التهاب القصيبات

Bronchiolitis

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

إن التهاب القُصَيْبات هو مرض فيروسي ناجم عن التهاب في القُصيبات الهوائية حيث ينتشر المرض في فصل الشتاء بصورة وباء وذلك بسبب سهولة انتقال الفيروس من شخص لآخر.

ينبع الاهتمام بالتهاب القُصَيْبات وعلاجه بسبب آثاره طويلة الأمد حيث أن ما يقارب 30 - 60% من الأشخاص الذين أصيبوا في فترة رضاعتهم بالتهاب القُصَيْبات الفيروسي يصابون في المستقبل وخلال فترة حياتهم بحالات ضيق تنفس وصفير متكررة.

لقد أدى الغموض الموجود في الفترة الممتدة من بدء المرض الفيروسي في فترة الرضاعة وحتى التشخيص الأكيد للربو لتواجد مصطلحات مختلفة مثل التهاب القُصَيْبات التشنُّجي (Spastic bronchitis)، والتهاب القُصَيْبات الرَّبْوي (Asthmatic bronchitis)، والطفل المصفّر (Wheezing baby) والمزيد.

إن هذا التراكب بين التهاب القُصَيْبات والربو يجعل أطباء الأطفال في حالات عديدة يقومون بإجراء علاج مضاد للربو للطفل الرضيع المصاب بضيق تنفس وصفير بعد الإصابة بالتهاب قُصَيْبات.

أعراض التهاب القصيبات

يُهاجم المرض عادةً الأطفال بين عمر شهرين حتى سنة في أشهر الشتاء حيث يبدأ المرض كأعراض نَزْلَة رشح تتمثل بالأعراض الآتية:

  • سُعال.
  • سيلان الأنف.
  • انسداد الأنف.
  • حمى طفيفة.

بعد ذلك قد يكون هناك أسبوع أو أكثر من صعوبة التنفس أو صوت صفير وشخير عندما يتنفس الطفل.

أسباب وعوامل خطر التهاب القصيبات

في الآتي توضيح لأبرز الأسباب وعوامل الخطر:

1. أسباب التهاب القصيبات

يحدث التهاب القصيبات عندما يصيب الفيروس القصيبات التي هي أصغر الممرات الهوائية في الرئتين، فالعدوى تجعل القصيبات تنتفخ وتصبح ملتهبة حيث يتجمع المخاط في هذه الممرات الهوائية مما يجعل من الصعب على الهواء التدفق بحرية داخل وخارج الرئتين.

تحدث معظم حالات التهاب القصيبات بسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV - Respiratory syncytial virus) الذي هو فيروس شائع يصيب كل طفل بعمر سنتين تقريبًا، وتحدث عدوى الفيروس المخلوي التنفسي كل شتاء ويمكن أن يصاب الأفراد بالعدوى مرة أخرى حيث لا يبدو أن العدوى السابقة تسبب مناعة دائمة.

2. عوامل خطر التهاب القصيبات

تتطور عند أغلبية الرضع الذين أُصيبوا بالربو عملية نموذجية للإصابة بالمرض الذي يرافقهم طوال فترة الطفولة، حيث من المعروف أن احتمال الإصابة بالربو تزداد مع وجود العوامل الآتية:

  • حساسيّة مثل حساسية للطعام.
  • التهاب الجلد التَّأَتُّبي.
  • تاريخ عائلي من الربو وخصوصًا الأهل والإخوة. 
  • الولادة المبكرة.
  • جهاز المناعة المثبط.
  • التعرض لدخان التبغ.
  • عدم الرضاعة مطلقًا.
  • الاتصال بالعديد من الأطفال كما هو الحال في أماكن رعاية الأطفال.
  • قضاء الوقت في البيئات المزدحمة.
  • وجود أشقاء يذهبون إلى المدرسة أو يحصلون على خدمات رعاية الأطفال ويعيدون العدوى إلى المنزل.

مضاعفات التهاب القصيبات

قد تشمل مضاعفات التهاب القصيبات الحاد ما يأتي:

  • ازرقاق الشفتين أو الجلد الناتج عن نقص الأكسجين.
  • انقطاع النفس والذي من المرجح أن يحدث عند الأطفال الخدج والأطفال خلال الشهرين الأولين من الحياة.
  • الجفاف.
  • انخفاض مستويات الأكسجين وفشل الجهاز التنفسي.

تشخيص التهاب القصيبات

إذا كان طفلك معرضًا لخطر الإصابة بالتهاب القصيبات الحاد أو إذا ساءت الأعراض أو في حالة الاشتباه في وجود مشكلة أخرى، فقد يطلب طبيبك إجراء بعض الفحوصات بما في ذلك ما يأتي:

1. الأشعة السينية الصدر

قد يطلب طبيبك أشعة سينية على الصدر للبحث عن علامات الالتهاب الرئوي.

2. فحص وجود الفيروس

قد يأخذ الطبيب عينة من المخاط من الطفل لاختبار الفيروس المسبب لالتهاب القصيبات حيث يتم ذلك باستخدام مسحة يتم إدخالها برفق في الأنف.

3. تحاليل الدم

في بعض الأحيان يمكن استخدام اختبارات الدم للتحقق من عدد خلايا الدم البيضاء لدى الطفل، وعادةً ما تكون الزيادة في خلايا الدم البيضاء علامة على أن الجسم يقاوم العدوى حيث يمكن أن يحدد فحص الدم أيضًا ما إذا كان مستوى الأكسجين قد انخفض في مجرى دم الطفل.

علاج التهاب القصيبات

عادةً ما يستمر التهاب القصيبات لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حيث يمكن رعاية معظم الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات في المنزل من خلال الرعاية الداعمة، من المهم أن تكون متيقظًا للتغيرات في صعوبة التنفس مثل المعاناة من أجل كل نفس، أو عدم القدرة على الكلام أو البكاء بسبب صعوبة التنفس، أو إصدار أصوات الشخير مع كل نفس.

نظرًا لأن الفيروسات تسبب التهاب القصيبات فإن المضادات الحيوية التي تُستخدم لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا ليست فعالة ضده، حيث يمكن أن تحدث العدوى البكتيرية مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن مع التهاب القصيبات وقد يصف لك الطبيب مضادًا حيويًا لتلك العدوى.

لم يتم العثور على الأدوية التي تفتح المسالك الهوائية لتكون مفيدة بشكل روتيني ولا يتم إعطاؤها عادةً لعلاج التهاب القصيبات، وفي الحالات الشديدة قد يختار الطبيب تجربة علاج ألبوتيرول البخاخ (Nebulized albuterol) لمعرفة ما إذا كان مفيدًا.

الوقاية من التهاب القصيبات

لم يتم حتى الآن تطوير لقاح فعال للوقاية من المرض، ولكن في السنوات الأخيرة تم تطوير لقاح غير فاعل يُعْطى حاليًّا فقط للخُدَّجِ الموجودين تحت خطر حدوث مضاعفات مرتفعة، إن تكلفة اللقاح مرتفعة جدًّا ولذلك لا توجد إمكانية لاستعماله مع كل الأطفال.

وتشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:

  • قلل من الاتصال بالأشخاص المصابين بالحمى أو الزكام: إذا كان طفلك حديث الولادة وخاصةً حديث الولادة قبل الأوان فتجنب التعرض للأشخاص المصابين بنزلات البرد تحديدًا في الشهرين الأولين من الحياة.
  • نظف وعقم الأسطح: قم بتنظيف وتطهير الأسطح والأشياء التي يلمسها الناس كثيرًا، مثل الألعاب ومقابض الأبواب حيث هذا مهم بشكل خاص إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا.
  • غطِّ فمك عند السعال والعطس: غطي فمك وأنفك بمنديل ورقي ثم تخلص من المنديل واغسل يديك أو استخدم معقم اليدين المعتمد على الكحول.
  • استخدم كوب الشرب الخاص بك: لا تشارك النظارات مع الآخرين خاصةً إذا كان أحد أفراد عائلتك مريضًا.
  • اغسل يديك كثيرًا: اغسل يديك ويدي طفلك بشكل متكرر واحتفظ بمعقم يدين يحتوي على الكحول في متناول يدك أنت وطفلك عندما تكون بعيدًا عن المنزل.
  • رضع رضاعة طبيعية: تُعد التهابات الجهاز التنفسي أقل شيوعًا عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.