أورام العمود الفقري

من الممكن أن تظهر الأورام داخل الحبل الشوكي (Spinal cord)، أو خارج الحبل الشوكي، أو داخل غلافه، أو خارج الغلاف، أو حتى في عظام العمود الفقري.

معظم أورام خارج الجافية تكون عبارة عن نقائل (Metastases) آتية من أعضاء أخرى في الجسم بينما يكون جزء قليل منها أوليًا، أما أورام تحت الجافية خارج النقي أو أورام داخل النقي فيكون الوضع فيها عكسيًا تمامًا حتى الآن، لم يتم التعرف على أسباب حصول الأورام الأولية في العمود الفقري أو الحبل الشوكي.

أنواع أورام العمود الفقري

هناك العديد من أنواع أورام العمود الفقري والتي تختلف باختلاف موقعها على النحو الآتي:

1. أورام تحت الجافية (Intradural tumors)

أكثر أنواع أورام تحت الجافية انتشارًا هي:

• الأورام النجميّة (Astrocytomas)

يكون مصدرها في الخلايا النجميّة (Astrocytes)، وتصل نسبة حدوثها إلى الذروة خلال عمر 30 إلى 50 عامًا، وتتساوى نسبة انتشارها بين الرجال والنساء.

• الورم البطاني العصبي (Ependyma)

مصدره في الخلايا البطانية العصبية، وهو شائع بالأساس في الجزء السفلي من الحبل الشوكي.

• الأورام الحميدة

تكون معظم أورام تحت الجافية خارج النقي حميدة، أهمها:

1. الورم السحائي (Meningioma): وهو الورم الذي يُصيب غلاف الحبل الشوكي.
2. الورم العصبي (Neuroma): يكون مصدره في جذور الأعصاب التي تخرج من الحبل الشوكي.

كما يوجد العديد من أنواع الأورام الأقل شيوعًا.

2. أورام فوق الجافية (Extradural tumors)

تُعتبر أورام فوق الجافية الأكثر انتشارًا، وهي في الغالب أورام خبيثة، ويكون معظمها عبارة عن نقائل آتية من أعضاء أخرى في الجسم، أكثرها شيوعًا هي:

• الليمفوما (Lymphoma).
• الأورام في الرئة.
• أورام في الثدي.
• أورام في البروستاتا (Prostate).
• أورام في الغدة الدرقية (Thyroid gland).
• أورام في الكلية.

3. أورام الحبل الشوكي الأولية

تُعتبر أقل شيوعًا، ويُعتبر جزء منها خبيثًا وجزء حميدًا.

• أورام الحبل الشوكية الخبيثة

من أبرز أورام الحبل الشوكي الخبيثة ما يأتي:

1. الساركوما عظمية المنشأ (Osteogenic sarcoma).
2. الساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma).
3. ساركوما يوينغ (Ewing's sarcoma).

• أورام الحبل الشوكي الحميدة

يُعتبر القسم الآخر منها حميدًا، مثل:

1. الورم العظمي (Osteoma).
2. الورم الوعائي (Hemangioma).
3. الورم الغضروفي (Chondroma).

من الممكن أن تُسبب هذه الأورام تدمير عظام الفقرات، وانعدام استقرار العمود الفقري وتشويهه، إضافة للضغط على الحبل الشوكي.

هناك العديد من الأعراض لأورام العمود الفقري والتي تختلف باختلاف موقع الورم.

1. أعراض الأورام الفقرية

أعراض الأورام الفقرية، هي:

• الألم والحساسية الموضعية.
• الألم المشع المنتقل إلى أحد الأطراف أو أكثر.

2. أعراض أورام الحبل الشوكي

علامات الإصابة بالحبل الشوكي التي تتضمن:

• ضعف الأطراف.
• اضطرابات الإحساس.
• اضطرابات في السيطرة على الأمعاء.

3. أعراض أورام الرقبة

عندما يكون الورم في الرقبة تكون الأعضاء المتضررة بالأساس هي اليدين والقدمين، أما عندما يكون الورم تحت الرقبة فتكون الإصابة بالقدمين فقط.

من أبرز الأسباب والعوامل التي تؤدي للإصابة بالأورام الفقرية ما يأتي:

1. سبب الأورام الفقرية الأولية

الأورام الفقرية التي تبدأ في العمود الفقري نادرة جدًا، وليس من الواضح سبب تطورها.

يشك الخبراء في أن الطفرات الجينية قد تلعب دورًا، ولكن من غير المعروف عادةً إذا كانت هذه العيوب الجينية موروثة أم تتطور ببساطة بمرور الوقت، أو قد تكون ناجمة عن شيء ما في البيئة، مثل: التعرض لمواد كيميائية معينة.

2. سبب نقائل الأورام الفقرية

معظم الأورام الفقرية تنتج عن الإصابة بنوع آخر من السرطانات، مثل: سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا.

من أبرز مضاعفات أورام العمود الفقري ما يأتي:

• فقدان القدرة على الحركة نتيجة الضغط على العمود الفقري.
• تغيرات غير طبيعية في وظائف الجهاز الهضمي والمثانة.
• تلف في الأعصاب وقد يكون دائمًا.
• زيادة خطر التعرض للكسور، أو إصابة في العمود الفقري.

قد يكون الصعب تشخيص أورام العمود الفقري بالاعتماد على الأعراض لذلك يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الآتية:

1. التصوير بالرنين المغناطيسي للعمود الفقري

يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسًا قويًا وموجات راديو لإنتاج صور دقيقة للعمود الفقري والحبل الشوكي والأعصاب، عادةً يكون التصوير بالرنين المغناطيسي هو الاختبار المفضل لتشخيص أورام العمود الفقري.

يُمكن أن يُساعد الحقن بعامل تباين في إبراز أنسجة وهياكل معينة في وريد في اليد أو الساعد أثناء الاختبار، وقد يشعر بعض الأشخاص برهاب الأماكن المغلقة داخل ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، أو يجدون صوت الطقطقة العالي الذي يُسببه مزعجًا.

يُمكن استخدام سدادات الأذن، أو أجهزة التلفزيون، أو سماعات الرأس للمساعدة في تقليل الضوضاء، كثيرًا ما تُستخدم المهدئات الخفيفة لتخفيف القلق من رهاب الأماكن المغلقة.

2. التصوير المقطعي المحوسب (CT)

يستخدم هذا الاختبار شعاعًا ضيقًا من الإشعاع لإنتاج صور مفصلة للعمود الفقري، في بعض الأحيان يُمكن دمجه مع صبغة تباين محقونة لتسهيل رؤية التغييرات غير الطبيعية في القناة الشوكية، أو الحبل الشوكي، كما يُمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب مع التصوير بالرنين المغناطيسي.

3. خزعة

غالبًا تكون الطريقة الوحيدة لتحديد نوع الورم هي فحص عينة من نسيج صغيرة تحت المجهر، ستُساعد نتائج الخزعة في تحديد خيارات العلاج للمريض أيضًا.

هناك العديد من الطرق المستخدمة للتعامل مع أورام العمود الفقري والممثلة بالآتي:

1. المراقبة الحذرة

في بعض الحالات قد يُكتشف الورم قبل شعور المريض بأي أعراض، ويكون حينها الورم صغير الحجم وحميد.

يقوم الطبيب حينها بمتابعة دورية للمريض للتأكد من عدم انتشار المرض.

2. العمليات الجراحية

تُعتبر معظم أورام فوق الجافية أورامًا خبيثة، ولذلك فإنها بالغالب غير قابلة للشفاء، في هذه الحالة يكون الهدف من وراء العلاج هو تحسين أو منع تفاقم الأداء العصبي، وذلك من خلال عملية جراحية لوقف الضغط على الحبل الشوكي وتثبيت العمود الفقري.

في بعض الحالات يتم اكتشاف النقائل قبل اكتشاف الورم الأولي، وتكون العملية الجراحية هي الطريقة المستخدمة لتحديد التشخيص بشكل دقيق.

قلة من أورام فوق الجافية فقط هي أورام حميدة، في مثل هذه الحالات يتم العلاج من خلال استئصال الورم كليًا سواء مع، أو بدون تثبيت العمود الفقري.

3. العلاج الإشعاعي

يُمكن استخدام هذا بعد إجراء عملية للتخلص من بقايا الأورام التي لا يُمكن إزالتها بالكامل، أو علاج الأورام غير الصالحة للجراحة، أو علاج الأورام التي تكون الجراحة فيها محفوفة بالمخاطر.

4. العلاج الكيميائي

يُستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية أو منعها من النمو، يُمكن للطبيب تحديد إذا كان العلاج الكيميائي مفيدًا له سواء بمفرده، أو بالاشتراك مع علاجات أخرى.

قد تشمل الآثار الجانبية ما يأتي: التعب، والغثيان، والقيء، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، وتساقط الشعر.

5. أدوية أخرى

نظرًا لأن الجراحة، والعلاج الإشعاعي، وكذلك الأورام نفسها يُمكن أن تُسبب التهابًا داخل النخاع الشوكي، يصف الأطباء أحيانًا الستيرويدات لتقليل التورم إما بعد الجراحة أو أثناء العلاج الإشعاعي.

على الرغم من أن الكورتيكوستيرويدات تًُقلل الالتهاب إلا أنها تُستخدم عادةً لفترات قصيرة فقط لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة، مثل: ضعف العضلات، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وزيادة التعرض للعدوى.

نظرًا لعدم التعرف على السبب الرئيس للإصابة بالورم لذلك لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة به.