توقف القلب

توقف القلب هو تعبير عن حالة سريرية تحدث نتيجة لتوقف النشاط الميكانيكي لعضلة القلب وفشل تزويد الدماغ بالدم وصولًا للإغماء.

تنجم هذه الظاهرة عن مجموعة من العوامل الفيسيولوجية المرضية (Pathophysiologic) التي تؤدي لوصول القلب إلى نهاية طريقه.

تشمل الآليات المسؤولة عن تنظيم النشاط الميكانيكي للقلب أجهزة أيضية وعصبية صماويّة (Neuroendocrine)، وتنهار هذه الأجهزة في حالات مرضيّة معينة يكون مصدرها الآتي:

• مشكلة في عضلة القلب نفسه، أو في الأوعية الدموية التاجية (Coronary arteries) المغذيّة لعضلة القلب.
• مشكلة في عمليات مجموعية تُؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نشاط القلب مما يؤدي إلى توقف النشاط الميكانيكي لعضلة القلب سواء كان الأمر على خلفية اضطراب نبض بطيني انتهائي، أو بسبب انعدام الانتظام الكهربائي لقلب، أو انسداد في جهاز التوصيل الكهربي في القلب، أو اضطراب ميكانيكي أولي أو ثانوي في القلب الذي لا يستجيب من الناحية الميكانيكية للناظمة الكهربائية.

يُوجد العديد من الأعراض التي تحدث قبل توقف القلب وأمور تحدث أثناء ذلك، وتتمثل في الآتي:

1. أعراض تدل على اقتراب توقف القلب

قد يُصاب المريض ببعض الأعراض التي تدل على اقتراب توقف قلبه، ومن أهمها:

• ألم في الصدر.
• ضيق في النفس.
• التعب والإعياء.
• زيادة في معدل ضربات القلب.

وفي بعض الحالات لا تكون هناك أي مؤشرات قبل حدوث توقف القلب.

2. أعراض حدوث توقف القلب

في الآتي أبرز العلامات التي تدل على توقف القلب:

• انهيار مفاجئ.
• عدم تواجد نبض.
• انقطاع النفس.
• فقدان الوعي.

3. عوامل تستدعي الاتصال بالطوارئ فورًا

في حال تعرض المريض لأي من الأعراض الآتية يجب الاتصال بالطبيب فورًا:

• آلام في الصدر.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• زيادة في معدل ضربات القلب.
• صفير النفس غير المتوقع.
• صعوبة التنفس.
• الإغماء.

يُوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتوقف القلب، تعرّف عليها في الآتي:

1. أسباب توقف القلب

في بعض الحالات يحدث توقف القلب دون سبب يُذكر، ولكن في حالات أخرى يكون السبب وجود مشكلات صحية في القلب، ومن أبرزها ما يأتي:

• أمراض القلب التاجية (Coronary artery disease)

تحدث معظم حالات السكتة القلبية المفاجئة لدى الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي، حيث تُصبح الشرايين مسدودة بالدهون والرواسب الأخرى مما يُقلل من وصول الدم وتدفقه إلى القلب.

• النوبة القلبية (Heart attack)

تحدث النوبة القلبية غالبًا نتيجة وجود مرض الشريان التاجي الحاد، ويُمكن أن تؤدي إلى الرجفان البطيني والسكتة القلبية المفاجئة.

يُمكن أن تترك النوبة القلبية ندبة في القلب، ويُمكن أن يُؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات في نظم القلب.

• اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy)

يحدث ذلك عندما تتمدد عضلة القلب وتتضخم، ثم تُصبح عضلة قلبك غير طبيعية، وهي حالة تؤدي غالبًا إلى عدم انتظام ضربات القلب.

• أمراض القلب الصمامية (Valvular heart disease)

يُمكن أن يؤدي تضيّق صمامات القلب إلى تمدد عضلة قلبك أو تضخمها، وعندما تتضخم الحجرات أو تضعف بسبب الضغط الناجم عن تضيّق الصمام فهناك خطر متزايد للإصابة باضطراب ضربات القلب التي قد تؤدي بالنهاية إلى توقف القلب.

• عيوب خلقية بالقلب منذ الولادة (Congenital heart disease)

عندما يحدث توقف القلب المفاجئ عند الأطفال أو المراهقين يُمكن أن يكون السبب هي أمراض القلب الخلقية.

كما أنه لا يزال البالغون الذين خضعوا لجراحة تصحيح عيوب القلب الخلقية أكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة.

• مشكلات في كهربائية القلب (Electrical problem in the heart)

عند بعض الأشخاص تكمن المشكلة في النظام الكهربائي للقلب نفسه بدلًا عن مشكلة في عضلة القلب أو الصمامات، ومن هذه المشاكل: متلازمة بروجادا (Brugada syndrome).

2. عوامل الخطر

في الآتي أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتوقف القلب:

• وجود تاريخ عائلي مرضي لأمراض القلب التاجية.
• التدخين.
• ارتفاع ضغط الدم.
• السمنة.
• مرض السكري.
• أسلوب الحياة الخامل.
• وجود تاريخ مرضي سابق لتوقف القلب، أو وجود تاريخ عائلي مرضي لحدوث ذلك.
• التعرض لنوبة قلبية مسبقة.
• وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب الأخرى، مثل: فشل عضلة القلب، وأمراض صمامات القلب، واعتلال عضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
• تقدم العمر.
• الرجال أكثر عرضة لتوقف القلب من النساء.
• تناول المخدرات.
• عدم توازن الغذائي، مثل: نقصان البوتاسيوم والمغنيسيوم.
• توقف النفس أثناء النوم.
• أمراض الكلى المزمنة.

من أبرز مضاعفات توقف القلب ما يأتي:

• الإغماء بسبب نقص التروية الدموية الواصلة إلى الدماغ.
• تلف الدماغ.
• الموت.

غالبًا تكون العلامات التي يأتي بها المريض دالة على توقف القلب وتستدعي إجراء تدخل طبي مباشر، ولكن قد يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الآتية:

1. تخطيط كهربائية للقلب (Electrocardiogram)

من خلال مستشعرات التخطيط يتم التعرّف على عدم انتظام ضربات القلب التي قد تُؤدي إلى توقف القلب.

ويُعد هذا الفحص الأول الذي يقوم به الطبيب عند توقف قلب المريض.

2. فحوصات الدم

من خلال فحص الدم يتم قياس تركيز المعادن والأملاح في الجسم، مثل: البوتاسيوم، والمغنيسيوم، كما يتم معرفة تركيز الهرمونات والمواد الكيميائية في الجسم، وقياس بعد المؤشرات الدالة على حدوث نوبة قلبية.

3. الفحوصات التصويرية

قد يلجأ الطبيب لطلب الفحوصات الآتية:

• تصوير الصدر: يُساعد في معرفة حجم وشكل القلب، بالإضافة في حال وجود فشل في عضلة القلب.
• تخطيط صدى القلب (Echocardiogram): يتم من خلاله معرفة حدوث تلف في القلب بسبب النوبة القلبية.
• فحوصات أخرى: مثل: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

4. المسح النووي (Nuclear scan)

يُساعد هذا الاختبار الذي يتم إجراؤه عادةً عن طريق اختبار الإجهاد في تحديد مشكلات تدفق الدم إلى قلبك.

يتم حقن كميات صغيرة من المواد المشعة، مثل: الثاليوم (Thallium) في مجرى الدم، ويُمكن لآلات التصوير الخاصة اكتشاف المادة المشعة أثناء تدفقها عبر القلب والرئة.

5. قسطرة الشريان التاجي (Coronary catheterization)

أثناء هذا الإجراء تُحقن صبغة سائلة في شرايين القلب من خلال أنبوب طويل ورفيع ينتقل عبر شريان في الذراع عادةً وصولًا إلى شرايين قلبك.

عندما تملأ الصبغة الشرايين تُصبح الشرايين مرئية في الأشعة السينية وشريط الفيديو مما يكشف عن مناطق الانسداد.

يتم العلاج على النحو الآتي:

1. العلاجات الطارئة

من أبرز العلاجات الطارئة المستخدمة في عملية إنقاذ المريض:

• الإنعاش القلبي الرئوي (CPR): هو أحد أشكال العلاج الطارئ للسكتة القلبية.
• مزيل الرجفان (Defibrillation): هو علاج قد يجعل قلبك ينبض مرة أخرى بمجرد توقفه.

2. العلاجات الوقائية لمنع توقف القلب مجددًا

إذا نجوت من السكتة القلبية فقد يبدأ طبيبك في علاج واحد، أو أكثر لتقليل خطر التعرض لنوبة أخرى، ومن أهمها:

• الأدوية: أدوية لخفض ارتفاع ضغط الدم، وخفض الكولسترول المرتفع.
• الجراحة: يُمكن إصلاح الأوعية الدموية التالفة، أو صمامات القلب، كما يُمكن التخلص من مشكلة الانسدادات في الشرايين جراحيًا.
• لعب الرياضة: لتعزيز صحة القلب.
• تغيير النمط الغذائي: من خلال اتباع نظام غذائي يُقلل من نسبة الكولسترول المرتفع.

يٌمكن التقليل من خطر الإصابة بتوقف القلب من خلال:

• إجراء الفحوصات الدورية وخصوصًا الفحوصات المتعلقة بأمراض القلب.
• العيش بأسلوب حياة صحية من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ولعب الرياضة.