النوباء

Alternaria

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

النوباء هي نوع من الفطريات بدء التعرف عليها كنوع مُسبب للأمراض النباتية، لكن لاحقًا اكتشف أن هذه الفطريات تؤدي إلى العديد من الاضطرابات الصحية في جسم الإنسان، إذ وُجد أن هذه الفطريات تنمو على الجلد والأغشية المخاطية والعيون وداخل الجهاز التنفسي، مما يجعلها تُسبب الحساسية والالتهابات الخطيرة لبعض الأشخاص على وجه التحديد، وهم:

  • مرضى الإيدز.
  • مرضى نقص المناعة.
  • الأشخاص الذين يتناولون الأدوية لتثبيط مناعهتهم بهدف علاج حالة مرضية ما.
  • مرضى الجهاز التنفسي من الأساس.

يوجد العديد من أنواع فطريات النوباء، لكن تبقى النوباء المتناوبة (Alternaria alternata) هي الأكثر فتكًا بالإنسان، فهي تُسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي لمرضى الإيدز ، وتزيد من الإصابة بالربو عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وقد تُساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، كما أنها مُسبب رئيس للحساسية.

ذُكر أن النوباء المتناوبة تُساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالربو، وهذا الأمر نتج من عدة دراسات كانت أحدها دراسة أُجريت على عدد من المُصابين بالربو، وتم جمع عينات من منازلهم، وخاصةً أماكن تراكم الغبار والأوساخ، ووُجد أن الأشخاص الذين يُعانون من نوبات ربو شديدة هم من يمتلكون المنازل التي فيها نسبًا كبيرة من فطريات النوباء المتناوبة.

تجدر الإشارة إلى أن فطريات النوباء قد لا تُسبب أي نوع من الحساسية لبعض الأشخاص، وذلك في حالة كانت مناعة أجسامهم قوية، وكانت كمية الفطريات المتعرضة للجسم قليلة، فهذا عاملين كفيلين بتقليل احتمالية الإصابة بالحساسية الناتجة من هذا النوع من الفطر.

المقال سيختص بالذكر النوباء من الناحية الطبية وقدرته على التسبب بالحساسية، ولن يختص بالضرر النباتي الناتج من هذا الفطر.

أعراض النوباء

أعراض الإصابة بالنوباء المتناوبة هي ذات أعراض الحساسية، وذلك كونها هي المُسبب لبعض الأنواع منها، لذا تمثلت الأعراض في ما يأتي:

1. الأعراض الخفيفة

في حال كانت الإصابة بالحساسية طفيفة، فإن الأعراض غالبًا تتمثل بالآتي:

  • العطس.
  • السيلان.
  • انسداد الأنف مما يُسبب الشعور بالانزعاج العام.
  • الحكة.
  • الاحمرار.
  • ضيق التنفس.
  • السعال.
  • الطفح الجلدي.
  • نورم الشفتين واللسان.
  • تورم العينين.
  • جفاف البشرة.
  • الغثيان.
  • تشقق البشرة الخفيف إلا أنه في بعض الأحيان قد يؤدي ذلك إلى النزيف الشديد والمؤلم من بين تلك الشقوق.

الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر، فقد يظهر عرض واحد على أحد المُصابين بينما تظهر جميعها على أشخاص آخرين.

2. الأعراض الشديدة

في حال عدم علاج فطريات النوباء المُسببة للحساسية في بعض الحالات فإن الأمر قد يتفاقم مؤديًا ذلك إلى أعراض أكثر شدة، وتمثلت هذه الأعراض في الآتي:

  • انتفاخ الحلق والفم.
  • صعوبة في التنفس.
  • دوار.
  • ازرقاق لون الجلد.
  • ازرقاق الشفتين وأحيانًا اسودادهما.
  • فقدان الوعي.

هذه الأعراض يجب عند الشعور بها المسارعة إلى الذهاب للطبيب لوصف العلاج المناسب، وقد يحتاج المريض أن يبقى عدة أيام في المستشفى ليتخلص من حدة الأعراض المُصاب بها.

أسباب وعوامل خطر النوباء

أسباب الإصابة بفطر النوباء المُسبب للحساسية للإنسان تمثلت في ما يأتي:

1. تناول أطعمة ملوثة بالفطر النوباء

عادةً يتم انتقال فطر النوباء من النباتات إلى جسم الإنسان، فكثير من الأشخاص لا يهتمون بأمر غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، مُسببًا لهم ذلك الحساسية والعديد من المشكلات، وخاصةً إن كانوا يُعانون من نقص المناعة.

2. العبث بأدوات ملوثة بالفطر النوباء

قد تكون أدوات الآخرين ملوثة بالفطر، مما يُسبب انتقالها بسهولة للشخص الذي يعبث بها.

كما قد تكون هذه الفطريات متواجدة في الأدوات المتواجدة في الفنادق وخاصةً المناشف، لذا يُنصح بأخذ الأدوات الخاصة هذه إلى الفندق وعدم استخدام المتواجدة فيه.

3. استنشاق الزهور

بما أن فطر النوباء ذو مصدر نباتي فإن احتمالية تواجده بكافة أنواع النباتات واردة ومنها الزهور، فقد يؤدي تقريب الزهور للأنف واسنشاق رائحتها غلى تعبة الرئة بالعديد من فطريات النوباء، مما يؤدي إلى الحساسية وإلى التهابات في القصبات الرئوية أيضًا.

مضاعفات النوباء

مضاعفات الحساسية الناتجة من فطر النوباء هي ذاتها المضاعفات العامة للحساسية الفطرية، إذ تمثلت هذه المضاعفات بالآتي:

  • سرعة ضربات القلب.
  • الصداع الشديد.
  • تيبس الرقبة.
  • الحساسية للضوء.
  • القشعريرة.
  • الغثيان.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.

في حالات نادرة جدًا جدًا قد تُسبب فطريات النوباء الوفاة، وهذا يعود لطبيعة الجسم، فبعض الأشخاص لا يتحملون الأعراض وخاصةً ضيق التنفس مؤديًا ذلك إلى وفاتهم.

تشخيص النوباء

عند الإصابة بفطريات النوباء المتناوبة والتعرض للحساسية أو الربو فإن الأمر لا يكنّ واضح للطبيب، لذا سيقوم الطبيب بإجراء كافة الفحوصات الآتية لتشخيص الحالة:

1. الفحص البدني

يتم الفحص البدني من خلال اتباع الطبيب كافة التغيرات في الجسم، وهذه التغيرات هي الأعراض سابقة الذكر.

من خلال هذه الأعراض يُلاحظ الطبيب أن هناك حساسية لكن لا يستطيع تحديد السبب، هل هي من نوع مُحدد من الأطعمة؟ أو أنها من شم رائحة قوية؟ أو أنها بسبب التعرض للنوباء المتناوبة؟ وليعرف الطبيب والمصاب إجابة هذه الأسئلة يتم التطرق للفحوصات التالية.

2. تحليل الدم

تحليل الدم يهدف إلى معرفة الأجسام المضادة الموجود في جسم المُصاب للحساسية لأنواع مُحددة من مُسببات الحساسية.

في حال عدم وجود هذه المضادات، فإن التفكير سيتحول إلى النوباء المتناوبة.

3. اختبار الحساسية الفطرية

يهدف الفحص إلى تحديد سبب الحساسية الفطرية ونوع الفطر المُسبب لها، إذ يتم أخذ عينة جلدية من المنطقة المُصابة بالحساسية إن كانت جلدية أو أخذ إفرازات، مثل: المُخاط إن كانت الحساسية تنفسية، وكذلك يُمكن أخذ عينة بول أو إفرازات مهبلية.

بعد أخذ العينة يتم فحصها مجهريًا ووفقًا لشكل الفطر الظاهر يتم تحديد نوعه، فإن ظهرت فطريات النوباء المتناوبة فهي السبب وراء الحالة.

بعد تشخيص الحالة وعلاجها يُطلب من المُصاب بإجراء اختبار الحساسية للفطريات بين كل حين وآخر، لضمان عدم عودتها مرةً أخرى، ولمعرفة فعالية الدواء الموصوف عليها.

علاج النوباء

يتم علاج كافة أنواع الحساسية الفطرية ومنها الحساسية الناتجة من فطر النوباء كما الآتي:

1. علاج الحساسية الفطرية

يتم علاج الحساسية الفطرية من خلال أحد الآتي:

  • الأدوية

يُعطى المريض أدوية مضادة للفطريات، مثل: الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، وهذه الأدوية جدًا فعالة، وغالبًا لا يحتاج المريض سواها.

  • العلاج المناعي

العلاج المناعي بإنترفيرون غاما (Immunotherapy With Gamma Interferon) يعدّ حل مثالي في حال فشل العلاج السابق، ونادرًا ما يتم التطرق لمثل هذا النوع من العلاجات.

2. علاج أعراض الحساسية الفطرية

كما لُوحظ سابقًا أن أعراض الحساسية جدًا عديدة عند تفاقمها، لذا قد يصف الطبيب العلاجات الآتية للتخلص منها:

  • خافض الحرارة للتخلص من الحمى.
  • مسكنات الألم للحد من الآلام الناتجة من تشقق الجلد وجفافه.
  • المرطبات لترطيب الجلد وجعله يعود كما كان.

كما قد يتطرق الطبيب لوضع جهاز التنفس لبعض الحالات التي تُعاني من ضيق التنفس.

الوقاية من النوباء

يُمكن الوقاية من الإصابة بأنواع الفطريات المختلفة ومنها فطريات النوباء من خلال اتباع الطرق الآتية:

  • غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام.
  • غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها، فقد تنتقل الإصابة منها إلى الجسم، كونها البيئة المناسبة لهذا النوع من الفطريات على وجه الخصوص.
  • تناول الأطعمة المطهوة جيدًا والابتعاد عن النيئة النباتية والحيوانية، فبالرغم أن المنتجات الحيوانية لا تحتوي على هذا النوع من الفطريات إلا أنها تُسبب العديد من المشكلات الصحية التي لا تقل خطورة عن الإصابة بالحساسية الفطرية.
  • الابتعاد عن استخدام أدوات الآخرين، فقد يكونون مُصابين بالفطر وأدواتهم مليئة به.
  • رش النباتات بالمبيدات الحشرية بين كل حين وآخر للتخلص من هذه الفطريات والآفات الأخرى التي تضر بالنباتات والإنسان على حدٍ سواء.