الاعتبارات الطبية لوصف المضادات الحيوية للاطفال

برعاية sponsered by

السؤال

ابنتي عمرها 5 سنوات وتعاني في هذه الأيام من ارتفاع في درجة حرارة جسمها ثم انخفاضها حيث تصل إلى 39.8 درجة مئوية، وكذلك هناك تضخم في اللوزتين لدى الطفلة. تشخيص الطبيبة يقول ان لديها التهاب في الحلق. وأخذت مسحة لفحص مستنبت الحلق لكن النتيجة لم تظهر بعد. هل يمكن للطبيبة أن تصف لها المضادات الحيوية الآن وحين تصل نتائج فحص مستنبت الحلق ان تحدد ما إذا كان يجب الاستمرار في العلاج بالمضادات الحيوية أو وقفه بعد ثلاثة أيام؟ وفقا للطبيبة، إذا كانت النتائج سلبية، فسوف يكون من الممكن وقف العلاج بالمضادات الحيوية بعد ثلاثة أيام وهذه العملية لا تضر الجسم. هل هذا صحيح؟ هل يمكن أخذ المضادات الحيوية ببساطة كلما كان هناك شك في وجود البكتيريا، وعندما يتضح أنها غير موجودة، هل يمكن ببساطة وقف العلاج دون أن تضر هذه العملية بالجسم؟ أي والد يريد أن يشفى ابنه بسرعة، ولكن هل نحن نضر بأنفسنا عند الاستهانة بتناول المضادات الحيوية؟

الجواب

علاج التهاب الحلق لدى الأطفال هو بالتأكيد موضوع مثير للاهتمام والجدل بين أطباء الأطفال في جميع أنحاء العالم. 
في هولندا، على سبيل المثال، يتجنب الاطباء من إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في هذه السن رغم اصابتهم بالتهابات الحلق. وبالتالي يسمحون للالتهاب ان يشفى من تلقاء نفسه ويعطون الطفل فقط لعلاج الأعراض (Symptomatic). 
هذا النهج له ما يبرره على اعتبار أن معظم التهابات الحلق لدى الأطفال سببها فيروسات مختلفة، والعلاج بالمضادات الحيوية لا يكون ذا قيمة في علاج التهاب الحلق. 
المنطق من وراء هذا النهج هو صحيح، ومع ذلك، فانه يحمل في طياته عدد من المخاطر التي لا ينبغي تجاهلها. إذا كان السبب في التهاب الحلق هو البكتيريا (في معظم الحالات، هذا يكون بسبب البكتيريا العقدية) ولا يتم علاجه بالمضادات الحيوية، فيمكن أن تتكون في وقت لاحق مضاعفات خطيرة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الحمى الروماتيزمية الحادة acute rheumatic fever وتضرر الكلى الحاد، اثنين من المضاعفات التي يكون علاجها طويل وليس سهل. 
التهابات الحلق، سواء تلك التي تسببها الفيروسات أم البكتيريا، تعطي أعراض سريرية متشابهة جدا، بما في ذلك الآم في الحلق، صعوبة في البلع، حمى شديدة، تورم اللوزتين مع أو بدون افرازات أو بقع بيضاء وانتفاخ بارز في الرقبة. 
لذلك فالنهج المقبول في معظم بلدان العالم، هو اخذ مسحة مستنبت الحلق (للتحقق ما إذا كان يوجد بكتيريا عقدية) والبدء فورا بالعلاج بالمضادات الحيوية لمنع المضاعفات المذكورة. إذا كانت نتيجة فحص مسحة الحلق سلبية، فمن الممكن وقف العلاج بالمضادات الحيوية دون خوف والسماح لالتهاب الحلق بأن يشفى من تلقاء نفسه مع علاج الأعراض. 
ليس هناك شك في أن إعطاء المضادات الحيوية دون داع هو خطأ، وفي نهاية المطاف يمكن أن يؤدي إلى تكون سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية التي نستخدمها اليوم. في النهاية، القرار هو بيد الطبيب المعالج. اذا قرر الطبيب اعطاء المضادات الحيوية، فمن حقك الكامل أن تسأليه لماذا، وما هي الاعتبارات التي اتخذها في هذه الحالة.