تخطيط كهربية القلب

Electrocardiogram

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

المعنى الحرفي لمصطلح Electrocardiogram (أو باختصارECG) هو "تخطيط كهربية القلب". تم عرض التخطيط الكهربائي لأول مرة في العام 1901، من طرف إينتهاوفن، بينما دخل إلى حيّز الاستخدام الطبّي بعد ذلك بـ 9 سنوات.  

تعتمد هذه التقنية على توثيق الحقول الكهربائية التي تنتجها أنسجة القلب. تـَنتج هذه الحقول الكهربائية عن انتقال الأيونات (وهي جزيئات مشحونة كهربائيا) عبر غشاء الخلية. نتيجة لذلك، تتغير قطبيّة الغشاء، وينتج حقلاً كهربائيا ينتشر كموجة سريعة من خلية قلب إلى أخرى عبر القنوات الكهربائية التي تربط بين خلايا القلب المختلفة.

نظرا لكون الجسم وسطاً مائياً، فإن بالإمكان انتشار الإشارات الكهربائية على سطح الجلد، ومن هناك يتم التقاطها عبر مجسّات جهاز التخطيط. يتم وضع هذه المجسات على الأطراف الأربعة، وعلى الصدر، ثم يتم وصلها بجهاز استقبال يلتقط هذه الإشارات الكهربائية، حيث يقوم بتعظيمها، تصفيتها (تنقيتها) وعرضها على شكل تخطيط.  

يشمل سجلّ التخطيط الكامل 12 قناة: 6 قنوات للأطراف، تمثل المحور العمودي للقلب، و6 قنوات في القفص الصدري، والتي ترمز بدورها إلى المحور الأفقي للقلب. الدافع الكهربائي هو الشرارة التي تشغل عضلة القلب ميكانيكيَّا. مع كل نبضة قلب، يبدأ النشاط الكهربائي من خلال خلايا خاصة (متخصصة) موجودة في القسم العلوي من الأذين الأيمن، والتي تسمى بـ"خلايا الجيب" (Sinus). هذا هو الناظم الطبيعي لنبضات القلب. تتأثر هذه الخلايا بجهاز الأعصاب الذاتي (المستقل)، وتسبب زيادة معدل نبضات القلب في حالات الجهد أو الانفعال، وانخفاض معدل النبض عند الراحة. من هذه الخلايا، يبدأ انتشار الموجة الكهربائية إلى الأذينين، مما يسبب انقباضهما، فيتم دفع الدم الذي وصلهما من الأوردة الكبرى إلى البطينين. يُشار إلى نشاط الأذينين بواسطة الموجةPفي تخطيط القلب.   

بعد ذلك تنتقل الموجة الكهربائية من الأذينين إلى البطينين عن طريق ألياف جهاز التوصيل الكهربائي، مما يؤدي لانقباض البطينين بشكل متناسق، وهكذا يتم دفق الدم ليصل إلى الشرايين الرئيسية. تتم الإشارة للنشاط الكهربائي البطيني  في التخطيط  بواسطة الموجةQRS.  ويتم التعبير عن الفارق الزمني بين بدء نشاط الأذينين وبدء نشاط البطينين بواسطة "مجال الـPR" في تخطيط القلب. بعد انقباض البطينين، تأتي مرحلة الارتخاء، والتي تتم الإشارة لها بواسطة الموجةT.  

فحص تخطيط القلب هو فحصٌ بسيط، سريع، غير مكلف، ولا يرتبط بأي إزعاج للمريض أو بآثار جانبية أخرى. مع هذا، فإنه يزودنا بمعطيات كثيرة وحيويّة. من خلال هذا التخطيط، يستطيع الطبيب حساب سرعة نبض القلب، واستبيان إذا ما كان انتظام دقات القلب سليما، أو أن هناك خللا في نظم القلب، وما هو مصدر هذا الخلل.   

يمكن كذلك، من خلال هذا الفحص، الكشف عن وجود خلل في مبنى القلب، مثل تضخم تجويفات القلب. كما بالإمكان تشخيص أي تجويف هو الذي أصيب بالتضخم. كذلك، بالإمكان تشخيص مشاكل التوصيل الكهربائي بين الأذينين  والبطينين، وفي البطينين نفسهما. تؤدي الحالات الحادة، مثل التهاب عضلة القلب (Myocarditis) أو احتشاء عضلة القلب، لحصول تغييرات متعارف عليها في تخطيط القلب، الأمر الذي يتيح معرفة نوع الخلل وعلاجه في مراحل مبكرة. كذلك، من الممكن أن نكتشف بواسطة هذا التخطيط ما إذا كانت هنالك ندوب في عضلة القلب، مثل تلك التي تحدث نتيجة لإصابة قديمة بالاحتشاء. وفقا لقنوات التخطيط الذي يظهر فيها التغيير،  يمكن أن يحدد الطبيب التجويف المصاب بالندوب. كما يوفر التخطيط معلومات حول المتلازمات الوراثية أو المكتسبة، التي تضر بالتوصيل الكهربائي، والتي تعرّض المصابين بها لحالات عدم انتظام دقات القلب بشكل خطير.  

على الرغم من أن اختبار التخطيط بسيط وقديم نسبيا، إلا أنه يوفر معطيات بنسبة دقة وتطور عالية جدا. مثلا، في حال الإصابة بمتلازمة موجةQTالطويلة، والتي تعتبر متلازمة عائلية يتعرض المصابون بها لحالات عدم انتظام نبضات القلب الخطيرة، من الممكن التعرف على الجين المصاب  وفقًا لمبنى التخطيط الكهربائي المميز لهذه الحالات، والذي يكون مختلفًا عمّا هو عليه عندما تكون مسبّبات الحالة جينات أخرى. كما أنّ بعض الأمراض الأخرى، التي لا تكون موجودة في عضلة القلب، قد تظهر هي الأخرى عبر هذا التخطيط. كذلك تبدو اضطرابات نسب الأملاح في الدم، مثل فائض أو نقص البوتاسيوم أو الكالسيوم، على شكل رموز تخطيطية مميزة، وهو الأمر الذي يسري أيضا على انخفاض درجة حرارة الجسم الحاد، أو الأمراض الرئوية أو الهورمونية.

كما هو الحال مع باقي أنواع الفحوص،  فإنّ لهذا الاختبار قيود ومحدوديات. إذ من الممكن أن تظهر تغييرات عديمة الأهمية في التخطيط نتيجة لحركة المريض خلال القيام بالتخطيط، أو بسبب عدم ملامسة المجسات بالشكل الصحيح لجسم المريض. كذلك، من الممكن أن تسبب مشاكل التوصيل الكهربائي اختفاء قسم كبير من المعطيات التي تظهر في التخطيط.

إضافة لما ذكر، فإن الخطأ بتفسير التخطيط ليس أمرا نادرا، وخاصة عندما يكون الطبيب الذي يقرأ التخطيط ليس فقيها بأمور التخطيط. من أجل التغلب على هذه المشكلة، من الممكن طلب المساعدة من أحد المختبرات الكبيرة التي تقوم بتحليل تخطيط القلب المرسل إليها من أماكن بعيدة وخارجية.

الفئة المعرضه للخطر

يتم إجراء هذا الاختبار كفحص أولي  لدى الأشخاص السليمين، بالأساس بعد بلوغهم سن الـ 40 عاما،  أو لدى المرضى الذين أصيبوا بأمراض القلب أو الموجودين ضمن دائرة الشك بالإصابة بأمراض القلب إثر شكواهم من أعراض قد تكون من مصادر قلبيّة.

 

في مثل هذه الحالات، من المهم مقارنة التخطيط الحديث مع تخطيطات قديمة تم إجراؤها لهذا المريض. لذلك، يوصى كل مرضى القلب بالاحتفاظ بشكل دائم بأحدث تخطيط قلبي قاموا بإجرائه.

تحليل النتائج

لا يعتبر الخطأ بتفسير التخطيط أمرا نادرا، خصوصا عندما يكون الطبيب الذي يقرأ التخطيط ليس فقيها بأمور التخطيط. لكن من أجل التغلب على هذه المشكلة، من الممكن طلب المساعدة من أحد المختبرات الكبيرة التي تقوم بتحليل تخطيط القلب المرسل إليها من أماكن بعيدة وخارجية.