النبض المتناقض

Pulsus paradoxus

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

النبض المتناقض هو تغيُّر بارز في قوة النبض أثناء مراحل التنفس تحديدًا خلال مرحلة الشهيق، إذ يضعف النبض نتيجة لانخفاض ضغط الدم لأكثر من 10 ملليمتر زئبق في هذه المرحلة.

هذه الظاهرة يُمكن أن تظهر عند حصول تجمع للسوائل حول القلب، وهو ما يُسمى بالانصباب التأموري (Pericardial effusion) والتي تُسبب ضغطًا على القلب وتُعيق عمله.

هذه الحالة تتطلب تصريف السوائل المتجمعة لتسهيل عمل القلب.

آليات حدوث النبض المتناقض

بشكل عام يحدث النبض المتناقض نتيجة أحد الآليات الآتية والتي تعمل منفردة أو مجتمعة:

  • المحدودية في زيادة تدفق الدم إلى البطين الأيمن والشريان الرئوي.
  • تجمع أكبر من الدم الطبيعي في الدورة الرئوية.
  • انحرافات واسعة في الضغط داخل الصدر أثناء الشهيق والزفير.
  • التدخل في العودة الوريدية إلى أي من الأذين خاصة أثناء الشهيق.

أعراض النبض المتناقض

لا توجد أعراض واضحة ومدروسة للنبض المتناقض إلا انخفاض ضغط الدم أثناء الشهيق.

أسباب وعوامل خطر النبض المتناقض

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الضغط المتناقض، ومنها:

1. اندحاس القلب (Cardiac tamponade)

يُمكن أن يؤدي نزيف القلب أحيانًا إلى احتباس الدم بين القلب والغشاء المحيط بالقلب المعروف بالتأمور، والتأمور صعب جدًا، وعندما يتسرب الدم إليه لا يتمدد التأمور كثيرًا.

يتعرض القلب للضغط بسبب عدم وجود مساحة متبقية بينما يتجمع الدم، وتُعرف هذه الحالة باسم الدكاك القلبي، أو أحيانًا اندحاس القلب.

2. استرواح الصدر (Tension Pneumothorax)

مثل الدم الذي يتجمع بين القلب والتامور، يُمكن أن يتسرب الهواء من الرئتين التالفتين ويُصبح محاصرًا بين الرئتين وجدار الصدر.

في كثير من الحالات يكون التسرب محدودًا جدًا، ومع ذلك عندما يستمر تسرب ما يكفي من الهواء ويبدأ في الضغط على الرئتين والقلب والأوعية الدموية الرئيسة يُعرف باسم استرواح الصدر الضاغط.

تتمثل إحدى السمات المميزة لاسترواح الصدر الضاغط في حدوث انخفاض كبير ومتسق في ضغط الدم، ومفارقة النبض هي علامة سابقة تحدث مع تطور استرواح الصدر الضاغط.

3. التهاب التأمور (Pericarditis)

إلى جانب الدكاك القلبي يُمكن أن يسبب التأمور أيضًا مشاكل إذا أُصيب بالعدوى أو الالتهاب.

يُمكن أن يؤدي تصلب وتورم التأمور أثناء نوبة التهاب حاد إلى إجهاد القلب مما يتداخل مع توسع البطينين أثناء الانبساط.

4. فشل القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure)

يُمكن أن يؤدي ضعف البطينين عادةً بعد تلف عضلة القلب الناجم عن نوبة قلبية إلى زيادة الضغط في جهاز الدورة الدموية.

غالبًا يُسبب فشل القلب الاحتقاني في الجانب الأيسر إلى تراكم الضغط في الدورة الدموية في الرئتين.

5. نوبات الربو الحادة (Acute Asthma)

صعوبة التنفس من التشنج القصبي الذي يحدث أثناء نوبات الربو الحادة يؤدي إلى زيادة الضغط السلبي في الصدر لتعويض صعوبة التنفس مما قد يُسبب النبض المتناقض.

6. انسداد رئوي مزمن (Chronic obstructive pulmonary disease)

حالات الجهاز التنفسي التي تؤدي إلى زيادة عمل التنفس لها تأثيرات مماثلة على ضغط الدم، حيث يتسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في أن تُصبح الحويصلات الهوائية في الرئتين حساسة وتفقد مرونتها.

يُمكن أن يؤدي احتباس الهواء في الرئتين بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى نوع مشابه من الضغط المتزايد على الدورة الدموية كما يحدث في حالة فشل القلب الاحتقاني، ومثله الربو الحاد، كما يُمكن أن يؤدي مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى مزيد من التنفس.

مضاعفات النبض المتناقض

لم يُثبت وجود مضاعفات مدروسة للإصابة بالنبض المتناوب.

تشخيص النبض المتناقض

يتطلب تشخيص النبض المتناقض تحديد قياس ضغط الدم الانقباضي أثناء الشهيق والزفير، والذي يُمكن تشخيصه باستخدام الآتي:

1. مقياس ضغط الدم

وهو الجهاز الذي يستخدمه الطبيب لقياس ضغط الدم، كما أنه يتواجد في المنازل ويمكن للمريض بذلك مراقبة ضغطه لوحده.

2. الخط الشرياني (Arterial line)

من الأفضل استخدام الخط الشرياني، والخط الشرياني عبارة عن قسطرة يتم إدخالها في الشريان، ويُمكن استخدامه لأخذ عينات الدم من الدم المؤكسد، أو لقياس ضغط الدم في الشرايين بشكل مستمر ومباشر.

علاج النبض المتناقض

النبض المتناقض هو ليس حالة مرضية وإنما مظهر فسيولوجي لبعض الأمراض الأساسية الأخرى والتي يجب أن يُعالج المسبب للتخلص منه.

في حالة الاشتباه في حدوث انسداد القلب ووجود النبض المتناقض يجب إجراء بزل التأمور بشكل عاجل ومستعجل.

أما في حالة الانصباب التأموري (Pericardial effusion) الثانوي لتسلخ الأبهر (Aortic dissection)، أو تمزق عضلة القلب يحتاج هؤلاء المرضى إلى تدخل جراحي طارئ فورًا.

الوقاية من النبض المتناقض

يُساعد العلاج المستعجل لمسببات النبض المتناوب على الوقاية من حدوث هذه المشكلة.