قصور الدَّريقات
Hypoparathyroidism
قصور الدَّريقات هو حالة من انعدام تأثير هرمون الغدة الجار درقية (Parathyroid hormone - PTH) على الأنسجة بغية تنظيم وضبط مخزون المعادن، مثل: كالسيوم، وفوسفور، ومغنيسيوم في الجسم.
قصور الدريقية الكاذب
في هذا النوع يتم إنتاج الهرمون في الغدد الدريقية سليمًا وقد يكون تركيزه في الدم مرتفعًا، ولكن وجود خلل في أعضاء الهدف يمنعها من التعرف عليه، وهنا تنشأ مجموعة من الأمراض تُسمى قصور الدريقية الكاذب (Pseudohypoparathyroidism).
جزء من المصابين بهذه الحالة يُصابون أيضًا باضطرابات في نشاط منظومات هرمونية أخرى، من بينها مرض قصور الدريقية الكاذب نمط أ1 الذي يتميز بالآتي:
- اضطرابات هرمونية للغدة الدريقية.
- منظومات هرمونية أخرى.
- وجود تخلف عقلي بسيط.
- مظهر نموذجي يشمل قصر القامة، والميل إلى السمنة، وقصر عظمة السِّنع (Ossa metacarpalia) الرابعة في كف اليد.
أعراض قصور الدَّريقات
من الممكن أن يظهر قصر الدّريقات بأنواعه المختلفة كأعراض نموذجية لانخفاض تركيز الكالسيوم في الدم (Hypocalcemia)، إليك هذه الاعراض في ما يأتي:
1. أعراض نقص الكالسيوم العامة
من أهم الأعراض التي تظهر على المريض بسبب نقص الكالسيوم:
- إحساس نَمَل على طول الأطراف.
- انقباضات غير إرادية للعضلات، وخاصة في أكف الأيدي والأقدام.
- تكزز (Tetany).
- نوبات صرع (Epileptic).
مع ذلك قد لا يؤدي نقص كلسيوم الدم (Hypocalcemia) إلى أي أعراض.
2. أعراض نقص الكالسيوم المزمن
قد يتعلق نقص كالسيوم الدم المومن بما يأتي:
- ظهور مبكر لسادّ في العينين (Cataract).
- ترسب كالسيوم في العقد القاعدية في الدماغ (Basal ganglia).
- اضطرابات في تطور الأسنان بالطفولة.
أسباب وعوامل خطر قصور الدَّريقات
من الممكن أن يحدث قصور الدريقات لأسباب مختلفة، الشائعة من بينها في ما يأتي:
- إصابة الغدد الدريقية (Parathyroid glands) خلال عمليات جراحية معقدة في الرقبة.
- خلل خلقي نادر في تطور الغدد الدريقية، وعادةً يكون مع خلل في جهاز المناعة الخلوي، مثل: متلازمة دي جورج (Di George syndrome).
- إصابة جسدية بالغدد وضرر بسبب هجوم مناعيّ ذاتيّ (Autoimmune) يهدم مبنى الغدة.
- قصور الدّريقات الذي يظهر خلال الحياة، ولا يتعلق بسبب معروف آخر.
- اضطراب في إنتاج الهرمون الدريقيّ.
عوامل الخطر
يوجد عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بقصور الدريقات، أهمها:
1. العامل الوراثي
قصور الدّريقات المناعيّ الذاتيّ يُمكن أن يظهر كمرض عائلي وراثي مع نزعة لإصابات مناعية بمنظومات هرمونية ولا هرمونية مختلفة.
أيضًا مؤخرًا وُصف ظهور قصور دريقات وراثي بسبب نشاط مفرط للحاسّة (Sensor) التي تُحدد للغدة درجة تركيز الكالسيوم في الوسط الخارجي للخلية (Extracellular medium).
هذه الصورة من قصور الدّريقات يتم اكتشافها بطريق الصدفة، ولا تشمل تأثيرات مصاحبة وتتميز بإفراز مكثّف للكالسيوم في البول وخصوًصا عند محاولة موازنة تركيز الكالسيوم في الدم.
2. التعرض للإشعاع
من الممكن أن ينشأ قصور الدريقات نتيجة لضرر ناجم عن إشعاعات علاجية للعنق، وفي أحيان قليلة جدًا بعد العلاج باليود المشّع (Radioactive iodine) في الغدة الدرقية.
3. أمراض أخرى
ينشأ المرض بسبب بعض الأمراض الآتية:
- نقائل سرطانية (Metastases).
- داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis).
- الداء النشواني (Amyloidosis).
مضاعفات قصور الدَّريقات
يُوجد العديد من المضاعفات التي تحدث عند الإصابة بقصور الدريقات.
1. مضاعفات قابلة للإصلاح
من أهمها الآتي:
- تشنجات في الأيدي.
- الشعور بالحرقة في الشفاه، أو اللسان، أو الأصابع.
- نوبات صرع.
- أسنان مشوهة.
- مشكلات في وظائف الكلى.
- اضطرابات في نبضات القلب.
2. مضاعفات دائمة
ومن أبرزها الآتي:
- تقزم.
- تخلف عقلي.
- ترسب الكالسيوم في الدماغ مما يُسبب الصرع.
- مرض الساد.
تشخيص قصور الدَّريقات
يتم إجراء فحص دم لقصور الدّريقات تظهر من خلاله السمّات الآتية:
- تركيز منخفض للكالسيوم في الدم.
- تركيز مرتفع نسبيًا للفوسفور في الدم.
- تركيز هرمون الغدة الجار درقية المختلف وفقًا لسبب قصور الدّريقات، في معظم الحالات يكون تركيزه منخفضًا أو أقل من المتوقع، وفي حالات نادرة قد يكون التركيز سليمًا أو مرتفعًا.
علاج قصور الدَّريقات
حجر الأساس في علاج قصور الدّريقات هو الآتي:
- مُضاف الكالسيوم (Calcium additive).
- دواء فعال لفيتامين د، والذي وظيفته المساعدة في امتصاص الكالسيوم في الأمعاء.
قد يُسبب هذا العلاج فرط الكالسيوم في البول نتيجة لانعدام تأثير هرمون الغدة الدريقية على الكليتين مما يُؤدي إلى تشكّل حصى في المسالك البولية، لذلك يتم بذل جهد لتوجيه تركيز الكالسيوم نحو الحد الأدنى من الوضع السليم، وإضافة علاج مدر بول من مجموعة الثيازايد (Thiazide diuretic) ليُسرّع امتصاص الكالسيوم من البول رجوعًا إلى تيار الدم، ويمنع حدوث فرط تركيز الكالسيوم في البول.
المعالجة المُرشّدة (Rational therapy) بالثيازيدات هي أمر حيوي، وخصوصًا للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بفرط نشاط مستقبل الكالسيوم.
هرمون الغدة الدريقية المصنع
في السنوات الأخيرة يتم إنتاج الهرمون بطرق هندسة جينية، وقد تمت تجربته بنجاح كعلاج لتخلخل العظم (Osteoporosis) لدى النساء والرجال.
في حالات قليلة تم فُحص تأثيره على المرضى المصابين بقصور الدّريقات وتبين أنه كان فعالًا، لكن هنالك تقييدات تتعلق بمأمونيته، في هذه المرحلة يُمنع العلاج بواسطته كبديل هورموني طويل الأمد، وبالرغم من ذلك ليس من المستبعد أن يُشكّل العلاج به أساسًا لعلاج قصور الدّريقات في المستقبل.
الوقاية من قصور الدَّريقات
لا يوجد طرق للوقاية من الإصابة بالمرض، ومع ذلك يُنصح بإخبار الطبيب في حال كنت من الفئة المعرضة لخطر الإصابة بالمرض، أو كنت تُعاني من أعراض نقص الكالسيوم.