الزرق الخلقي الأولي

Primary congenital glaucoma

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

إن الزَّرَقَ الخَلقي هو مرض عيون خاص بالوِلدان الرضع والأطفال، وهو مرض يرتفع فيه الضغط داخل المُقلة (Intraocular) كنتيجة لنقص في النمو أو تطور غير طبيعي لزاوية العين خلال فترة الحمل.

هذا المرض نادر ويسمى أوليًّا عندما لا يكون متعلقًا بأمراض عيون أخرى أو بأمراض عامة.

يكون المرض في 75% من الحالات في كلتا العينين، وبنسبة 65% من المرضى هم من الذكور.

في 70% - 80% من الحالات يظهر المرض حتى عمر السنة، أما بالنسبة 10% من المرضى فمصدر المرض وراثي، ولذلك من المحبذ للأقرباء من الدرجة الأولى لشخص مصاب بالزَّرَق أن يخضعوا للفحص.

يمكن أن تظهر عيوب عصب الرؤية كتقعُّر من الزَّرَق، بالرغم مما ذكر سابقًا بشكل عام لا يصعب تشخيص الزَّرَق الخلقي إذا أخذنا كل الأعراض والعلامات بعين الاعتبار.

يمكن أن يظهر الزَّرَق الخَلقي في مرحلة الطفولة بعد عمر سنة، ويكون التشخيص أصعب عند انعدام المظهر النموذجي للقرنية الكبيرة والعَكِرة الناتجة عن الزرق، بالرغم من ذلك يكون الضغط داخل المقلة مرتفعًا كفاية ليسبب ضررًا لعصب الرؤية، هنا أيضًا تكون آلية تصريف السائل داخل المُقلة غير كافية.

أعراض الزرق الخلقي الأولي

من أبرز أعراض الزَّرَق الخلقي ما يأتي:

  • دُماع.
  • حساسية للضوء.
  • تشنج قوي (Spasm) للجفون.
  • ظهور عين بحجم أكبر من العين الأخرى.
  • الضبابية في البصر.
  • قصر النظر.
  • التهيّج.
  • حول العينين.
  • فقدان البصر وخصوصًا النظر الجانبي.

من الجدير بالذكر أن الدُّماع (Epiphora)، ورُهاب الضوء (Photophobia)، وتقليص الجفون ليست أعراضًا حصرية للزَّرَق الخلقي.

يمكن أن يكون الدُّماع ورُهاب الضوء علامات على انسداد مسالك الدموع، أو وجود كدمة أو جسم غريب في القرنية، أو التهاب داخل المُقلة، أو تشوهات خلقية في القرنية.

أسباب وعوامل خطر الزرق الخلقي الأولي

إذا لم تنم خلايا وأنسجة عين الطفل كما ينبغي قبل الولادة، فقد يُواجه مشكلة في التصريف بعد ولادته، لكننا لا نفهم بوضوح معظم الأسباب في الوقت الحالي، إذ إن بعض الحالات موروثة، والبعض الآخر ليس كذلك.

عوامل الخطر

عامل الخطر المعروف الوحيد هو العامل الوراثي.

يجب أن يدرك آباء مرضى الزرق الخلقي الأولي أن فرصة ولادة طفل ثانٍ مصاب بالمرض صغيرة، ولا تزيد عادةً عن 3%.

أما إذا كان هناك طفلان في العائلة ذاتها مصابان بالمرض فإن خطر إنجاب الأطفال اللاحقين يزيد بنسبة تصل إلى 25% مع الافتراض بأن الوراثة تنتقل عبر كروموسوم جسدي متنحي.

مضاعفات الزرق الخلقي الأولي

هناك العديد من المضاعفاعت للمرض بالإضافة للمضاعفات التي تنتج عن إجراء العملية الجراحية لعلاج الزرق، وهي كالآتي:

1. مضاعفات الزرق الخلقي الأولي

لا تُسبب مضاعفات الزرق بشكل عام مشاكل مهددة للحياة، ولكن قد تُسبب مضاعفات جدّية تُؤدي إلى طبيعة حياة متدنية، ومنها:

  • وذمة القرنية.
  • فقدان البصر المركزي.
  • فقدان البصر الجانبي.
  • تغيرات في النظر أو فقدان البصر.

2. مضاعفات العملية الجراحية

غالبًا تحدث المضاعفات نتيجة المواد المخدرة المستخدمة، ومن أبرز المضاعفات الناتجة جراء إجراء الجراحة:

  • عدم القدرة على تخفيض ضغط العين بكمية كافية.
  • انخفاض ضغط العين بشكل كبير.
  • الحول.
  • انفصال الشبكية.
  • انفصال العدسة.

تشخيص الزرق الخلقي الأولي

يحتاج الطفل إلى فحص كامل للعين، كما أنه ليس من السهل على أطباء العيون فحص عيون الطفل الرضيع أو طفل صغير، لذلك عادةً يقومون بذلك في غرفة العمليات.

يتم إعطاء الطفل على دواء منوم أثناء العملية، وسيقوم الطبيب بما يأتي:

مظهر عين الطفل المصاب بالرزق تحت المجهر

يمكن وصف مظهر العين بالنقاط الىتية:

  • تكون القرنية أكبر من العادة في الفحص، حيث يجعل الزرق العين تبدو كبيرة وبارزة وعَكِرَة، وتظهر تحت المجهر شقوق في الطبقة الداخلية للقرنية.
  • يكون الضغط داخل المقلة أعلى من المقبول، وبشكل عام فوق 21 ملليمتر زئبق.
  • يكون مبنى زاوية العين غير طبيعي، ويُظهر تقعّر كبير لعصب الرؤية (Optic Nerve Cupping).
  • لن يقوم الطبيب بإجراء تشخيص رسمي إلا بعد استبعاد جميع الحالات الأخرى التي قد تسببت في مشاكل طفلك.

علاج الزرق الخلقي الأولي

هناك العديد من الإجراءات العلاجية التي يقوم بها الطبيب عند تشخيص المرض، وهي:

1. العلاج الجراحي للزرق الخلقي الأولي

الخيار الأول هو الجراحة دائمًا، ونظرًا لخطورة إعطاء الأطفال الصغار أدوية التخدير يُفضل الطبيب القيام بذلك فور تأكيد التشخيص.

إذا تأثرت كلتا العينين فسيقوم الطبيب بإجراء الجراحة لكليهما في نفس الوقت.

ومن أبرز أنواع العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها ما يأتي:

  • الجراحة المجهرية (Microsurgery)

يقوم العديد من الأطباء بإجراء يسمى الجراحة المجهرية، حيث يستخدم الطبيب أدوات دقيقة لإنشاء قناة لتصريف للسائل الزائد من العين.

  • تركيب أنبوب لتصريف السائل

في بعض الأحيان يقوم الطبيب بتركيب صمام، أو أنبوب صغير لحمل السوائل من العين.

  • الجراحة بالليزر

إذا لم تنجح الطرق المعتادة فقد يقوم الطبيب بإجراء جراحة بالليزر للتخلص من المنطقة التي يتم فيها إنتاج السوائل.

قد يصف الطبيب دواءً للمساعدة في السيطرة على ضغط العين بعد الجراحة.

2. العلاج الدوائي للزرق الخلقي الأولي

إذا تعذر إجراء الجراحة على الفور فقد يصف الطبيب قطرات للعين، أو دواء يؤخذ عن طريق الفم، أو مزيج من الاثنين للمساعدة في التحكم في ضغط السوائل.

الوقاية من الزرق الخلقي الأولي

لا توجد طريقة معروفة لمنع الإصابة بالزرق الخلقي الأولي، حيث أن السبب يكون غالبًا وراثي.

الاكتشاف والعلاج المبكر ضروري لتحقيق أقصى قدر من الرؤية السليمة.