الشلل السفلي
Paraplegia
شلل الرّجلين أو الشلل السفلي هو ضررًا حاصلًا في الحبل الشوكي أو في الأعصاب الآتية منه.
الحبل الشوكي (Spinal cord) هو مجموعة من الأعصاب الموجودة في داخل قناة في فقرات العمود الفقري، تنقل الإشارات بين الدماغ وبين أعضاء الجسم المختلفة.
حصلت ثورة في العلاج تحققت بفضلها إنجازات هامة، مثل: زيادة أكثر من ثلاثين سنة إلى مأمول الحياة (Life expectancy)، وشفاء الأعصاب بمعدل مرتفع، وتحسن كبير في الأداء الوظيفي وفي جودة الحياة.
هذه الإنجازات تتعلق بشكل أساسي بمنع ظهور المضاعفات التي سببت ضررًا للأعصاب ولاستعادة أدائها، ويُشكل هذا التطور قاعدة للعلاج المعتمد في الأقسام الطبية للتأهيل والمتخصصة بشكل خاص في مجال إصابات الحبل الشوكي.
العلاجات التجريبية التي أُجريت على الحيوانات والتي نجحت في شفاء الحبل الشوكي من شأنها أن ترفع في المستقبل من نسبة الشفاء أيضًا بين الأشخاص الذين أُصيبوا بشلل في أطرافهم السفلية.
إن مناسبة الأماكن العامة، والمواصلات، وأماكن العمل للحركة بواسطة كرسي العجلات تُعزز من اندماج الأشخاص المصابين بالشلل السفلي في حياة المجتمع وفي مرافق الاقتصاد.
أعراض الشلل السفلي
الاضطرابات الوظيفية الرئيسة التي تُصاحب الشلل السفلي تتركز بالآتي:
- فقدان السيطرة على إفراز البول أو البراز.
- ضعف الأداء الجنسي والخصوبة.
- صعوبة في ارتداء الملابس.
- عدم القدرة على تنظيف الجزء السفلي من الجسم والتنقل.
أسباب وعوامل خطر الشلل السفلي
يمكن توضيح أسباب الشلل السفلي بما يأتي:
1. أسباب الشلل السفلي
يحدث الشلل السفلي بفعل الأسباب الآتية:
- إصابة الحبل الشوكي في القناة الظهرية أو القطنية (Lumbar).
- إصابة الأعصاب التي تخرج من جزئه السفلي.
- الإصابات الجزئية والفريدة في الحبل الشوكي العنقي وفي الدماغ قد تؤدي إلى مثل هذا الشلل، لكن الضرر الناجم عن هذه الإصابات ينتشر في الغالب إلى أجزاء أكثر ارتفاعًا من الجسم.
2. عوامل الخطر
كما هو الحال في الشلل الرباعي (Tetraplegia) كذلك في الشلل السفلي، يمكن أن تنجم الإصابة بفعل العوامل الآتية:
- كدمة.
- تّضيق في القناة الشوكية.
- انفتاق غضروفي بين الفقرات.
- تصلب الشرايين.
- أورام سرطانية.
- تلوثات وأمراض في الأوعية الدموية.
مضاعفات الشلل السفلي
قد تكون الإصابة مصحوبة بمضاعفات طبية ناتجة من إعاقة تنظيم عمل الأعضاء الموجودة في القسم السفلي بواسطة الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور الآتي:
- قرحة الفراش.
- تجلط الدم.
- سلس البول.
- ضعف القدرة الجنسية.
- وهن في العضلات.
تشخيص الشلل السفلي
يُمكن تشخيص الشلل السفلي عن طريق سؤال المريض عن الأعراض، والإصابات التي تعرض لها، بالإضافة إلى الفحص الجسدي، قد يتم إجراء الفحوصات الآتية:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- تخطيط كهربائية العضل.
علاج الشلل السفلي
يُوجد العديد من الطرق لمساعدة المريض على العودة إلى حياته الطبيعية، وهي كالآتي:
-
علاج الشلل النصفي
يتمثل العلاج في علاج الأعراض والمضاعفات، وتحسين الوضع الصحي للمريض وتأهيله للاندماج في المجتمع.
1. علاج مشكلات الجهاز البولي
يتم ذلك من خلال:
- تصريف البول بواسطة القسطرة (Catheterization) التناوبية.
- التدرب على ملء المثانة البولية وإفراغها من خلال الاستعانة بعامل محفز أو بواسطة الضغط اليدوي.
- تخطيط مواعيد الشرب والتبوّل.
- تناول الأدوية التي تُؤثر على انقباض المثانة البولية (Urinary bladder) وعلى المصرّات (Sphincter).
جميع هذه العوامل من شأنها ضبط وتنظيم آلية التفريغ بحيث يتم تلافي تعرض الكليتين للخطر، ومنع تشويش الحياة اليومية، والانخراط في المجتمع.
في السنوات الأخيرة، وبفضل التكنولوجيا الحديثة يتم معالجة شلل المثانة البولية بواسطة جهاز إلكتروني يتم زرعه في المثانة ويقوم بتشغيلها بواسطة محفزات كهربائية، أو مصرات اصطناعية.
2. علاج قرحة الفراش
تظهر قرحة الفراش من جراء انعدام الإحساس بالألم، أو من جراء تقييد الحركة، ويؤدي إلى عدم اهتمام المصاب وحرصه على حماية جلده من الضغوط الخارجية، والتلوّث في هذه القرحة يُمكن أن ينتشر في الجسم كله وأن يعرّض الحياة للخطر.
من المتبع الدمج بين الإرشاد لتلافي وقوع الضغط على الجلد والعلاج، والتزود بوسائد للجلوس وبفرشات خاصة، وأحيانًا تتم المعالجة بالأدوية، أو عن طريق الجراحة لمنع قرحة الفراش ولإشفائها.
3. علاج التشنجات اللاإرادية
إن الانقباضات اللاإرادية للعضلات والتي تسمى بالتشنجات يُمكن أن تزيد الإعاقة سوءًا.
تتم معالجة هذه الظاهرة بوسائل متنوعة، وقد أُضيف مؤخرًا العلاج عن طريق الحقن بسم البوتلينيوم (Botulinus toxin) في العضلات المتشنجة.
4. المساعدة على الحركة
هم يحتاجون إلى كرسي العجلات، ومساعدتهم على الحركة مرهون بتوفر حيز كاف للحركة، ومسارات وصول سهلة ومناسبة لحركة كرسي العجلات، وذلك سواء في البيت أو في مكان العمل.
5. التأهيل النفسي
يُساعد التدخل النفسي في التكيّف مع الإعاقة وفي التقليص من القيود النابعة منها.
-
فوائد السعي في تأهيل وعلاج مريض الشلل النصفي
في أعقاب عمليات التأهيل الناجحة تظهر المميزات الآتية:
- يستعيد الأشخاص الذين أُصيبوا بالشلل السفلي قدرتهم على تناول الطعام، والاعتناء بوجوههم، والاستحمام، وارتداء الملابس دون مساعدة الآخرين.
- يستطيعون إنجاز أعمال وهم جالسون.
- يستطيع البعض منهم العودة إلى المشي من جديد بعد تدريب ملائم، وغالبًا يكون ذلك ممكنًا بمساعدة الآتي:
- العكازين.
- أجهزة لتثبيت الكاحلين، أو الركبتين، أو الظهر، وذلك تبعًا لمكان الإصابة في الحبل الشوكي أو في الأعصاب.
- أجهزة التحفيز الكهربائي لعضلات الرجلين أن تُساعد في مشي المشلولين، لكنها قليلة الانتشار.
العلاج الذي يُعطى اليوم للمصابين بالشلل السفلي يمنح استقلالية تامة في الحياة اليومية، وحرية في اتخاذ القرارات، وفي اختيار الأنشطة والفعاليات، وقدرة على الاندماج الكامل في الحياة العائلية، والمجتمع، والعمل.
الوقاية من الشلل السفلي
يُمكن الوقاية من الشلل السفلي عن طريق الآتي:
- تفادي حوادث السير.
- علاج عوامل الخطر المذكورة سابقًا.