تشوهات خلقية في جدار الصدر
Congenital deformities of the chest wall
تشوهات خلقية في جدار الصدر تعني وجود خلل بنائي في تكون الصدر أثناء تكوّن الجنين، ليولد به الطفل ويرافقه مدى الحياة إن لم يتم علاج الحالة.
تحدث التشوهات الخلقية في جدار الصدر منذ بداية تكون الغضروف الذي يصل بينها، فأي تغير بسيط به يؤدي إلى حالة تشوهية خلقية مُحددة، وتتراوح هذه التشوهات من الخفيفة إلى الشديدة.
تُلاحظ تشوهات جدار الصدر في وقت مبكر غالبًا، أي عندما يبلغ عمر الطفل سنة أو سنتين، لكن إن كان التشوه خفيفًا فقد يتم ملاحظته في سن البلوغ، حيث حينها تنمو عظام الطفل وغضاريفه بسرعة.
أنواع التشوهات الخلقية في جدار الصدر
أبرز أنواع تشوهات خلقية في جدار الصدر تمثلت في ما يأتي:
1. الصدر المقعر (Pectus excavatum)
الصّدر المقعّر أو ما يُطلق عليه مُسمى صدر الإسكافي هو أحد التشوّهات الخلقية الأكثر انتشارًا لجدار القفص الصدري الأمامي، حيث يُصيب طفلًا واحدًا من بين كل 300 إلى 400 طفل.
يتميّز هذا التشوّه بتقعّر عظمة القصّ الصدرية، إذ يشمل هذا تقوس الغضاريف الموصلة بين عظمة القصّ والأضلاع أيضًا.
2. الصّدر الجؤجؤي (Pectus carinatum)
الصّدر الجؤجؤي خلل أقل انتشارًا من ظاهرة الصدر المقعر، ويتميّز ببروز عظمة الصّدر إلى الخارج، وهذا عكس تشوه صدر الإسكافي سابق الذكر.
قد يبرز جانب واحد من الصدر أكثر من الجانب الآخر في هذه الحالة أو قد يكون من الجانبين مرتفعين، وتؤثر حالة الصدر المرتفع على 1 من كل 1500 طفل.
الصدر الجؤجؤي ينقسم إلى عدة أنواع مختلفة تمثلت في الآتي:
-
البروز الغضروفي (Chondrogladiolar prominence)
في هذه الحالة يندفع الجزءان الأوسط والسفلي من عظمة القص إلى الأمام.
-
البروز الغضروفي الشديد (Chondromanubrial prominence)
هذه الحالة تكون أكثر تعقيدًا من نظيرتها السابقة، حيث تكون شكل عظمة الصدر على شكل حرف Z مع ارتفاع الجزء العلوي لعظمة القص للأعلى.
أعراض تشوهات خلقية في جدار الصدر
في ما يأتي سيتم ذكر أعراض أبرز أنواع تشوهات خلقية في جدار الصدر كلًا على حدا:
1. أعراض حالة الصدر المقعر
في معظم حالات الصدر المقعر يكون العرض الوحيد هو ظهور فجوة خفيفة في منطقة الصدر تزداد بالعمق كلما تقدم المُصاب بالعمر، لكن قد يكون الصدر المقعر شديد وهذا يجعل أضلاع القفص الصدري تضغط على القلب والرئتين مؤديًا ذلك للعديد من الأعراض الأخرى عند بعض الأشخاص، وأبرز هذه الأعراض الآتي:
- زيادة ضربات القلب.
- التهاب الجهاز التنفسي المتكرر.
- السعال.
- الصفير، ويزداد الأمر سوءًا عند النوم.
- ألم في الصدر.
- ثقب في القلب.
- تعب.
- دوار.
- انخفاض القدرة على استكمال التمارين أو الأنشطة اليومية البسيطة.
2. أعراض حالة الصدر الجؤجؤي
العرض الرئيس للصدر الجؤجؤي هي بروز أضلاع القفص الصدري للخارج، لكن عند بعض المُصابين قد تظهر الأعراض الآتية أيضًا:
- ضيق في النفس، وخاصةً عند ممارسة الرياضة.
- تعب غير مبرر.
- سرعة التعرض للإصابة والكدمات في منطقة الصدر.
أسباب وعوامل خطر تشوهات خلقية في جدار الصدر
لا يوجد سبب معروف لحالات التشوهات الخلقية في جدار الصدر، لكن يوجد بعض العوامل التي يُمكن أن تزيد من احتمالية ظهورها، وهذه العوامل هي:
1. الوراثة
تلعب الوراثة دورًا بارزًا في إصابة أبناء العائلة الواحدة في ذات الحالة التشوهية.
2. إصابة الرضيع ببعض الأمراض
إن إصابة الرضيع بأحد الأمراض الآتية يكون سبب لظهور تشوهات جدار الصدر، حيث تكون هذه التشوهات عبارة عن عرض لأحد هذه الحالات:
- متلازمة مارفان (Marfan syndrome).
- متلازمة إهلرز دانلوس (Ehlers-Danlos syndrome).
- متلازمة نونان (Noonan syndrome).
- متلازمة موركيو (Morquio syndrome).
- مرض هشاشة العظام (Brittle bone disease).
- متلازمة كوفين لوري (Coffin-Lowery syndrome).
- متلازمة القلب والأوعية الدموية (Cardiofaciocutaneous syndrome).
- شذوذ الكروموسومات.
- اضطرابات التمثيل الغذائي.
مضاعفات تشوهات خلقية في جدار الصدر
يوجد العديد من المضاعفات وخاصةً النفسية التي تشترك بها أنواع التشوهات الخلقية في جدار الصدر، وأبرز هذه المضاعفات الآتي:
1. قلة الثقة بالنفس
هذا الشعور النفسي يُصيب المُصاب عندما تكون الحالة جدًا شديدة، بحيث تكون نسبة التقعر أو التحدب في الصدر جدًا ظاهرة بعد ارتداء الملابس.
يشعر المُصاب بالحرج وانعدام الثقة بالنفس عند مقارنة نفسه بأقرانه وخاصةً في فترة المراهقة، وهي الفترة التي يتباهى بها الذكور على وجه التحديد بأجسادهم ومظهرهم العام.
للحد من هذا الضرر يجدر على الأهل دعم ابنهم وتقديم الدعم النفسي له وإظهار له أبرز مفاهيم الثقة والتي تشمل الجمال الداخلي وحسن التصرف مع الآخرين.
2. الاكتئاب
للأسف في بعض الحالات قد يصل المُصاب إلى حد الاكتئاب بسبب مظهر صدره، وهذا يحدث نتيجة تراكمات وضغوطات نفسية كانت تتصارع داخل تفكير المُصاب.
الأمر إذا وصل إلى هذا الحد وجب مراجعة الطبيب النفسي لإخضاع المُصاب للعلاج السلوكي أو العلاج الدوائي وفقًا لحالته.
3. زيادة احتمالية الالتهابات والإصابات
أحد مضاعفات التشوهات الخلقية في منطقة الصدر تتمثل بسرعة تعرض الجسم للالتهابات، وخاصةً التنفسية إذ إن الرئتين وهي أحد أعضاء الجهاز التنفسي تتأثر كثيرًا بالوضع العام وتُصبح معرضة للملوثات بسرعة أكبر.
كما أن المُصاب بهذه التشوهات قد يُعاني من سرعة تعرضه للصدمات أثناء ممارسة أنشطته العامة.
تشخيص تشوهات خلقية في جدار الصدر
تشخيص التشوهات الخلقية في جدار الصدر هي واحدة لكل الأنواع، إذ تشمل طرق الفحص كلًا مما يأتي:
1. الفحص البدني
يتم الفحص البدني من خلال مشاهدة الطبيب صدر المُصاب ثم لمس أضلاع الصدر وتحسُسِها لمعرفة نسبة التقعر أو التحدب التقريبية للحالة.
هذا الفحص يُعدّ الأولي أي أنه لا يُكتفى به، لذا يتبعه العديد من الفحوصات للتأكد من الحالة ومدى تأثيرها على الأعضاء الداخلية بشكلٍ أفضل.
2. التصوير بالأشعة السينية (X-ray)
يتم إخضاع المُصاب لصورة بالأشعة السينية لمنطقة الصدر، ليظهر بتلك الصورة شكل أضلاع القفص الصدري تمامًا، ومن خلالها يتم تشخيص الحالة بشكلٍ مؤكد.
3. التصوير المقطعي المحوسب (CT)
هذا النوع من الفحوصات يهدف إلى معرفة حالة الأعضاء الداخلية وخاصةً القلب والرئتين ومدى تأثير التقعر عليها.
يتطرق الطبيب لهذا الفحص في حال ظهر في فحص التصوير بالأشعة السينية أن تقعر القفص الصدري جدًا شديد.
علاج تشوهات خلقية في جدار الصدر
تشوهات خلقية في جدار الصدر غالبًا لا تحتاج إلى علاج مُطلقًا في حال كانت طفيفة، فهي بالواقع لا تؤثر على المُصاب ولا يُمكن لغيره مشاهدتها وحتى إن كان دون سترة، لكن في حال كانت التشوهات شديدة فيجب العلاج، التوضيح في الآتي:
1. علاج الصدر المقعر
علاج الصدر المقعر لا يتم إلا بالجراحة، وهناك عدة أنواع من الجراحة يُمكن إخضاع المُصاب لها لإصلاح الخلل في القفص الصدر قد المُستطاع، ومن أبرز هذه الجراحات الآتي:
-
جراحة رافيش (The Ravitch procedure)
جراحة رافيش تُعرف بجراحة شق الصدر كونها ترتكز على فتح الصدر من المنتصف ثم تعديل وضع العظام بكسرها وتثبيتها بدعامات أو صفائح صغيرة.
-
عملية نوس (The Nuss procedure)
يتم هذا الإجراء بإدخال كاميرا صغيرة في الصدر لمعرفة ما يحمله الصدر من تفاصيل، وأيضًا يُجرى شقين صغيرين بجانب الصدر.
يتم بعد ذلك إدخال قضيب فولاذي منحنى أسفل القص من خلال الشقوق التي أجرت لرفع القفص الصدري للحد الطبيعي قدر المُستطاع.
2. علاج الصدر الجؤجؤي
علاج الصدر الجؤجؤي يُعد الأسهل بالنسبة للحالة السابقة، وذلك لأنه غالبًا لا يؤثر على أي عضو داخلي بالجسم، ويتم العلاج بأحد الطرق الآتية:
-
ارتداء دعامة
يوجد دعامة طبية تهدف إلى الضغط على الأضلاع الخارجة بهدف إعادتها إلى مكانها، وهي غالبًا يجب أن يتم ارتداها 23 ساعة يوميًا منذ اكتشاف الحالة.
تجدر الإشارة أن استخدام الدعامة يُظهر نتائج جيدة ومؤكدة في حال تم اكتشاف التشوه والطفل في أيام حياته الأولى، حيث أن استخدامها بعد فترة عمرية للطفل قد لا يُجدي نفعًا.
-
الخضوع للجراحة
خيار الجراحة يتم بفشل العلاج بالدعامة أو يتم بسبب عدم العلاج المُسبق للحالة والتفكير في علاجها بعد البلوغ.
الإجراء الجراحي لعلاج الصدر الجؤجؤي يهدف إلى إزالة الغضروف غير الطبيعي ومحاولة إرجاع عظم الصدر إلى مكانه الطبيعي.
في بعض الحالات قد يحتاج الطبيب كسر عظم الصدر ليتمكن من تغير موضعه بدقة، ويتبع ذلك الإجراء غالبًا وضع قضيب معدني على صدر المُصاب ليتم إزالته بعد التئام الجرح والعظام تمامًا.
3. علاجات عامة ما بعد الجراحة
بعد إجراء جراحة لتعديل وضع الصدر المقعر أو الصدر الجؤجؤي يجب إخضاع المُصاب للعلاج الآتية لتخفيف حدة الألم، وهذه العلاجات تمثلت في الآتي:
- تناول المسكنات: حيث يتم وصف مجموعة من المسكنات للحد من ألم المُصاب بعد العملية، وتكون هذه المسكنات ذات أثر تخديري للألم جدًا مرتفع.
- الخضوع للتبريد: يُساهم تبريد المنطقة التي خضعت للعملية في تخفيف الألم، وذلك لأن التبريد يُجمد الأعصاب الوريبية التي توفر الشعور بالإحساس والألم.
الوقاية من تشوهات خلقية في جدار الصدر
لا يوجد سبب معروف للإصابة بتشوهات خلقية في جدار الصدر، لذا فإن الوقاية من هذه الحالات غير معروف، لكن يُمكن للحامل أن تتبع نمط حياة صحي لتحصل على طفل سليم قدر المُستطاع.