التهاب الجلد القيحي
Pyoderma
التهاب الجلد القيحي (Pyodermatitis) أو تقيح الجلد (Pyoderma) هو مجموعة من التهابات الجلد والتي غالبًا ما تكون ناجمة عن بكتيريا من النوع العقدي (Streptococcus) أو العنقودي (Staphylococcus).
تميل التقيحات الجلدية الناجمة عن البكتيريا العقدية إلى الانتشار في مناطق واسعة من الجسم، بينما تكون العدوى الناجمة عن الجرثومة العنقودية أكثر ميلًا إلى تكوين تقيحات جلدية موضعية وأحيانًا تسبّب تقيحًا داخل الكبسولة.
وعادةً تكون العدوى في منطقة طيات الجلد، وتظهر علامات المرض على شكل تقيحات جلدية سطحية على شكل قشور وشقوق، أو تقرحات ناتجة عن التهاب أولي في الجلد، أو لسعات وجروح في الجلد ناجمة عن الحكة.
تختلف علامات المرض اختلافًا تامًا وفقًا لمنطقة نشوء العدوى ووفقًا لطبقات الجلد وملحقاته، فالعدوى التي تصيب الطبقة الخارجية من الجلد أي البشرة تدعى القوباء (Impetigo)، أما إذا كانت العدوى مقتصرة على الجهاز الليمفاوي فهي تدعى الحمرة (Erysipelas).
عندما تشمل العدوى بصيلات الشعر ينجم عن ذلك التهاب قيحي يدعى التهاب الجريبات (Folliculitis)، وعند انتقال العدوى من الطبقة الخارجية من الجلد إلى طبقة الأدمة أو إلى طبقة تحت الجلد فعندئذ تدعى العدوى دمل (Furuncle)، وعندما تشمل العدوى القيحية عددًا من بصيلات الشعر يطلق عليها اسم الجمرة (Carbuncle).
أعراض التهاب الجلد القيحي
يبدأ التهاب الجلد القيحي عادةً بظهور نتوءات صغيرة حمراء اللون على جلدك والتي قد تشبه لدغة العنكبوت في غضون أيام، حيث يمكن أن تتطور هذا النتوء إلى قرحة مفتوحة كبيرة ومؤلمة.
تظهر القرحة عادةً على ساقيك، ولكنها قد تتطور في أي مكان في جسمك فقد تظهر أحيانًا حول مواقع الجراحة، وإذا كنت تعاني من عدة قرح فقد تنمو وتندمج في قرحة واحدة أكبر.
أسباب وعوامل خطر التهاب الجلد القيحي
في الآتي توضيح لأبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب الجلد القيحي:
1. أسباب التهاب الجلد القيحي
سبب التهاب الجلد القيحي غير مفهوم تمامًا، حيث يعاني أكثر من نصف الأشخاص المصابين بـه من حالة أخرى، مثل: التهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان كاللوكيميا أو سرطان الغدد الليمفاوية، والتهاب القولون التقرحي، ومرض كرون.
وقد يكون التهاب الجلد القيحي أحد اضطرابات المناعة الذاتية مما يعني أنه ناتج عن محاربة الجسم لنفسه لسبب ما، وبالنسبة لبعض المرضى سوف يتحسن التهاب الجلد القيحي حين يتم علاج الأمراض الأخرى.
2. عوامل خطر التهاب الجلد القيحي
تشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:
-
عمرك وجنسك
حيث يمكن أن تصيب الحالة أي شخص في أي عمر، على الرغم من أنها أكثر شيوعًا بين 20 - 50 عامًا.
-
الإصابة بمرض التهاب الأمعاء
يتعرض الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز الهضمي، مثل: التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون لخطر متزايد للإصابة بالمرض.
-
الإصابة بالتهاب المفاصل
يتعرض الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي لخطر متزايد للإصابة بالتهاب الجلد القيحي.
-
الإصابة باضطراب في الدم
الأشخاص المصابون بابيضاض الدم النقوي الحاد، أو خلل التنسج النقوي، أو اضطراب التكاثر النقوي معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالمرض.
مضاعفات التهاب الجلد القيحي
تشخيص التهاب الجلد القيحي
قد يكون من الصعب تشخيص التهاب الجلد القيحي حيث لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد التشخيص، لذلك غالبًا يأمر الأطباء بإجراء اختبارات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لمشاكل جلد المريض، وتشمل الأمراض التي يجب استبعادها ما يأتي:
- الالتهابات.
- سرطان الجلد.
- التهاب الأوعية الدموية الموجودة على الجلد أو بالقرب منه.
- الذئبة.
- متلازمة سويت (Sweet syndrome).
يمكن أن تشمل هذه الاختبارات اختبارات الدم، والخزعات، وأخذ عينات من نخاع العظام، وحتى فحوصات المستقيم والقولون للبحث عن الأمراض المحتملة التي يمكن أن تسبب المشكلة.
علاج التهاب الجلد القيحي
يهدف علاج التهاب الجلد القيحي إلى تقليل الالتهاب والسيطرة على الألم وتعزيز التئام الجروح والسيطرة على أي مرض كامن، حيث سيعتمد علاجك على عدة عوامل بما في ذلك صحتك، وعدد قرح الجلد، وحجمها، وعمقها، ومعدل نموها.
وتشمل أبرز طرق العلاج ما يأتي:
1. الكورتيستيرويد (Corticosteroids)
العلاج الأكثر شيوعًا هو الجرعات اليومية من الكورتيكوستيرويدات، حيث يمكن وضع هذه الأدوية على الجلد أو حقنها في الجرح أو تناولها عن طريق الفم، وقد يتسبب استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة أو بجرعات عالية في حدوث آثار جانبية خطيرة، لهذا السبب قد يصف طبيبك الأدوية التي تحافظ على الستيرويد إذا كنت بحاجة إلى علاج طويل الأمد.
2. مسكنات الألم (Pain medication)
اعتمادًا على مدى جروحك قد تستفيد من مسكنات الألم وخاصةً عند تغيير الضمادات.
4. العناية بالجروح (Wound care)
بالإضافة إلى وضع الدواء مباشرةً على جروحك سيقوم طبيبك أو أخصائي العناية بالجروح بتغطيتها بضمادة غير متماسكة رطبة ليست مبللة أو جافة وربما بغطاء مطاطي، فقد يُطلب منك إبقاء المنطقة المصابة مرتفعة.
5. الجراحة (Surgery)
نظرًا لأن التهاب الجلد القيحي يمكن أن يتفاقم بسبب الجروح في الجلد فإن الجراحة لإزالة الأنسجة الميتة لا تُعد عادةً خيارًا علاجيًا جيدًا فقد تؤدي إصابة الجلد إلى تفاقم القرح الموجودة أو تؤدي إلى ظهور قروح جديدة.
الوقاية من التهاب الجلد القيحي
لا يمكنك منع التهاب الجلد القيحي تمامًا، وإذا كنت تعاني من هذه الحالة فحاول تجنب إصابة بشرتك حيث يمكن أن تؤدي إصابة الجلد أو رضه إلى ظهور تقرحات جديدة.