ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
Noise Induced Hearing Loss - NIHL
كل يوم نشعر بأصوات في بيئتنا، مثل: أصوات التلفزيون، والراديو، والأجهزة المنزلية، وحركة المرور حيث عادةً تكون هذه الأصوات في مستويات آمنة لا تضر بسمعنا، لكن الأصوات يمكن أن تكون ضارة عندما تكون عالية جدًا حتى لفترة وجيزة، أو عندما تكون عالية وطويلة الأمد.
ويمكن أن تتسبب هذه الأصوات في إتلاف الهياكل الحساسة في الأذن الداخلية وتسبب فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، يمكن أن يكون المرض فوريًا أو قد يستغرق وقتًا طويلًا حتى يتم ملاحظته.
ويمكن أن تكون الإصابة مؤقتة أو دائمة، ويمكن أن تؤثر على أذن واحدة أو كلا الأذنين، وحتى إذا لم تتمكن من معرفة أنك تضر بسمعك فقد تواجه مشكلة في السمع في المستقبل، مثل: عدم القدرة على فهم الأشخاص الآخرين عندما يتحدثون وخاصةً على الهاتف أو في غرفة بها ضوضاء.
كيف يمكنك تحديد الضوضاء العالية جدًا؟
يجب أن تكون العلامات الآتية بمثابة علامة حمراء على أن الضوضاء من حولك عالية جدًا:
- إذا كان عليك أن تصرخ بصوت أعلى من الضوضاء لتستطيع السمع.
- إذا كنت لا تستطيع فهم شخص يتحدث إليك من مسافة أقل من قدمين.
- إذا كان هناك شخص يقف بالقرب منك وانت استطعت سماع الأصوات التي تخرج من سماعة الأذن الصوتية الخاصة به وهي في أذنيه.
كيف يمكن للصوت المرتفع أن يتسبب بضعف السمع؟
لفهم كيف يمكن للضوضاء الصاخبة أن تلحق الضرر بسمعنا علينا أن نفهم كيف نسمع، يعتمد السمع على سلسلة من الأحداث التي تحول الموجات الصوتية في الهواء إلى إشارات كهربائية، ثم ينقل عصبنا السمعي هذه الإشارات إلى الدماغ عبر سلسلة من الخطوات المعقدة، والتي تشمل ما يأتي:
- تدخل الموجات الصوتية إلى الأذن الخارجية، وتنتقل عبر ممر ضيق يسمى قناة الأذن يصل إلى طبلة الأذن.
- تهتز طبلة الأذن من الموجات الصوتية الواردة، وترسل هذه الاهتزازات إلى ثلاث عظام صغيرة في الأذن الوسطى، تسمى هذه العظام: المطرقة، والسندان، والركاب.
- تصل العظام في الأذن الوسطى الاهتزازات الصوتية من الهواء إلى اهتزازات السوائل في قوقعة الأذن الداخلية والتي تكون على شكل حلزون ومليئة بالسوائل، يمتد القسم المرن من بداية القوقعة إلى نهايتها ويقسمها إلى جزء علوي وسفلي، حيث يُطلق على هذا القسم اسم الغشاء القاعدي لأنه يعمل كقاعدة لمكان تواجد هياكل السمع الرئيسة.
- تتسبب الاهتزازات في تموج السائل داخل القوقعة وعندها تتشكل موجة متنقلة على طول الغشاء القاعدي.
- تتحرك الخلايا الحسية لأعلى ولأسفل بذلك فإن النتوءات المجهرية الشبيهة بالشعر المعروفة باسم الأهداب المجسمة التي تجلس فوق خلايا الشعر تصطدم بالهيكل العلوي وتنحني، ويؤدي الانحناء إلى فتح قنوات تشبه المسام وعندما يحدث ذلك تندفع المواد الكيميائية إلى الخلية محدثة إشارة كهربائية.
- يحمل العصب السمعي هذه الإشارة الكهربائية إلى الدماغ والتي تترجمها إلى صوت نتعرف عليه ونفهمه.
أعراض ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
عادةً يتسبب ضعف السمع الناجم عن الضوضاء من الصعب سماع الأصوات عالية التردد والتي يسهل اكتشافها من خلال اختبار السمع الذي يمكن رسمه على مخطط سمعي.
يومًا بعد يوم قد يواجه الشخص صعوبة في سماع الكلام وخاصةً الكلمات التي من الصعب التمييز بينها، مثل: "شل"، و"بيع"، و"سقط" حيث يمكنك سماع ما يقوله الآخرون، ولكنك تجد صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون حتى لو كانوا يرفعون أصواتهم.
تشمل العلامات الأخرى التي تدل على أنك تحتاج إلى إجراء اختبار سمعك من قبل اختصاصي العناية بالسمع ما يأتي:
- وجود ألم في أذنيك بعد التعرض للضوضاء العالية.
- ملاحظة أشخاص آخرون على أنك تتحدث بصوت عالٍ أو تصرخ.
- وجود أصوات رنين، أو أزيز، أو زئير، أو أزيز في أذنيك.
أسباب وعوامل خطر ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
في الآتي أبرز أسباب وعوامل خطر الإصابة بضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
1. أسباب ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
تحدث الإصابة بسبب التعرض لمرة واحدة لصوت شديد، مثل: انفجار، أو عن طريق التعرض المستمر لأصوات عالية على مدى فترة طويلة من الزمن، مثل: الضوضاء الصادرة في ورشة النجارة.
2. عوامل خطر ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
تشمل الأنشطة الترفيهية التي يمكن أن تعرضك لخطر الإصابة ما يأتي:
- إطلاق النار على الهدف والصيد.
- ركوب الثلج.
- الاستماع إلى مشغلات الأغاني بصوت عالٍ من خلال سماعات الأذن أو سماعات الرأس.
- واللعب في فرقة موسيقى.
- حضور الحفلات الصاخبة.
- جزازات العشب.
مضاعفات ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
فقدان السمع الدائم هو أخطر مضاعفات فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، وتشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:
- ضغط دم مرتفع.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- معدة مضطربة.
- مشاكل في النوم.
- النكد وزيادة التعب.
- رنين أو طنين في الأذنين.
تشخيص ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
يمكن لطبيبك أن يقدم لك اختبارًا للسمع سيحدد ما إذا كنت تعاني من ضعف السمع وإذا أظهر الاختبار أنك تعاني من ضعف السمع ، فسيتم إحالتك إلى اختصاصي السمع، أو أخصائي الأذن والأنف والحنجرة لإجراء اختبار سمع أكثر شمولًا.
سيحدد هذا الاختبار درجة ضعف السمع لديك خفيف، ومتوسط، وعميق، وعادةً يكون فقدان السمع تقدميًا هذا يعني أنه يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن؛ نظرًا لأنه يحدث بمرور الوقت فمن غير المرجح أن تلاحظ حدوثه.
إذا كنت تواجه مشكلة في السمع في الأماكن المزدحمة أو كان من الصعب التحدث على الهاتف فقد يكون الوقت قد حان لاختبار السمع.
علاج ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
لا يوجد علاج لفقدان السمع الدائم، في الآتي أبرز طرق العلاج:
1. تجنب التعرض للضوضاء
أحد العلاجات الأكثر وضوحًا لهذا النوع من فقدان السمع هو تجنب التعرض للضوضاء، وهذا يمكن أن يمنع ضعف السمع لديك من التفاقم.
2. استخدام التقنيات الحديثة للمساعدة في السمع
هناك معدات يمكن أن تساعدك على السمع بشكل أفضل وذلك اعتمادًا على درجة ضعف السمع لديك، فقد تستفيد من استخدام المعينة السمعية وهو جهاز ترتديه على أذنك لتكبير الصوت.
3. غرس القوقعة الصناعية
وبالنسبة لفقدان السمع الشديد قد تكون مؤهلًا لزراعة قوقعة الأذن، فغرسة القوقعة الصناعية هي جهاز سمعي إلكتروني يستبدل الأذن الداخلية التالفة بشعاع من الأقطاب الكهربائية، حيث تُزرع هذه الأقطاب الكهربائية جراحيًا في أذنك الداخلية وترسل إشارات صوتية لعقلك.
الوقاية من ضعف سمع في الأذن الداخلية نتيجة التعرّض لضجيج
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:
1. قلل تعرضك للضوضاء
هذه الخطوة مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يعملون في أماكن صاخبة والذين يذهبون من وإلى العمل في حركة المرور الصاخبة في المدينة، فغطاء الأذن الخاص الذي يحمي أذنيك متاح للأشخاص الذين يعملون في البيئات الصاخبة، مثل: الآلات الثقيلة.
2. ارتد سدادات الأذن
طور عادة ارتداء سدادات الأذن عندما تعلم أنك ستتعرض للضوضاء لفترة طويلة، فسدادات الأذن غير مكلفة ومتاحة في الصيدليات.
3. استخدم مواد تمتص الصوت لتقليل الضوضاء في المنزل والعمل
يمكن وضع الحصائر المطاطية تحت أدوات المطبخ الصاخبة وطابعات الحاسوب لتقليل الضوضاء، تساعد الستائر والسجاد أيضًا في تقليل الضوضاء الداخلية.
4. لا تستخدم العديد من الأجهزة المزعجة في نفس الوقت
حاول إبقاء أجهزة التلفزيون، والستيريو، وسماعات الرأس منخفضة الصوت.
5. لا تحاول أن تطغى على الضوضاء غير المرغوب فيها بأصوات أخرى
على سبيل المثال لا ترفع مستوى الصوت في راديو السيارة أو سماعة الرأس للتخلص من ضوضاء المرور، أو رفع مستوى صوت التلفزيون أثناء التنظيف بالمكنسة الكهربائية.
6. افحص سمعك بشكل دوري
افحص سمعك إذا كنت تتعرض بانتظام لضوضاء عالية في العمل أو اللعب.