يتواجد الحديد في الجسم وهو مرتبط بالبروتين.

لا يملك الجسم قدرة على التخلص من فائض الحديد، ففي حال ارتفاع كمية الحديد في الجسم يترسب فائض الحديد في الأعضاء المختلفة مما يُسبب الضرر لها ويؤذي أداءها الوظيفي، هنالك حالتان من فائض الحديد:

• دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة الوراثي الذي يتجلى في امتصاص زائد للحديد في الأمعاء على الرغم من أن مخازن الحديد ممتلئة بالكامل، حيث ينتقل هذا المرض بالوراثة بطريقة كروموسومية جسدية متنحية (Autosomal recessive)، وتظهر علامات المرض بشكل عام لدى الرجال في عمر ما فوق 40 عامًا.
• تحميل خارجي للحديد كما في الحالات التي يتم الخضوع فيها لعدد كبير من عمليات نقل الدم، أو عن طريق تناول مستحضرات الحديد بإفراط.

تختلف أعراض فرط الحديد ومدى خطورتها باختلاف المكان، والكمية، وسرعة تجمع الحديد، حيث أبرز ما يشكو منه المصابون بدَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة هو:

• الضعف.
• التعب.
• فقدان الوزن.

تشمل الأسباب وعوامل الخطر ما يأتي:

• الوراثة.
• تناول مكملات الحديد بطريقة مفرطة ودون استشارة الطبيب.

تشمل المضاعفات ما يأتي:

• أضرارًا للكبد بدرجات مختلفة من الخطورة، ومن الممكن أن تصل إلى حد الإصابة بتشمع الكبد.
• الإصابة في البنكرياس تؤدي إلى انخفاض في إفراز هرمون الأنسولين ممّا يؤدي إلى نشوء مرض السكري.
• ترسب الحديد في القلب يُحدث تغييرًا في مبناه وفي أدائه الوظيفي، إضافة إلى تطور فشل القلب الاحتقاني واضطراب النظم.
• ترسب الحديد في المفاصل يؤدي إلى التورّم وتقييد الحركة، كما أنه من المحتمل حصول ضرر في القدرة الجنسية.

يتم تشخيص دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة بواسطة التعرّف على الأعراض التي تميزه من خلال النتائج التي تظهر في الفحص الجسدي، ومن خلال فحوصات مخبرية تشير نتائجها إلى ارتفاع مستويات الحديد في الجسم وإلى تضرر الأعضاء المختلفة، حيث أن فحص وراثي للتعرّف على الجين يمكنه أن يؤكد وجود دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة العائلي.

أحيانًا تكون هنالك حاجة إلى إجراء فحص الخزعة من الكبد والتي تسمح بقياس كمية الحديد المترسبة في أنسجة الجسم.

يهدف علاج دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة إلى تخفيض مستوى الحديد، ففي حالات دَاءُ تَرَسُّبِ الأَصبغَةِ الدَّمَوِيَّة الوراثي يتم العلاج بواسطة بضع الوريد وفصد الدم، لكن في الحالات التي يكون هذا العلاج غير مناسب يمكن المعالجة بواسطة تناول الأدوية التي تقوم بامتصاص فائض الحديد وإفرازه خارج الجسم.

للتشخيص والعلاج المبكر أهمية كبيرة جدًا، فالتشخيص والعلاج المبكر من شأنهما تلافي حصول الضرر في الأعضاء المختلفة.

تشمل طرق الوقاية ما يأتي:

• تجنب مكملات الحديد والفيتامينات التي تحتوي على الحديد.
• تجنب مكملات فيتامين ج.
• تجنب الكحول.
• تجنب تناول الأسماك النيئة والمحار.