الصرع الصغير
Absence Seizure
الصرع الصغير هو أحد أنواع مرض الصرع من نوع النوبة الصغيرة، يتميز هذا المرض بنوبات صغيرة تكون مصحوبة بتوقف مفاجئ عن الإدراك حيث يُعد هذا المرض شائعًا بين الأطفال حيث يرى الشخص المتفرج من الخارج أن الطفل مستغرق في أحلام اليقظة وغير مدرك لكل ما يدور حوله.
مقارنة بالأنواع الأخرى من مرض الصرع فإن الصرع الصغير هو نوع سهل نسبيًا لكن حتى هذا النوع قد يشكل خطرًا على الحياة، حيث يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا المرض للإشراف والمراقبة خلال الاستحمام أو السباحة وذلك من أجل حمايتهم من الغرق.
أعراض الصرع الصغير
يشمل الصرع الصغير بالإضافة لتراجع القدرة على الوعي الأعراض الآتية:
- عض الشفتين.
- رفرفة الجفون.
- حركات تشبه المضغ.
- حركات في إحدى أو كلا اليدين.
يستمر الصرع الصغير لعدة ثوان ويكون الشفاء الكامل فوريًا بعد النوبة حيث لا يكون هناك ارتباك من النوع الذي يميز أنواع النوبات الأخرى ولا يتذكر المريض أي شيء مما حصل معه خلال النوبة، من الممكن أن يمر الشخص بمئات النوبات في اليوم مما قد يضر بتحصيله العلمي أو بعمله.
في حال كانت النوبة خلال المشي أو خلال أي نشاط معقد آخر لا يسقط المريض ولكنه لا يكون مدركًا لأفعاله في تلك اللحظة، وأحيانًا لا يتم الانتباه للنوبات نفسها إذ أنها تكون قصيرة ويكون العَرَض الأولي للمرض هو التراجع المفاجئ بالمستوى التعليمي دون سبب واضح.
أسباب وعوامل خطر الصرع الصغير
تشمل الأسباب ما يأتي:
1. خلل في عمل الخلايا العصبية
بشكل عام تحصل النوبات حين تعمل الخلية العصبية بصورة غير سليمة حيث تتصل الخلايا العصبية واحدة بالأخرى بواسطة انتقال إشارات كهربائية وكيميائية في نقطة التشابك العصبي وعند النوبة يكون النشاط الكهربائي مشوشًا.
2. مسببات جينية
يبدو أن المرض له علاقة بمسببات جينية حيث من الممكن أن تؤدي حالات زيادة التنفس (Hyperventilation) لحصول النوبة.
3. خلل في إفراز الناقلات العصبية
لدى الأشخاص الذين يعانون من النوبات وُجدت نسب مرتفعة من الناقلات العصبية في الدماغ، حيث يبدو أن نسبة انتشار المرض المرتفعة بين الأطفال تتعلق بالكميات الكبيرة من الناقلات العصبية التي يتم إنتاجها لديهم؛ لذلك يختفي المرض في العديد من الأحيان مع البلوغ ومع تباطؤ معدل إنتاج الناقلات العصبية.
مضاعفات الصرع الصغير
تختفي النوبات في الغالب مع البلوغ، ولكنها يمكن أن تستمر في العديد من الأحيان مدى الحياة أو أنها قد تتفاقم إلى حد التحول لنوبات أصعب.
حتى إذا اختفت النوبات في مرحلة الطفولة تكون هناك مضاعفات، وذلك لأن الطفل الذي مر بنوبات عديدة قد يتطور لديه اضطرابات تعليمية حتى بعد اختفاء المرض.
تشخيص الصرع الصغير
يمكن إجراء التشخيص من خلال ما يأتي:
1. تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalography – EEG)
في هذا الفحص يتم إلصاق قطب كهربي على الجمجمة ويقوم بدوره بقياس النشاط الكهربي في الدماغ، في حال وجود صرع يمكن رؤية ذلك على شكل أمواج كهربائية في الدماغ، لكن في حال لم تظهر نوبة عفوية يمكن محاولة تحفيز نوبة بواسطة فرط التنفس أو الإضاءة الوامضة.
2. التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging – MRI)
يجرى هذا الفحص بهدف التأكد من عدم وجود اضطرابات أخرى والتي من شأنها أن تؤدي لأعراض شبيهة بأعراض الصرع الصغير، لا يحتوي هذا الفحص على إشعاع مؤيِّن (Ionizing radiation) ولكن تكلفته مرتفعة وفي الغالب لا تكون له حاجة.
علاج الصرع الصغير
تُعد العديد من الأدوية فعالة في علاج الصرع عند الأطفال وتقوم بتخفيف أو إزالة نوبات الصرع الصغير، لكن عملية البحث عن الدواء المناسب والجرعة الصحيحة هي عملية طويلة تتطلب المرور بفترة معينة من التجربة والخطأ، كذلك فإن تناول الدواء وفق الجرعات الدقيقة وفي وقت ثابت هو أمر ضروري لنجاح العلاج.
تشمل طرق العلاج:
1. العلاج الدوائي
تشمل الأدوية التي من الممكن استخدامها ما يأتي:
- الإيثوسكسيميد (Ethosuximide).
- حمض الفالبوريك (Valporic acid).
- اللاموتريغين (Lamotrigine).
يبدأ العلاج بإعطاء جرعة بالحد الأدنى ثم تبدأ زيادة الجرعات إلى حين الوصول إلى الجرعة الصحيحة التي تعطي التأثير المطلوب مع أقل قدر ممكن من الأعراض الجانبية، بعد سنتين دون نوبات صرع يُصبح من الممكن التفكير بإمكانية إيقاف العلاج.
2. علاجات مساندة
تشمل العلاجات المساندة ما يأتي:
- وضع سوار في اليد يُكتب عليه نوع المرض والأدوية التي يتعاطاها المريض، بالإضافة لتعليمات تتعلق بالإجراءات التي يجب اتخاذها في حالات الطوارئ.
- إخبار المعلمين، وطاقم المدرسة بما يُعاني منه الطفل وبكيفية التصرف عند حصول النوبة وفي حالات الطوارئ.
- يمكن أن يكون المرض محبطًا وقد يكون الخوف من النوبة سببًا لتوقف مسار الحياة الطبيعي للمصاب، لكن من المهم المحاولة وعدم تقييد الطفل أكثر مما يجب.
- توجد مجموعات دعم وجمعية لمرضى الصرع من شأنها أن تساعد في مواجهة المرض وأعراضه.
الوقاية من الصرع الصغير
يمكن الوقاية من المرض من خلال ما يأتي:
- الحصول على قسط كافي من النوم كل ليلة.
- البحث عن طرق للتحكم في توترك.
- اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا.
- التمرن بانتظام.