أمراض الأحماض العضوية
Organic acid diseases
أمراض الأحماض العضوية هي مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تحوي خللًا في عملية الأيض الخاصة بالبروتينات نتيجة نقص أو عدم فعالية أحد الإنزيمات الحيوية في العملية، وينجم عن ذلك تراكم مادة كيميائية سامة أو نقص مادة كيميائية أخرى ضرورية للعمل السليم للجسم.
يتعلق تأثير هذا النقص بزمن ظهور أعراض المرض، فكلما كان النقص خفيفًا ظهرت أعراضه في وقت أكثر تأخرًا.
كما يُمكن لأزمة الأيض أن تظهر بعد عدة أيام من الولادة السليمة، أما في الحالات الخفيفة يمكن أن تظهر الاعراض عند الإصابة بالحمى أو خلال الصوم.
يُمكن للتشخيص المبكر وتقديم العلاج بشكل سريع أن يمنع حدوث أضرار، ويُساعد على الحياة بشكل طبيعي.
الأمراض الشائعة للأحماض العضوية
من أبرز أنواع الأمراض الشائعة ما يأتي:
- إحمضاض الغلوتاريك نوع 1 (Glutaric acidemia type 1).
- إحمضاض الدم الإيزوفاليريكي (Isovaleric acidemia).
- إحمضاض الدم الميثيلي (Methylmalonic acidemia).
- إحمضاض الدم البروبيونيكي (Propionic acidemia).
- نقص الكربوكسيلاز المتعدد (Multiple carboxylase deficiency).
مسار مرض إحمضاض الدم الغلوتاريكي مختلف بحيث يكون النمو الأولي للطفل سليمًا، ولكن عند إصابة الطفل بالحمى يبدأ بالتقيؤ، ويتطور نقص التوتر (Hypotonia) في العضلات، وانخفاض الوعي، وأخيرًا اضطرابًا في الحركة الخاصة بمرض خلل التوتر (Dystonia)، وتدهورًا عقليًا.
أعراض أمراض الأحماض العضوية
هناك العديد من الأعراض والعلامات للإصابة بأمراض الأحماض العضوية والمتمثلة بالآتي:
1. أعراض أمراض الأحماض العضوية
تشمل أعراض المرض ما يأتي:
- فقدان الشهية.
- التقيؤ.
- التنفس السريع.
- نقص توتر العضلات.
- تغيرات في درجة الوعي.
- تدهور حالة المريض حتى الوصول لغيبوبة (Coma).
- نوبات (Seziures) الصرع.
- الموت في نهاية المطاف.
2. علامات أمراض الأحماض العضوية
كما تُصاحب الأزمة الأيضية بتغيرات بيوكيميائية من بينها:
- حماض شديد (Acidosis).
- ارتفاع تركيز الأمونيا في الدم.
- انخفاض عدد خلايا الدم من جميع فصائل خلايا الدم.
- انخفاض الكارنيتين (Carnitine).
- ارتفاع نسبة الأحماض العضوية المميزة للمرض في البول.
أسباب وعوامل خطر أمراض الأحماض العضوية
يتعرض الشخص للإصابة بأمراض الأحماض العضوية بسبب العامل الوراثي، حيث أن كل هذه الاضطرابات تُعتبر موروثة على شكل صفة جسدية متنحية، وبصفته اضطرابًا وراثيًا متنحيًا يكون والدا الطفل المصاب بإحدى هذه الحالات غير مصابين ولكنهم حاملين للمرض ولديهم جين واحد طبيعي وجين غير طبيعي.
مع كل حمل يكون لدى الوالدين الحاملين للجين المصاب فرص مختلفة لإنجاب طفل مصاب أو سليم، وتكون على النحو الآتي:
- فرصة بنسبة 25% لإنجاب طفل بنسختين من الجين غير الطبيعي ويظهر الحمض العضوي عليه.
- فرصة بنسبة 50% لإنجاب طفل حامل غير متأثر لدى الوالدين الناقلين.
- فرصة بنسبة 25% في إنجاب طفل غير مصاب وغير حامل.
هذه النسب تنطبق على كل حمل، ويجب إجراء الفحوصات لجميع الأشقاء الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب في الأحماض العضوية، ويجب تقديم خدمات الاستشارة الوراثية للعائلة.
مضاعفات أمراض الأحماض العضوية
إذا لم تُعالج الاضطرابات السابقة يُمكن أن تُسبب بعض المشاكل الصحية بما في ذلك:
- تلف في الدماغ.
- غيبوبة.
- مشاكل في العين.
- فقدان البصر.
- الإعاقات الذهنية والتنموية، وهي مشاكل تتعلق بكيفية عمل الدماغ والتي يُمكن أن تُسبب للشخص مشكلة أو تأخير في النمو البدني، أو التعلم، أو التواصل، أو الاعتناء بنفسه، أو التعايش مع الآخرين.
- هشاشة العظام، حيث تجعل العظام رقيقة وهشة.
- مشاكل في القلب، أو الكبد، أو الكلى، أو البنكرياس.
- النوبات.
- السكتة الدماغية.
- الوفاة إذا لم يتم علاجها.
تشخيص أمراض الأحماض العضوية
يتم تشخيص الإصابة بأمراض الأحماض الأمينية على النحو الآتي:
1. تشخيص إصابة الجنين أثناء الحمل
يُمكن إجراء التشخيص أثناء الحمل بين الأسبوع الثامن والعاشر من خلال فحص عينات من الزغابات المشيمائية (Chorionic villus sampling)، أو بين الأسبوع 16 - 20 عن طريق فحص بزل السلى أو ما يُعرف بالسائل الأمنيوسي (Amniocentesis).
2. تشخيص الإصابة عند الأطفال
في بعض الدول يتم إجراء فحص حديثي الولادة لاضطرابات الأحماض العضوية باستخدام قياس الطيفي الكتلي (Tandem mass spectrometry) للكشف عن ارتفاع مستويات الأسيل كارنيتين.
من الممكن الحصول على نتائج إيجابية كاذبة وسلبية كاذبة مع هذا الفحص، ولكن قد يؤدي جمع العينات في وقت مبكر بعد 24 ساعة الأولى من العمر إلى تعزيز اكتشاف هذه الاضطرابات، حيث قد تنخفض مستويات الأسيل كارنيتين مع زيادة عمر الرضيع.
يحتاج الرضع الذين خضعوا لاختبارات فحص إيجابية مفترضة إلى متابعة سريعة كما يُحوّل الرضيع إلى أخصائي أمراض التمثيل الغذائي.
علاج أمراض الأحماض العضوية
يتم العلاج عادةً على النحو الآتي:
1. اتباع نظام صحي مناسب
العلاج الفوري للازمة الأيضية يشمل:
- التوقف عن تناول غذاء يحتوي على الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تحليلها.
- توفير كمية كبيرة من السعرات الحرارية والتي يكون مصدرها من الدهون والسكر.
- ملائمة نظام غذائي خاص بالمريض في وقت لاحق، بحيث يكون منخفض البروتينات الطبيعية، وتُضاف إليه عناصر غذائية خاصة لا تحتوي على الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تحليلها.
2. إضافة بعض أنواع الفيتامينات والمكملات الغذائية
يتم إضافة الفيتامينات الآتية لمعالجة الأمراض:
- فيتامين ب12 (B12): لمرض احمضاض الدم الميثيلي.
- البيوتين (Biotin): لمرض نقص الكربوكسيلاز.
- غليتسين (Glycine): لمرض إحمضاض الدم الإيزوفاليريكي.
في معظم الحالات يُضاف للعلاج كارنيتين أيضًا.
3. غسيل الكلى (Dialysis)
في بعض الحالات يلزم غسيل الكلى من أجل تصريف الأحماض السامة وتوفير العناية الداعمة.
الوقاية من أمراض الأحماض العضوية
من الصعب الوقاية من الأمراض الوراثية، مثل: أمراض الأحماض العضوية، ولكن يُساعد التشخيص والعلاج المبكر على تحسين جود الحياة، وتفادي المضاعفات.