اضطراب الشخصية الحدي: ما هو؟
ربما سمعت عن الشخصية النرجسية واضطرابات الشخصية ، لكن هل تعرف ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ وما هي أسباب ومميزات الشخصية الحدية؟ وهل يُمكن الشفاء منه؟ تعرف على الإجابة وأكثر في هذا المقال.

ربما سمعت عن الشخصية النرجسية واضطرابات الشخصية ، لكن هل تعرف ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ وما هي أسباب ومميزات الشخصية الحدية؟ وهل يُمكن الشفاء منه؟ تعرف على الإجابة وأكثر في هذا المقال.
ما هو اضطراب الشخصية الحدي؟
اضطراب الشخصية الحديّ (Borderline personality disorder - BPD) اضطرابٌ نفسي يُؤثر على مشاعرك تجاه الآخرين ونفسك، ويمنعك من السيطرة عليها، ونتيجةً لذلك تُعاني من الغضب والتقلباتٍ المزاجية الشديدة، وتخاف من الفقدان والهجر بطريقة مفرطة.
مما يدفعك اضطراب الشخصية الحدية للتصرف بتهورٍ شديد؛ فمثلًا يُمكن أن تهدد الآخرين أو ربما تُؤذي نفسك لإجبارهم على فعل ما تريده.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
تظهر أعراض الشخصية الحدية خلال مرحلة المراهقة عادةً، وتشمل:
التقلبات المزاجية الشديدة
يُؤثر اضطراب الشخصية الحدية على استقرارك العاطفي، إذ يُمكن أن يتغير مزاجك خلال ساعات أو أيام فقط، لتعاني من:
- الغضب.
- الندم.
- الخجل.
- العار.
- الهلع.
- الوحدة والفراغ العاطفي.
وعادةً تحدث التقلبات المزاجية دون أي سببٍ واضح، فمثلًا قد تشعر بالإيجابيًا والنشاط صباحًا، ثم يتغير مزاجك مساءً لتعاني من اليأس الشديد، وربما تفكر في الموت، ثم يتحسّن مزاجك مرةً أخرى قبل النوم وهكذا.
الخوف المفرط من الهجران والوحدة
بسبب اضطراب الشخصية الحدية ستشعر أن الجميع يكرهك ويرغب بالتخلي عنك، مما يدفعك للقيام بالآتي:
- تنهي علاقتك مع الآخرين حتى لو كانت جيدة؛ لأنك تعتقد أنهم غير مخلصين.
- تصاب بالذعر والهلع إذ تأخر أحدهم لمدة 5- 10 دقائق فقط.
- تفترض أن الجميع يكرهونك بمجرد أن يرفضوا دعوتك لحضور العشاء.
- تمنع زوجتك وربما أفراد عائلتك من مغادرة المنزل.
- تتصل بعائلتك وأصدقائك طوال الوقت، وتراقب تصرفاتهم.
- ربما تهددهم بالانتحار وإيذاء نفسك؛ لمنعهم من إنهاء علاقتهم بك.
العلاقات غير المستقرة
مع أنّ هذا الاضطراب لا يمنعك من تكوين علاقات جديدة، إلا أنك لن تكون قادرًا على الحفاظ عليها في العادة؛ لأنّ رأيك في الآخرين يتغير سريعًا، ففي لحظة ستشعر بإعجابٍ وتقديرٍ شديدٍ تجاههم، ثم فجأةً يتغير ذلك إلى كره وحقدٍ مفرطٍ تجاههم دون سبب.
التصرف دون تفكير
يدفعك اضطراب الشخصية الحدية للقيام بسلوكياتٍ خاطئة ومتهورة، مثل:
- تناول كمية كبيرة من الطعام دفعةً واحدة.
- الشجار.
- الاستقالة من وظيفة جيدة.
- تترك الدراسة مباشرةً قبل التخرج.
- إنهاء العلاقات مع الآخرين دون سبب.
- تعاطي المخدرات والكحول.
- لعب القمار.
- ممارسة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
أعراض أخرى
من أعراض اضطراب الشخصية الحدية أيضًا:
- تتغير أفكارك وقيمك بسرعة مفاجئة:
فأحيانًا ترى نفسك أفضل شخصٍ في العالم، ثم يتغير ذلك فجأةً لتصبح شخصًا نكرة بلا قيمة.
- تمر بتجارب غريبة:
فمثلًا يُمكن أن تسمع هلوساتٍ صوتية لعدة دقائق، وربما تطلب منك هذه الأصوات الانتحار أو إيذاء نفسك.
- تُواجه صعوبة في التحكم بأعصابك:
يُمكن أن تشعر بالغضب المفرط بمجرد أن بنظر لك أحدهم بطريقة غريبة، وربما تقوم بلكمه وإيذائه دون سبب.
- تُعاني من نوبات جنون الارتياب أو الانفصال عن الواقع:
فمثلًا يُمكن أن تعتقد أن أحدهم يحاول قتلك أو تهديدك، وربما ترى هلوسات بصرية بسبب الضغط النفسي والتعب، وعادةً تستمر هذه النوبات لعدة دقائق أو ساعات.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
لا نعلم السبب الدقيق وراء اضطراب الشخصية الحدية بعد، ولكن يعتقد العلماء أنه يرتبط بالعوامل الوراثية والبيئية الآتية:
- العوامل الوراثية:
تكون فرص إصابتك باضطراب الشخصية الحدية أعلى إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا به؛ إذ يُعتقد أنه يرتبط بجينات معينة.
- تغيرات في الدماغ:
يُعتقد أن هذا الاضطراب يرتبط بخللٍ يُصيب المناطق المسؤولة عن العواطف والعدوانية في الدماغ.
- الصدمة النفسية في مرحلة الطفولة:
تبين أن 70% من المصابين بهذا الاضطراب تعرضوا للعنف الجسدي، والجنسي والنفسي خلال مرحلة الطفولة، مثل:
- إدمان أحد الوالدين.
- موت الأم أو الانفصال عنها.
- التعرض للاعتداء من قبل أحد الأقارب.
- إصابة أحد الوالدين بمشكلات نفسية وعقلية.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدية
يعتمد الطبيب على الطرق الآتية لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية:
- إجراء مقابلات:
يجمع الطبيب المعلومات حول تاريخك المرضي والعائلي، كما سيُقيم أعراضك وصحتك العقلية.
- تعبئة الاستبيانات:
يطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة حول تصرفاتك وعلاقاتك مع الآخرين وتجاربك السابقة في العمل.
- تقييم أعراضك وفقًا لمعايير خاصة:
سيقارن الطبيب الأعراض مع المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، مثل:
- القيام بسلوكيات غريبة لمنع الآخرين من هجرك أو تركك.
- نمط من العلاقات غير المستقرة، خلالها تغير تعاملك مع الآخرين من مثالية شديدة إلى التقليل من قيمتهم فجأةً.
- القيام بسلوكيات خطيرة وخاطئة، مثل قيادة السيارة بسرعة كبيرة وتعاطي المخدرات.
- تذبذب الهوية؛ فتارةً تكون فخورًا بنفسك، وتارةً أخرى تظن أنك بلا قيمة.
- الأفكار الانتحارية.
- التقلبات المزاجية الحادة وغياب الاستقرار العاطفي.
- الفراغ العاطفي المزمن.
- الغضب الشديد وصعوبة السيطرة عليه.
- أعراض تدل على نوبات من جنون الارتياب والانفصال عن الواقع.
علاج اضطراب الشخصية الحدية
يعتمد العلاج على عوامل منها حالتك والأعراض التي تعاني منها، لكنه يتضمن عادةً الآتي:
العلاج النفسي
يُعد الخيار الأول لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، ويتضمن عادةً الأنواع الآتية:
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT):
يُعلمك هذا العلاج كيف تتقبل الواقع وتتعامل مع سلوكيات الآخرين ومشاعرك السلبية، كما يُركز على تغيير تصرفاتك الطائشة.
يُحدد الطبيب طريقة التفكير السلبية المرتبط بأعراض الشخصية الحدية، ويُوضح طريقة تأثيرها على مشاعرك وتصرفاتك، مما يُساعدك على تغييرها.
- العلاج الجماعي:
خلال هذا العلاج ستتعرف على أشخاص مصابين بهذا الاضطراب، وستتمكن من مشاركة تجاربك الإيجابية والسلبية معهم تحت إشراف الطبيب النفسي.
الأدوية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية
أحيانًا يصف الطبيب الأدوية الآتية لتخفيف أعراض اضطراب الشخصية الحدية:
- مضادات الاكتئاب.
- أدوية علاج القلق.
- مثبتات المزاج (للتعامل مع التقلبات العاطفية الحادة).
- مضادات الذهان.
وربما تُضطر لدخول المشفى لتلقي الرعاية النفسية والطبية المكثفة، وذلك إذا كنت تُعاني من أفكار انتحارية.
أسئلة شائعة
هل اضطراب الشخصية الحدية هو نفسه ثنائي القطب؟
لا، إذ يُسبب اضطراب الشخصية الحدية تقلباتٍ مزاجية حادة تستمر لعدة دقائق أو أيام، على عكس ثنائي القطب؛ حيث تستمر التقلبات المزاجية لعدة أسابيع أو أشهر.
هل اضطراب الشخصية الحدية خطير؟
لا، لكنه يُؤثر على جوانب عديدة من حياتك، مثل:
- يمنعك من إكمال تعليمك.
- يدفعك لتغيير وظائفك باستمرار.
- ربما تتعرض لمشكلاتٍ قانونية، مثل السجن بسبب الشجار أو تعاطي المخدرات.
- يُؤدي لفشل علاقاتك الزوجية والأسرية.
- يدفعك لإيذاء نفسك، وبالتالي ربما تضطر لدخول المشفى عدة مرات.
- يُسبب الأفكار الانتحارية.
- ربما تُصاب بأمراض نفسية أخرى، مثل الاكتئاب أو إدمان الكحول.
هل يُمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟
لا، لكن يُمكنك أن تعيش حياة طبيعية تمامًا عند التزامك بالعلاج النفسي والأدوية التي يصفها الطبيب.
ملخص المقال
اضطراب الشخصية الحدي هو اضطراب نفسي يؤثر على مشاعرك تجاه نفسك والآخرين؛ إذ يُسبب تقلبات مزاجية شديدة وخوف مفرط من الهجران والوحدة، وتظهر الأعراض عادة في مرحلة المراهقة، ومنها التصرفات الطائشة والخطيرة، والعلاقات غير المستقرة وسماع هلوساتٍ لعدة دقائق، ومن أسباب هذا الاضطراب العوامل وراثية وتغيرات في الدماغ والصدمات النفسية خلال الطفولة، ويعتمد علاج اضطراب الشخصية الحدية على العلاج النفسي والأدوية.
تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية