الغيبة
Absence Seizur
الغيبة هي نوع من أنواع نوبات الصرع (Epilepsy) العامة التي تُؤثر على كل أجزاء القشرة المخية (Cerebral cortex) من الجهتين وفي وقت واحد، وتتميز بتغير مفاجئ في الوعي يستمر لبضع ثوانٍ، ولا تستمر في الغالب لأكثر من 10 ثوان فقط، ولا يُرافقها سقوط المريض.
لدى حصول النوبة يبدو المريض كأنه يُحدّق في شيء ما، ويتوقف النشاط بشكل فجائي ويبقى بلا حراك، أحيانًا يحصل التفاف مقلة العين إلى الأعلى.
عند انتهاء النوبة يعود المريض على الفور إلى نشاطه الاعتيادي، وفي بعض الحالات تحصل تغيرات حركية بسيطة، مثل: التغيير في توتر العضلات (Muscle tone)، أو حركات تلقائية قليلة.
يكمن أساس هذا النوع من النوبات في ردة فعل القشرة المخية غير السليمة للمحفزات والمنبهات التي تدخل من المهاد (Thalamus)، والتي تُثير تزامن النشاط الكهربائي القشري (Cortical electrical activity).
أنواع نوبات الغيبة
نوبات الغيبة هي النوع الأساسي لدى 15% - 20% من الأطفال الذين يُعانون من مرض الصرع.
من أهم أنواع نوبات الغيبة:
1. نوبات الغيبة النموذجية (Typical absence)
تُميز متلازمات الصرعية الأولية التي تبدأ في سن الطفولة (Childhood absence epilepsy)، أو بشكل أقل شيوعًا في سن المراهقة (Juvenile absence epilepsy).
تظهر نوبات الغيبة النموذجية لدى أطفال ذوي النمو والتطور السليمين ولا يُعانون من مرض عصبي باستثناء الصرع،
2. نوبات الغيبة اللانموذجية (Atypical absence)
خلافًا لفئة السابقة هناك أيضًا نوبات غيبة لا نموذجية.
تتميز هذه النوبة بتغيّر في توتر العضلات، وقد يكون موضعيًا محلي النطاق (Localized)، أو غير متناظر (Asymmetrical)، وتستمر في كثير من الأحيان لأكثر من 10 ثوانٍ، وبدايتها ونهايتها ليست حادة كما في الغيبة النموذجية، وغالبًا لا يُمكن إثارتها بواسطة فرط التنفس.
نوبات الغيبة اللا نموذجية تظهر لدى أطفال ومراهقين ذوي التطور غير السليم مع إصابة واسعة النطاق في الدماغ أكثر من مرض الصرع بحد ذاته، كما في متلازمة لينوكس ناستو (Lennox Gastaut Syndrome) مثلًا.
أعراض الغيبة
من أبرز العلامات الدالة على الغيبة:
- يُطيل المريض النظر في الفضاء.
- يصك على شفتيه معًا.
- يُلاحظ وجود رجفان سريع في الرموش والجفنين.
- يتوقف المريض عن التحدث في وسط الكلام.
- يقوم المريض بحركة غريبة مفاجئة في اليد.
- يميل للأمام أو للخلف.
- يظهر المريض وكأنه لا يتحرك فجأة.
غالبًا يُخطئ البالغون في تشخيص الأطفال الذين يُعانون من نوبات مصحوبة بغيبة لسوء التصرف أو عدم الانتباه، ويكون معلم الطفل غالبًا هو أول من يُلاحظ أعراض النوبة الغائبة، وسيظهر الطفل غائبًا مؤقتًا عن الوعي.
يُمكنك معرفة إذا كان الشخص يُعاني من نوبة صرع غيابي لأن الشخص غير مدرك لما يُحيط به حتى مع اللمس، أو الصوت.
قد تبدأ نوبات الصرع بهالة أو إحساس تحذيري ومع ذلك عادةً تحدث النوبات المصحوبة بغيبة فجأة ودون سابق إنذار، وهذا يجعل اتخاذ الاحتياطات لحماية المريض أمرًا مهمًا.
أسباب وعوامل خطر الغيبة
هناك العديد من الأسباب والعوامل لنوبات الصرع الغيبية، ومنها ما يأتي:
1. أسباب نوبات الصرع الغيبية
تتداخل النوبة مع هذا النشاط الكهربائي في الدماغ أثناء النوبة المصحوبة بغيبة، وتتكرر الإشارات الكهربائية لدماغك نفسها.
قد يكون لدى الشخص الذي يُعاني من نوبات مصحوبة بغيبة مستويات متغيرة من النواقل العصبية، وهذه هي الرسائل الكيميائي التي تُساعد الخلايا من خلالها على التواصل، ولا يعرف الباحثون السبب المحدد للنوبات المصحوبة بغيبة، فقد تكون الحالة وراثية وقادرة على الانتقال من جيل إلى جيل، أو قد يؤدي فرط التنفس، أو الأضواء الساطعة إلى نوبة صرع غائبة في الآخرين.
قد لا يجد الأطباء سببًا محددًا للإصابة عند بعض المرضى.
2. عوامل الخطر
تحدث نوبات الصرع الغيبية عادةً للأطفال بين عمر 4 - 14 عامًا، ولكن قد تحدث في جميع الأعمار الأخرى.
مضاعفات الغيبة
من أبرز مخاطر التعرّض لنوبات الصرع الغيبية:
- حاجة الطفل لاستخدام دواء لعلاج الصرع طوال حياته.
- حدوث تشنج تام، مثل: النوبة التوترية الرمعية.
- صعوبات في التعلم.
- اضطراب التصرف.
- الانعزال عن المجتمع.
تشخيص الغيبة
يتم التشخيص على النحو الآتي:
1. مخطط كهربائية الدماغ (Electroencephalogram - EEG)
أثناء نوبة الغيبة يعكس مخطط كهربائية الدماغ نتائج نموذجية مميزة مع مركّبات لنتوء وموجة بطيئة بوتيرة حوالي 3 هرتز، وبانتشار عام ثنائي الجانب.
التنفس المفرط يُمكن أن يتسبب نوبة من هذا النوع، وهي تحصل بشكل روتيني أثناء فحص ذاته.
2. تصوير الدماغ (Brain scan)
في نوبات الصرع الغيبية قد لا يظهر أي تغيير في التصوير، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكنه قد يُظهر التصوير صورة تفصيلية للدماغ توضع وجود ورم أو أي مشكلة تُسبب فقدان الوعي.
علاج الغيبة
يقوم الطبيب بعد التأكد من تشخيص المريض بنوبات الصرع الغيبية باختيار أقل جرعة ممكنة من الدواء، وقد يتم رفعها أو خفضها حسب حالة المريض، ومن أبرز الأدوية المستخدمة للعلاج ما يأتي:
1. إيثوسوكزيمايد (Ethosuximide)
يُعد هذا الدواء بأنه الدواء الأساسي لعلاج نوبات الصرع الغيبية، حيث يتم استخدامه كأول علاج للمرض وفي معظم الحالات يتم الاستفادة منه وحده.
من أبرز أعراضه الجانبية: الغثيان، والاستفراغ، والأرق، وفرط الحركة.
2. حمض الفالبرويك (Valproic acid)
الفتيات اللواتي سيستمرون في تناول دواء حمض الفالبرويك لمرحلة الشباب يجب على طبيبهم إخبارهم بمخاطر استخدام الدواء خصوصًا على الجنين في فترة الحمل.
يقوم الطبيب بوصف الدواء للمرضى الذين يتعرضون لنوبات الصرع الغيبية بالإضافة إلى النوبة التوترية الرمعية.
3. لاموتريجين (Lamotrigine)
قد يكون هذا الدواء أقل فعالية من الأدوية السابقة لكنه أقل أعراضًا جانبية، وممن أبرز الأعراض الجانبية للمرض: الطفح الجلدي، والغثيان.
الوقاية من الغيبة
لا توجد طريقة للوقاية من نوبات الصرع الغيبية، ولكن قد تُساعد بعض الإجراءات على التخفيف من مخاطر ومضاعفات المرض:
1. اتباع نظام غذائي كيتوني
قد يُساعد النظام الغذائي الكيتوني الغني بالدهنيات وقليل الكربوهيدرات في التحكم بالنوبات في حال عدم استجابة المريض للأدوية التقليدية.
2. أخذ الدواء بالشكل الصحيح
يجب على المريض الالتزام بالجرعة التي يُحددها الطبيب دون إجراء أي تعديل سواء زيادة أو نقصان دون استشارة الطبيب.
3. أخذ قسط كافي من النوم
يجب على المريض النوم بشكل كافي، حيث أن قلة النوم تُساعد في تحفيز نوبات الصرع.
4. ارتداء سوار تنبيه طبي
يُساعد ذلك في علاج الحالات الطارئة للمريض من خلال استخدام العلاج المناسب في حال تعرضه لنوبة في الخارج.
5. سؤال الطبيب حول إمكانية القيادة وممارسة النشاطات
يجب استشارة الطبيب حول إمكانية القيادة، كما يجب على المريض تجنب السباحة أو الاستحمام في حال عدم تواجد شخص بالقرب منه.