التهاب الشرايين العقدي الكلي

يتم تعريف التهاب الشرايين العقدي الكلي بأنه أحد أشكال التهاب الأوعية الذي يصيب الأوعية الدموية المتوسطة الحجم.

معلومات حول التهاب الشرايين العقدي الكلي

من المعلومات الهامة فيما يتعلق بالتهاب الشرايين العقدي الكلي ما يأتي:

• تم وصف التهاب الشرايين العقدي الكلي للمرة الأولى عام 1866 على يدي الطبيبين كوصموئيل ومئير (kussmaul and Maier).
• يسبب التهاب الشرايين العقدي الكلي التهابًا في جدار الاوعية الدموية ووذمات في محيطها.
• بعد حدوث الالتهاب تبدأ عملية التعافي لجدران الأوعية الدموية، وتؤدي هذه العملية الى التجلط الموضعي وظهور الندب في جدار الأوعية الدموية.
• يسبب ذلك انخفاض في تدفق الدم إلى الأعضاء التي تتغذى على هذه الأوعية الدموية، كما قد تنفجر الأوعية نتيجة الندوب.
• يحدث التهاب الشرايين العقدي الكلي في بعض الأعضاء في الجسم، مثل: الكلى، والأمعاء، والجلد، ونادرًا ما يكون في الرئتين خصوصًا في حالات التهاب الاوعية الدموية الدقيقة.

قد تكون أعراض التهاب الشرايين العقدي الكلي خفيفة، ثم تتفاقم بعد ذلك لتصبح خطيرة، وقد تحدث الإصابة في معظم أعضاء الجسم باستثناء الرئتين.

في البداية تظهر بعض الأعراض العامة، مثل: الحمى، والتعرق الليلي، وفقدان الشهية، والضعف العام يليها ظهور أعراض أخرى تحدث نتيجة عدم حصول العضو المصاب على ما يكفي من الدم، ويمكن تصنيف هذه الأعراض تبعًا للعضو المصاب كما يأتي:

• المفاصل: حيث يشعر المريض بألم في المفاصل والعضلات، كما قد يحدث التهاب في المفاصل.
• الكلى: حيث يحدث ارتفاع في ضغط الدم، كما يقل إنتاج البول وقد يظهر فيه قطرات من الدم، وفي الحالات الصعبة يحدث هناك فشل كلوي.
• الجهاز الهضمي: يشعر المريض بألم شديد في الجهاز الهضمي، إضافة إلى إسهال شديد وغثيان وقيء، وقد يحدث أيضًا تمزق في الأمعاء.
• القلب: فقد يشعر المريض بألم في الصدر وحدوث نوبات قلبية، وقد تصل الحالة إلى الفشل القلبي.
• الدماغ: يظهر عادةً على المريض صداع شديد واختلاجات عدة، كما قد يصاب بسكتة دماغية.
• الأعصاب: قد يشعر المريض بحدوث خدر في أجزاء من الجسم، كما قد يشعر بضعف في اليدين والقدمين.
• الكبد: يمكن أن يصاب المريض بتضرر في الكبد.
• الجلد: يحدث هناك تصبغ في جلد أصابع اليدين والقدمين باللون الأزرق أو الأحمر، كما قد تظهر بعض التقرحات الجلدية.
• الأعضاء التناسلية: قد يحدث في بعض الأحيان ألم والتهاب في الخصيتين.

لا يعد سبب التهاب الشرايين العقدي الكلي واضح بشكل كامل، ولكن لوحظ أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، مثل ما يأتي:

• الإصابة بعدوى فيروسية، مثل: التهاب الكبد من النوع ب (Hepatitis B).
• تناول بعض أنواع الأدوية.
• الجنس، حيث يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
• العمر، حيث عادةً ما يتراوح عمر المرضى المصابين بين 30 إلى 60 عام.

يعد التهاب الشرايين العقدي الكلي من الحالات الخطيرة التي قد تسبب العديد من المضاعفات التي تعتمد على العضو المصاب، وتشمل ما يأتي:

• السكتة الدماغية.
• الفشل القلب.
• ثقوب في الأمعاء.
• تلف في الكبد.
• نزيف داخلي.

لا توجد علامة مختبريّة واضحة لإلتهاب الشرايين العقدي الكلي. ويتم التشخيص عادةً اعتمادًا على ما يأتي:

• تقييم الطبيب

يعد تشخيص التهاب الشرايين العقدي من الأمور الصعبة، حيث يعتمد الطبيب على الأعراض التي تظهر على المريض، مثل: الحمى، والقروح الجلدية، وآلام المفاصل، والعضلات.

• أخذ خزعة

قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من الجزء المصاب وفحصها لمعرفة سبب الإصابة وسبب العامل المسبب للمرض، إذ يساعد ذلك في علاج الحالة.

• تصوير الأوعية الدموية

يساعد تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي أو بواسطة التصوير بالأشعة السينية في تشخيص أية عيوب في الأوعية الدموية مثل التضيق أو التوسع فيها.

يهدف علاج التهاب الشرايين العقدّي إلى الحد من تفاقم الحالة المرضية، ويختلف العلاج تبعًا لشدة الحالة كما يأتي:

• الستيرويدات (Steroids)

يساعد تناول جرعات عالية من الستيرويدات في تجنب تفاقم حالة الالتهاب التخفيف من الأعراض الظاهرة، ولكن تكمن المشكلة في استخدام هذا النوع من الأدوية في الآثار الجانبية التي قد يسببها؛ لذلك عادةً ما يتم تخفيض الجرعة بعد تحسن الحالة.

• الأدوية المثبطة للمناعة

يمكن استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة مثل السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide)، وذلك في الحالات التي لا يستجيب فيها الجسم للستيرويدات، وتكمن مشكلة هذه الأدوية في أنها تعمل على إضعاف الجهاز المناعي في الجسم ما يزيد من احتمالية إصابة المريض بالعدوى.

• علاج العرض أو مسبب المرض

يمكن علاج العرض الظاهر في بعض الأحيان، وذلك من خلال استعمال بعض أنواع الأدوية، مثل: أدوية ارتفاع الضغط، والأدوية المضادة للفيروسات.

في الواقع لا يوجد طرق واضحة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بالتهاب الشرايين العقدي الكلي، وذلك لأن أسبابه لا تعد واضحة بشكل كافي.