الكوليرا: هل هو بالفعل مرض مخيف؟
كثيرًا ما نسمع عن مرض الكوليرا، خاصةً مع تزايد حالات الإصابة به مؤخرًا، لكن هل مرض الكوليرا معدي؟ وما هي أعراض الكوليرا؟ وكيف يُمكن علاج هذه الحالة؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.

كثيرًا ما نسمع عن مرض الكوليرا، خاصةً مع تزايد حالات الإصابة به مؤخرًا، لكن هل مرض الكوليرا معدي؟ وما هي أعراض الكوليرا؟ وكيف يُمكن علاج هذه الحالة؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.
ما هو مرض الكوليرا؟
الكوليرا (Cholera) عدوى بكتيرية حادة تحدث عندما تتناول طعامًا أو شرابًا ملوثًا بفضلات شخصٍ مصابٍ بالمرض، وتُسبب الإسهال المائي والجفاف، ويُمكن أن تكون خطيرة في بعض الحالات إذ أهملت علاجها.
تُصنف الكوليرا كأحد أنواع التسمم الغذائي، وهي حالةٌ شائعةٌ للغاية، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ الكوليرا تُصيب ما يُقارب 1.3- 4 ملايين شخصًا حول العالم سنويًا.
أعراض الكوليرا
لا تُسبب الكوليرا أي أعراض في العادة، أو تكون الأعراض بسيطة وغير ملحوظة، لكن أحيانًا تُسبب الكوليرا أعراضًا شديدة لدى البعض، مثل:
- الإسهال المفاجئ، ويُمكن أن يُسبب فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم ( لتر واحد أو أكثر في الساعة).
- تغير البراز؛ إذ يكون مائيًا وحليبيًا ويُشبه ماء الأرز المنقوع كثيرا.
- الغثيان والتقيؤ لساعات؛ خاصةً في بداية المرض.
- التشنج العضلي بسبب فقدان كمية كبيرة من الأملاح والمعادن.
- الجفاف، والذي يُسبب أعراضًا منها:
- التعب الزائد.
- جفاف الفم.
- العطش الشديد.
- قلة التبول.
- جفاف الجلد.
- العصبية وسرعة الانفعال.
- اضطراب ضربات القلب.
ومن الضروري أن تراجع الطبيب فورًا إذا ظهرت عليك الأعراض السابقة، لتجنب مضاعفات مرض الكوليرا.
أسباب الكوليرا
يحدث هذا المرض بسبب بكتيريا ضمة الكوليرا (Vibrio cholerae)، والتي تُفرز سمومًا تُؤثر على الأمعاء الدقيقة، مما يُسبب الإسهال المائي الشديد، ويفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح.
كيف تنتقل عدوى الكوليرا؟
خلافًا للإنفلونزا لا تنتقل عدوى الكوليرا لمجرد أنك خالطت شخصٍ مصابٍ بها، بل تُصيبك إذا تناولت طعامًا أو شرابًا ملوثًا ببراز المصاب، ومن الأمثلة على ذلك:
- شربت ماءً ملوثًا بالصرف الصحي.
- تناولت مأكولاتٍ بحرية غير مطبوخة من بحيرة أو نهرٍ ملوثٍ بالصرف الصحي.
- أكلت خضرواتٍ أو فواكه طازجة دون غسلها، فأحيانًا تكون مزروعة في تربة ملوثة.
- تناولت الطعام من الباعة المتجولين أو من مطاعم لا تلتزم بمعايير النظافة والصحة.
- أكلت طعامًا حضره لك المصاب طعامًا دون أن يغسل يديه جيدًا.
ما عوامل خطر الكوليرا؟
من العوامل التي تزيد فرص إصابتك بالكوليرا ومضاعفاتها:
- العمر:
تبين أن كبار السن والأطفال أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا، وعادةً تكون الأعراض لديهم شديدة؛ لأن نسبة حمض المعدة تكون منخفضة نسبيًا لديهم، حيث لا تستطيع بكتيريا الكوليرا العيش في وسطٍ حمضي.
- تدني مستوى المعيشة:
تنتشر الكوليرا بصورة أكبر في المناطق التي تعاني من الفقرٍ الشديد، والمجاعات والكوارث؛ لأن مصادر الماء والطعام غير الملوثة تكون نادرة في هذه الحالات.
- بعض الأدوية:
خاصةً مضادات الحموضة ومثبطات مضخات البروتون؛ لأنها تُقلل حمض المعدة، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
- زمرة الدم:
ذكرت الدراسات أن فرص إصابة الأشخاص ذوي فصيلة دم O بالكوليرا تكون أعلى من غيرهم، لكن لا يزال سبب ذلك غير معروفٍ بعد.
- العيش مع مصابٍ بالكوليرا أو رعايته:
إذ يُمكن أن أن تتناول طعامًا أو شرابًا ملوثًا ببرازه، خاصةً إذا كان لا يهتم بغسل يديه جيدًا.
تشخيص الكوليرا
يعتمد الطبيب على الفحوصات الآتية لتشخيص مرض الكوليرا:
- الفحص البدني:
يُقيم الطبيب الأعراض التي تُعاني منها.
يُعد أفضل طريقة لتشخيص مرض الكوليرا، إذ يتم تحليل عينة البراز تحت المجهر؛ للكشف عن بكتيريا ضمة الكوليرا.
علاج الكوليرا
من الضروري علاج الكوليرا فور ظهور أعراضها لتجنب مضاعفاتها، وتشمل طرق العلاج الآتي:
- محلول الإماهة الفموي (ORS):
يُمكنك شراء هذه المحاليل دون وصفة طبية من أي صيدلية، وتحتوي على سكر وأملاح مثل البوتاسيوم والصوديوم، لذا تُساعد هذه المحاليل على تعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم، وبالتالي تمنع إصابتك بالجفاف.
- السوائل عن طريق الوريد:
تكون ضرورية إذا فقدت كمية كبيرة من سوائل الجسم بسبب الإسهال الشديد.
- المضادات الحيوية:
تقضي هذه الأدوية على البكتيريا المسببة للمرض، وبالتالي تُساعدك على التعافي بصورة أسرع، خاصةً إذا كانت الأعراض شديدة.
- مكملات الزنك:
يصفها الطبيب للأطفال دون سن 5 سنوات؛ إذ ذكرت الدراسات أنّه يُخفف الإسهال والمضاعفات، ويُساعد الأطفال على التعافي من الكوليرا بصورة أسرع.
الوقاية من مرض الكوليرا
يُوصي الأطباء باتباع النصائح الآتية خاصة إذا كنت مقيمًا في منطقة تنتشر فيها حالات الكوليرا:
- احرص على غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا، خاصة بعد استعمال دورة المياه وقبل تحضير الطعام وتناوله.
- تناول المياه المعدنية المعبأة مسبقًا.
- قم بغلي ماء الصنبور قبل شربه أو استخدامه للطبخ؛ لتعقيمه.
- احرص على تناول الخضروات بعد غسلها وطهيها جيدًا.
- تجنب تناول أطباق المأكولات البحرية النيئة مثل السوشي.
- احرص على طهي اللحوم والمأكولات البحرية جيدًا قبل تناولها.
- تحدث إلى الطبيب حول أخذ مطعوم الكوليرا.
أسئلة شائعة
متى تظهر أعراض الكوليرا؟
عادةً تظهر الأعراض خلال فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام من تناول الطعام الملوث بالكوليرا.
هل مرض الكوليرا مميت؟
نعم، يُمكن أن تُسبب الكوليرا الجفاف والإسهال الشديدين، ويُؤدي التأخر في العلاج لمضاعفاتٍ خطيرة مثل الصدمة، وفشل الكلى والغيبوبة، وربما تكون هذه المضاعفات قاتلة إذا لم تُعالج.
كم يستغرق الشفاء من الكوليرا؟
عادةً تتحسن أعراض الكوليرا وتزول خلال أسبوع، خاصةً إذا كانت الأعراض طفيفة أو متوسطة وتلقيت العلاج المناسب، لكن ربما يستغرق التعافي من الحالات الشديدة من الكوليرا مدةً أطول.
ملخص المقال
الكوليرا هي عدوى بكتيرية حادة تنتقل عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث بفضلات شخص مصاب، وتُسبب أعراضًا مثل الإسهال المفاجئ، الغثيان، التقيؤ، التشنج العضلي، والجفاف، ومن عوامل خطر الكوليرا: العمر، تدني مستوى المعيشة، بعض الأدوية، زمرة الدم، والعيش مع مصابٍ بالمرض، ويكشف عنها الطبيب بالفحص البدني وتحليل البراز، وتشمل طرق علاج الكوليرا تناول محلول الإماهة الفموي، أخذ السوائل عن طريق الوريد، واستخدام المضادات الحيوية ومكملات الزنك.
تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية