التهاب السحايا السلي

Tuberculous meningitis

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

الدماغ والنخاع الشوكي والأغلفة الغشائية المحيطة به قد تُصاب وتتأثر من جراء أي نوع من الميكروبات سواء كانت فيروسات، أو جراثيم، أو فطريات، أو طفيليات، حيث يتم تحديد اسم المرض وفق مكان وجوده في الجهاز العصبي.

في حالة الإصابة بالالتهاب السلي في السحايا (Tuberculous meningitis) يكون مصدر المرض هو بكتيريا السل (Mycobacterium tuberculosis)، تستطيع بكتيريا السل أن تصيب أعضاء غير الرئتين، وهذه الأعضاء تشمل عادةً الخلايا الليمفاوية، وأعضاء الجهاز التناسلي والمسالك البولية، والعظام والمفاصل، وغشاء الدماغ، والجهاز العصبي المركزي.

ويُعد مرض السل الرئوي هو أكثر انتشارًا وهو التهاب رئوي سريع الانتشار ومُعدٍ جدًا وصعب العلاج، ومع أن العلاج الصحيح والمتواصل عادةً ما ينجح في شفاء المريض تمامًا.

طريقة انتقال العدوى

طريقة انتقال العدوى الأساسية هي من خلال قطرات اللعاب التي تتطاير في الهواء، حيث أن هذه القطرات تكون ناتجة في العادة عن السعال، أو العطس أو حديث شخص مريض بالسل الرئوي.

إن التهاب السحايا السلي ليس مرضا معديًا، إلا إذا سبقته الإصابة بالسل الرئوي وكان المريض في جوار أشخاص غير محميين.

أعراض التهاب السحايا السلي

أعراض التهاب السحايا السلي هي أعراض حادة وخطيرة ومن شأنها أن تكون قاتلة، وهي تشمل الآتي:

  • الارتفاع الحاد في درجة حرارة الجسم.
  • الصداع الشديد المصحوب بالقيء.
  • النعاس الدائم أو قلة الهدوء البارزة.
  • اختلاجات مصحوبة بتغيرات في حالة الوعي قد تصل حد فقدان الوعي تمامًا.
  • تصلب مؤخرة العنق.
  • ارتفاع الضغط داخل القحف.
  • آلام الرأس.
  • تغيرات في التصرفات.
  • شلل في أعصاب الجمجمة.
  • الغيبوبة العميقة.

أسباب وعوامل خطر التهاب السحايا السلي

في الآتي توضيح لأبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا السلي:

1. أسباب التهاب السحايا السلي

التهاب السحايا السلي يُشكل نحو 5% من حالات الإصابة بالسل خارج الرئة، وهو أكثر انتشارًا بين الأطفال، حيث ينتج هذا المرض عن وصول البكتيريا المسببة له إلى الدماغ بواسطة الدورة الدموية.

بشكل عام يكون أصل البكتيريا من مستعمرة في الرئتين التي أحيانًا تكون في حالة سبات تام وعند وصول البكتيريا إلى غشاء الدماغ تُسبب مرضًا يعرف باسم التهاب السحايا السلي.

2. عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا السلي

تشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • شرب الكحول بكثرة.
  • الإصابة بالسل الرئوي.
  • ضعف جهاز المناعة.

مضاعفات التهاب السحايا السلي

إذا لم يتم علاج المرض يمكن أن يسبب أيًا مما يأتي:

  • تلف في الدماغ.
  • تراكم السوائل بين الجمجمة والدماغ.
  • فقدان السمع.
  • استسقاء الرأس.
  • النوبات.
  • الموت.

تشخيص التهاب السحايا السلي

الإشكالية الكبيرة التي تكمن في هذا المرض هي صعوبة التشخيص، في ما يأتي أهم المعلومات حول ذلك:

  • إن فحوصات سائل الحبل الشوكي بواسطة البزل القطني (Lumbar puncture) قد تقود نحو التشخيص في نسبة ضئيلة من الحالات، حيث أنه ليس من السهل التعرف على بكتيريا السل وتحديدها من خلال صبغ سائل الحبل الشوكي.
  • إن زرع البكتيريا في مستنبت مخبري يحتاج إلى ما يزيد عن أربعة أسابيع على الأقل.
  • فحوص التصوير، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الـتصوير المقطعي المحوسب غير قادرة على التشخيص بدقة وبصورة قاطعة، وهذا الأمر يؤدي للأسف إلى تأخير اكتشاف الإصابة بالمرض، وكلما تأخر تشخيص المرض وبدء العلاج كلما قلت نجاعته وفرص نجاحه.
  • يُوجد اختبار يعرف باختبار مانتو (Mantoux test) أو باسمه الآخر الاختبار المشتق البروتيني المنقى (Purified Protein Derivative – PPD) الذي هو فحص يتم من خلاله معرفة ما إذا كان الشخص قد تعرض إلى بكتيريا السل في السابق، هذا الفحص يناسب أي شخص كان في محيط أحد مرضى السل ويكون أكثر تأثيرًا إذا كان الحديث عن الإصابة بالسل الرئوي، نظرًا لأن هذا النوع من السل هو الأكثر نقلًا للعدوى، من المهم تذكر أن اختبار مانتو لا يُشخص الإصابة بمرض السل بل يشير إلى التعرض للبكتيريا فقط. 

علاج التهاب السحايا السلي

يشمل علاج التهاب السحايا السلي إدخال المضادات الحيوية إلى الوريد لمدة أسبوعين تبعًا لمدى حساسية البكتيريا، في حال وجود بكتيريا السل يتعين على أبناء العائلة الذين كانوا على اتصال مع المريض تلقي علاجات واقية بواسطة مضاد حيوي من نوع ريفامبين (Rifampin)، ويتم دمج هذا العلاج الدوائي مع الستيرويدات (Steroids).

هنالك نسبة كبيرة نوعًا ما من الحالات التي يحصل فيها ضرر عصبي مستديم، أي أن المريض يشفى من المرض لكنه يبقى مع مشكلة عصبية.

الوقاية من التهاب السحايا السلي

يمكن أن يمنع علاج الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالسل غير النشط انتشاره، حيث يمكن إجراء بعض الفحوصات لمعرفة ما إذا كان لديك هذا النوع من العدوى.

تعطي بعض البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسل لقاحًا للوقاية من السل، لكن فعالية هذا اللقاح محدودة.