أورام الغدة

تظهر أورام الغدة على طول المعدة والقولون وصولًا إلى المستقيم، وهو الجزء الأخير من القولون، لكنها شائعة جدًا في القولون لدى الرجال والنساء بشكل عام في عمر 40 وما فوق.

الورم الغدي هو ورم حميد مصدره الظهارة الغديّة (Glandular epithelium)، أو تلك التي تنتج هياكل غديّة.

والورم الحميد عبارة عن ورم لا يُشكل خطرًا على حياة المريض، إذ يكون محدودًا بشكل جيد، وغير متجدد بعد الاستئصال، ولا يُرسل نقائل إلى أعضاء أخرى في الجسم.

معلومات هامة عن الأورام الغدية

تظهر الأورام الغدية في الأعضاء المختلفة في الجسم، مثل: الثدي، والكظريات، والمرارة، والكبد، والغدد الدريقية، والغدد النخامية، والكلية، وغدد اللعاب، والغدة الدرقية، وجهاز الهضم، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والقولون.

من الممكن أن تكون وحيدة، أو قليلة، أو كثيرة خصوصًا في المرض المسمى داء السلائل العائلي (Familial polyposis)، ومن المحتمل أن تكون الأورام الغدية صغيرة جدًا، ودقيقة لا تتعدى 1 ملليمتر أو اثنين، ولكن قد يصل حجمها 5 - 6 سنتيمترًا أو أكثر، كما قد تكون الأورام الغدية بجذع أو بدون جذع.

أنواع الأورام الغدية الشائعة

هناك نوعان رئيسان للأورام الغدية، وهي كالآتي:

1. ورم غدي أنبوبي (Tubular adenoma): هو ورم صغير الحجم نسبيًا، وغالبًا يبقى حميد ولا يتطور لسرطاني.
2. ورم غدي زغابي (Villous adenoma): هو ورم أكبر حجمًا من الورم الأنبوبي، كما أنه يميل غالبًا للتحول لورم سرطاني.

عوامل ظهور الورم السرطاني

لكل ورم غدي في الجهاز الهضمي إمكانية التحول لورم سرطاني (Carcinoma)، ويتعلق الأمر بعدة عوامل، من أهمها:

• حجم الورم الغدي.
• نوعه المجهري.
• درجة الخلل التنسج للخلايا، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الخلايا السرطانية، أو غير الطبيعية.

المدة المتوقعة لتطور الورم السرطاني في الورم الغدي هي 10 سنوات، لذلك من المهم استئصال كل السلائل الموجودة في القولون وفحصها بالمجهر.

كما أنه يجب مراقبة ورصد حالة المرضى الذين يُعانون من الأورام الغدية، أو الذي سبق إصابة أفراد من عائلتهم بالورم الغدي.

قد تظهر الأورام الغدية في جيل مبكر جدًا لدى المرضى الذين يُعانون من داء السلائل العائلي بأعداد كبيرة جدًا، واحتمال التحول لورم سرطاني عال جدًا.

في أحيان كثيرة لا تظهر أي أعراض للورم الغدي والذي يتم اكتشافه خلال التنظير، ولكن في بعض الحالات قد تظهر الأعراض الآتية:

• نزيف المستقيم.
• تغيرات في حركة الأمعاء.
• تغيُّر في لون البراز.
• ألم.
• فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

في الحقيقة لا يوجد الكثير من الأسباب والعوامل الواضحة لتشكل الأورام الغدية، في الآتي أبرز ما وُرد ذكره:

1. سبب تشكل الورم الغدي

في بعض الأحيان تنمو الخلايا في الجسم بشكل زائد وخارج عن السيطرة نتيجة حدوث طفرة جينية، ويُمكن أن تتحول بعض الخلايا غير الطبيعية إلى سلائل أو أنواع أخرى من الأورام.

غالبًا تتكون الأورام الغدية الأنبوبية الصغيرة والتي تنمو على شكل أنبوب، كما قد يتشكل نوع أقل شيوعًا ولكنه أكثر خطورة من الأورام الحميدة وهو الأورام الغدية الزغبية، فبدلًا من أن يكون شكل الخلايا دائري أو بيضاوي تبدو بشكل غير منتظم بشكل يُشبه القرنبيط.

2. عوامل الخطر

من أبرز عوامل الخطر التي تزيد من نمو الأورام الغدية وتحديدًا الأنبوبية ما يأتي:

• التقدم في العمر فوق 50 عامًا.
• الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
• السمنة.
• وجود تاريخ عائلي مرضي للإصابة بسلائل القولون.

من أبرز مضاعفات الورم الغدي ما يأتي:

• تحول الورم الحميد إلى ورم سرطاني خبيث.
• حدوث نقائل سرطانية في أماكن مختلفة من الجسم، في حال تحول الورم إلى سرطاني وتركه دون علاج.

عادةً تتم إزالة الورم الغدي من القولون مثلًا بالكامل إن أمكن ذلك، ثم يتم إرساله إلى مختبر علم الأمراض لفحصها، بعد ذلك يُرسل طبيب متخصص بعلم الأمراض تقريرًا إلى الطبيب المسؤول عن حالة المريض يُقدم فيه معلومات حول كل عينة تم أخذها.

يظهر في التقرير نوع الورم الذي يُعاني منه المريض، ومدى خطورته كمرض سرطاني تحت المجهر، وخلل التنسج، حيث يُشار إلى الأورام الحميدة التي لا تُشبه السرطان كثيرًا بأنها مصابة بخلل التنسج منخفض الدرجة، أما إذا كان الورم الحميد يبدو غير طبيعي أكثر ويُشبه السرطان فإنه يُوصف بأن المريض يُعاني من خلل التنسج عالي الدرجة.

يتم العلاج ومتبعة الأورام الغدية على النحو الآتية:

1. استئصال الأورام الغدية

عادةً يقوم الطبيب بإزالة جميع أورام غدية التي تكون لدى المريض لأنها يُمكن أن تتحول إلى سرطان.

يُمكن للأطباء استئصال الورم الحميد الأنبوبي بحلقة سلكية قابلة للسحب يتم وضعها من خلال الجهاز المستخدم أثناء تنظير القولون (Colonoscopy)، في بعض الأحيان يُمكن تدمير الزوائد اللحمية الصغيرة بجهاز خاص يعمل عن طريق الحرارة.

إذا كان الورم الغدي كبيرًا جدًا فقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالته.

عادةً يجب إزالة جميع الأورام الغدية تمامًا، فإذا كانت الخزعة التي أخذها الطبيب لتحليل نوع الورم لا تشمل الورم كاملًا عندها يجب على الطبيب متابعة المريض مرة أخرى لمعرفة ما الإجراء اللاحق الذي ينتظره؟

2. المتابعة بعد عملية التنظير

يجب على المريض الذي قام بإجراء عملية التنظير لإزالة الأورام الغدية بأن يستمر بزيارة الطبيب بشكل دوري للتأكد من عدم عودة تكوّن الأورام الغدية من جديد لديه.

كما قد ينصح الطبيب المريض بإجراء تنظير في فترات محددة كالآتي:

• خلال ستة أشهر: في حال كان الورم كبيرًا، أو تمت إزالته بشكل متقطع.
• خلال 3 سنوات: في حال وجود أكثر من 10 أورام غدية، أو إذا كان حجم الورم أكبر من 1 سنتيمتر، أو وجود أكثر من ورمين على الأقل في بعض الحالات.
• خلال 5 - 10 سنوات: في حال كان هناك ورم أو اثنان صغيران عند المرض.

يُمكن الوقاية من الإصابة بالأورام الغدية عن طريق الحرص على إجراء التنظير خصوصًا لمن يُعاني من تاريخ عائلي مرضي، أو مع تقدم السن فوق عمر 50 عامًا.

كما يُمكن الوقاية من سلائل القولون التي قد تُسبب الأورام الغدية وتحولها لسرطان عن طريق اتباع الخطوات الآتية:

1. التخفيف من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، والإكثار من الخضار والفواكه.
2. الحرص على بقاء الوزن ضمن المستوى الطبيعي.
3. الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
4. إخبار الطبيب في حال شرب المسكنات اللاسترويدية بشكل كبير، لزيادة خطرها على تشكل سرطان القولون.