أمراض المخيخ
Cerebellar Disorders
المُخَيْخَ هو القسم الثاني الأكبر بحجمه بعد المخ الكبير (Cerebrum)، وهو في جوهره عضو حركي مسؤول عن تنظيم توتر العضلات، وتنسيق الحركات (Coordination) خاصة الحركات الإرادية منها، ومراقبة الوقوف والمشي.
إن الوظائف الحركية لا تصل لمستوى الوعي، وأساس مشاركة المُخَيْخِ هو بمباشرة وتعديل (Modulation) الحركة المطلوبة الصادرة عن المنطقة الحركية في المخ الكبير.
أقسام المخيخ
يُقسم المُخَيْخَ لثلاثة فصوص (Lobes)، وهي:
- الفَص السفلي (Flocculonodular lobe): هو الجزء الأقدم من حيث تطور السلالات (Phylogenetics).
- الفَص الأمامي (prosencephalon lobes): يُشكل الجزء الأكبر لدى الحيوانات البدائية.
- الفَص الخلفي (Posterior lobe): هو الأكثر حداثة والفص الرئيس لدى الإنسان، ويحتوي على الأجزاء الوسطى من المُخ، والأجزاء الأساسية من فُصوص المُخَيْخ.
أبرز اضطرابات المخيخ
يُمكن أن تظهر إصابات في المُخَيْخ، في واحدة من الأشكال الثلاثة الآتية:
1. نقص توتر العضلات (Hypotonia)
انخفاض المقاومة الطبيعية للعضلات أثناء اللمس، أو أثناء حركة غير الفعالة (Passive movement) والتي تظهر بالتحديد في اضطرابات المُخَيْخ الحادة.
2. نقص تنسيق الحركات
هي الظاهرة الأكثر شيوعًا في إصابات المُخَيْخ، تمتاز بانخفاض سرعة بداية الحركة، وتكون الحركة ذاتها بطيئة وغير منتظمة.
تبرز هذه الاضطرابات عند محاولة الوصول لهدف معين، مثل: عند تحريك الأصبع الممتدة من جهة لأخرى، وتأخذ الحركة في بعض الأحيان طابعًا إيقاعيًّا وتكون الحركة اهتزازية، إضافة لذلك يظهر الاضطراب عند محاولة إدارة اليد، وقد يرتعد الرأس جراء اضطراب مماثل.
تظهر في اختبار الكاحل والساق حركة اضطرابية أثناء انزلاق الكاحل على طول ساق القدم الثانية، وكذلك أيضًا في اختبار الأصبع والأنف، حيث يُحاول المريض وضع إصبع اليد على الأنف، ويكون الكلام متقطعًا، أو بطيئًا، وغير مفهوم.
يُمكن أن يظهر الرَّمَعُ العَضَلِيُّ (Myoclonus) كاضطراب في الحركة مصدره المخيخ، أيضًا الرَّأْرَأَة (Nystagmus) وهو تأرجح حركة الحدقة، واضطرابات أخرى في حركة العينين يُمكنها أن تظهر نتيجة لإصابة في المخيخ.
3. اضطراب في التوازن والمشي
يُمكن أن يظهر بمفرده، أو أن يكون مرافِقًا لاضطرابات أخرى، ويتم المشي على قاعدة عريضة فيكون المشي غير ثابت وغير آمن، وبخطوات غير منتظمة مع الميل للسقوط على الجانبين.
أعراض أمراض المخيخ
من أبرز أعراض أمراض المخيخ بشكل عام ما يأتي:
- تداخل القدم.
- ضعف رد الفعل.
- الرعشة.
- الاضطرابات الحركية للعين.
- اضطراب في الكلام.
- اضطرابات في المشي والوقوف.
- نقص التوتر.
أسباب وعوامل خطر أمراض المخيخ
من أبرز أسباب أمراض المخيخ ما يأتي:
1. التشوهات الخلقية
عادةً تكون اضطرابات المخيخ جزء من متلازمة أخرى التي تُؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل: متلازمة داني ووكر (Dandy walker syndrome).
غالبًا تظهر التشوهات الخلقية في مرحلة مبكرة من العمر، وغالبًا يكون الترنح بارز جدًا في هذه الأمراض.
2. الرنح الوراثي
قد يكون الترنح الوراثي ناتج عن صفات جسمية متنحية، أو صفات جسمية سائدة، ويشمل الترنح الجسدي المتنحي ترنح فريدريك (Friedreich ataxia) الأكثر انتشارًا، وفقد البروتين الشحمي بيتا (Abetalipoproteinemia) وترنح مع نقص فيتامين هـ المعزول، وورم خبيث دماغي.
3. أسباب مكتسبة
الأسباب المكتسبة التي قد ينتج الرنح المكتسب عنها هي:
- الاضطرابات العصبية التنكسية غير الوراثية، مثل: الضمور الجهازي المتعدد.
- التصلب المتعدد.
- السكتات الدماغية.
- إصابات الدماغ الرضحية المتكررة.
- التعرض للسموم، وتشمل السموم التي يُمكن أن تُسبب خللًا وظيفيًا في المخيخ ما يأتي:
- أول أكسيد الكربون.
- المعادن الثقيلة.
- الليثيوم.
- الفينيتوين (Phenytoin).
- بعض المذيبات.
- المستويات السامة لبعض الأدوية، مثل: الأدوية المضادة للنوبات، والمهدئات بجرعات عالية، ضعف المخيخ، والرنح.
- الاضطرابات الجهازية، وتشمل الاضطرابات الجهازية ما يأتي:
- إدمان الكحول.
- نقص الثيامين.
- الاضطرابات الهضمية.
- ضربة الشمس.
- قصور الغدة الدرقية.
- نقص فيتامين هـ.
مضاعفات أمراض المخيخ
في الحقيقة كل نوع من اضطرابات المخيخ يُسبب مضاعفات تختلف عن غيره>
1. مضاعفات رنح المخيخ
يُسبب رنح المخيخ الحاد المضاعفات الآتية:
- بقاء الأعراض بصورة دائمة في حال كان المسبب جلطة دماغية.
- القلق.
- الاكتئاب.
2. مضاعفات نقص توتر العضلات
من أبرز مضاعفات نقص توتر العضلات:
- السقوط بشكل متكرر.
- صعوبة النهوض من وضعية الاستلقاء أو الجلوس.
- درجة عالية بشكل غير عادي من المرونة في الوركين والأكواع والركبتين.
- صعوبة في الوصول إلى الأشياء، أو رفعها.
3. مضاعفات اضطرابات التوازن والحركة
محاولة الوقوف والرجلين ملتصقتين تؤدي إلى التعثر، ويبرز بشكل خاص هذا الميل للسقوط عندما تكون العينان مغمضتين خلافًا لاضطراب بأعقاب إصابة حسيّة التي يكون بها الميل للسقوط ظاهرًا فقط والعينين مغمضتين.
تشخيص أمراض المخيخ
يتم تشخيص أمراض المخيخ على النحو الآتي:
1. الفحص السريري
غالبًا يتم تشخيص الاضطرابات المخيخية سريريًا، ويتضمن السؤال حول التاريخ العائلي المرضي الشامل والبحث عن الاضطرابات الجهازية المكتسبة.
2. الفحوصات التصويرية
يتم إجراء التصوير العصبي عادةً باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
3. الفحوصات الجينية
يتم إجراء الاختبارات الجينية إذا كان تاريخ العائلة موحيًا لوجود أمراض في المخيخ.
علاج أمراض المخيخ
يتم علاج أمراض المخيخ على النحو الآتي:
1. العلاج الداعم لأمراض المخيخ
من أبرز العلاجات الداعمة لأمراض المخيخ ما يأتي:
- تمارين لتحسين التوازن، والوضعية، والتناسق.
- أجهزة للمساعدة في المشي، والأكل، والأنشطة اليومية الأخرى.
2. علاج المسبب لأمراض المخيخ
عادةً يتم معالجة المسبب إن أمكن، ومن أبرز المسببات التي يتم علاجها بعض الاضطرابات الجهازية، مثل:
- قصور الغدة الدرقية.
- الاضطرابات الهضمية.
- التعرض للسموم.
2. العلاج الجراحي لأمراض المخيخ
في بعض الأحيان تكون جراحة مفيدة خصوصًا في حال وجود ورم في المخيخ، أو استسقاء الدماغ (Hydrocephalus)، ومع ذلك في أغلب الأحيان يكون العلاج داعمًا فقط دون الحاجة للجراحة.
الوقاية من أمراض المخيخ
يُمكن حماية المخيخ من الاضطرابات على النحو الآتي:
- الحرص على حماية الرأس من التعرض للصدمات من حلال:
- ارتداء حزام الأمان في السيارة.
- إزالة مخاطر السقوط من المنزل، مثل: الأسلاك الفضفاضة، والسجاد الزلق.
- ارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجة أو ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.
- الإقلاع عن التدخين للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، والجلطات الدماغية التي تُؤثر على المخيخ.
- الحد من شرب الكحول.
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل دوري لتحفيز تدفق الدم إلى الدماغ.
- تناول الطعام الصحي، مثل: الأسماك، والخضار، والفواكه، والحبوب.