كيف يمكن أن تساعد الأجهزة المساعدة على السمع في الوقاية من الخرف؟
كيف يمكن أن تساعد الأجهزة المساعدة على السمع في الوقاية من الخرف؟ وما أهمية الأجهزة المساعدة على السمع؟ وما هي أنواعها المتوفرة في الأسواق؟ تعرف معنا على المزيد من التفاصيل في هذا المقال:

تعد مشكلة فقدان السمع شائعة جدًا؛ فقد توضح أنّ 35 مليون شخص بالغ مصاب بهذه المشكلة في الولايات المتحدة. حيث تبين أنّ 28 مليونًا من العدد السابق يستجيب جيدًا للأجهزة المساعدة على السمع، ومع ذلك فإنّ أقل من نصف هؤلاء المصابين يستخدمون بالفعل أجهزة السمع، وتتوزع هذه النسبة بين 16% لمن تتراوح أعمارهم بين 20- 69 عامًا، و 30% لمن تزيد أعمارهم عن السبعين عامًا.
فإذا كنت تعاني من فقدان السمع، ولا تستخدم الأجهزة المساعدة على السمع، فقد يكون الوقت قد حان لتعيد النظر في قرارك، إذ وجد الباحثون أنّ فقدان السمع يعد من أحد عوامل خطر الإصابة بالخرف، ولكن ارتداء الأجهزة المساعدة على السمع قد يقلل احتمالية الإصابة بالخرف.
ما هي العلاقة بين ضعف السمع والخرف؟
يؤثر فقدان السمع عليك جسديًا، وعقليًا، وعاطفيًا، ويمكن أن يزيد من خطر إصابتك بالحالات الآتية:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الاكتئاب.
- التعرض للسقوط.
- الدخول إلى المستشفى.
إضافة إلى ذلك فإنّ فقدان السمع يزيد من خطر إصابتك بالخرف من خلال التأثير بشكل مُباشر في عقلك وقدرتك على التعلم والفهم، فمواجهة صعوبات في السمع يُمكن أن يؤثر في الدماغ، وذلك على النحو الآتي:
1. إجهاد الدماغ
عندما تواجه صعوبات في السمع، فإنّ دماغك يبذل مجهودًا أكبر لفهم وتحليل ما لا يَسمعه؛ مما يؤثر في ذاكرتك وقدرتك على التفكير، خاصةً إن قمت بإجهاده بشكل متواصل.
2. انكماش أو ضمور الدماغ
إن حجم الدماغ عادة ما يُصبح أصغر بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، إلا أن بعض البحوث العلمية أوضحت أن فقدان السمع من الممكن أن يلعب دورًا في زيادة سرعة ضمور الدماغ، مما يؤثر سلبًا على الوظائف التي يقوم بها.
ومن الجدير بالعلم أن الخرف يُعد أحد أعراض الإصابة بضمور الدماغ، ومن الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة ما يأتي:
- صعوبة في التواصل مع الآخرين.
- فقدان الذاكرة.
- نوبات الصرع.
- مشاكل في الرؤية.
3. الرغبة في الانعزال الاجتماعي
يُمكن أن يؤدي فقدان السمع إلى زيادة رغبتك بالعزلة، والابتعاد عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى الأماكن الصاخبة، مثل: الحفلات، والأحداث الرياضية، والمطاعم، وذلك لصعوبة تواصلك مع الآخرين نتيجة عدم قدرتك على سماعهم بشكل جيد والتواصل معهم.
وقد بينت الأبحاث أنّ كبار السن المصابين بفقدان السمع قد يكونون أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية بنسبة 37%؛ مما يؤدي إلى مواجتهم صعوبة في الانخراط أو التحفيز الفكري.
كيف يتم اختبار فقدان السمع؟
تشمل العلامات التي تشير إلى احتمال إصابتك بفقدان السمع وضرورة خضوعك للفحوصات اللازمة، ما يأتي:
- طلب تكرار ما يقولوه من حولك أكثر من مرة.
- صعوبة فهم أو سماع الأشخاص في المطاعم أو البيئات الصاخبة الأخرى.
- الحاجة إلى زيادة مستوى صوت التلفاز أو الهاتف.
- سماع أصوات رنين أو طنين في الأذنين.
إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، فأنت بحاجة إلى زيارة طبيب عام، أو أخصائي سمع، أو أخصائي أنف وأذن وحنجرة؛ وذلك لإجراء اختبار السمع، والذي يقوم باختبار استجابتك للأصوات والكلمات المسموعة مع تغيير طبقة الصوت وشدته، بالإضافة إلى إمكانية دمج هذه الأصوات مع ضوضاء في الخلفية أحيانًا.
ما أنواع اختبارات السمع؟
إنّ اختبارات السمع تفحص العديد من جوانب السمع لديك، والتي تتضمن:
- اختبارات المنعكس السمعي (Acoustic reflex measures): والتي تُعرف أيضًا باختبار انعكاس عضلة الأذن الوسطى (Middle ear muscle reflex)، والتي تفحص استجابتك للأصوات المرتفعة.
- اختبار قياس سمع النغمة النقية (Pure-tone tests) أو قياس السمع: هي فحوصات تكشف عن أدنى مستوى للصوت يُمكنك سماعه.
- اختبارات تمييز الكلام (Speech and word recognition tests): والتي تتحقق من قدرتك على سماع الكلمات التي يتم النطق بها.
- اختبارات الشوكة الرنانة (Tuning fork tests): وهي الاختبارات التي تُستخدم لتحديد نوع فقدان السمع الذي تعاني منه، وأي أذنٍ مصابة به.
- اختبار قياس الطبل (Tympanometry tests): هو الاختبار الذي يُمكن من خلاله تحديد ما إذا كان لديك أي مشكلات طبية في طبلة أذنك، مثل: تراكم السوائل، أو العدوى، أو تمزق طبلة الأذن
ما أنواع فقدان السمع؟
بناءً على اختبارات السمع السابقة غالبًا ما يتم تشخيصك بأحد أنواع فقدان السمع الثلاثة الآتية:
- فقدان السمع التوصيلي (Conductive hearing loss): الذي يحدث نتيجة انسداد الأذن، بسبب السوائل أو العدوى، وغالبًا ما يكون مؤقت ويمكن علاجه.
- فقدان السمع الحسي العصبي (Sensorineural hearing loss): الذي ينتج بسبب وجود مشكلة في بنية الأذن أو الأعصاب، وقد يتراوح من خفيف إلى شديد.
- فقدان السمع المختلط (Mixed hearing loss): هو مزيج من النوعين السابقين.
ما أهمية الأجهزة المساعدة على السمع؟
تعتمد فعالية الأجهزة المساعدة على السمع على نوع فقدان السمع الذي تُعاني منه وشدته، حيث يقوم مبدأ عملها على تضخيم الأصوات وجعلها أعلى، بالإضافة إلى المساعدة على نقل هذه الأصوات إلى الأذن الداخلية، حيث يتم تحويلها إلى إشارات تنتقل إلى الدماغ.
وبالرغم من فعالية الأجهزة المساعدة على السمع، إلا أنها غير قادرة على إعادة حاسة السمع بشكل كامل، إذ تقتصر فائدتها في زيادة قدرتك على سماع الأصوات وجعلها أكثر وضوحًا.
هناك طريقتان تعمل من خلالها الأجهزة المساعدة على السمع:
- مساعدات التوصيل الهوائي للصوت: التي تستخدم الهواء لدفع الصوت العالي عبر قناة الأذن إلى الأذن الداخلية.
- مساعدات التوصيل العظمي للصوت: التي تعمل على نقل الصوت عبر العظام، عن طريق تضخيم الصوت وإرساله عبر الجمجمة إلى الأذن الداخلية، وهذا النوع مفيد للذين يعانون من مشكلات في الأذن الخارجية أو الوسطى.
ما أنواع الأجهزة المساعدة على السمع المتوفرة؟
في أغلب الحالات لا يُفضل المصابون بفقدان السمع ارتداء أية الأجهزة المساعدة على السمع؛ وذلك بسبب شكلها أو ما قد يشعرون به عند ارتدائها، ولكن بوجود عدة أنواع الأجهزة المساعدة على السمع، يُمكنك اختيار ما يُناسبك من بينها بسهولة.
ومن أشهر أنواع الأجهزة المساعدة على السمع ما يأتي:
- الأجهزة المساعدة على السمع المركبة خلف الأذن (Behind-the-ear/BTE): وهي عبارة عن علبة بلاستيكية كبيرة تضم جميع الأجزاء الإلكترونية، وتوضع خلف أذنك، وتكون متصلة بقطعة مثبتة خصيصًا وملائمة لقناة الأذن لديك.
- الأجهزة المساعدة على السمع المزودة بجهاز استقبال في قناة الأذن (Receiver-in-the-canal/RIC): يشبه هذا النوع من الأجهزة النوع السابق (BTE) إذ يوضع خلف الأذن أيضًا، ولكنه أصغر حجمًا، ويتم توصيله بسلك ذي طرف صغير على شكل قبة يتم وضعه داخل قناة الأذن.
- الأجهزة المساعدة على السمع داخل الأذن (In-the-ear/ITE): يتكون هذا النوع من قطعة مصممة خصيصًا لك تحتوي على جميع الأجزاء الإلكترونية، والتي يتم تثبيتها في أذنك الخارجية.
- الأجهزة المساعدة على السمع الموجودة داخل قناة الأذن (In-the-canal/ITC): يُشبه هذا النوع من الأجهزة النوع السابق (ITE)، إلّا أنه يوضع داخل قناة الأذن.
كما يُنصح بتركيب الأجهزة المساعدة على السمع من قبل أخصائي سمع للحصول على أقصى درجات الراحة والسمع، أما إذا كنت تُفكر باستخدام الأجهزة المساعدة على السمع التي لا تستلزم وصفة طبية، فانتبه إلى أنها تأتي بعدة أنواع وخيارات، فاختر ما يُلائمك.
أسئلة يجب طرحها قبل شراء الأجهزة المساعدة على السمع
يوصي المعهد الأمريكي الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى (the National Institute on Deafness and Other Communication Disorders) بالاستفسار عن الأمور الآتية قبل أن شراء الأجهزة المساعدة على السمع:
- التكلفة: ما هي التكلفة الإجمالية؟ وهل الأجهزة المساعدة على السمع الأغلى ثمنًا وذات الميزات الإضافية تستحق أن تقوم بشرائها؟
- الميزات: ما هي الميزات المتوفرة؟ وما هي الميزات الأكثر أهمية بالنسبة لك؟
- سياسة الإرجاع: هل هناك فترة تجريبية للأجهزة المساعدة على السمع؟ وما هي سياسة الاسترداد أو الإرجاع؟
- الإصلاحات: هل يوجد كفالة؟ وماذا تغطي الكفالة وكم تستمر؟ ومن الذي سيجري إصلاحات الأجهزة المساعدة على السمع إن احتاجت إلى ذلك؟ وهل ستتوفر أجهزة مؤقتة لمساعدة على السمع لحين إصلاح العطل؟
مصدر هذا المحتوى من:
تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية