نبض مثلوم الصاعدة

Anacrotic pulse

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

قبل معرفة ما يُقصد بنبض ملثوم الصاعدة لا بد من معرفة معلومات هامة عن نبض القلب لتسهيل فهم الأمر.

نبضات القلب يتم الشعور بها بشكلٍ كبير عند وضع أصابع اليد على الشريان المحيطي المتواجد في الرسغ أو وضع الأصابع على الشريان السباتي المتواجد في جانب العنق، فيتم تحسس النبض وهذا النبض أغلب الأشخاص يعتقدون أنه يعني ضخ الدم، لكن الصحيح أن هذا النبض هو موجات تتولد من القلب عندما يضخ الدم، وهذه الموجات والتي تُدعى الدقات يجب أن تتراوح عددها في الإنسان البالغ من 60 - 72 دقة في الدقيقة.

بعد معرفة هذه المعلومات جاء الوقت لفهم حالة نبض ملثوم الصاعدة، وهو حالة التي يكون فيها ارتفاع بطيء لموجة القلب، أي أن النبضة المحسوسة من الشريان المحيطي في الرسغ أو الشريان السباتي في الرقبة تكون مرتفعة وصلبة قبل بلوغ ذروتها، وهذه الحالة تنتج من الإصابة بالتضيق الحاد في الصمام الأبهري.

آلية حدوث نبض المثلوم الصاعدة الناتج التضيق الحاد في الصمام الأبهري

في ما يأتي تسلسل بسيط سيُوضح هذه الآلية:

  1. يحتوي القلب على 4 صمامات وظيفتها المحافظة على تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الجسم، وأحدها الصمام الأبهري.
  2. يُغلق الصمام الأبهري أما بشكل كامل أو يُفتح القليل منه، وهذا الأمر يُعيق مرور الدم من خلاله ليتجه إلى الجسم.
  3. يقوم القلب ببذل مجهود أكبر بهدف فتح هذا الصمام ولو بنسبة ضئيلة ليوفر للجسم احتياجته من العناصر المحملة بالدم، وهذا الجهد ينتج عنه نبض مثلوم الصاعدة.

أعراض نبض مثلوم الصاعدة

نبض ملثوم الصاعدة هي حالة كما ذُكر ناتجة من تضيق الشريان الأبهري، لذا فإن الأعراض لكلاهما موحدة وتشمل الآتي:

  • الشعور بالتعب الشديد بعدم ممارسة التمارين الرياضية أو حتى بعد القيام بنشاط منزلي خفيف.
  • فقدان الشهية، وهذا العرض يكثر عند الأطفال بشكلٍ كبير.
  • فقدان الوزن، وهذا تابع للعرض السابق، فقلة تناول الطعام هي السبب في ذلك.
  • اضطرابات في نبضات القلب عند الشهيق والزفير.
  • ضيق التنفس.
  • الدوار.
  • صوت غير طبيعي للقلب، وهذا يتم سماعه عند وضع سماعة الطبيب على الجهة اليسرى للصدر.
  • فقدان الوعي.
  • ألم في الصدر، وأحيانًا يكون الألم جدًا شديد مُسببًا الذبحة الصدرية.
  • تورم القدمين في حال تقدم المرض لمراحل خطيرة.

أسباب وعوامل خطر نبض مثلوم الصاعدة

فلنتعرف في ما يأتي على أسباب وعوامل خطر تضيق الشريان الأبهري المُسبب الرئيس لنبض مثلوم الصاعدة:

1. أسباب تضيق الشريان الأبهري

أسباب التضيق الحاد في الصمام الأبهري المؤدي إلى نبض مثلوم الصاعدة تتمثل بالآتي:

  • تشوه خلقي

التضيق الحاد في الصمام الأبهري كثيرًا ما يترافق مع الطفل منذ ولادته، فأثناء تكون القلب في جسم الجنين تحدث طفرات جينية، أو تكون موجودة بالأصل الجينات نتيجة الوراثة لتُسبب للطفل هذا المرض.

التكوين السليم لصمام الأبهري هو وجود 3 سدادات فيه، لكن في حالات العيوب الخلقية يوجد فقط 2 من هذه السدادات أي أن واحدة تكون غير موجودة.

  • تراكم الكالسيوم في الصمام الأبهري

يُمكن تشبه تراكم الكالسيوم في صمامات القلب بالتكلس الذي يحدث في الأوعية المُستخدمة باستمرار للماء، فجريان الدم المُحمل بالكالسيوم باستمرار قد يزيد من احتمالية ترسب بعض هذا المعدن، مُسببًا التضيق الحاد للشريان الأبهري.

هذه الحالة جدًا نادرة بين الفئات العمرية التي تقل عن عمر 70 - 80 عامًا، كما يجدر الذكر أنه لا يجب ربط هذه الحالة مع تناول حبوب الكالسيوم.

  • الحمى الروماتزمية

تؤدي الحمى الروماتزمية في بعض الأحيان إلى تندب الأنسجة في الصمام الأبهري، وهذا التندب يُشكل عامل فعال في جعل الكالسيوم يتراكم في الشريان بصورة سريعة.

2. عوامل تزيد من الإصابة بنبض المثلوم الصاعدة

عوامل الإصابة بنبض مثلوم الصاعدة هي ذاتها العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتضيق الحاد في الشريان الأبهري، وتمثلت أبرزها في الآتي:

  • التقدم في العمر.
  • الوراثة، فوجود مصابين بالعائلة بمرض التضيق الحاد في الشريان الأبهري تزيد احتمالية إصابة باقي الأفراد بذات المرض.
  • وجود أمراض في الجسم، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأحد أمراض الكلى المزمنة.

مضاعفات نبض مثلوم الصاعدة

تمثلت أبرز مضاعفات نبض مثلوم الصاعدة في ما يأتي:

  • الإصابة بالجلطات الدموية والسكتات الدماغية نتيجة تجلط الدم الذي ينتج عن هذه الحالة.
  • الإصابة بالنزيف، فقد يبذل القلب مجهود كبير جدًا بسبب تضيق الشريان الأبهري مما يُسبب النزيف الحاد في بعض أعضاء الجسم.
  • الإصابة بفشل القلب، وهي حالة تعني عدم قدرة القلب بذل مجهود لضخ الدم إلى الجسم، وهذا الأمر قد يؤدي إلى الوفاة في الحالات المتقدمة.
  • فقدان الوعي المفاجئ وأحيانًا الوفاة المفاجئة.

تشخيص نبض مثلوم الصاعدة

يتم تشخيص نبض مثلوم الصاعدة بالطرق الآتية:

1. الفحص الذاتي

يتم الفحص الذاتي يوضع إصبعين أو ثلاثة على الشريان المتواجد في الرسغ أو على الشريان المتواجد في العنق، ويتم الضغط قليلًا على الشريان ليتم الشعور بكتلة منتفخة تظهر قبل كل نبضة لتختفي بعد ذلك.

2. التشخيص السريري

عندما يذهب المريض إلى الطبيب لوجود علامات تدل على أمراض القلب، يبدأ الطبيب بتطبيق التشخيص السابق بذات الطريقة لكن بأصابعه وليس أصابع المريض، بعدها يقوم الطبيب بوضع السماعة على صدر المريض ليسمع صوت غير طبيعي أثناء ضخ الدم، وهذا ما يجعله يوصي بالمزيد من فحوصات القلب.

3. فحص نبضات القلب

يتم فحص نبضات القلب بإحدى الطريقتين الآتيتين:

  • فحص صدى القلب: هذا الفحص يتم باستخدام الموجات الصوتية لقياس نبضات القلب ولمعرفة الهيئة العامة لصمامات القلب.
  • فحص مخطط كهربائية القلب: هو فحص يتم بوضع دواعم حساسة على القلب موصلة بجهاز ذو شاشة يُظهر دقات القلب وفق مخطط، والطبيب يعرف المخطط الطبيعي من المخطط الذي يُعبر عن اختلال في القلب.

4. التشخيص التصويري

التشخيص التصويري يتم من أجل معرفة أدق التفاصيل المتواجدة في عضلة القلب، ومن أبرز هذه التشخيصات الآتي:

علاج نبض مثلوم الصاعدة

لا يُمكن علاج تضيق الشريان الأبهري الذي ينتج عنه نبض مثلوم الصاعدة بالأدوية، لذا يتم العلاج بأحد الطرق الجراحية المتمثلة في الآتي:

1. جراحة ترقيع الشريان الأبهر بقطعة جلدية طبية

في هذه الجراحة يتم قطع المنطقة الضيقة في الشريان الأبهري وربطها بقطعة جلدية طبية تهدف إلى توسيع هذا الشريان، وهذه الجراحة تُجرى في حال كان التضيف الحاصل في شريان الأبهر يمتد لمسافات كبيرة نسبيًا.

2. جراحة التخلص من الجزء الضيق من الشريان الأبهري

في حال كانت منطقة الشريان الأبهري المتضيقة صغيرة، فإن العلاج يكون بقطع هذه المنطقة ثم توصيل أطراف الشريان الأبهري ببعضهما.

3. القسطرة

القسطرة تتم بإدخال أنابيب مُحملة ببالون طبي ينفخ المنطقة المتضيقة ويتم بعد ذلك بإدخال دعامات تُسمى الشبكيات إلى الشريان الأبهري بهدف جعله مفتوح وعدم تضيقه ثانيةً.

الوقاية من نبض مثلوم الصاعدة

يُمكن الوقاية من نبض مثلوم الصاعدة من خلال الوقاية من مرض تضيق الشريان الأبهري، ويتم ذلك من خلال الطرق الآتية في حال لم يكن خلقي:

  • السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ويتم ذلك بعلاجه وأخذ الأدوية الموصوفة بدقة من قبل الطبيب.
  • ممارسة الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا، فهذا يُحسن عمل عضلة القلب ويجعلها أقوى.
  • تناول الطعام الصحي الخالي من الدهون الضارة.
  • العناية بنظافة الأسنان، حيث وُجد علاقة تربط بين التهاب اللثة وبعض أمراض القلب التي أحدها تضيق الشريان الأبهري.
  • الوقاية من الإصابة بالحمى الروماتزمية ويتم ذلك من خلال مراجعة الطبيب في حالة تكرار التهاب الحلق بكثرة، فالتهاب الحلق غير المُعالج هو المسبب الرئيس للحمى الروماتيزمية.