حمى البحر المتوسط المبقعة

Mediterranean spotted fever

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة هي مرض ذو أصل حيواني تُسببه الريكتسيا كونوري (Rickettsia conorii) وينتقل إلى الإنسان عن طريق القراد (العث) من نوع يُعرف بقراد الكلب البني (Rhipicephalus sanguineus).

الريكتسيا كونوري هي نوع من فصيلة الريكتسيا (Rickettsia)، والتي كانت تُصنف في الماضي من الفيروسات إلا أنها الآن صُنفت من أنواع البكتيريا بسبب إثبات الأبحاث أنها تتكاثر خارج الخلايا وهذا عكس الفيروسات التي لا تتكاثر إلا في داخل الخلايا.

قراد الكلب البني يُعدّ أكثر أنواع العث انتشارًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهو يتواجد في جسم بعض الكلاب، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي التعامل مع الكلاب إلى الإصابة.

تُصيب حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة كلا الجنسين، فلا يوجد أي نسب متفاوتة كبيرة بالنسبة لمعدل الإصابة عند الذكور والإناث.

تجدر الإشارة إلى أن بعض القراد يلتصق في جسم الإنسان أو ملابسه بعد اللدغ، وتبقى ملتصقة لعدة ساعات وأحيانًا لعدة أيام، وفي حال شاهد المُصاب هذا القراد على جسده وجب عليه مراجعة الطبيب وعدم انتظار ظهور الأعراض، بل على العكس فإن وجود القراد سهل على الطبيب التشخيص وكذلك خفف عن المريض معاناة الأعراض وتأخر العلاج.

أعراض حمى البحر المتوسط المبقعة

تتمثل أبرز أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة في في مايأتي:

1. الطفح الجلدي

الطفح الجلدي يكون ظاهر بشكل بثور صغيرة منتشرة على كافة أنحاء الجسم هو من الأعراض التي تظهر لدى 97% - 99% من المُصابين بالمرض.

للأسف لا يُعدّ هذا العرض مُميز هام لحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة وذلك لأن العديد من الأمراض ينتج عنها مثل هذا الطفح.

أحيانًا قد يكون الطفح الجلدي مميزًا، وذلك إن كان نمري أي أن الجلد يُصبح متبقع مثل النمر، لكن هذا العرض لا يظهر إلا على 10% من المُصابين.

2. بقع جلدية منخورة سوداء (Tache noire)

البقع الجلدية المنخورة السوداء هي بقع تظهر على الجسم بلون أسود وتكون في منتصفها مثقوبة، وبالرغم من أن هذا العرض قد يُعدّ غريب ومميز لدى المصاب، إلا أنه طبيًا لا يُشكل أي علامة مميزة، كون العديد من الأمراض الناتجة من بعض أنواع البكتيريا تُسببه.

البقعة النخرية السوداء تظهر في المكان الذي تم فيه اللدغ التي تلتها الإصابة، وهذا الأمر يظهر لدى 70% من الحالات.

3. ارتفاع درجة حرارة الجسم

ارتفاع درجة حرارة الجسم أمر حتمي عند الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة، لكن هذا العرض لا يُساهم في التشخيص قطعًا، وذلك لأن مُسببات ارتفاع درجة حرارة الجسم كثيرة، لكن الحمى مع الأعراض السابقة قد تُسهم في مساعدة الطبيب على التشخيص.

درجة حرارة الجسم المتوقع قراءتها أثناء الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة تتراوح بين 39-40 درجة مئوية.

4. أعراض أخرى

يوجد العديد من الأعراض الأخرى عند الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة ، لكنها ليست منتشرة بين معظم الحالات، وأبرزها:

  • الصداع.
  • آلام في العضلات.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • اضطرابات عقلية، مثل: الارتباك والهذيان، وهذا يحدث في الحالات المتقدمة من المرض.

أسباب وعوامل خطر حمى البحر المتوسط المبقعة

السبب الرئيس في الإصابة بمرض حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة هو دخول بكتيريا الريكتسيا كونوري إلى الجسم، ويتم ذلك من خلال لدغة قراد الكلب البني المُصابة لجسم الإنسان كما ذُكر سابقًا.

مضاعفات حمى البحر المتوسط المبقعة

تمثلت أبرز مضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة في ما يأتي:

1. إصابات شديدة في الجهاز العصبي المركزي

هذا الأثر الخطير لحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة هو نادر الحدوث، إذ أنه اكتشف عند أعداد قليلة جدًا من الأطفال.

أثرت حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة على الجهاز العصبي، وأدت إلى ظهور الأعراض الآتية:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الصداع.
  • آلام المفاصل.
  • نقص في الوعي.

هذا الأثر جعل الأطباء يقومون بفحص السائل النخاعي، وكذلك إخضاع المُصابين للرنين المغناطيسي ووُجد أن حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة أدت إلى التهاب السحايا.

2. التهاب الأعضاء

إن وصلت بكتيريا الريكتسيا كونوري المُسببة لمرض حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة إلى الأوعية الدموية فإنها تصل إلى كافة أعضاء الجسم، بما فيها الرئتين والقلب والكلى والكبد، وغيرها من الأعضاء، وهذا يؤدي إلى التهابات شديدة فيها تؤدي إلى إظهار العديد من الأعراض غير المحتملة والمؤلمة للمُصاب.

3. الوفاة

حسب دراسة تم إجراءاها على 140 مريضًا في 13 مستشفى مختلفة مُصابين بحمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة توفى منهم 29 شخصًا، أي بنسبة 21%، وهذا يعني أن المرض ذو خطورة كبيرة، فهذه النسبة تُعدّ كبيرة.

تشخيص حمى البحر المتوسط المبقعة

يتم تشخيص حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة من خلال الطرق الآتية:

1. الفحص البدني

يبدأ الطبيب بالفحص السريري للمريض، ويقيس درجة حرارته ويطلع على الأعراض الجلدية الظاهرة، قد يُخمن الطبيب الحالة، لكنه لا يكن متأكد منها؛ كون أن الأعراض الجلدية تتشابه مع بعض الأمراض الأخرى مثل مرض تيفوس أكالي، لذا يبدأ الطبيب بالبحث عن البيانات الوبائية والأدلة المختبرية.

2. الفحوصات المصلية

يوصي الطبيب بإجراء أحد الفحوصات المصلية الآتية:

  • فحص التألق المناعي غير المباشر (IIF): هو الاختبار التأكيدي الأكثر استخدامًا حاليًا.
  • اختبار ويل فلكس الكلاسيكي (Weil-Felix): لا يُعتمد على نتيجة هذا الفحص كثيرًا كونه يُعطي نتائج خاطئة بنسبة 33%، لكن بعض الدول تتطرق لاستخدامه بسبب تكلفته المنخفضة.
  • اختبار أليزا (ELISA): يُعدّ من الفحوصات الجيدة، وهو يُستخدم نادرًا.

علاج حمى البحر المتوسط المبقعة

تتمثل طرق علاج حمى البحر الأبيض المتوسط في ما يأتي:

1. علاج حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة

بدايةً وجب التنويه إلى أنه لا ينبغي أخذ العلاجات دون التأكد من التشخيص، وبعد التشخيص المؤكد يتم علاج حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة من خلال إعطاء المصاب المضادات الحيوية، والتي ستُذكر في ما يأتي متبوعة بتفاصيل هامة عنها:

  • التتراسيكلين (Tetracycline) أو الكلورامفينيكول (Chloramphenicol)

يتم وصف التتراسيكلين أو الكلورامفينيكول للبالغين ويتم العلاج بأحدهما لمدة تتراوح بين 7 - 14 يوم، ولا يُفضل ترك العلاج عند الشعور بالتحسن واختفاء الأعراض، فإن ترك العلاج قد يؤدي إلى انتكاسة جديدة وبقاء المرض في الجسم دون علاج مؤديًا إلى مضاعفات عديدة.

  • الدوكسيسيكلين (Doxycycline) 

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لا يُوصف التتراسيكلين لعلاج الالتهابات الشائعة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات، لذا يُوصى باستخدام الدوكسيسيكلين لعلاج حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة عند الأطفال في أي عمر.

2. علاج أعراض ومضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط المبقعة

قد يصف الطبيب مجموعة من الأدوية لتخليص المُصاب من الأعراض، وذلك يكون بوصف:

  • مسكنات الألم للتخلص من آلام العضلات والبطن إن وُجدت.
  • خافض الحرارة للتخلص من الحمى.
  • المراهم المرطبة بهدف تقليل آثار البقع النخرية في الجسم.

أما بالنسبة للمضاعفات فإن العلاج يكون وفق الأثر الحادث في الجسم، فأدوية التهاب الرئة تختلف عن أدوية التهاب الكبد، لذا الطبيب بعد أن يتعرف على المُضاعفات سيقوم بوصف العلاج المناسب وفقًا للحالة.

الوقاية من حمى البحر المتوسط المبقعة

لا يوجد لقاح ضد بكتيريا الريكتسيا كونوري لذا فإن طرق الوقاية تكون بجهود شخصية تمثلت بالآتي:

  • ارتداء ملابس ساترة للجسم في المناطق التي يُعرف بانتشار نوع قراد الكلب البني فيها، وكذلك يجب التأكد من أن هذه الملابس نظيفة وخالية من العث، ويُمكن تحقيق ذلك بغسلها بالمنظفات القوية وكذلك بتعريضها لأشعة الشمس لفترات طويلة.
  • تجنب الجلوس على العشب دون وضع غطاء عليه، إذ أن العشب قد يكون مليء بقراد الكلب البني نتيجة استلقاء كلب مُصاب على العشب.
  • الابتعاد عن التعامل المباشر مع الكلاب غير النظيفة، فهي قد تكون مليئة بالعث، وفي حال الاضطرار لذلك فيجب لبس القفازات والملابس الواقية.
  • رش المبيدات الحشرية باستمرار في المناطق التي ينتشر فيها العث، لكن يجب الحذر عند استخدام هذه المبيدات كونها ضارة على صحة الإنسان أيضًا.
  • المحافظة على نظافة الكلاب المنزلية وتفقد أجسادها بين حين وآخر من العث، ومعالجتها فور ملاحظة أي كائنات حية غريبة على أجسامها.