العمه

العَمَهَ هي متلازمة تتسم بعدم القدرة على إدراك ومعرفة الأغراض، أو الأشخاص، أو الأصوات، أو الأشكال أو الروائح بالرغم من تواجد المعلومات حول الموضوع، ولا يوجد أي خلل في المعلومات الحسيّة الصادرة عنه.

إن المريض المصاب بالعَمَهِ البصري قادر على وصف الأشكال، واللون، وحجم الغرض، ولكنه غير قادر على معرفته أو معرفة لِمَ يستعمل هذا الغرض.

تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:

1. السمع 

المعروف باسم العمه السمعي حيث لا يستطيع الناس التعرف على الأشياء بناءً على الصوت، فعلى سبيل المثال لا يمكنهم التعرف على الهاتف عندما يسمعونه يرن حيث ينتج هذا النوع من العمه عن تلف الفص الصدغي.

2. الذوق

المعروف باسم عمه الذوقي حيث لا يستطيع الناس تحديد المذاق على الرغم من أنهم يستطيعون تجربتها، وهذا النوع ناتج عن تلف في الفص الصدغي.

3. الشم

العمه الشمي كما هو الحال في العمه الذوقي، حيث لا يمكن للناس التعرف على الروائح على الرغم من إمكانية تجربتها، وقد ينجم عمه الشمي عن تلف في الجزء الأمامي من الفص الصدغي.

4. اللمس

العمه الحسي الجسدي على سبيل المثال يواجه الأشخاص صعوبة في التعرف على شيء مألوف، مثل: مفتاح، أو دبوس أمان حيث يتم وضعه في أيديهم، ومع ذلك عندما ينظرون إلى الكائن يتعرفون عليه على الفور ويمكنهم التعرف عليه.

ينتج هذا النوع من العمه عن تلف الفص الجداري.

5. البصر

العمه البصري لا يستطيع الناس التعرف على الأشياء الشائعة، مثل: الملعقة، أو القلم الرصاص على الرغم من أنه يمكنهم رؤية هذه الأشياء، لكنهم يتعرفون عليها عندما يلمسون الأشياء.

العمه البصري ينتج عن تلف الفص القذالي.

يمكن أن يحدث العمه بسبب أي شيء يمكن أن يسبب تلفًا أو تنكسًا لدماغك، حيث قد تصاب بالعمه إذا حدث الضرر في جزء دماغك الذي يربط ذكرياتك بحواسك وإدراكك، ويمكن أن توجد هذه المناطق في الفص الجداري، أو الصدغي، أو القذالي للدماغ.

وتشمل أبرز الأسباب ما يأتي:

1. السكتة الدماغية الإقفارية

يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عندما يتم حظر أحد الأوعية الدموية التي تمد دماغك بالدم.

2. ورم في المخ

هذه كتلة من الخلايا غير الطبيعية في دماغك حيث يمكن أن تكون سرطانية أو غير سرطانية، وحتى الأورام غير السرطانية يمكن أن تسبب مشاكل في وظائف المخ.

3. خراج الدماغ

ينتج عن عدوى بكتيرية أو فطرية حيث يمكن أن تتطور الخراجات بعد الصدمة، أو العدوى، أو الجراحة.

4. إصابات في الدماغ

يحدث هذا عندما يكون هناك تلف في دماغك من ضربة عنيفة أو صدمة في الرأس، حيث تحدث إصابات الدماغ الرضية عندما يخترق أي شيء جمجمتك ويصل إلى أنسجة المخ.

5. مرض الزهايمر

مرض الزهايمر هو اضطراب دماغي يزداد سوءًا بمرور الوقت ويتسبب في تراكم غير طبيعي للبروتين في دماغك، مما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ.

6. الخرف الناتج عن مرض باركنسون

يمكن أن يؤدي مرض باركنسون إلى الإصابة بمرض باركنسون حيث يحدث بسبب رواسب البروتين غير الطبيعية في دماغك.

يُطلب من المرضى تحديد الأشياء المشتركة من خلال البصر أو اللمس أو أي حاسة أخرى أو في حالة الاشتباه في وجود إهمال مكاني نصفي (Hemispatial)، حيث يُطلب من المرضى تحديد الأجزاء المشلولة من أجسامهم أو الأشياء في مجالاتهم نصف البصرية.

وتشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:

1. فحص عصبي

يتم إجراء فحص عصبي أكثر تفصيلًا للكشف عن أوجه القصور الأولية في الحواس الفردية أو في القدرة على التواصل والتي قد تتداخل مع اختبار عدم الحس.

على سبيل المثال إذا كان اللمس الخفيف معيبًا فقد لا يشعر المريض بشيء حتى عندما تكون الوظيفة القشرية سليمة، أيضًا قد يتداخل فقدان القدرة على الكلام مع تعبير المريض.

2. الاختبار العصبي النفسي

قد يساعد الاختبار العصبي النفسي في التعرف على نوبات الغموض الخفية، فالاختبار العصبي النفسي هو اختبار معياري يوفر معلومات حول السلامة الهيكلية والوظيفية للدماغ.

يقيم الذكاء والوظيفة التنفيذية، مثل: التخطيط، والتجريد، والتصور، والاهتمام، والذاكرة، واللغة، والإدراك، والوظائف الحسية، والتحفيز، والمزاج، والعاطفة ونوعية الحياة والشخصية.

3. تصوير الدماغ

يتم تصوير الدماغ على سبيل المثال، التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي مع أو بدون بروتوكولات تصوير الأوعية لتوصيف الآفة المركزية كوجود احتشاء، أو نزيف، أو كتلة، وللتحقق من الضمور الذي يشير إلى اضطراب تنكسي.

لا يوجد علاج محدد للعمه حيث إذا كان الأطباء قادرين على تحديد السبب فسيتم تكييف العلاج وفقًا للمشكلة المحددة فعلى سبيل المثال إذا تسبب الخراج في العمه فقد يصف لك طبيبك مضادات حيوية ويحيلك لإجراء عملية جراحية لتصريف الخراج.
إذا تم علاج سبب العمه بشكل صحيح يجب أن يحدث التعافي خلال الأشهر الثلاثة الأولى على الرغم من أنه قد يستغرق ما يصل إلى عام، حيث يعتمد نجاح الشفاء على نوع الضرر، وحجمه وموقعه، وشدة الضرر، وعمر الشخص المصاب، فضلًا عن فعالية العلاج.
يمكن للأشخاص المصابين بالعمه الاستفادة من علاج النطق والوظيفة لتعلم كيفية التعامل مع هذا الضعف في حياتهم اليومية.

على هذا النحو لا توجد تدابير وقائية لهذا المرض، ومع ذلك يمكن أن يقتصر على مستوى معين من خلال الكشف المبكر عن المرض المرتبط بالعلاجات الطبية المناسبة والعلاجات ذات الصلة.

زيادة استهلاك الفواكه، والخضروات الطازجة، ومنتجات الألبان، وفول الصويا، وزيت الجوز، والأطعمة الزيتية، والمأكولات البحرية، والحلويات، والحد من استهلاك الأسماك واللحوم تمنع تفاقم الحالة.

يمكن أن يكون للعمه أعراض مختلفة اعتمادًا على مكان الضرر، وقد يشمل أي من حواسك لكن في العادة لا يشارك سوى حاسة واحدة حيث تسبب بعض أشكال العمه أعراضًا محددة ومعقدة للغاية تنطوي على حاسة واحدة، وتشمل أبرز الأنواع ما يأتي:

• العمه السمعي

هذا يؤثر على حاسة السمع لديك فقد لا تتعرف على صوت، مثل: رنين الهاتف إذا كان لديك هذا النوع من العمه لكن يمكنك سماعه.

• العمه الشمي

هذا يؤثر على حاسة الشم لديك حيث لا يزال بإمكانك الشم، ولكن لا يمكنك تحديد ما تشمه.

• العمه البصري

يمكنك أن ترى الأشياء الشائعة، مثل: الملعقة مع هذا النوع من العمه لكنك لا تعرف ما هي، بل تتعرف عليهم عندما تلمسهم.

• عمه الذوقي

هذا يؤثر على حاسة التذوق لديك فأنت لا تتعرف على الذوق عندما تتذوق شيئًا ما.

• العمه الحسي الجسدي

هذا هو العمه الذي يؤثر على حاسة اللمس لديك حيث لا يمكنك التعرف على شيء مألوف، مثل: المفتاح عن طريق اللمس دون النظر إليه، لكن عندما تنظر إليه يمكنك التعرف عليه.

• عمه التعرف على الوجوه

وهذا يسمى أيضًا بعمى الوجه حيث إذا كان لديك عمى التعرف على الوجوه فقد تواجه مشكلة في التعرف على الوجوه المألوفة، يمكن أن تكون أعراض عمى التعرف على الوجوه أكثر حدة حيث قد لا تستطيع التمييز بين الوجوه غير المألوفة وقد لا تتمكن من تمييز الوجه من شيء ما أو التعرف على وجهك في الحالات الخطيرة.

• العمه البيئي

هذا هو عدم القدرة على التعرف على الأماكن المألوفة، مثل: منزلك، أو الحي الخاص بك.

• تباين الألوان

هذا هو عمى الألوان الجزئي أو الكامل.

• العمه الترابطي

لا يمكنك رؤية أكثر من كائن أو جزء من كائن في وقت واحد، فمثلًا إذا نظرت إلى طاولة بها طبق وزجاج وملعقة فقد ترى الملعقة فقط، أو إذا أشار شخص ما إلى الزجاج فقد ترى الزجاج ولكنك لم تعد ترى الملعقة.