الفشل التنفسي
Respiratory insufficiency
الجهاز التنفّسي هو الجهاز الذي يجعل الحياة ممكنة بواسطة تبادل الغازات، وهي عمليّة أساسيّة وضرورية للوجود الحيّ.
يحتاج الجسم إلى الأكسجين لإنتاج الطاقة المطلوبة لجميع عمليّات الأيض (Metabolism)، بينما يتم إفراز الناتج الثانوي لاستهلاك الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون من الجسم.
وظيفة الجهاز التنفسي
تتمثل وظيفة الجهاز التنفّسي بشكل أساسي في امتصاص الأكسجين وإطلاق ثاني أكسيد الكربون، وللقيام بذلك يعتمد هذا الجهاز على عنصرين أساسيّين:
- آليّة عمل الجهاز التنفسي التي تُتيح بذلك دخول الهواء إلى الرئتين وخروجه منهما.
- الرئتان نفساهما اللتان تحصل عمليّة الأيض في جوفيهما.
عندما يكون الجهاز التنفّسي غير سليم ولا يستطيع إجراء هذه العمليّات بطريقة سليمة وكما ينبغي يُعرّف الوضع بأنّه فشل تنفّسي.
كما يُمكن تصنيف الحالات المختلفة من الفشل التنفسي إلى: الفشل التنفّسي الحادّ، والفشل التنفّسي المزمن.
أعراض الفشل التنفسي
من أعراض القصور التنفسي:
- الأرق.
- ضيق التنفس.
- القلق.
- ضعف التركيز.
- سرعة في التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- تعرق شديد.
- آلام الرأس.
أسباب وعوامل خطر الفشل التنفسي
من أبرز الأسباب والعوامل التي تُؤدي إلى الفشل التنفسي:
1. أسباب الفشل التنفسي
يُمكن تصنيف المشاكل التي تُسبّب الفشل التنفّسي إلى الآتي:
- فشل يتعلّق بتبادل الغازات، ويؤدي بالأساس إلى خلل في أكسدة (Oxidation) الدم.
- فشل يتعلّق بالتهوية، يؤدّي بالأساس إلى صعوبة في عمليّة إخلاء ثاني أكسيد الكربون.
- الإصابة بالعديد من الأمراض التي يُمكن أن تُسبّب فشلًا تنفّسيًّا، مثل:
- الالتهاب الرئوي.
- إصابة في الرئتين.
- وذمة رئوية لأسباب مختلفة.
- التهاب ناجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب ويتجلى في متلازمة الضائقة التنفّسيّة الحادّة (ARDS).
- مرض رئوي مزمن.
- النّفاخ (Emphysema).
- التهاب الشّعب الهوائيّة (Bronchitis).
كما قد يكون المسبب أمرًا يعتمد على حالة المريض بشكل خاص.
2. عوامل الخطر
من أبرز عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة:
- التدخين.
- الإفراط في شرب الكحول.
- وجود أمراض تنفسية مزمنة.
- وجود تاريخ عائلي مريضي.
مضاعفات الفشل التنفسي
من أبرز المضاعفات المتعلقة بالفشل التنفسي هي تلك التي تُصيب الجهاز الهضمي، ومن أبرزها:
- النزيف.
- الإسهال.
- وجود هواء في التجويف البطني.
- انتفاخ في المعدة.
تشخيص الفشل التنفسي
يعتمد تشخيص الفشل التنفّسي بشكل أساسي على التاريخ الطبّي التفصيلي، وفحص جسدي دقيق، كما قد يتم إجراء الفحوصات الآتية:
- تصوير الصّدر: يُمكن أن يُزوّد الفحص بالمعلومات حول مبنى النسيج الرّئوي، وحول وجود إفرازات تدل على وجود التهاب أو وذمة رئويّة.
- فحص الغازات في الدم: يكشف تركيز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون لدى المريض، كما يمكن بواسطته قياس درجة حامضية الدم.
- التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT) للقفص الصدري: بهدف التعرف بشكل أفضل على النّسيج الرّئوي.
- فحوصات أخرى: مثل: فحص أداء الرئتين الوظيفي، وفحص مسحي للرئتين.
علاج الفشل التنفسي
معالجة المريض الذي يُعاني من الفشل التنفّسي ينبغي أن تكون ذات هدفين: معالجة الخلل الوظيفي كعلاج داعم، ومعالجة المشكلة الأصلية المسبّبة للفشل التنفّسي.
لدى قسم من المرضى يكون العلاج الممكن الوحيد هو العلاج المخفّف للأعراض بواسطة تحسين مستوى الأكسدة أو التهوية، بينما تقوم الرئة بذاتها بمعالجة مسبب الفشل التنفّسي.
هناك الكثير من الطرق العلاجيّة المتاحة أمام الأطباء لمعالجة مرضى الفشل التنفّسي، يتم تصنيف هذه الطرق إلى عدّة مجموعات:
1. العلاج الدوائي
هناك العديد من العلاجات الدوائية المستخدمة حسب حالة المريض، مثل: موسّعات الشُعب الهوائيّة، ومضادّات الالتهاب، ومضادّات التخثّر، والتزويد بالأكسجين من أجل ترفع تركيزه في دم المريض الذي يُعاني من اضطراب في تبادل الغازات.
2. المعالجة الفيزيائية (Physiotherapy) للجهاز التنفسي
يتم استخدام العلاج الفيزيائي سعيًا إلى تحسين درجة الإفرازات التي يستطيع المريض بَلْغَمَتَها، وكذلك قدرة المريض على الشّهيق والزّفير.
3. التنفّس الاصطناعي (Artificial respiration)
عندما لا يستطيع المريض التنفّس بشكل تلقائي بدرجة كافية في الغالبية الساحقة من الحالات يدور الحديث عن التنفّس بالضغط الإيجابي، أي بواسطة جهاز للتنفّس الاصطناعي يضخّ الغاز بالضّغط إلى داخل رئتي المريض.
يتم تصنيف التنفّس الاصطناعي إلى تنفّس جائر (Invasiveventilation)، وتنفّس غير جائر (Noninvasiveventilation).
في التنفّس الجائر يتم توليد الضغط الإيجابي على رئتي المريض بواسطة أنبوب مثبّت في القصبة الهوائيّة، بينما في التنفّس غير الجائر يتم ضخّ الغاز إلى رئتي المريض بواسطة قناع مثبّت على وجهه.
تبين مؤخّرًا أنّه أصبح من الممكن إعادة تأهيل مرضى الفشل التنفّسي بدرجة عالية بواسطة النشاط الجسمانيّ المتدرّج مع دمج كل ما تم التطرّق إليه أعلاه.
وقد طرأ في السنوات الأخيرة تطوّر كبير بحيث أصبح بإمكان المرضى المصابين بالفشل التنفّسي المزمن مواصلة العيش في البيت، أو ضمن إطار مناسب حتّى عند كوْنهم يعتمدون على التنفّس الاصطناعي بشكل كامل.
الوقاية من الفشل التنفسي
يُمكن الوقاية من الإصابة بالفشل التنفسي عن طريق:
- الإقلاع عن التدخين.
- عدم الإفراط في شرب الكحول.
- أخذ مطعوم الإنفلونزا سنويًا.
- علاج مشاكل الجهاز التنفسي فورًا.