التهاب الشغاف العدوائي
Endocarditis
تقدر نسبة انتشار المرض بحدود 5.9 - 11.6 حالة لكل مائة ألف شخص حيث أن نسبة الانتشار آخذة بالازدياد حيث قد ترجع هذه الزيادة في نسبة الانتشار إلى فرط استعمال المواد المخدرة.
يعد هذا المرض أكثر شيوعًا لدى الرجال وعادةً في 55% - 75% من الحالات تكون الإصابة لدى أشخاص مصابين بمرض قلبي عضوي سابق مثل العيوب الخِلقية في القلب كتدلي الصِّمام التاجي أو مرض مكتسب مثل أمراض نظم القلب.
قلس الصمام المترالي
إن معدل الوفيات لدى المصابين بالشَّغاف يتراوح بين 16% - 27%، أما أغلب حالات الوفاة فتكون عند المرضى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة. تبلغ نسبة نجاة الأشخاص ذوي الصِّمامات القلبية الطبيعية والذين تُجرى لهم عملية جراحية علاجية 85%، أما في حال كانت الصِّمامات اصطناعية فتصل نسبة الوفاة إلى 60% في حال حدوث الالتهاب مبكرًا، ونسبة 40% إذا حصل الالتهاب متأخرًا .
أعراض التهاب الشغاف العدوائي
تظهر لدى 80% من المرضى أعراض المرض بعد أسبوعين من التعرض للالتهاب، أما في لدى 20% الباقين فقد تطول المدة الزمنية حتى تظهر الأعراض.
إن أكثر الأعراض تميزًا هي:
- حُمَّى أو قشعريرة.
- تعرق ليلي.
- فِقدان الوزن.
- حمى أو قشعريرة.
- إعياء.
- آلام العضلات والمفاصل.
- صعوبة في التنفس مع النشاط.
- ضيق في التنفس أثناء الاستلقاء.
- سعال.
- غثيان.
أسباب وعوامل خطر التهاب الشغاف العدوائي
التهاب الشغاف العدوائي ينشأ من التهاب بكتيري يصيب طبقة الخلايا الطِّلائية في القلب حيث يتكون الضرر الأساس من تراكمات الخلايا التخثرية (Thrombocytes)، وخلايا الجهاز المناعي والبكتيريا.
غالبًا ما يطال هذا الالتهاب صِمَّامات القلب حيث ينتج الالتهاب إثر انتشار البكتيريا في مجرى الدم عبر الفم، والجهاز الهضمي، أو من أيِّ مصدر آخر معرض لالتهاب خارجي.
حيث أن أنواعًا متعددة من البكتيريا في صِمَّامات القلب الطبيعية قد تسبب الالتهاب مثل:
- البكتيريا العِقْدِيَّة (Streptococcus).
- العُنقودية (Staphylococcus).
- المُكَوَّراتُ المِعَوِيَّة (Enterococci).
- الجرثومة العُنقودية الذهبية (Staph Aureous).
يوجد هنالك ازدياد ملحوظ في خطر الإصابة بالشَّغاف في الشهور الستة الأولى التي تلي عملية استبدال الصِّمام، وتقدر نسبة انتشار الإصابة بالشَّغاف بعد مرور هذه الفترة الزمنية الحرجة بحدود 0.2 - 0.3 في السنة.
إن خطر الإصابة بالمرض في السنة الأولى من إجراء العملية يكون بالذات في الصِّمامات الاصطناعية (Mechanical heart valve)، إلاّ أنه بعد ذلك فإن خطر الإصابة يزداد بالأخص في الصِّمامات البيولوجية (Biological heart valve).
مضاعفات التهاب الشغاف العدوائي
تشخيص التهاب الشغاف العدوائي
يتم التشخيص من خلال:
1. الفحص الجسدي
حيث أن من العلامات التي تشير إلى حدوث الشَّغاف ظهور حُمَّى متواصلة لدى أشخاص مصابين بأمراض قلبية لها علاقة بالصِّمامات، مع ظهور علامات في أجهزة الجسم المختلفة.
2. الفحوصات والتحاليل
في حال الاشتباه بتطور المرض فمن المتبع تجهيز إجراء فحوصات في الدم حيث تشير التحاليل المخبرية عادةً إلى فقر في الدم، وارتفاع في تعداد خلايا الدم البيضاء، وفي سُرْعَة تثقل الكريات الحُمراء، وقد يظهر اضطراب في نشاط الكُلى.
حيث أن الدلائل المخبرية التي تشير إلى تواجد التهابات جرثومية ودلائل في اختبار تخطيط صدى القلب (Echocardiogram) على حدوث التهاب.
علاج التهاب الشغاف العدوائي
يهدف العلاج والذي قد يتم إما عن طريق الأدوية أو العملية الجراحية إلى إنهاء الالتهاب بشكل تام، وعلاج المضاعفات الميكانيكية في القلب وخارجه والتي أُحْدِثَت بفعل الالتهاب، ويتم العلاج بما يأتي:
1. العلاج بالأدوية
يتم اختيار العلاج باستخدام المضادات الحيوية حسب درجة تأثّر البكتيريا وحسب قدرتها على التسبب بأقل معدل من الأعراض الجانبية التي قد تصيب المريض.
قد يتم إعطاء العلاج كنوع واحد من الأدوية وقد يتم الجمع بين أنواع مختلفة والتي تساعد في تقصير مدة العلاج، حيث لمدة واستمرارية العلاج علاقة بنوع الصِّمام المتضرر إذا كان طبيعيًّا أو اصطناعيًّا ونوع الجرثومة المُسببة للالتهاب.
في حال كان الصِّمام طبيعيًّا فمن المتبع وصف علاج يستمر بين أربعة إلى ستة أسابيع، أما في حال كان الصِّمام اصطناعيًّا فيمتد العلاج على الأقل فترة ستة أسابيع وأحيانًا أكثر، وعادةً ما تتراجع أعراض الحُمَّى بعد انقضاء الأسبوع الثاني للعلاج عند 90% من المرضى.
2. العلاج الجراحي
قد تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية في مرحلة الالتهاب الحاد عند 25% - 30% من المرضى، بينما تطرأ الحاجة لإجراء جراحي في مرحلة متقدمة أكثر عند 20% - 40% من المرضى.
يتم تحديد موعد الجراحة حسب حالة المريض حيث يتم في العملية استبدال الصِّمام المُصاب إذا لم تكن هناك إمكانية لإصلاحه، كما ويتم استئصال الأنسجة المصابة بالالتهابات المحيطة بالصِّمام.
يتم اللجوء للعملية الجراحية في حال:
- حدوث ضرر آلي شديد لأحد الصِّمامات والذي يؤدي عادةً لفشل القلب.
- نشوء خُراج أو تغلغل الالتهاب في القلب.
- وجود حالة التهاب سابقة في حال كانت الصِّمامات اصطناعية أو عند التهاب الصِّمام الاصطناعي بالجراثيم العُنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
- الالتهاب حدث بفعل الفطريات.
- الالتهابات لا تستجيب للعلاج الدوائي.
الوقاية من التهاب الشغاف العدوائي
تشير التقارير إلى تكرار حدوث الحالة في 2% - 4% من المرضى لذا يجب إعطاء المضادات الحيوية كعلاج وقائي قبل القيام بأي عملية جراحية قد تعرض المريض للإصابة بالتهابات بسبب البكتيريا مثلًا عند إجراء علاج للأسنان، أو فحص الجهاز الهضمي، أو الرئتين، أو الكُلى بوساطة وسائل جراحية.