تقرح الرجل

قرحة الساق هي ببساطة كسر في جلد الساق مما يسمح للهواء والبكتيريا بالوصول إلى الأنسجة الأساسية حيث يحدث هذا عادةً بسبب إصابة غالبًا تكون بسيطة تتسبب في كسر الجلد.

في معظم الناس تلتئم هذه الإصابة دون صعوبة في غضون أسبوع أو أسبوعين، ومع ذلك عندما تكون هناك مشكلة أساسية لا يلتئم الجلد ويمكن أن يزداد حجم المنطقة.

يمكن أن تختلف أعراض قرح الساق تبعًا لسببها الدقيق حيث غالبًا تكون القرحة مؤلمة، لكن في بعض الأحيان تظهر القرحة بدون ألم وهذا بسبب تلف الأعصاب من مرض السكري غير المُدار.

قلة الألم هي أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يخطئون في تشخيص أنفسهم ويفشلون في التماس العلاج الطبي، من المهم تحديد موعد مع طبيبك إذا واجهت أيًا من الأعراض الآتية:

• القروح المفتوحة.
• صديد في المنطقة المصابة.
• ألم في المنطقة المصابة.
• زيادة حجم الجرح.
• تورم الساق.
• تضخم الأوردة.
• ثقل في الساقين.

إن تقرُّحات الرجل التي يكون مصدرها من الشرايين ناجمة بالأساس عن حدوث انسداد كامل أو بالغ في تجويف الشرايين المسؤولة عن تزويد الرجلين بالدم، أو الإصابة بالعدوى، أو الالتهابات، وتشمل ما يأتي:

• مرض انسداد الشرايين المُحيطِيَّة الناجم عن تصلب شرايين المُسْتَفْحِل

تظهر التقرُّحات التي يحدث بها نَخَر (Necrosis) في بعض الأحيان في أصابع القدمين، أو في الجهة العلوية، أو في ظهر القدم، أو في الجهة السفلى في الكعبين وفي الساقين.

• انْصِمامات

حيث تحدث الانصمامات من الكولِسْترول والتي قد تظهر بعد إجراء قسطرة للقلب أو للشرايين، أو بعد إجراء عملية المَجازَة القلبية.

• وُجودُ الغلُوبوُلِيناتِ البَرْدِيَّةِ في الدَّم

نتيجة لوجود بروتين يدعى الغلوبولين البَرْدي (Cryoglobulin) والذي يترسب في الأوعية الدموية ويسدها عند التعرض للبرد.

• فَرْطُ الفيبرينوجين البَرْدِيِّ في الدَّم (Cryofibrinogenemia)

بسبب وجود البروتين الذي يدعى فيبرينوجين (Fibrinogen) والذي يترسب في الأوعية الدموية عند التعرض للبرد.

• قدم مريض السكري.

تحدث القرحة السكرية نتيجة الجمع بين انسداد الشرايين وتلف الأعصاب، فعلى الرغم من أن قرح السكري قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم إلا أنها أكثر شيوعًا في القدم.

يُقلل تلف الأعصاب أو الاعتلال العصبي الحسي من الوعي بالضغط أو الحرارة أو الإصابة، حيث يمر الاحتكاك والضغط على القدم دون أن يلاحظها أحد ويسبب ضررًا للجلد وتقرحًا عصبيًا لاحقًا.

• أسباب أخرى

وتشمل أبرز الأسباب الأخرى ما يأتي:

1. فَشَلُ القَلْب.
2. التهاب وِعائِيّ.
3. متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد.

يمكن أن تشمل المضاعفات التهاب النسيج الخلوي والالتهابات الأخرى بما في ذلك التهاب العظم والنقي والأورام الخبيثة وحتى البتر والموت، حيث تعد السيطرة على العدوى والأمراض الجلدية أمرًا بالغ الأهمية في التحرك نحو الشفاء ومنع تكرار الإصابة.

سيُجري طبيبك فحصًا جسديًا بالإضافة إلى اختبارات لتشخيص قرح الساق وتحديد سببها الدقيق، في كثير من الأحيان سيكون طبيبك قادرًا على التفريق بين قرحة الساق والقرحة العادية بمجرد النظر إليها.

كما سيطلبون على الأرجح مجموعة متنوعة من الاختبارات لتحديد خطة العلاج الصحيحة، بما في ذلك:

• الأشعة المقطعية.
• تصوير الرنين المغناطيسي.
• دراسة الأوعية الدموية غير الغازية باستخدام الموجات فوق الصوتية.
• الأشعة السينية.

حيثما أمكن يهدف العلاج إلى عكس العوامل التي تسببت في القرحة؛ نظرًا لأن القرحة غالبًا تكون نتيجة لأمراض الشرايين والأوردة لذا يلزم إجراء تقييم دقيق أولًا.

عادةً يتم علاج قرحة الساق الوريدية في حالة عدم وجود مرض الشرايين بالتمارين الرياضية، ورفع القدم في حالة الراحة، والضغط، لكن يجب عدم استخدام الضغط إذا كان هناك مرض شرياني كبير؛ لأنه سيؤدي إلى تفاقم نقص إمدادات الدم.

قد تساعد أيضًا الجراحة أو العلاج بالتصليب الموجه بالموجات فوق الصوتية أو العلاج بالليزر داخل الأوعية الدموية للأوردة السطحية والثاقبة في الساق وخاصةً إذا كان الجهاز الوريدي العميق سليمًا، حيث قد تكون أجهزة ضغط ربلة الساق المساعدة على العودة الوريدية ذات فائدة إضافية.

يجب على جراح الأوعية الدموية أيضًا تقييم المرضى الذين يعانون من تقرحات الساق الشريانية؛ لأنهم قد يحتاجون إلى عملية جراحية لتخفيف ضيق الشرايين، كما من المهم أيضًا علاج الأمراض الكامنة، مثل: مرض السكري، والتوقف عن التدخين.

وتشمل أبرز طرق العلاج ما يأتي:

1. تنظيف الجرح

بغض النظر عن سبب القرحة فإن العناية الدقيقة بالجلد وتطهير الجرح أمر ضروري حيث تُعرف إزالة تلوث السطح والأنسجة الميتة باسم التنظير حيث يمكن استخدام التنظير الجراحي أو التنضير الطبي باستخدام الضمادات والمراهم الرطبة والجافة.

يوصى أحيانًا باستخدام اليرقات وعلاج اليرقات يحول تنضير الجرح المزمن إلى جرح حاد بحيث يمكن أن يتطور خلال مراحل الشفاء الطبيعية، حيث تحتوي المحاليل الخاصة على عوامل خافضة للتوتر السطحي وعوامل مضادة للميكروبات لإزالة الأغشية الحيوية وقد تحسن الشفاء.

2. معالجة عدوى الأنسجة

المضادات الحيوية ليست ضرورية ما لم يكن هناك عدوى بكتيرية في الأنسجة حيث من المحتمل أن يحدث هذا إذا أصبحت القرحة أكثر إيلامًا أو أصبح الجلد المحيط بها أحمر، أو ساخنًا، أو منتفخًا.

قد يؤدي التهاب النسيج الخلوي أيضًا إلى الحمى والمرض؛ لذل يجب معالجته بالمضادات الحيوية عن طريق الفم مثل فلوكلوكساسيلين (|Flucloxacillin) حيث يعتمد اختيار المضاد الحيوي على الكائن الحي المسبب.

من الأفضل تجنب المضادات الحيوية الموضعية؛ لأن استخدامها قد يؤدي إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية والحساسية.

3. تغطية الجرح

هناك مجموعة كاملة من الضمادات المتخصصة المتاحة للمساعدة في مراحل مختلفة من التئام الجروح وتصنف هذه على أنها غير ماصة، وذاتية الالتصاق، وغيرها، استشر خبيرًا في التئام الجروح لتحديد الأنسب حيث يعتمد ذلك على الموقع، ونوع القرحة، والتفضيل الشخصي، والتكلفة.

عادةً تكون الضمادات مسدودة؛ لأن القرحة تلتئم بشكل أفضل في بيئة رطبة فإذا كانت القرحة نظيفة وجافة فعادةً يتم تغيير الضمادات المسدودة أسبوعيًا؛ كما يتم تجنب التغييرات الأكثر تكرارًا؛ لأن تغيير الضماد يزيل الخلايا السليمة.

قد تتطلب الجروح الملوثة أو النازفة تغيير الضماد بشكل متكرر، وأحيانًا كل بضع ساعات حيث يمكن أن تكون ضمادات العسل مفيدة.

4. الجراحة

يمكن التفكير في الجراحة إذا فشلت القرحة في الشفاء بإجراءات تحفظية وخاصةً إذا كانت كبيرة جدًا أو مؤلمة، أولاً يجب تقييم حالة الجهازين الوريدي والشرياني والقضاء على العدوى والسيطرة على الأمراض الكامنة المرتبطة بها، مثل: السكري، أو التخثر، أو سوء التغذية.

كما يمكن معالجة القرحات المزمنة النظيفة بأنواع مختلفة من التطعيم الجلدي، لكن يحتاج الجرح إلى الاستعداد بعناية. 

تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:

• تجنب الإصابة وخاصةً عند دفع عربة التسوق ضع في اعتبارك الجبائر الواقية للساق.
• امشي ومارس الرياضة لمدة ساعة على الأقل في اليوم.
• اعمل على فقدان الوزن في حال السمنة.
• توقف عن التدخين.
• افحص قدميك وساقيك بانتظام وابحث عن تشققات أو تقرحات أو تغيرات في اللون.
• رطب قدميك بعد الاستحمام.
• ارتدِ أحذية وجوارب مريحة وتجنب الجوارب ذات الرباط الضيق أو الكفة.
• افحص الجزء الداخلي من الحذاء بحثًا عن أحجار صغيرة أو بقع خشنة قبل ارتدائه.
• إذا كان عليك الوقوف لأكثر من بضع دقائق فحاول تغيير موقفك قدر الإمكان.
• عند الجلوس حركي أصابع قدميك وحركي قدميك لأعلى ولأسفل وامشي بشكل متكرر.
• تجنب الجلوس مع عقد ساقيك، بل ضع قدميك على كرسي مبطن لتقليل التورم.
• تجنب درجات الحرارة القصوى، مثل: الحمامات الساخنة أو الجلوس بالقرب من المدفأة، بل حافظ على دفء القدمين باستخدام الجوارب والنعال.
• استشر أخصائي تقويم العظام أو أخصائي الأقدام لإزالة الجلد الكالس أو الجلد الصلب.
• قم بإجراء تقييم للأوعية الدموية بالموجات فوق الصوتية واستشر جراح الأوعية الدموية لتحديد ما إذا كان ينبغي إجراء أي علاج للوريد.