داء النغف
Myiasis
داء النغف هو مرض يُصيب الجلد نتيجة غزو يرقات من أنواع مختلفة من الذباب الجلد أو مناطق أخرى من الجسم، مثل: الأنف، والأذن، والعين، والمعدة، والنغف هو مرض بالأصل حيواني، لكنه بعد ذلك أصبح يُصيب الإنسان ويُسبب له العديد من المشكلات الجلدية.
لا ينتقل داء النغف من شخص إلى آخر على الإطلاق، لذا لا داعي للقلق من المُصاب به.
تتغذى اليرقات الموجودة في الجسم على كل من الأنسجة الحية، والأنسجة الميتة، والطعام المبتلع، والمواد السائلة في الجسم، وإن أكثر أنواع الذباب شيوعًا التي تُسبب الإصابة للإنسان هي:
- ذباب ديرماتوبيا هومينس (Dermatobia hominis).
- ذباب كورديلوبيا أنثروبوفاجا (Cordylobia anthropophaga)
- ذباب كريسوميا بيزيانا (Chrysumia pisiana).
يُعدّ النغف حالة مهمة، حيث يمكن أن يمثل رابع أكثر الأمراض الجلدية المرتبطة بالسفر شيوعًا، وهذا أمر جدًا خطير.
كيفية الإصابة بداء النغف
لا بد أن الكثير يتساءل كيف ليرقة أن تخترق الجلد والأنسجة وتعيش فيها مُسببة العديد من المشكلات الصحية؟ لفهم الإجابة سيتم سرد كيفية تطور هذه اليرقات في ما يأتي:
- تضع الأنثى البالغة بيضها على الجروح أو الأنسجة المخاطية أو قرب فتحات الجسم، مثل: الفم، والأذن، والأنف أو قد تدخل للجسم عبر الطعام الملوث بها.
- تفقس البيوض في مدة زمنية تتراوح 24 ساعة تقريبًا لتبدأ هذه اليرقات الخارجة من البيوض بالتغذية على الأنسجة الميتة أو الحية وتخترق الجلد والأنسجة.
- تعيش اليرقات في هذه الأنسجة وتبقى تتغذى عليها مما يُسبب العديد من المضاعفات الصحية على المُصاب.
- تعيش اليرقات لمدة 5 - 10 أسابيع تحت الجلد، وتتنفس من خلال الثقوب الموجودة في الجلد، وبعد ذلك تموت أو تخرج من مكانها لتتزواج مُشكلة دورة حياة جديدة لها.
- تهاجر بعض أنواع اليرقات من مكان الإصابة إلى الأنسجة الأخرى، وهذه اليرقات تُعدّ الأخطر كونها تُسبب المزيد من المشكلات الصحية والمزيد من الألم والتعب أثناء مُعالجتها.
أعراض داء النغف
تتمثل أعراض الإصابة بداء النغف في ما يأتي:
1. أعراض النغف الجلدي
تتمثل أعراض النغف الذي يُصيب الجلد في ما يأتي:
- ظهور كتل صغيرة على الجلد تُشبه الدمل.
- تحرك هذه الكتل بسبب تنقل هذه اليرقات.
- حكة الجلد.
- انتان الجلد وخروج السوائل القيحية منه.
- خروج روائح كريهة من مكان الكتل الظاهرة.
2. أعراض النغف الأنفي
في حال دخول اليرقات إلى فتحات الأنف فإنها تُسبب الأعراض الآتية:
- تهيج شديد في الأنف مما يُسبب الحكة المزعجة في المنطقة.
- انتفاخ الوجه.
- انسداد الممرات الهوائية مُسببًا صعوبة التنفس.
- الحمى.
3. أعراض النغف السمعي
في حال دخلت اليرقات إلى الأذن فإنها تُسبب الأعراض الآتية:
- انتفخ المناطق القريبة من الأذن.
- ألم في الأذن.
- خروج إفرازات كثيفة من الأذن.
4. أعراض النغف العيني
دخول اليرقات في العين أمر نادر جدًا لكنه موجود، وفي حال الإصابة به فإن الأعراض الناتجة تتمثل في الآتي:
- التهاب العين واحمرارها.
- حكة في العين.
- ألم في العين.
- نزول الدموع باستمرار ودون توقف.
أسباب وعوامل خطر داء النغف
فلنتعرف في ما يأتي على سبب الإصابة بالنغف وعلى العوامل التي تزيد من الإصابة لهذا المرض:
1. سبب الإصابة بداء النغف
السبب الرئيس في الإصابة بداء النغف هو تعرض أنسجة الجسم ليرقات بعض أنواع الذباب، وهذا يحدث من خلال الطرق الآتية:
- وضع أنثى الذباب البيوض على الجسم مباشرة.
- وضع أنثى الذباب البيوض على الطعام أو الشراب المُتناول.
- وضع أنثى الذباب البيوض على الملابس لتنتقل إلى جسم الإنسان عند ارتدائها.
- تناول الأطعمة الملوثة ببيوض الذباب أو يرقاتها.
- دخول اليرقات من خلال الأنف أو الأذن إلى داخل الجسم.
2. عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بداء النغف
يوجد عدة عوامل تزيد من الإصابة بداء النغف، وهذه العوامل هي الآتي:
- العمر: وُجد أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بداء النغف.
- الوضع الصحي: إن الأشخاص الذين يُعانون من أوضاع صحية مُحددة مثل الإعاقة الحركية هم أكثر عرضة لهذا الداء.
- وجود جروح في الجسم: حيث كلما كانت نسبة الجروح المفتوحة في الجسم كبيرة كانت احتمالية الإصابة بهذه اليرقات عالية.
- مكان السكن: يوجد عدة مناطق تكثر فيها الإصابة بالنغف، وأبرزها الدول الاستوائية.
مضاعفات داء النغف
تتمثل أبرز مضاعفات داء النغف في كل مما يأتي:
1. بتر الأعضاء
في حال قامت اليرقات على تناول معظم الأنسجة في العضو المُصاب فإن ذلك سيؤدي إلى تقرحات عديدة فيها وخروج الرائحة الكريهة منها متطلبًا ذلك بتر العضو للتخلص من هذا الامتداد من الإنتانات.
2. زيادة تعرض الجلد للإصابات
تقرحات الجلد الحاصلة في الجلد نتيجة تغذية اليرقات على أنسجته تجعله عرضة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أخرى، مُسببًا ذلك حالة أخرى من الأمراض الجلدية، وهذا يحتاج إلى علاج مُضاعف ومُكثف.
3. أمراض العيون
في حال دخلت اليرقات العيون فإنها غالبًا تُسبب المضاعفات الآتية:
- التهاب القزحية.
- الزرق.
- انفصال الشبكية.
4. الوفاة
قد يصل الأمر بداء النغف إلى الوفاة، وهذا يحدث في حال انتشار اليرقات في كافة أعضاء الجسم وعدم القدرة على السيطرة عليها بسبب التأخر في تلقي العلاج.
تشخيص داء النغف
يتم تشخيص داء النغف من خلال الطرق الآتية:
1. التشخيص البدني
يُعدّ التشخيص البدني سهل في حال كانت الإصابة جلدية، فيُمكن للطبيب بالنظر فقط أن يُحدد الحالة، لكن في حال كانت مناطق الإصابة بعيدة عن الجلد فإن التشخيص البدني غالبًا لا يُفيد.
2. الخضوع للاختبارات المصلية
يتم هذا الاختبار على وجه الخصوص في حال الشك بأن العين مُصابة بداء النغف.
3. التصوير بالموجات فوق الصوتية
يُعدّ هذا النوع من التشخيص هو الأنسب كونه يُظهر اليرقات وهي تغزو العضو.
علاج داء النغف
علاج داء النغف يتم من خلال الآتي:
1. الإجراء الجراحي
لا يُمكن علاج داء النغف إلا بالجراحة، وهذه الجراحة قد تكون بتخدير موضعي أو عام، ليقوم الطبيب بعدها بعمل شقوق في الجلد وإخراج اليرقات من داخل الأنسجة.
تجدر الإشارة أنه لا يوجد أي نوع من الأدوية لعلاج هذا المرض معتمد من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية.
2. الإجراء التعقيمي للجروح
بعد إجراء الجراحة للعضو أو الأعضاء المُصابة يقوم الطبيب بتنظيف المناطق المُجرى بها العملية يوميًا.
3. الإجراء النهائي
يقوم الطبيب بوصف مجموعة من الأدوية للمريض بهدف التخلص التام من مضاعفات داء النغف، فغالبًا يصف الآتي:
- مسكنات الألم.
- المضادات الحيوية.
- المعقمات القوية للجروح.
الوقاية من داء النغف
يُمكن الوقاية من داء النغف من خلال اتباع الإرشادات الآتية:
1. المحافظة على النظافة الشخصية
يجب المحافظة على النظافة الشخصية من قبل كافة الأشخاص، فوجود البويضات 24 ساعة على الجلد دون غسل هو السبب الرئيس في الإصابة، ومن هذا المنطلق يُنصح بغسل المناطق المكشوفة في الجسم على الأقل مرة يوميًا.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يجب أن يقوم به مقدمي الرعاية الصحية للمعوقين حركيًا وعقليًا، وعدم تركهم لأيام عديدة دون المحافظة على نظافتهم كونهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
2. المحافظة على نظافة الفم والأنف
يجب غسل أو تنظيف الأسنان بما لا يقل عن مرتين يوميًا، وكذلك يجب تنظيف الأنف جيدًا يوميًا، فهذا يُزيل البويضات من تلك الأماكن في حال وجودها.
3. العناية بالجروح
يجب العناية المطلقة بالجرح وخاصةً إن كان كبير، وذلك من خلال:
- تنظيف الجرح يوميًا بالمعقم الطبي الخاص لها.
- تغطية الجروح وعدم تعريضها للملوثات.
- عدم العبث بالجروح أو حكها أو الضغط عليها.
- غسل اليدين جيدًا أثناء التعامل مع الجرح.
- طلب المساعدة من الطبيب على الفور في حال ملاحظة أي تغير غير مقبول وغريب على الجرح.
4. رش المبيدات الحشرية
هذا الأمر يُعدّ جدًا هام وخاصةً في البيئات التي تمتاز بتلوثها، فالمبيدات الحشرية تُخلص البيئة من الذباب المُسبب الرئيس للمرض.
5. طرق وقاية أخرى
يُمكن الوقاية أيضًا من الإصابة بداء النغف من خلال اتباع كل مما يأتي:
- التخلص من الحيوانات الميتة على الفور بدفنها تحت سطح الأرض بمسافة لا تقل عن متر واحد.
- الحفاظ على نظافة المنزل والحدائق.
- إغلاق مكبات النفايات جيدًا، والتخلص من النفايات بسرعة.
- استخدام الأجهزة القاتلة للذباب.
- حفظ الطعام بالثلاجة وتغطيته في حال تركه خارجها.
- فحص الحيوانات المنزلية باستمرار.