الحساسية للأدوية
Drug allergy
الحساسية للأدوية هي رد فعل غير طبيعي للجهاز المناعي عند استخدام دواء معين، أي دواء سواءً كان بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية أو دواء عشبي.
لكن يجدر التنبيه على أن حساسية الدواء الناتجة عن الآثار الجانبية للدواء تختلف عن حساسية الدواء، وعن سمية الدواء والتي تسببها جرعات زائدة من الدواء.
تعرف معنا على أبرز المعلومات حول هذا الموضوع:
أعراض الحساسية للأدوية
غالبًا تحدث أعراض الحساسية للأدوية في غضون ساعة بعد تناول الدواء، ويمكن أن تحدث بعض الأعراض بعد ساعات أو أيام أو أسابيع، ومن أبرز العلامات والأعراض:
1. أعراض الحساسية للأدوية: العامة
مثل:
- الطفح الجلدي.
- القشعريرة.
- الحكة الشديدة.
- الحمى.
- التورم.
- ضيق التنفس.
- الصفير.
- سيلان الأنف.
- عيون دامعة.
- حكة في العين.
2. أعراض الحساسية للأدوية: المفرطة
تعد الحساسية المفرطة رد فعل نادر لكن من الممكن أن يسبب أعراض خطيرة، مثل:
- تشنج المسالك الهوائية والحلق والذي يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
- الغثيان.
- تقلصات البطن.
- القيء.
- الإسهال.
- الدوخة أو الدوار.
- ضعف النبض.
- انخفاض ضغط الدم.
- فقدان الوعي.
3. أعراض أخرى ناتجة عن الحساسية للأدوية
تظهر بعض أعراض الحساسية الدوائية بعد أيام أو أسابيع من التعرض للدواء، وتشمل الآتي:
- داء المصل: يتسبب في ظهور ما يأتي من الأعراض:
- الحمى.
- آلام المفاصل.
- الطفح الجلدي.
- التورم.
- الغثيان.
- فقر الدم الناتج عن الأدوية: وهو انخفاض في خلايا الدم الحمراء مما يؤدي إلى:
- الإرهاق.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق التنفس.
- الطفح الجلدي مع فرط الحمضات وأعراض جهازية: تؤدي إلى:
- الطفح الجلدي.
- ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.
- تورم عام.
- تضخم الغدد اللمفاوية.
- تكرار الإصابة بالتهاب الكبد الخامل.
- التهاب الكلى: والذي يمكن أن يسبب:
- الحمى.
- دم في البول.
- التورم العام.
- الارتباك.
أسباب وعوامل خطر الحساسية للأدوية
تعرف على أسباب وعوامل الخطر المؤدية إلى الحساسية للأدوية:
1. أسباب الحساسية للأدوية
تحدث الحساسية عندما يتعرف الجهاز المناعي للجسم على الدواء بأنه مادة ضارة ويحدث ذلك عن طريق الخطأ، لذلك بمجرد أن يكتشف الجسم أن هذا الدواء عبارة عن مادة ضارة يقوم على الفور بتكوين جسم مضاد ضد هذا الدواء، وغالبًا تحدث هذه الحالة في المرة الأولى التي يتم فيها تناول الدواء.
في المرة القادمة التي يتم فيها تناول الدواء تقوم الأجسام المضادة بتنبيه الجهاز المناعي ومهاجمة الداء، لذلك تسبب المواد الكيميائية الناتجة عن هذا النشاط العلامات والأعراض المصاحبة لردود الفعل التحسسية.
ومن الممكن في بعض الحالات أن تنجم ردود الفعل التحسسية عن عملية مختلفة نوعًا ما، حيث أن بعض الأدوية ترتبط مباشرة بنوع معين من خلايا الدم البيضاء في جهاز المناعة تسمى الخلايا التائية، وتؤدي لإطلاق مواد كيميائية تتسبب في حدوث رد فعل تحسسي خاصة في المرة الأولى التي يتم فيها تناول الدواء.
ومن أبرز الأدوية التي ترتبط بالحساسية:
- المضادات الحيوية، مثل: البنسلين (Penicillin).
- مسكنات الألم، مثل: الأسبرين، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen).
- أدوية العلاج الكيميائي لعلاج السرطان.
- أدوية أمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي.
2. أسباب تفاعلات الأدوية غير التحسسية
في بعض الأحيان يؤدي رد الفعل تجاه دواء ما إلى ظهور علامات وأعراض مماثلة تقريبًا لأعراض حساسية الدواء، ولكن لا يتم تحفيز تفاعل الدواء عن طريق نشاط الجهاز المناعي لذلك تسمى بفرط الحساسية غير التحسسي أو تفاعل الدواء التحسسي الكاذب، وتشمل الأدوية المرتبطة بهذه الحالة:
- الأسبرين.
- الأصباغ المستخدمة في اختبارات التصوير، مثل: صبغة التباين الإشعاعي.
- المواد الأفيونية لعلاج الألم.
- التخدير الموضعي.
3. عوامل الخطر المؤدية إلى الحساسية للأدوية
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بحساسية تجاه بعض الأدوية، مثل:
- تاريخ من أنواع الحساسية الأخرى، مثل: حساسية الطعام، أو حمى القش.
- تاريخ شخصي أو عائلي لحساسية الدواء.
- زيادة التعرض لدواء معين بسبب الجرعات العالية، أو الاستخدام المتكرر، أو الاستخدام المطول.
- أمراض معينة مرتبطة بتفاعلات الحساسية للأدوية، مثل: الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أو فيروس إبشتاين بار (Epstein–Barr virus).
مضاعفات الحساسية للأدوية
يمكن أن تكون الحساسية للأدوية خاصة إذا كانت شديدة مهدد للحياة، حيث أن الحساسية المفرطة هي رد مفاجئ يهدد الحياة ويتفاعل مع الجسم، لذلك قد إذا لم يتم علاجها على الفور فقد تكون قاتلة.
تشخيص الحساسية للأدوية
يعد التشخيص ضروي للتأكد من الحساسية التي يعاني منها الشخص تجاه الأدوية، لذلك في البداية يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة المتعلقة ببدء الأعراض، والوقت الذي يتم فيه تناول الدواء، ثم قد يوصي ببعض الفحوصات التشخيصية الأخرى، مثل:
1. اختبارات الجلد
يقوم الطبيب من خلال اختبار الجلد بإعطاء المريض كمية صغيرة من الدواء بإبرة صغيرة تخدش الجلد، أو بحقنة، أو لصقة، وسيؤدي رد الفعل الإيجابي للاختبار لظهور نتوء حمراء مرتفعة ومثيرة للحكة.
تشير النتيجة الإيجابية إلى احتمال إصابة الشخص بحساسية تجاه أحد الأدوية، أما النتيجة السلبية ليست واضحة تمامًا لجميع الأدوية لكنها في الغالب تشير إلى عدم وجود حساسية تجاه الدواء.
2. فحوصات الدم
من الممكن أن يطلب الطبيب إجراء فحص الدم لاستبعاد أي حالات أخرى لها نفس العلامات والأعراض، وعلى الرغم من وجود اختبارات للدم تكشف عن ردود الفعل التحسسية لبعض الأدوية إلا أن هذه الاختبارات لا تستخدم غالبًا بسبب البحث المحدود نسبيًا حول دقتها.
علاج الحساسية للأدوية
يتم علاج الحساسية للادوية من خلال استراتيجيتين، هما:
1. علاج الأعراض الحالية
وتشمل الآتي:
-
سحب الدواء
إذا قرر الطبيب أن الشخص يعاني من حساسية تجاه أحد الأدوية فإن التوقف عن تناول الدواء هو الخطوة في العلاج.
-
مضادات الهيستامين
يصف الطبيب مضادات الهيستامين، مثل: الديفينهيدرامين (Diphenhydramine) والتي تمنع تنشيط المواد الكيميائية في الجهاز المناعي أثناء تفاعل الحساسية.
-
الستيرويدات القشرية
يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات من خلال الفم أو الحقن لعلاج الالتهاب المرتبط بتفاعلات أكثر خطورة.
-
علاج الحساسية المفرطة
تتطلب الحساسية المفرطة إعطاء المريض حقنة إبينفرين فورية (Epinephrine) بالإضافة للحصول على رعاية في المستشفى للحفاظ على ضغط الدم ودعم التنفس.
2. العلاج بتناول الأدوية المسببة للحساسية
إذا كانت توجد حساسية مؤكدة تجاه أحد الأدوية فلن يصف الطبيب الدواء إلا إذا كان ضروريًا، وتشمل هذه الاستراتيجية ما يأتي:
-
التحدي المتدرج
إذا كان تشخيص الحساسية تجاه الدواء غير مؤكد ورأى الطبيب أن الحساسية غير مرجحة فقد يوصي باستراتيجية تسمى تحدٍ متدرج للأدوية، حيث أنه في هذا الإجراء يتلقى المريض 2 - 5 جرعات من الدواء، ويبدأ بجرعة صغيرة ثم يقوم بزيادتها إلى أن يصل إلى الجرعة المطلوبة.
إذا وصل إلى الجرعة العلاجية دون وجود أي ردود فعل تحسسية فهذا يعني أنه المريض لا يعاني من حساسية تجاه الدواء، وسيتمكن من تناول الدواء بشكل طبيعي.
-
إزالة التحسس الدوائي
إذا كان من الضروري تناول دواء تسبب في رد فعل تحسسي فقد يوصي الطبيب بعلاج يسمى إزالة التحسس الدوائي، حيث أنه يتم تلقي جرعة صغيرة جدًا ثم جرعات أكبر تدريجيًا كل 15 - 30 دقيقة على مدار عدة ساعات أو أيام.
إذا تمكن المريض من الوصول إلى الجرعة المطلوبة دون رد فعل فيمكن متابعة العلاج.
الوقاية من الحساسية للأدوية
إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه أحد الأدوية، فإن أفضل طريقة للوقاية من مضاعفات وأعراض الحساسية للادوية اتخاذ بعض الخطوات الوقائية، وتشمل الآتي:
- التأكد من وجود معلومات توضح الحساسية تجاه الادوية في الملف الطبي، وإخبار الطبيب بذلك عند الذهاب لزيارته.
- ارتداء سوار تنبيه طبي يحدد حساسية الدواء لدى الشخص.