الاعتبارات الطبية لوصف المضادات الحيوية للاطفال
السؤال
الجواب
علاج التهاب الحلق لدى الأطفال هو بالتأكيد موضوع مثير للاهتمام والجدل بين أطباء الأطفال في جميع أنحاء العالم.
في هولندا، على سبيل المثال، يتجنب الاطباء من إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في هذه السن رغم اصابتهم بالتهابات الحلق. وبالتالي يسمحون للالتهاب ان يشفى من تلقاء نفسه ويعطون الطفل فقط لعلاج الأعراض (Symptomatic).
هذا النهج له ما يبرره على اعتبار أن معظم التهابات الحلق لدى الأطفال سببها فيروسات مختلفة، والعلاج بالمضادات الحيوية لا يكون ذا قيمة في علاج التهاب الحلق.
المنطق من وراء هذا النهج هو صحيح، ومع ذلك، فانه يحمل في طياته عدد من المخاطر التي لا ينبغي تجاهلها. إذا كان السبب في التهاب الحلق هو البكتيريا (في معظم الحالات، هذا يكون بسبب البكتيريا العقدية) ولا يتم علاجه بالمضادات الحيوية، فيمكن أن تتكون في وقت لاحق مضاعفات خطيرة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الحمى الروماتيزمية الحادة acute rheumatic fever وتضرر الكلى الحاد، اثنين من المضاعفات التي يكون علاجها طويل وليس سهل.
التهابات الحلق، سواء تلك التي تسببها الفيروسات أم البكتيريا، تعطي أعراض سريرية متشابهة جدا، بما في ذلك الآم في الحلق، صعوبة في البلع، حمى شديدة، تورم اللوزتين مع أو بدون افرازات أو بقع بيضاء وانتفاخ بارز في الرقبة.
لذلك فالنهج المقبول في معظم بلدان العالم، هو اخذ مسحة مستنبت الحلق (للتحقق ما إذا كان يوجد بكتيريا عقدية) والبدء فورا بالعلاج بالمضادات الحيوية لمنع المضاعفات المذكورة. إذا كانت نتيجة فحص مسحة الحلق سلبية، فمن الممكن وقف العلاج بالمضادات الحيوية دون خوف والسماح لالتهاب الحلق بأن يشفى من تلقاء نفسه مع علاج الأعراض.
ليس هناك شك في أن إعطاء المضادات الحيوية دون داع هو خطأ، وفي نهاية المطاف يمكن أن يؤدي إلى تكون سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية التي نستخدمها اليوم. في النهاية، القرار هو بيد الطبيب المعالج. اذا قرر الطبيب اعطاء المضادات الحيوية، فمن حقك الكامل أن تسأليه لماذا، وما هي الاعتبارات التي اتخذها في هذه الحالة.