اليرسينيا

Yersinia

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

اليرسينيا هي بكتيريا عَصويَّة سالبة الغرام وهي لا هوائية اختيارية أي أنها تُفضل العيش في البيئة الخالية من الأكسجين، لكنها قد تعيش أيضًا بالبيئة التي تحتوي الأكسجين.

تتميز اليرسينيا أنها تبقى على قيد الحياة في درجات الحرارة التي تتراوح بين 1 - 4 درجات مئوية، بل وتتكاثر فيها، وهذا الأمر يُعدّ دليل على قدرة مقاومة هذه البكتيريا للظروف الصعبة وهذا يُسهل انتشارها.

أبرز أنواع اليرسينيا

يوجد 18 نوعًا معروفًا إلى وقتنا هذا من بكتيريا اليرسينيا التي تُصنف ضمن عائلة اليرسينيات (Enterobacteriaceae)، وفي ما يأتي سيتم ذكر أبرزها والتي تُسبب الأمراض للإنسان:

1. اليرسينيا الطاعونية (Yersinia pestis)

هي البكتيريا المسؤولة عن مرض الطاعون والذي لُقب بالموت الأسود كونه المرض الأكثر فتكًا بالبشرية في بداية انتشاره، ويتسبب الطاعون بالتهاب الرئة الحاد أو تسمم الدم.

2. اليرسينيا القولونية (Yersinia enterocolitica)

هذا النوع المسؤول عن التهاب المعدة والأمعاء الحاد، وينتشر بكثرة بين فئة الأطفال ويميل إلى إصابة الأشخاص بكثرة في في فصل الشتاء، كون البيئة ملائمة له.

أعراض اليرسينيا

تمثلت أعراض اليرسينيا وفق نوعها كما الآتي:

1. أعراض اليرسينيا الطاعونية

تقسم أعراض اليرسينيا الطاعونية إلى قسمين كما الآتي:

  • أعراض اليرسينيا الطاعونية المُسببة بتجرثم الدم

تظهر أعراض اليرسينيا الطاعونية المُسببة بتجرثم الدم بعد 2 - 10 أيام من الإصابة، وتتمثل هذه الأعراض في الآتي:

  1. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  2. الصداع القشعريرة.
  3. التعب والضعف العام.
  4. تورم الغدد الليمفاوية.
  5. آلام في البطن.
  6. نزيف من الجلد عون التعرض لجروح.
  7. تحول لون الجلد إلى اللون الأسود.
  8. موت الأنسجة بالتدريج، ويبدأ الأمر بأصابع اليدين والقدمين.
  • أعراض اليرسينيا الطاعونية المُسببة بالالتهاب الرئوي

فترة حضانة الطاعون الرئوي 3 أيام فقط، وبعدها تظهر الاعراض الآتية:

  1. الحمى.
  2. الصداع.
  3. السعال.
  4. مخاط دموي أو مائي.
  5. ضيق في التنفس.
  6. ألم في الصدر.

2. أعراض اليرسينيا القولونية

تظهر أعراض اليرسينيا القولونية بعد 4 - 7 أيام من الإصابة، وتستمر لمدة 3 أسابيع أو أكثر، وتمثلت أبرز هذه الأعراض في الآتي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • آلام في البطن جدًا شديدة، وتكون مشابهة في بعض الأحيان بآلام الزائدة الدودية وبذات المكان المتمثل في الجانب الأيمن من البطن.
  • الإسهال، والذي غالبًا يكون دموي.

أسباب وعوامل خطر اليرسينيا

السبب الرئيس في الإصابة بأمراض اليرسينيا هو دخولها للجسم، ويتم ذلك من خلال عدد طرق تمثلت بالآتي:

  • شرب المياه الملوثة بالبكتيريا

الماء يتلوث ببكتيريا اليرسينيا من خلال التبرز فيه من قبل الحيوانات المُصابة وهذا يكثر حدوثه ووجوده في المياه الضحلة والبحيرات والأنهار.

أما في ما يخص ماء الشرب فهو قد يتلوث ببراز المُصاب البشري أو الحيواني من خلال وصول هذا البراز لمصدر الماء الرئيس، وهذا يحدث عندما تتشابك مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب، وهذه الحادثة حدثت في كثير من المناطق، وخاصةً الفقيرة، فكان المرض الحاصل مرض وبائي، إذ أنه أصاب أعداد كبيرة في آن واحد.

  • تناول الأطعمة الملوثة باليرسينيا

تتلوث الأطعمة بالبكتيريا نتيجة تحضيرها من قبل أشخاص يفتقرون للنظافة، فقد لا يغسلون أيديهم بعد التبرز ويلوثون الأطعمة بالبراز.

عادةً الأطعمة المجمدة إن كانت تحتوي على بعض أنواع البكتيريا فبتجمدها على درجات حرارة منخفضة تتعقم وتتخلص من تلك البكتيريا، لكن في حالة اليرسينيا فإن الأمر مختلف فالبكتيريا تبقى عالقة بالأطعمة ولا تموت.

كما أن تناول بعض الحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا وخاصةً لحوم الخنزير سبب في انتقال هذه اليرسينيا القولونية.

  • التعرض للدغة البراغيث

هذا النوع من طرق انتقال اليرسينيا يختص باليرسينيا الطاعونية، حيث يتم وصولها للإنسان بالتسلسل الآتي:

  1. تتغذى البراغيث على دماء الكائنات الحية، وقد تلدغ الفئران المحملة بالبكتيريا لتعاود بعدها لدغ الإنسان.
  2. تنتقل البكتيريا إلى جسم الإنسان وتُسبب له تسمم الدم أو التهاب الرئوي.
  3. ينتقل المرض من إنسان لآخر عبر الرذاذ الخارج من السعال في حالة الإصابة بالتهاب الرئوي.

مضاعفات اليرسينيا

تمثلت مضاعفات اليرسينيا حس ما تُسببه من أمراض في ما يأتي:

1. مضاعفات اليرسينيا الطاعونية

مضاعفات هذه البكتيريا جدًا خطير إذ قد يصل إلى حد الوفاة وخاصةً إن تسبب في تجرثم الدم.

2. مضاعفات اليرسينيا القولونية

تتمثل أبرز مضاعفات اليرسينيا القولونية في التسبب بالآتي:

  • تجرثم الدم، والذي يؤدي إلى التهابات عديدة في الأعضاء، ومنها: التهاب عضلة القلب، والتهاب العظام، والتهاب الدماغ.
  • آلام المفاصل.
  • الطفح الجلدي.

تشخيص اليرسينيا

يتم تشخيص اليرسينيا كما الآتي:

  • الفحص البدني

يتم الكشف على المريض سريريًا ومعرفة ما يُعانيه من أعراض، وبعد تخمين الإصابة يوصي الطبيب بإجراء تشخيصات لليرسينيا، ويجب على الطبيب كتابة ذلك لفني المختبر؛ كون أن فحوصاتها المخبرية تحتاج إلى تغيرات عن باقي أنواع البكتيريا.

  • الفحص المخبري بالزراعة

تشخيص اليرسينيا يتم من خلال زراعة العينة على وسط غذائي (الآغار)، حيث يتم ذلك من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  1. أخذ عينة من أحد الآتي:
    • عينة براز في حال كان الجهاز الهضمي هو المتضرر.
    • مسحة من الجروح.
    • عينة دم.
    • المخاط في حال كانت الإصابة حادثة بالجهاز التنفسي.
  2. أخذ جزء من العينة من خلال عود طبي معقم.
  3. توزيع العينة على الآغار.
  4. وضع الآغار في الحاضنة لمدة 4 أسابيع، حيث أن هذا النوع من البكتيريا ينمو ببطء، وهذا اللآغار يوضع بدرجة حرارة 25 - 32 درجة مئوية.
  5. إخراج الآغار من الحاضنة وأخذ جزء من التجمعات الظاهرة عليه ووضعها على شريحة.
  6. صبغ الشريحة بالصبغات الطبية.
  7. رؤية اليرسينيا تحت المجهر وتحديدها مباشرة من قبل فني المختبر.
  • الفحص المصلي

يتم هذا الفحص بأخذ عينة دم من المصاب وإجراء فحص مصلي عليها للبحث عن أجسام مضادة لليرسينيا، وفي حال وجودها يعني أن المريض مُصاب بها.

علاج اليرسينيا

تمثلت طرق علاج أمراض اليرسينيا وفق نوعها كما الآتي:

1. علاج اليرسينيا الطاعونية

فور معرفة أن نوع اليرسينيا طاعونية وجب الدخول إلى المستشفى وتلقي المضادات الحيوية الآتية لعلاجها، وكلما كان التشخيص أسرع كانت احتمالية الشفاء أكبر:

  • جنتاميسين (Gentamicin).
  • الدوكسيسايكلين (Doxycycline).
  • موكسيفلوكساسين (Moxifloxacin).
  • سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
  • ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).
  • كلورامفينيكول (Chloramphenicol).

2. علاج اليرسينيا القولونية

عادةً يتم الشفاء من هذه البكتيريا تلقائيًا من خلال مقاومة الجسم لها، لكن في بعض الأوقات يُمكن تناول بعض المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب.

الوقاية من اليرسينيا

تمثلت طرق الوقاية من الإصابة بأمراض اليرسينيا في ما يأتي:

1. الوقاية من الإصابة باليرسينيا الطاعونية

تشمل طرق الوقاية الآتي:

  • أخذ اللقاح الخاص بهذه البكتيريا، وهو متوافر في معظم الدول.
  • رش المبيدات الحشرية للتخلص من البراغيث.

2. الوقاية من الإصابة باليرسينيا القولونية

تشمل طرق الوقاية الآتي:

  • تناول الأطعمة معروفة المصدر، ويُفضل المحضرة منزليًا.
  • التأكد من مدى تعقيم الماء، وعدم شرب المشكوك فيه.
  • غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام.
  • الابتعاد قطعًا عن تناول اللحوم النيئة أو المطهوة نصف استواء وخاصةً لحوم الخنزير، فهي قد تكوم محملة باليرسينيا القولونية.