كثرة الخلايا البدينة
Mastocytosis
تعد الخلايا البدينة (Mast cells) المسؤول الرئيس لحدوث ردود الفعل التحسسية، ويتم إنتاجها من نخاع العظم (bone marrow) عند حدوث حافز معين لإنتاجها.
من المهم معرفة أن هذه الخلايا لا تتواجد في الدم عند الأشخاص المعافيين، إنما تتواجد في أنسجة الجسم المختلفة بالقرب من الأوعية الدموية.
تعد كثرة الخلايا البدينة أحد الاضطرابات التي تسبب تراكم الخلايا البدينة في أنسجة الجسم المختلفة، ما يسبب إفراز هذه الخلايا لبعض المواد الكيماوية التي تسبب التهابات حادة تسبب تلف في بعض الأنسجة.
أنواع كثرة الخلايا البدينة
يمكن تصنيف أنواع كثرة الخلايا البدينة إلى ما يأتي:
-
كثرة خلايا بدينة بطيء التنامي (Indolent Mastocytosis)
يسبب هذا النوع من الاضطرابات عادةً الشرى الصباغي (Urticaria pigmentosa)، وتضخم الكبد والطحال، والقرحة الهضمية (Peptic ulcer)، ونقص امتصاص الأمعاء، وإصابات في العظام، وفي معظم الأحيان لا تؤثر هذه الحالة على المرضى بشكل ملحوظ.
-
كثرة الخلايا البدينة المترافقة لأمراض الدم
غالبًا ما يرتبط هذا النوع بأمراض الدم المختلفة، وتعتمد طبيعة المرض ومضاعفاته بالأساس على نوع مرض الدم المسبب له.
-
كثرة خلايا بدينة العدواني (Aggressive Mastocytosis)
يرتبط هذا المرض عادةً بحدوث ضرر في بعض أعضاء الجسم، مثل: الطحال، والكبد، والعقد الليمفاوية، ويعتبر هذا النوع من الأمراض الصعبة بسبب الضرر الكبير الذي قد يسببه للأنسجة المختلفة.
-
ابيضاض الخلايا البدينة (Mast cell leukemia)
تعد هذه الظاهرة من الظواهر النادرة والخطيرة، حيث يمكن أن تتواجد الخلايا البدينة الغير سليمة في مجرى الدن، وليس فقط في أنسجة الجسم كما هو الأنواع الأخرى.
أعراض كثرة الخلايا البدينة
تشمل أعراض كثرة الخلايا البدينة ما يأتي:
- احمرار الجلد.
- حكة شديدة.
- طفح جلدي.
- ألم في البطن.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- فقر الدم.
- ألم في العظام والعضلات.
- تضخم الكبد والطحال.
- الاكتئاب.
أسباب وعوامل خطر كثرة الخلايا البدينة
نذكر فيما يأتي أسباب وعوامل خطر الإصابة بكثرة الخلايا البدينة:
1. أسباب كثرة الخلايا البدينة
بشكل عام يرجع حدوث كثرة الخلايا البدينة إلى حدوث طفرة جينية في بعض الخلايا، ما يسبب إنتاج الخلايا البدينة بكميات كبيرة في أنسجة الجسم المختلفة.
2. عوامل خطر الإصابة بكثرة الخلايا البدينة
يوجد بعض العوامل أو المحفزات التي تسبب الإصابة بكثرة الخلايا البدينة، وتشمل ما يأتي:
- المشروبات الكحولية.
- تهيج الجلد.
- الأطعمة كثيرة التوابل.
- لدغات الحشرات.
- بعض أنواع الأدوية.
مضاعفات كثرة الخلايا البدينة
تشمل مضاعفات كثة الخلايا البدينة ما يأتي:
- تفاعلات تأقية تحسسية: ويشمل ذلك ارتفاع معدل ضربات القلب، وانخفاض القدرة على التنفس، والإغماء.
- اضطرابات الدم المختلفة: مثل فقر الدم، وزيادة احتمالية تخثر الدم.
- القرحة الهضمية: وذلك بسبب تهيج المعدة بشكل متكرر ما يسبب حدوث نزيف فيها.
- انخفاض كثافة العظام: حيث تؤثر الخلايا البدينة على نخاع العظم، ما يسبب اضطرابات عدة، مثل هشاشة العظام.
- فشل في الأعضاء: ويكون ذلك بسبب تجمع الخلايا البدينة في أنسجة الأعضاء المختلفة، ما يسبب تلف فيها.
- السرطان: حيث يمكن أن يصاب بعض المرضى في بعض الحالات بسرطان الدم في الخلايا البدينة أو ساركوما الخلايا البدينة.
تشخيص كثرة الخلايا البدينة
يعتمد تشخيص كثرة الخلايا البدينة على الأعراض السريرية الظاهرة على المريض، ثم يتم إجراء مجموعة من الفحوصات التي تساعد في التشخيص، مثل ما يأتي:
- فحوصات الدم والبول.
- خزعة من نخاع العظم.
- خزعة من الجلد.
- بعض الفحوصات التصويرية، مثل التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب.
- فحص الجينات.
- خزعة من الأعضاء المصابة بالمرض.
علاج كثرة الخلايا البدينة
يتضمن علاج كثرة الخلايا البدينة ما يأتي:
-
تجنب المحفزات
وذلك من خلال تجنب المحفزات التي تسبب حدوث التفاعلات التحسسية، مثل: بعض أنواع الأطعمة، ولدغات الحشرات قد الإمكان.
-
تناول الأدوية
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في التخفيف من العديد من الأعراض، مثل مضادات الهيستامين، ومضادات الالتهابات، وبعض الأدوية التي تقلل من إنتاج أحماض المعدة، إضافة إلى بعض الأدوية التي تقلل من إنتاج الخلايا البدينة، كما يقوم مقدم الرعاية بتعليم المريض كيفية أخذ حقنة الإبينفرين في حال حدوث ردود فعل تحسسية شديدة.
-
العلاج الكيماوي
يتم وصف العلاج الكيماوي في حال ارتباط كثرة الخلايا البدينة ببعض أمراض الدم الأخرى، مثل ابيضاض خلايا الدم البدينة، إذ تساعد هذه الأدوية في التخلص منها أو تقليل عددها.
-
زراعة نخاع العظم
يتم اللجوء إلى زراعة نخاع العظم في بعض الحالات الشديدة التي يصعب علاجها، مثل حالة ابيضاض دم الخلايا البدينة.
-
المتابعة بشكل مستمر
تعد المتابعة المستمرة لحالة المريض من أهم الأمور التي يجب اتباعها لضمان استقرار حالة المريض، ويكون ذلك من خلال ما يأتي:
- أخذ عينات بول ودم بشكل دوري: حيث تساعد هذه العينات في إعطاء صورة واضحة بكيفية تأثير الخلايا البدينة على الجسم.
- قياس كثافة العظام: يساعد قياس كثافة العظام بشكل دوري في معرفة مدى احتمالية إصابة المريض بهشاشة العظام.
الوقاية من كثرة الخلايا البدينة
لا يوجد طرق واضحة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بكثرة الخلايا البدينة نظرًا لأنه يعود لأسباب جينية في معظم الأحيان، ولكن يمكن اتباع بعض الأمور التي تساعد في السيطرة على حالة المريض كما يأتي:
- معرفة جميع المحفزات التي تسبب الحساسية للمريض مثل بعض أنواع الأطعمة أو الأدوية، وتجنبها قدر الإمكان.
- حمل جرعة إبينفرين بشكل دائم، ومعرفة كيفية أخذه في حال أوصى الطبيب بذلك.
- اتباع جميع الإرشادات التي يعطيها الطبيب، وزيارته بشكل مستمر للمتابعة.
- ارتداء المريض سوار أو قلادة تدل على إصابته بكثرة الخلايا البدينة تحسبًا لأية حالة طارئة.