قصور البنكرياس

Pancreatic Insufficiency

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

البنكرياس هي غدة رفيعة تتواجد في التجويف البطني العميق، وتوجد في قرب المعدة وأسفل الكبد، تتكون من رأس، وجسم، وذيل، والجزء العلوي من رأسها يكون مرتبط ببداية الأمعاء الدقيقة.

تقوم البنكرياس بالعادة بإفراز الإنزيمات اللازمة للهضم، كما تقوم بإنتاج بعض الهرمونات الرئيسية في الجسم.

قصور البنكرياس هي حالة عجز البنكرياس تحدث بسبب تلف، أو نقص في أنسجة البنكرياس، وفي حال حدوث ذلك لا تستطيع البنكرياس إفراز أو نقل الإنزيمات المسؤولة عن هضم الطعام وتحطيمه في الأمعاء.

أنواع خلايا البنكرياس ووظائفها

هناك نوعان رئيسيان للبنكرياس وهما كالآتي:

1. خلايا البنكرياس الإفرازية (Exocrine pancreas)

تقوم هذه الخلايا بصناعة وإرسال الإنزيمات الهاضمة لهضم المكونات الغذائية المتنوعة، مثل: الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات في الأمعاء الدقيقة، في أغلب الأنواع تكون هذه الإنزيمات غير فعّالة حتى تصل إلى الأمعاء الدقيقة وهناك يتم تنشيطها.

كما تقوم بإفراز البيكربونات (Bicarbonate) لمعادلة حموضة المعدة وتنشيط إنزيمات البنكرياس.

2. خلايا الغدد الصماء في البنكرياس

هذا النوع من الخلايا يقوم بتصنيع هرمونات الإنسولين، والغلوكاغون (Glucagon) وهي هرمونات مسؤولة عن تنظيم السكر في الجسم.

أعراض قصور البنكرياس

في حال تلف حتى 90% من أنسجة البنكرياس لا يؤدي بشكل عام إلى ظهور أعراض سريرية، وفي حال تطور المرض قد تظهر الأعراض الآتية:

  • آلام البطن: التي ترتبط غالبًا بالعامل الأساسي وليس بنقص في عمل البنكرياس.
  • إفراز العصارات الهضميّة: مع تقدم المرض تظهر علامات ضعف البنكرياس عن أداء مهام على شكل إفرازات خارجية ينعكس ذلك في اضطراب امتصاص المواد الغذائية.
  • إسهال دهني (Steatorrhea): ناتج عن عدم امتصاص الدهون.
  • هبوط في الوزن ونقص في الفيتامينات التي تُذوب في الدهون: بسبب عدم امتصاص الدهون.
  • عدم امتصاص البروتينات والكربوهيدرات: الذي يُساهم في فقدان الوزن وظهور علامات سوء التغذية، مثل: الضعف العام، وضمور العضلات، وهشاشة العظام.
  • مرض السكري: مع تقدم التلف يُصاب أيضًا عمل الإفرازات الداخلية، مثل: إفراز الهرمونات وخاصة الإنسولين، الأمر الذي يُسبب مرض السكري.

أسباب وعوامل خطر قصور البنكرياس

من أبرز الأسباب والعوامل التي تزيد من فرص الإصابة بقصور البنكرياس ما يأتي:

  • الالتهاب المزمن للبنكرياس (Chronic pancreatitis)

عادةً يكون السبب الشائع والأول للإصابة بقصور البنكرياس هو التهاب مزمن في البنكرياس، حيث أن الاستمرار في التهاب البنكرياس يُسبب تلف في الخلايا المسؤولة عن إفراز الإنزيمات الهاضمة مما يُغيث الهضم، ويُسبب بالنهاية قصور البنكرياس.

  • الالتهاب الحاد للبنكرياس (Acute pancreatitis)

عادةً لا يُسبب التهاب البنكرياس لفترة قصيرة تلف في الخلايا وقصورها، ولكن في حال عدم علاجه قد يتطور إلى التهاب مزمن مما يُسبب قصور البنكرياس.

  • الالتهاب البنكرياس المناعي (Autoimmune pancreatitis)

في حال مهاجمة جهاز المناعة البنكرياس قد يحدث التهاب فيه مما يُسبب قصور البنكرياس.

  • مرض السكري

معظم مرضى السكري يُواجهون مشكلة قصور البنكرياس، في الحقيقة لا يدري العلماء ما السبب وراء ذلك؟ ولكن يُعتقد بأنه ناتج عن عدم توازن الهرمونات الناتج عن مرض السكري.

  • جراحة البنكرياس

يُعد قصور البنكرياس الأثر الجانبي الشائع لعملية استئصال البنكرياس، حيث يُمثل المرض 80% من الحالات الناتجة عن استئصال البنكرياس.

  • الأمراض الجينية

من أبرز الأمراض الجينية الوراثية: التليّف الكيسي (Cystic Fibrosis) الذي يُسبب تكوّن المخاط على عدد كبير من الأعضاء، مثل: الرئة، والجهاز الهضمي، ويُؤدي إلى قصور البنكرياس.

كما أن متلازمة شواخمان دايموند (Shwachman Diamond syndrome) تُعد من المتلازمات النادرة التي تُؤثر على العظام المريض، والبنكرياس وتُسبب مشكلة قصور البنكرياس منذ الصغر.

  • الداء البطني (Celiac disease)

هو مرض يُعاني فيه المريض من عدم القدرة على امتصاص الغلوتين.

وبالرغم من اتباع البعض حمية غذائية والابتعاد عند الغلوتين إلا أن جزءًا منهم ما زال يُعاني من الإسهال، ويُعتقد بأن السبب هو وجود مشكلة قصور البنكرياس إلى جانب الداء البطني.

  • سرطان البنكرياس

يُعد قصور البنكرياس واحد من الآثار الجانبية الناتجة عن سرطان البنكرياس.

  • داء الأمعاء الالتهابية

ومن أبرزها داء القولون التقرحي، ومرض كرون.

مضاعفات قصور البنكرياس

من أبرز مضاعفات قصور البنكرياس:

  • هشاشة العظام الناتجة عن سوء التغذية.
  • فقر الدم الناتح عن سوء التغذية.
  • الإصابة بمرض السكري.

تشخيص قصور البنكرياس

يتم تشخيص المرض من خلال اتباع الآتي:

1. الفحص الجسماني

يطلب الطبيب من المرض وصف حالته والأوجاع التي تُصيبه وموقعها في البداية، وأهم الأعراض، كما يسأل الطبيب عن رائحة البراز.

2. فحص البراز

يُطلب من المريض إجراء فحص البراز لثلاثة أيام متتالية لتحديد كمية الدهون الموجودة في البراز.

عادةً يتم استخدام عبوات مختلفة لتجميع البراز في هذه الحالة.

3. الفحوصات التصويرية

من أبرز الفحوصات التصويرية ما يأتي:

  • التصوير بالأشعة السينيّة (X - ray).
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).

يظهر عادةً تكلّس في داخل البنكرياس مع اختفاء أنسجة البنكرياس السليمة، أو وجود التهاب فيها.

أحيانًا من الصعب أن تظهر علامات تلف البنكرياس في الفحوصات التصويريّة الروتينيّة، ولذلك هنالك حاجة إلى استخدام الفحوصات التصويريّة المتقدّمة، أو الفحوصات الداخلية، مثل:

  • التصوير فوق الصوتي بالتنظير الداخلي (EUS).
  • التنظير الداخلي لقنوات المرارة والبنكرياس (ERCP).

علاج قصور البنكرياس

يشمل علاج قصور البنكرياس عدة مراحل:

1. معالجة المرض الأولي المسبب للتلف

يتم ذلك من خلال:

  • علاج التهاب البنكرياس بشكل رئيسي في حال وجوده.
  • الإقلاع عن شرب الكحول.
  • العلاج المضاد للآلام بواسطة مسكنات الآلام.

2. معالجة اضطراب الامتصاص

يتم من خلال إعطاء أنزيمات البنكرياس عن طريق الفم، تتوفر اليوم العديد من الأدوية التي تحتوي على غالبية إنزيمات البنكرياس الضرورية للهضم والامتصاص، مثل: البنكرياز (Pancrease).

يتم تناول هذه الأدوية مع وجبات الطعام فتُتيح امتصاص سليم معظم المواد الغذائية بشكل طبيعي وسليم تقريبًا.

يُمكن التخفيف من نقص الامتصاص بواسطة إعطاء الدهون ذات الأحماض الدهنية قصيرة وإضافة الفيتامينات.

3. معالجة مضاعفات المرض

يتم علاج سوء التغذية من خلال إعطاء المريض الفيتامينات والعناصر اللازمة، مثل:

  • فيتامين أ.
  • فيتامين ك.
  • فيتامين د.
  • فيتامين هـ.
  • فيتامين ج.
  • الزنك.
  • الكالسيوم.

أما معالجة مرض السكري فتتم بالطرق المألوفة من خلال اتباع الحمية الغذائية، وأخذ دواء لعلاج ارتفاع السكر في الدم قد يكون فموي، أو عن طريق الإنسولين.

الوقاية من قصور البنكرياس

في عدد من الحالات الناتجة عن بعض الأمراض الوراثية، مثل: التليف الكيسي، أو تلك الأمراض التي لا شفاء منها، مثل: السكري، أو سرطان البنكرياس، لا يُمكن الوقاية من الإصابة بقصور البنكرياس.

ولكن في بعض الحالات قد نجد طرق للوقاية من الإصابة بالمرض، مثل: