تسرع القلب البطيني

Ventricular tachycardia - VT

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

تحدث ظاهر تسرع القلب البطيني عندما ينبض البطينان ثلاث نبضات أو أكثر بسرعة تزيد عن 100 نبضة في الدقيقة.

تعد الآلية الأكثر انتشارًا لحدوث التسرع البطيني هي تلك المعروفة بعودة الدخول (Re-entry)، والتي تعني نشوء محفز متجدد للدورة الكهربائية نتيجة تحفيز أولي.

أنواع تسرع القلب البطيني

يقسم تسرّع القلب البطينيّ إلى عدة أنواع، وقد يكون مزيج منها جميعًا، كما يأتي:

  1. تبعًا لطول فترة التسرّع

حيث يقسم إلى ما يأتي:

  • تسرّع بطيني غير متواصل (Non - sustained VT): ويعرّف بأنه التسرّع الذي يستمر حتى 30 ثانيه.
  • تسرّع بطيني متواصل: وهو التسرع الذي يستمر لمدة تزيد عن 30 ثانية.
  1. تبعًا للشكل العام لمركب (QRS) في مخطط كهربية القلب (EKG)

حيث يقسم إلى ما يأتي:

  • تسرّع بطيني أحاديّ الشكل (Monomorphic VT): حيث يكون هناك شكل واحد لمركب QRS العام في مخطط كهربية القلب.
  • تسرّع بطيني متعدد الأشكال (Polymorphic VT): أي أن هناك شكلين أو أكثر لمركّب QRS العام في مخطط كهربية القلب.
  1. تبعًا للمرض القلبيّ الأساسي

حيث يقسم إلى ما يأتي:

  • تسرّع بطيني ناتج عن حالة إقفاريّة (Ischemia) في عضل القلب (Ischemic VT).
  • تسرّع بطيني غير ناتج عن حالة إقفارية (Non-ischemic VT).

ما هو تسرّع القلب البطينيّ الإقفاريّ (Ischemic VT)؟

يؤثر نقص التروية على قدرة الخلية على النشاط والعمل، إضافة لذلك فعند حدوث احتشاء (infraction) تنشأ حالة يتم فيها امتزاج أنسجة سليمة بأخرى مصابة، ما يزيد من احتمالية حدوث التسرّع البطيني.

عادةً ما يكون التسرع البطيني الإقفاريّ متعدد الأشكال (Polymorphic VT)، ويتعلق احتمال حدوث التسرّع بصورة طردية بحجم الاحتشاء، كما يُعتبر النشاط الانقباضيّ في البطين الأيسر المقياس الأفضل للتنبؤ باحتمال حدوث موت مفاجئ نتيجة لاضطراب النظم لدى هؤلاء المرضى.

ينتج تسرع القلب البطيني الإقفاريّ عن أنواع عدة من التسرّع البطيني كما يأتي:

1. تسرع بطيني مجهول السبب (Idiopathic VT)

يحدث هذا النوع في قلب سليم ويشمل ما يأتي:

  • تسرّع منشأه في البطين الأيمن

وهو أحادي الشكل وتكون تركيبته من نوع (LBBB) مع محور سفلي يميني، ويعد العلاج الأكثر نجاعة لهذا النوع من التسرّع هو علاج الجَذ (Ablation) بالموجات الراديوية في مخرج البطين الأيمن.

  • تسرّع بطينيّ في البطين الأيسر

وهو أحادي الشكل وتركيبته (RBBB) مع محور علوي، ويتميز هذا النوع باستجابته للمعالجة بالأدوية التي تندرج في مجموعة حاصرات قنوات الكالسيوم مثل الفيراباميل (verapamil). كما يمكن معالجته بالجَذ بالموجات الراديوية.

2. تسرّع بطينيّ على خلفية مرض اعتلال عضلة القلب

حيث يقسم إلى ما يأتي:

  • اعتلال عضلة القلب التوسعي (Dilated cardiomyopathy - DCM)

ويعد المصابون بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بتسرع القلب البطيني، كما يعتمد ذلك على العديد من العوامل التي يمكن التنبؤ بها.

  •  اعتلال عضلة القلب المتراكز (Hypertrophic cardiomyopathy – HCM)

يكون التسرع البطيني المرافق لهذا المرض مصحوبًا بتضخم ملحوظ في جدران عضلة القلب مع علامات قريبة من الإغماء، وقد تشير حالات الموت المفاجئ السابقة في عائلات المصابين وظهور تسرع بطيني غير دائم لديهم في تسجيل مرقاب هولتر إلى زيادة احتمالية الموت المفاجئ لدى هؤلاء المرضى.

يتم علاج الحالة بالأميودارون (AMIODARONE)، كما يتم زرع جهاز مزيل الرجفان الآلي (Automated Defibrillator) في حالات أخرى.

3. تسرّع بطيني محدث بالأدوية (Drug induced VT)

قد يسبب تناول أنواع معينة من الأدوية نشوء تسرعًا بطينيًا أحادي الشكل أو متعدد الأشكال، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلب إقفارية أو الذين أصيبوا باحتشاء في عضلة القلب.

يوجد العديد من الأدوية التي تساهم في نشوء التسرع البطيني، كما يأتي:

بالمقابل قد تقلل الكثير من الأدوية المضادة لاضطرابات نظم القلب ظاهرة التسرع البطيني، لكنها قد تزيد من خطر الموت المفاجئ.

4. حالات أخرى

يوجد العديد من الحالات الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتسرع البطيني، مثل ما يأتي:

  • أمراض التهابات عضل القلب.
  • الأمراض التلوثية في عضل القلب.
  • أمراض في بنية عضل القلب.
  • متلازمة QT الطويلة.
  • متلازمة بروغادا (Brugada Syndrome).

أعراض تسرع القلب البطيني

هنالك مجموعة مختلفة من الأعراض التي قد تظهر لدى الإصابة بهذا المرض، وتتلف شدتها تبعًا لمدى التسرّع، ونوع المرض القلبيّ الأساسي، وبحالة المريض الصحية.

لذلك فقد لا تظهر لدى بعض المصابين أية علامات أو أعراض، بينما قد تظهر لدى آخرين منهم أعراض خفيفة وقد تكون لدى آخرين حادة جدًا بحيث تؤدي إلى فقدان الوعي وحتى الموت المفاجئ.

أسباب وعوامل خطر تسرع القلب البطيني

يمكن لتسرّع القلب البطيني أن يحدث حتى في حال عدم وجود أي من أمراض القلب، لكنه ينتشر بشكل أكبر عند الأشخاص المصابين بأمراض قلبية، مثل ما يأتي:

  • احتشاء عضل القلب (Myocardial infarction).
  • اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy).
  • اضطراب في أحد صمامات القلب.
  • التهاب في القلب.
  • التهاب في عضلة القلب (Myocarditis).
  • بعد إجراء عملية جراحية في القلب.
  • اضطراب نظم القلب وهي حالة تؤدي إلى تغيير في نظم ضربات القلب عن الحالة الطبيعية (Arrhythmia).
  • انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم.
  • اختلال التوازن الحامضي والقاعديّ في الجسم والأكسدة غير السليمة.

مضاعفات تسرع القلب البطيني

قد يؤدي تسرع القلب البطيني في العديد من الحالات إلى فقدان اوعي أو الموت المفاجئ.

تشخيص تسرع القلب البطيني

يتم تشخيص التسرّع البطيني بواسطة مجموعة من الفحوصات كما يأتي:

  • مخطط كهربيّة القلب (Electrocardiogram - ECG).
  • مرقاب هولتر (Holter monitor)، حيث يتم تسجيل توثيقي للأحداث القلبية.
  • اختبار الفيزيولوجيا الكهربيّة للقلب (Cardiac Electrophysiology study).

علاج تسرع القلب البطيني

تختلف طرق العلاج تبعًا لاختلاف الأعراض واختلاف المرض المسبب للحالة، ويمكن أن يتم ذكرها كما يأتي:

  • يتم علاج حالات التسرع البطيني الطارئة باستخدام الصدمة الكهربائية، أو حقن المريض وريديًا بأدوية مضادة لاضطرابات نظم القلب.
  • يتم علاج حالات التسرع البطيني طويلة الأمد باستخدام بعض الأدوية المضادة لاضطرابات نظم القلب، إلا أن بعضًا من هذه الأدوية قد يسبب أعراضًا جانبية مقلقة؛ لذلك تضاءل استعمالها في الآونة الأخيرة بشكل كبير.
  • يتم علاج بعض أنواع التسرع البطينيّ بواسطة الجذ (Ablation) باستعمال الموجات الراديوية، ويعد هذا العلاج أحد أكثر العلاجات فعالية.
  • في بعض الحالات يتم زرع جهاز مزيل الرجفان الآلي (Automated Defibrillator) في الصدر، وهو جهاز متطور يراقب نظم القلب بصورة جارية وذو قدرة على كشف التسرع البطيني لحظة حدوثه.

الوقاية من تسرع القلب البطيني

في الواقع لا يوجد طرق واضحة للوقاية من الإصابة بتسرع القلب البطيني، إذ أنه ينتج عن العديد من الأسباب.