تعفن الدم

Sepsis

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

ينتج تعفن الدم أو الإنتان عن مجموعة من ردود الفعل التي يصدرها الجسم عند التقاط الجراثيم، حيث يُصدر الجهاز المناعي مواد كيميائية تُسبب الالتهاب أثناء محاولته القضاء الجرثومة مما قد يُؤدي في النهاية إلى تلف العضو المصاب، كما قد يحدث تخثر في الدم مما يُعيق وصول الغذاء والأكسجي اللازمين إلى الأطراف.

في الحالات الحادة قد يتفاقم الإنتان ويتطور إلى صدمة إنتانية (Septic shock) تتميز بانخفاض ضغط الدم (Hypotension)، وبضرر في تزويد أعضاء الهدف المختلفة بالدم.

معدل الوفيات في هذه الحالة مرتفع جدًا.

أعراض تعفن الدم

تنجم أعراض رد الفعل الالتهابي عن جرثومة، أو ملّوث آخر تُعرّف الحالة بأنها إنتان، وتشمل أعراض رد الفعل الالتهابي المجموع ما يأتي:

1. أعراض إنتان الدم الأولية

من أبرز الأعراض التي تُرافق مريض تعفن الدم ما يأتي: 

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي بما يفوق 38 درجة مئوية، أو انخفاضها لما يقل عن 36 درجة مئوية.
  • ارتفاع في وتيرة التنفس أكثر من 20 نفس في الدقيقة.
  • تسارع في ضربات القلب (Tachycardia) أكثر من 90 نبضة في الدقيقة.
  • ارتفاع، أو انخفاض عدد كريّات بيضاء (Leukocytes) عن المستوى الطبيعي.

في حال أُصيب المريض بعرضين على الأقل يجب التواصل مع الطبيب فورًا.

2. أعراض إنتنان الدم الشديد

ينتج تعفن الدم الشديد عند وجود تلف في الأعضاء، ويجب أن يتوافر عرضين عند المريض لقول بأن حالته شديدة.

في الآتي أبرز الأعراض التي تُرافق مرض تعفن الدم الشديد:

  • بقع تدل على تغيّر لون الجلد.
  • انخفاض مستوى التبول.
  • تغيّرات في القدرات العقلية.
  • نقص في مستوى الصفائح في الدم.
  • مشاكل في التنفس.
  • اضطرابات في وظائف القلب.
  • قشعريرة ناتجة عن انخفاض درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الوعي والإغماء.
  • تعب شديد جدًا وإعياء.

أسباب وعوامل خطر تعفن الدم

يُصاب المريض بإنتان الدم نتيجة لعديد من الأسباب والعوامل والمتمثلة بالآتي:

1. أسباب حدوث مشكلة إنتان الدم

يحدث إنتان الدم نتيجة عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، أو طفيلية تدخل الجسم، ولكن تُعد العدوى البكتيرية المسبب الأول والشائع لتعفن الدم.

من أبرز مواقع التي تتواجد فيه العدوى الجرثومية التي تُسبب المرض هي كالآتي:

  • عدوى في المعدة: مثل: التهاب الزائدة الدودية، والتهاب الصفاق، والتهاب الكبد أو المرارة.
  • عدوى في الجهاز العصبي المركزي: متمثلة بوجود التهاب في الدماغ، أو النخاع الشوكي.
  • أمراض الرئة: من أهم الأمثلة عليها التهاب الرئة الجرثومي.
  • الالتهابات الجلدية: من أشهر الأمثلة البكتيرية التي تدخل الجلد عن طريق أنبوب الوريدي (IV catheter)، والتهاب النسيج الخلوي.
  • عدوى المسالك البولية: مثل: التهاب المسالك البولية الناتجة غالبًا بسبب القسطرة البولية (Catheter to drain urine).

2. عوامل الخطر

من أبرز الفئات المعرضين لزيادة خطر الإصابة بإنتان الدم ما يأتي:

  • أصحاب ضعف الجهاز المناعي، مثل: الإصابة بالإيدز، أو السرطان، أو تناول بعض الأدوية التي تُضعف المناعة، مثل: السترويدات.
  • النساء الحوامل.
  • الأطفال الصغار.
  • كبار السن، خصوصًا من يُعاني من مشاكل صحية.
  • الوجود بالمستشفى وإجراء جراحة عامة.
  • استخدام أنابيب للقسطرة.
  • وجود مشاكل صحية في مواضع محددة مثل المذكورة سابقًا.

مضاعفات تعفن الدم

من أبرز مضاعفات إنتان الدم ما يأتي:

  • الفشل الكلوي.
  • غرغرينا في الأصابع قد تُؤدي إلى الاستئصال.
  • تلف في الرئة، أو في الدماغ، أو في القلب الناتج عن عدم تدفق الدم إلى المناطق المصابة.
  • زيادة خطر الإصابة بعدوى ميكروبية المتكررة.

تشخيص تعفن الدم

يقوم الطبيب بتقييم الأعراض التي تُصيب المريض، وفي حال الشك بوجود إنتان بالدم، يقوم الطبيب بطلب إجراء الفحوصات الآتية:

1. فحص الدم

يُعد فحص الدم الفحص الأولي والرئيسي لتشخيص المرض، كما أن فحص الدم يكشف عن الآتي:

  • وجود جرثومة، ومعرفة نوعها.
  • مشاكل في تخثر الدم.
  • مشاكل في وظائف الكبد أو وظائف الكلى.
  • نقص كمية الأكسجين في الدم.
  • عدم انتظام الأملاح والمعادن في الدم.

2. فحوصات مخبرية أخرى

بالاعتماد على موقع الإصابة ونتائج تحليل الدم يتم إجراء الفحوصات الآتية:

  • فحص البول: للتأكد من وجود جرثومة في البول.
  • أخذ عينة من إفرازات الجروح: يتم أخذ عينة من الجرح المفتوح للتأكد من وجود بكتيريا.
  • أخذ عينة من المخاط: لمعرفة نوع الجراثيم الموجودة فيه.

3. فحوصات تصويرية

من أبرز الفحوصات التصويرية التي يتم إجراؤها:

  • فحص الأشعة السينية: لرؤية الرئتين عن قرب.
  • التصوير المقطعي المحوسب: للتأكد من وجود عدوى في الزائدة الدودية، أو البنكرياس، أو الجهاز الهضمي.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية: للكشف عن وجود جرثومة في المرارة، أو المبايض.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: للكشف عن وجود التهابات في الأنسجة اللينة.

علاج تعفن الدم

السرعة واختيار العلاج المناسب يُساعد في تسريع فترة التعافي، كما أن مرضى تعفن الدم بحاجة للمراقبة الشديدة وتلقي العلاج داخل المستشفى، كما يجب الحرص على قياس مستوى النفس، ووظائف القلب بشكل دوري ومنظم.

يتم العلاج على النحو الآتي:

1. العلاج الدوائي لإنتان الدم

هناك عدد من الأدوية التي يجب تواجدها في علاج مرض إنتان الدم، وهي كالآتي:

  • المضادات الحيوية

يجب البدء في العلاج باستخدام المضاد الحيوي بأقصى سرعة ممكنة بعد أخذ عينة من الدم لإجراء فحص الزراعة، يتم البدء بالمضادات الحيوية واسعة الطيف (Broad spectrum antibiotics) التي تُغطي عدد كبير من البكتيريا، ثم يتم تحويل المضادات الحيوية إلى مضادات حيوية ضيقة الطيف (Narrow spectrum antibiotics) لتُغطي البكتيريا التي ظهرت في نتيجة تحليل الزراعة فقط.

  • سوائل وريدية

يجب إعطاء المريض السوائل في الوريد في أسرع وقت ممكن.

  • أدوية لرفع ضغط الدم (Vasopressor)

في حال بقاء ضغط الدم منخفض حتى بعد إعطاء المريض السوائل يجب البدء في استخدام أدوية لرفع ضغط الدم.

  • أدوية أخرى

قد يتم استخدام بعض الأدوية المختلفة تبعًا لحاجة المريض، مثل:

  1. أدوية لعلاج السكري في حال ارتفاع السكر في الدم.
  2. مسكنات الألم، لتخفيف الآلام عند المريض.
  3. الكورتيكوستيرويدات.
  4. أدوية للمساعدة في نوم المريض.

يجب اختيار الأدوية بالاعتماد على حالة المريض فقط.

2. علاجات داعمة

قد يتم إعطاء المريض بعض العلاجات الداعمة والتي تتوافق مع وضعه الصحي، مثل:

  • الأكسجين: في حال وجود نقص بالأكسجين في الدم.
  • التنفس الاصطناعي (Mechanical ventilation): لمساعدة المريض الذي يُعاني من مشاكل في التنفس على التنفس.
  • غسيل الكلى: في حال وجود تدهور في وظائف الكلى تتطلب غسيل الكلى.

3. الجراحة

لا يتم اللجوء إلى الجراحة في معظم الحالات.

قد يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة مصدر التلوث، مثل: التخلّص من الخراج المتراكم، أو وجود خلايا ميتة، أو الغرغرينا.

الوقاية من تعفن الدم

يُمكن الوقاية من إنتان الدم عن طريق اتباع النصائح الآتية:

  • احرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية في المرة الواحدة.
  • التزم بأخذ جميع المطاعيم اللازمة في مواعيدها، مثل: مطعوم الإنفلونزا، ومطعوم الحصبة.
  • احرص على التحكم بجميع الأمراض المزمنة التي تُعاني منها من خلال أخذ جميع الأدوية بمواعيدها.
  • احرص على تنظيف الجرح في حال الإصابة وتغطيته بضمادة بعد تنظيفه جيدًا، ومراقبة شفاؤه، وتحري أي علامة لوجود عدوى جرثومية.
  • احرص على علاج بطريقة صحيحة لكافة الأمراض الالتهابية التي يكون مصدرها الجراثيم.
  • التزم بجميع قواعد النظافة العامة والحرص على الابتعاد عن مصادر التقاط العدوى.