الحساسية للأنسولين

Insulin sensitivity

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

إن أهم دور للأنسولين هو مساعدة جزيء السكر الموجود في تيار الدم على المرور من داخل الأوعية الدموية إلى داخل الخلية، وبالإضافة إلى شروط أخرى يجب توفرها فإن هذا الانتقال يشترط بوجود مستقبلات سليمة وطبيعية على سطح غشاء الخلية قادرة على تحديد جزيء السكر وجذبه إليها والتسبب في دخوله إلى الداخل دون المساس بالخلية ذاتها.

إن الحساسية للأنسولين على النقيض من مقاومته تتميّز بسلامة كافة العوامل المسؤولة عن عملية انتقال جزيء السكر من الدم إلى داخل الخلية التي تحتاجه، كما أن زيادة وزن الجسم يرافقه ازدياد مقاومة الأنسولين، بينما يساهم انخفاض الوزن بتحسين الحساسية للأنسولين.

تشير حساسية الأنسولين إلى مدى استجابة خلاياك للأنسولين وبشكل أكثر تحديدًا العلاقة بين كمية الأنسولين التي يجب إنتاجها من أجل إيداع كمية معينة من الغلوكوز في مجرى الدم.

ما الفرق بين حساسية الإنسولين ومقاومة الإنسولين؟

في الآتي التفاصيل:

حساسية الإنسولين: تكون حساس للأنسولين إذا كانت هناك حاجة لإفراز كمية صغيرة من الأنسولين لإيداع كمية معينة من الغلوكوز.

مقاومة للأنسولين: تكون إذا كانت هناك حاجة لإفراز الكثير من الأنسولين لإيداع نفس الكمية من الجلوكوز.

يمكن أن يساعدك تحسين حساسية الأنسولين في تقليل مقاومة الأنسولين وخطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما في ذلك مرض السكري؛ لذلك فإن البحث عن تعزيز حساسية الأنسولين لديك هو قرار ذكي وصحي بغض النظر عما إذا كنت تعاني بالفعل من مرض السكري أم لا.

إن كونك حساس للأنسولين يضمن أن جسمك يستخدم الطعام بشكل صحيح ويحول الكمية الصحيحة من الغلوكوز للطاقة إلى مجرى الدم بأكثر الطرق فعالية ممكنة.

أعراض الحساسية للأنسولين

تشمل أبرز أعراض الحساسية للإنسولين ما يأتي:

  • العطش الشديد أو الجوع.
  • الشعور بالجوع حتى بعد الأكل.
  • زيادة التبول أو كثرة التبول.
  • الإحساس بالوخز في اليدين أو القدمين.
  • الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.
  • التهابات متكررة.
  • دليل على ارتفاع مستويات السكر في الدم في الدم.

أسباب وعوامل خطر الحساسية للأنسولين

تشمل أبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بحساسية الإنسولين ما يأتي:

1. ممارسة المزيد من التمارين

قد تكون هذه إحدى الطرق لتحسين حساسية الأنسولين، حيث وجدت دراسة عام 2018 عن وجود ارتباط بين زيادة مستويات النشاط البدني وتحسين حساسية الأنسولين.

توصي المراجعة ببرنامج تدريب منظم كجزء من التحكم بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تُستخدم التمارين الرياضية أيضًا بعضًا من الغلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الغلوكوز في الدم إلى المعدل الطبيعي.

2. الجمع بين التمارين المختلفة

تشير نتائج دراسة عام 2013 إلى أن أنواعًا معينة من التمارين قد تزيد من حساسية الأنسولين أكثر من غيرها، حيث وجد الباحثون أن الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين القوة كان فعالًا بشكل خاص للأشخاص المصابين بداء السكري وغير المصابين به.

بناءً على النتائج التي توصلوا إليها، أوصى الباحثون بما يأتي:

  • يجب على الأشخاص غير المصابين بداء السكري ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمس مرات في الأسبوع، حيث يجب أن يشمل هذا التمرين تمارين هوائية عالية الكثافة ثلاث مرات في الأسبوع، وتمارين القوة في جميع مجموعات العضلات الرئيسة مرتين في الأسبوع.
  • يجب أن يمارس الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني 30 دقيقة على الأقل من التمارين خمس مرات في الأسبوع.
  • يجب أن يؤدوا تمارين هوائية طويلة الأمد ومتوسطة الشدة ثلاث مرات في الأسبوع، وتدريبات المقاومة عالية التكرار في جميع مجموعات العضلات الرئيسة مرتين في الأسبوع.
  • يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني ومحدودي الحركة ممارسة أكبر قدر ممكن من التمارين الرياضية.

3. الحصول على مزيد من النوم

قد يؤدي الحصول على مزيد من النوم أيضًا إلى تحسين حساسية الأنسولين.

في دراسة أجريت عام 2015، قام 16 شخصًا بصحة جيدة ممن لم يناموا لفترة كافية بتمديد نومهم بمقدار ساعة واحدة يوميًا لمدة 6 أسابيع، حيث زاد هذا النوم الإضافي من حساسية الأنسولين.

4. تناول المزيد من الألياف القابلة للذوبان

الألياف القابلة للذوبان هي نوع من الألياف الغذائية التي تأتي من النباتات، فعلى الرغم من أن هذه الألياف هي نوع من الكربوهيدرات إلا أن الجسم لا يستطيع تكسيرها بالكامل، ونتيجة لذلك لا يساهم في حدوث طفرات في مستويات السكر في الدم.

كما تؤخر الألياف القابلة للذوبان إفراغ المعدة وهو الوقت الذي تستغرقه الوجبة لمغادرة المعدة ودخول الأمعاء الدقيقة حيث تشير دراسة صغيرة عام 2014 إلى أن هذا التأخير قد يساعد في خفض مستويات الغلوكوز في الدم بعد الوجبات لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

تشير دراسة أخرى إلى أن تناول المزيد من الألياف القابلة للذوبان قد يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين لدى النساء الأصحاء.

5. الصوم المتقطع

الصيام المتقطع هو نوع من النظام الغذائي الذي يركز على توقيت الوجبات بدلًا من الأطعمة المحددة في النظام الغذائي حيث قد يُحسن حساسية الأنسولين ويقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى بعض الأشخاص.

مضاعفات الحساسية للأنسولين

سيحتاج الأشخاص الذين يعانون من حساسية منخفضة للأنسولين والتي يُشار إليها أيضًا باسم مقاومة الأنسولين إلى كميات أكبر من الأنسولين إما من البنكرياس الخاص بهم أو من الحقن من أجل الحفاظ على استقرار نسبة الغلوكوز في الدم.

تعد مقاومة الأنسولين علامة على أن جسمك يواجه صعوبة في استقلاب الغلوكوز ويمكن أن يشير ذلك إلى مشاكل صحية أوسع، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول.

على النقيض من ذلك فإن وجود حساسية عالية بشكل خاص للأنسولين يمكن أن تُسبب أيضًا مشاكل للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول وخاصةً الأطفال الصغار حيث يمكن أن تزيد حساسية الأنسولين المرتفعة في بعض الأحيان من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم.

تشخيص الحساسية للأنسولين

في الآتي أبرز طرق التشخيص:

1. اختبار الهيموغلوبين السكري A1C 

يقيس هذا الاختبار متوسط ​​نسبة السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر السابقة، في الآتي التفاصيل: 

  • أقل من 5.7% أمرًا طبيعيًا.
  • بين 5.7 - 6.4% تشخيصًا لمقدمات السكري.
  • القيمة التي تساوي 6.5% أو تزيد عنها تُشخص لمرض السكري.

2. اختبار غلوكوز الدم الصائم

سيظهر اختبار غلوكوز الدم الصائم مستوى السكر في الدم أثناء الصيام، حيث يجب عليك إجراء هذا الاختبار بعد التوقف عن الأكل أو الشرب لمدة 8 ساعات على الأقل.

قد يتطلب المستوى العالي اختبارًا ثانيًا بعد بضعة أيام لتأكيد القراءة، وإذا أظهر كلا الاختبارين مستويات مرتفعة من الغلوكوز في الدم فقد يقوم طبيبك بتشخيص إصابتك بمقدمات السكري أو داء السكري.

3. اختبار تحمل الغلوكوز

قد يكون اختبار تحمل الغلوكوز لمدة ساعتين طريقة أخرى لتشخيص مقدمات السكري أو مرض السكري، حيث سيتم تحديد مستوى الغلوكوز في الدم قبل أن يبدأ هذا الاختبار، حيث ستحصل بعد ذلك على مشروب سكري معد مسبقًا ويتم فحص مستوى الغلوكوز في الدم مرة أخرى في غضون ساعتين.

  • مستوى السكر في الدم بعد ساعتين أقل من 140 ملليغرام/ ديسيلتر طبيعيًا.
  • النتيجة بين 140 ملليغرام/ ديسيلتر و199 ملليغرام/ ديسيلتر من مقدمات السكري.
  • مستوى السكر في الدم 200 ملليغرام/ ديسيلتر أو أعلى من ذلك يُشخص بمرض السكري.

علاج الحساسية للأنسولين

تُعد زيادة حساسية الأنسولين فكرة ممتازة ليس فقط للتحكم في مرض السكري، ولكن لصحتك بشكل عام، حيث يمكن زيادة حساسية الأنسولين وتحسينها عن طريق تغيير نمط حياتك، وهذا يشمل ممارسة التمارين وتناول طعام صحي؛ فالتمارين مهمة للغاية ولها تأثير قوي على حساسية الأنسولين.

أي نوع من التمارين البدنية لديها القدرة على جعل الأنسولين أكثر كفاءة فلقد ثبت أن الأنشطة الهوائية طريقة فعالة لزيادة حساسية الأنسولين.

الوقاية من الحساسية للأنسولين

إن الحساسية للإنسولين أمرًا جيدًا ومفيدًا لصحتك؛ لذلك ليس هناك طرق للوقاية منها، ولكن في حال كنت مصابًا بداء السكري من النوع الأول فيجب مراجعة الطبيب بشأن ذلك لوصف الأدوية ونمط الحياة الذي قد يناسبك ويبعدك عن المضاعفات.