أمراض تسببها المجاعة
Diseases caused by starvation
قبل التعرف على أمراض تسببها المجاعة لا بّد من ذكر ماذا يُقصد بالمجاعة؟ المجاعة هي نقص أو انعدام في السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم بسبب الجوع وعدم تناول الطعام لفترات طويلة، وتُعاني العديد من الدول في وقتنا الحالي من هذا الأمر.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن الجوع هو أخطر تهديد على العالم، فعندما تنتشر المجاعة في منطقة ما فإن نسب الوفيات خاصةً بين الأطفال يكون جدًا كبير.
أمراض تُسببها المجاعة
تمثلت أبرز الأمراض التي تسببها المجاعة في ما يأتي:
1. كواشيوركور (Kwashiorkor)
كواشيوركور هو مرض ينتج عن المجاعة بسبب نقص البروتين في الجسم، مما يؤدي إلى تورم في الجسم، وخاصةً اليدين والقدمين والوجه، كما قد يتحول الشعر نتيجة هذا المرض إلى اللون الأصفر المحمر ويتسلقط بشكل كبير.
2. السغل (Marasmus)
السغل أو ما يُسمى بالوقذ أو القحول أو المارزمس هو مرض من أمراض تُسببها المجاعة نتيجة نقص الغذاء والبروتينات، وتنتشر هذه الحالة عند الأطفال بشكلٍ كبير.
السغل يؤدي إلى نقص وزن المُصاب وانكماش جلده وجحوط عيناه، وكذلك يؤدي إلى الهزل والتعب الشديدين، ولا يستطع المُصاب التحرك نتيجة هذه الأعراض.
3. فقر الدم (Anemia)
فقر الدم أمر حتمي أثناء المجاعة، لكن بالمجاعة لا يكون فقر الدم الذي يُصيب الجسم من نوع واحد، وإنما تكون مجموعة من أنواعه متواجدة في الجسم، ومنها:
- فقر الدم الناتج من نقص الحديد.
- فقر الدم الناتج من فيتامين ب12.
هذين المرضيين يؤديان إلى تعب الجسم، وشحوب البشرة، وكثرة النوم، والعديد من المشكلات الصحية الأخرى.
4. النكاف (Mumps)
النكاف مرض ينتج عن نقص اليود في الجسم، مما يؤدي إلى تورم الغدة الدرقية وانخفاض معدل الأيض في الجسم، لينتج عن ذلك الضعف العام والتعب والخمول وتعرض الجسم للشعور للبرد بشكل مُستمر.
5. أمراض ناتجة عن نقص الفيتامينات
في ما يأتي سيتم ذكر مجموعة من الفيتامينات التي تنقص في الجسم أثناء المجاعة متبوعة بما يُسببه هذا النقص:
-
نقص فيتامين أ
يُسبب نقص فيتامين أ في الجسم العشى الليلي أو العمى الدائم، إضافةً لكل من جفاف الجلد وخشونته واضطراب الشهية وتعرض الجسم للعدوى بشكل أكثر من أي وقت سبق.
-
نقص فيتامين ب1
يُسبب نقص فيتامين ب1 العديد من المشكلات التي تؤثر على الجهاز العصبي، ومن أبرزها مرض بري بري الذي يؤدي إلى تحطيم الخلايا العصبية مؤديًا لضعف العضلات أو الشلل أحيانًا.
-
نقص فيتامين ب2
يؤدي نقص فيتامين ب2 إلى التهاب الحلق والتهب الفم واللسان وكذلك التهاب الجلد.
-
نقص فيتامين ج
يؤدي نقص فيتامين ج إلى نقص مناعة الجسم مما يجعل الجسم عرضة لكافة أنواع العدوى، كما يُسبب مرض الأسقربوط الذي يتمثل بنزيف اللثة وعدم قدرة الجسم على لئم الجروح وظهور بقع على الجلد.
-
نقص فيتامين د
هذا النقص نادرًا ما يحدث أثناء المجاعة كون المصدر الرئيس للفيتامين هو الشمس وليس الطعام، لكن في حال حدوثه فهو يُسبب تلين العظام وهشاشتها.
أعراض أمراض تسببها المجاعة
إليك أبرز أعراض أمراض تُسببها المجاعة:
1. الأعراض العقلية الناتجة من أمراض المجاعة
إن أول ما يبدأ حدوثه في الجسم عند نقص التغذية هو حدوث اضطرابات عقلية تمثلت في الآتي:
- صعوبة التركيز.
- انشغال العقل بالتفكير بالطعام فقط.
- المزاج السيء والعصبية.
- التشتت أثناء الكلام وحتى أثناء السير.
2. الأعراض الجسدية الناتجة من أمراض المجاعة
كافة الأمراض التي ذُكرت في قائمة أمراض تُسببها المجاعة ستكون جميعها متراكمة في جسد المُصاب، وهذا يجعل قائمة الأعراض الجسدية جدًا طويلة، إذ تمثلت أبرزها في الآتي:
- شحوب البشرة.
- تساقط الشعر.
- تكسر الأظافر.
- سرعة دقات القلب.
- انخفقاض ضغط الدم.
- التعب والإرهاق.
- الخمول.
- الإسهال أو الإمساك.
- تورم الجسم عمومًا، لكن تبقى الأقدام هي المتورمة بشكلٍ كبير جدًا.
- عدم التئام الجروح.
- تقرح الجروح.
- آلام البطن والمغص.
- طفح جلدي.
- قلة التبول، وعند التبول فإن البول سيكون داكن اللون جدًا وذو رائحة كريهة.
- التهاب اللثة ونزيفها.
- جحوظ العينين.
- خلل في النظر.
- ارتجاف الأطراف وارتعاشها.
- كثرة النوم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها تمامًا عند النساء.
3. الأعراض الجنسية الناتجة عن أمراض المجاعة
الجنس والخصوبة عمومًا يحتاجان إلى صحة جيدة، فنقص العناصر الغذائية تؤثر عليهما مما يؤدي إلى الآتي:
- ضعف أو عجز القدرة الجنسية.
- مشكلات في الخصوبة.
أسباب وعوامل خطر أمراض تسببها المجاعة
أسباب الإصابة بقائمة أمراض تُسببها المجاعة كما اسمها؛ إذ أن عدم الحصول على الطعام هو المُسبب الرئيس لها، وقد يكون هذا الأمر ناتج عن أحد الآتي:
- السكن في مناطق جدًا فقيرة.
- التعرض للتعذيب بتجويع الشخص.
- الضياع في مكان لا يحتوي على أي نوع من الأطعمة.
- الإصابة بفقدان الشهية العصبي.
- الإصابة باضطراب الأكل.
- الإصابة بالاضطرابات الهضمية التي قد تحد من امتصاص العناصر في الجسم.
- الغيبوبة.
- الإصابة باضطراب اكتئابي حاد.
- التعرض للقيء المستمر.
- الإضراب عن الطعام.
مضاعفات أمراض تسببها المجاعة
تتمثل أبرز مضاعفات أمراض تُسببها المجاعة في ما يأتي:
1. فقدان وظائف الأعضاء
فقدان وظيفة العيون أو وظيفة الأذنين أو الكلى أو القلب وغيرها هو أمور حتمية في أمر المجاعة، وكل عضو تم فقدان وظيفته فإن النتيجة ستكون جدًا مؤلمة على الشخص جسديًا ونفسيًا.
2. انتقال العدوى بسهولة
يُمكن ذكر قائمة لا تنتهي من الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية التي يُمكن أن تُصيب الجسم نتيجة أمراض تسببها المجاعة، فالجسم بحالة عدم قدرة على مقاومة أي ملوثات تتدخل به.
3. الوفاة
بعد فقدان كافة وظائف الجسم وبعد التعرض لمجموعة كبيرة من العدوى فالأمر الحتمي هو الوفاة.
تشخيص أمراض تسببها المجاعة
أمراض تُسببها المجاعة ليست بحاجة إلى تشخيص، إذ أنها معروفة جميعها فالجسم تعرض لنقص بكامل العناصر الغذائية وهذا يُشخص كافة الأمراض المذكورة سابقًا، لكن في حال الرغبة بتأكد منها، فإنه يُمكن عمل الفحوصات الآتية:
- فحوصات الدم الشاملة.
- فحوصات الأشعة بأنواعها.
- فحص البول.
- فحص البراز.
علاج أمراض تسببها المجاعة
علاج أمراض تُسببها المجاعة غالبًا لا يُفيد الخلايا العصبية المتضررة، فقد تُعالج جميع أمراض الجسم الناتجة عن المجاعة إلا تلك التي أدت إلى تلف في الدماغ، فلا يُمكن إصلاح التلف الحادث.
يُمكن علاج أمراض تُسببها المجاعة الجسدية على وجه الخصوص من خلال الآتي:
1. توفير الطعام
توفير الطعام للمُصابين هو الحل، لكن يجب أن يتم تغذيتهم بالتدريج أي البدء بكميات صغيرة جدًا ثم زيادتها، وذلك لمنع حدوث أضرار شديدة على الجسم.
2. أخذ المكملات الغذائية
يُمكن توفير المكملات الغذائية كافة وإعطائها للمُصابين، ومنها المكملات البروتينية التي تُعطى عن طريق الوريد.
3. علاجات أخرى
في حال كان الأمراض الناتجة عن نقص التغذية أدت إلى العدوى أو أمراض نفسية، فهنا بحاجة إلى المزيد من العلاجات المتمثلة بالآتي:
- المضادات البكتيرية أو المضادات الفيروسية وفقًا لنوع العدوى.
- مسكنات الألم.
- مهدئات الأعصاب.
- مضادات الاكتئاب.
الوقاية من أمراض تسببها المجاعة
طرق الوقاية من أمراض تُسببها المجاعة تتمثل بالآتي:
1. طرق الوقاية من أمراض تُسببها المجاعة بجهود دولية
يجب على دول العالم أجمع أن تجد آلية لمنع المجاعات في الدول الفقيرة، ويُمكن تطبيق ذلك من خلال الآتي:
- منع الحروب وعدم الاستقرار السياسي في تلك الدول.
- زراعة الأشجار المثمرة في تلمك المناطف في كل مكان.
- دعم المناطق الفقيرة بالغذاء المستمر، وليس بين كل فترة وآخرى.
2. طرق الوقاية من أمراض تُسببها المجاعة بجهود شخصية
في حال كان الجوع ناتج من مرض يُعاني منه الجسم جسدي أو نفسي، فإن الوقاية تتم من خلال الآتي:
- علاج المرض باستشارة الطبيب.
- أخذ المكملات الغذائية إلى حين علاج المرض، وخاصةً إن كان المرض هو سوء امتصاص العناصر الغذائية في الجهاز الهضمي، وهنا تجدر الإشارة أن المكملات الغذائية يجب أن تكون على شكل حقن وليست حبوب أو سوائل فموية.