متلازمة النفق الرسغي

متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome) حالةٌ شائعة تحدث عندما يتهيج ضغط العصب المتوسط (Median nerve)، أو يزيد الضغط عليه، مما يُسبب ألم وخدران في اليد، وشعور بالضعف فيها.

وعادةً يُمكن علاج متلازمة النفق الرسغي في المنزل، لكن يُمكن أن تستدعي الحالات الشديدة مراجعة الطبيب وإجراء عملية جراحية.

تظهر الأعراض تدريجيًا وبشكلٍ بطيء عادةً، وتكون بسيطة وغير ملحوظة في البداية، ومع مرور الوقت تزداد سوءًا إذا لم تُعالج، وتشمل:

• خدران وتنميل في اليد:

خاصةً في أطراف الأصابع، لكن يُمكن أن ينتشر الخدران ليُصيب المعصم وبقية أجزاء اليد والذراع.

• ألم في اليد:

وعادةً يكون الألم حارقًا، ويزداد ليلًا، وربما تُواجه صعوبة في النوم بسبب الألم.

• ضعف اليد:

تُسبب متلازمة النفق الرسغي ضعفًا وصعوبةً في تحريك اليد المصاب، وبسبب ذلك يُمكن أن تُواجه صعوبة في حمل الأشياء أو التقاطها.

ترتبط هذه الحالة بالأسباب والعوامل الآتية:

أسباب متلازمة النفق الرسغي

تحدث متلازمة النفق الرسغي عند الإصابة بأي حالة تُسبب تورمًا أو التهابًا في منطقة الرسغ والمعصم، وهذا يشمل الأسباب الآتية:

• التكيس العقدي.
• أي كسور تُصيب الرسغ والمعصم.
• التهاب المفاصل بأنواعه.
• إصابات اليد.

ومع ذلك، في بعض الحالات لا يكون السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي معروفًا.

عوامل خطر متلازمة النفق الرسغي

تزيد العوامل الآتية من فرص الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي:

• الوراثة؛ إذ تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذ كان أحد والديك مصابًا به أيضًا.
• الجنس، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
• التقدم في العمر؛ فهي عادةً ما تُصيب الكبار بعد سن الأربعين.
• طبيعة عظام الرسغ والمعصم لديك.
• الحمل، لكن تزول متلازمة النفق الرسغي بعد فترة من الولادة.
• السمنة، تزيد فرص إصابة بالمرض بمقدار مرتين ونصف وفقًا للدراسات.
• بعض الأدوية، خاصة دواء أناستروزول (أناديكس أو أريميديكس) المستخدم لعلاج سرطان الثدي.
• طبيعة العمل، خاصةً العمل لساعات طويلة أمام الحاسوب والمهن التي تتطلب استخدام أدوات مثل الحفار الكهربائي.
• بعض الحالات الصحية، مثل:
  • تلف الأعصاب.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • النقرس.
  • مرض السكري.
  • الداء النشواني.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.

هل متلازمة النفق الرسغي خطيرة؟ لا تكون هذه المتلازمة خطيرةً في العادة، لكنها أحيانًا يُمكن أن تُسبب المشكلات الآتية إذا لم تُعالج:

• تلفٌ دائم في العصب المتوسط، وفي هذه الحالة يُمكن أن تُواجه صعوبة شديدة في تحريك يدك.
• إعاقة دائمة وفقدان القدرة على تحريك اليد المصابة بشكلٍ طبيعي.
• ضمور وضعف شديد في عضلات اليد المصابة.
• آلام تمنعك من القيام بأعمالك اليومية بشكلٍ طبيعي.

يعتمد الطبيب على الفحوصات الآتية لتشخيص متلازمة النفق الرسغي:

• الفحص البدني:

يفحص الطبيب قوة اليدين والإحساس في الأصابع، كما يُقيّم الأعراض التي تعاني منها أثناء تحريك يدك أو الضغط عليها؛ فهذا يُهيج العصب المتوسط إذا كنت مصابًا بمتلازمة النفق الرسغي.

• التصوير بالأشعة السينية:

يستفيد الطبيب منه في استبعاد الحالات المشابهة، مثل الكسور، والتهاب الأوتار والمفاصل.

• التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يُحدد هذا الفحص إن كان هناك شيء يضغط على العصب المتوسط أم لا.

• تخطيط كهربية العضل:

يستفيد منه الطبيب في استبعاد الحالات المشابهة، وتقييم وظائف العضلات التي يتحكم بها العصب المتوسط؛ لأنّه يقيس النشاط الكهربائي لعضلات اليد.

• فحص توصيل الأعصاب:

يُشبه الفحص السابق، لكن يصدم الطبيب العصب المتوسط بتيارٍ كهربائي بسيط، ثم يُقيّم نشاط الأعصاب والعضلات الكهربائي في منطقة الرسغ، مما يُساعد في تشخيص متلازمة النفق الرسغي.

يختلف العلاج باختلاف سبب متلازمة النفق الرسغي وشدة أعراضها، لكنه يتضمن الآتي:

علاج متلازمة النفق الرسغي في المنزل

في الحالات البسيطة يُوصي الطبيب باتباع الطرق الآتية لتخفيف أعراض متلازمة النفق الرسغي:

• ارتدِ جبيرة أو مشدًا طبيًا مخصصًا لعلاج هذه المتلازمة، خاصةً أثناء النوم.
• جرب هز يديك برفقٍ لتخفيف الأعراض مؤقتًا.
• خذ قسطًا من الراحة عدة مرات أثناء العمل.
• تجنب أي أنشطة تُهيج أعراض متلازمة النفق الرسغي.
• تناول المسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل الأيبوبروفين (بروفين أو دولوراز).
• ضع كماداتٍ دافئة أو باردة على رسغك المصاب كل ساعة لمدة 10 دقائق.
• قم بتدليك يديك بلطف.
• اجلس باستقامة أثناء استخدام الحاسوب.
• تجنب استخدام فأرة الحاسوب؛ إذ يتطلب استخدامها ثني الرسغ كثيرًا مما يضغط على العصب المتوسط.

علاج متلازمة النفق الرسغي طبيًا

يُمكن أن يلجأ الطبيب للطرق الآتية إذا لم تستفد من علاج متلازمة النفق الرسغي المنزلي:

• علاج سبب متلازمة النفق الرسغي:

فمثلًا يقوم بتجبير كسور اليد إذا كانت سبب إصابتك بهذه الحالة، أمّا إذا كنت تُعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي فيُمكن أن يصف الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة لسير المرض (DMARDS).

• إبر الستيرويدات القشرية:

يحقنها الطبيب مباشرةً في النفق الرسغي، وتُساعد على علاج آلام والتهاب العصب المتوسط.

• العلاج الطبيعي:

يُعلمك الطبيب تمارين تخفف من الأعراض، وتُساعدك على استخدام يدك بصورة أفضل أثناء العمل.

• الجراحة:

تركز عملية النفق الرسغي على تخفيف الضغط عن العصب المتوسط في الحالات الشديدة؛ وذلك بقطع الأوتار الملتهبة مثلًا، ويُمكن أن يجري الطبيب هذه العملية باستخدام المنظار أو التصوير بالموجات الصوتية.

يُمكنك تقليل الضغط على الرسغين واليدين عن طريق اتباع النصائح الآتية:

• انتبه لوضعية رسغك خاصةً أثناء العمل؛ فمثلًا تجنب ثنيها بشكلٍ متكرر أو بطريقة خاطئة أثناء استخدام الحاسوب.
• خذ فترات استراحة متكررة أثناء العمل أو ممارسة أي أنشطة بدنية مرهقة؛ لتخفيف الضغط على العصب المتوسط.
• لا تضغط بيدك بقوة وأرخها، خاصةً عند استخدام لوحة المفاتيح أو فأرة الحاسوب.
• قم بتمارين الإحماء والاستطالة الخاصة باليدين قبل وبعد أي نشاط بدني مرهق.
• حافظ على وضعية مستقيمة أثناء الجلوس والوقوف.
• استخدم مشد لتثبيت رسغك إذا كنت مضطرًا لثنيه والضغط عليه باستمرار.