مرض هنينغتون
Huntington's disease
مرض هنتنجتون (Huntington's disease) هو مرضٌ يُسبب تعفن وتلف الخلايا العصبية، مما يُعيق قدرة المصاب على الحركة والتفكير، ويُعد من الأمراض الوراثية النادرة، فهو يُصيب شخصًا واحدًا فقط من كل عشرة أو عشرين ألفًا.
ويُصنف هذا المرض إلى نوعين اعتمادًا على وقت ظهور الأعراض، هما:
- مرض هنتنجتون عند الكبار:
يُعد النوع الأكثر شيوعًا، ولا تظهر أعراض المرض في هذه الحالة قبل سن الثلاثين.
- مرض هنتنجتون عند اليافعين:
يُصيب الأطفال والمراهقين، لكنه نادرٌ جدًا جدًا.
أعراض مرض هنينغتون
عادةً تظهر الأعراض في عمر 30- 50 سنة، لكنها يُمكن أن تُصيب المراهقين في حالاتٍ نادرة، وتشمل:
الأعراض الجسدية
من أعراض هنتنغتون الجسدية:
- اضطرابات الحركة اللا إرادية مثل الرقاص أو الرعاش.
- تصلب العضلات.
- خلل التوتر العضلي، مما يُسبب انقباضاتٍ لا إرادية في العضلات.
- حركات بطيئة وغير طبيعية في العين.
- مشكلاتٍ في المشي.
- ضعف تناسق حركات الجسم.
- فقدان التوازن.
- التلعثم وصعوبة الكلام.
- صعوبة البلع.
الاضطرابات المعرفية
لأن مرض هنتنجتون يصيب الجهاز العصبي؛ فإنه يُسبب الأعراض الآتية:
- صعوبة في تحديد الأولويات وترتيبها.
- ضعف المرونة العقلية وصعوبة التكيف مع التغيرات الجديدة.
- التركيز على سلوك أو فكرة معينة.
- التهور والتصرف دون تفكيرٍ بالعواقب.
- قلة وعي المصاب بعواقب تصرفاته.
- صعوبة في تعلم الكلمات الجديدة.
- ضعف الذاكرة.
- صعوبة في التركيز.
الأعراض النفسية
من الشائع أن يُسبب هذا المرض الاكتئاب؛ بسبب تأثيره على الدماغ، لتظهر الأعراض الآتية:
- العزلة.
- الإرهاق والتعب النفسي.
- تقلب المزاج.
- اللامبالاة أو الحزن المستمر.
- نوبات العنف والهيجان.
- التفكير في الانتحار والموت.
كما يرتبط مرض هنتنجتون بأمراض نفسية أخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري واضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي).
أسباب وعوامل خطر مرض هنينغتون
يحدث هذا المرض بسبب خللٍ وراثي في الجين المسؤول عن بروتين هنتنجتون، والذي يُعد ضروريًا لوظائف الأعصاب، ونتيجةً لهذا الخلل تموت الخلايا العصبية، ليُصاب الدماغ بالتلف مع مرور الوقت.
ويُعد مرض هنتنجتون من الأمراض الوراثية السائدة، بمعنى أن وجود نسخة واحدة من جين المرض كافية للإصابة به، وبالتالي إذا كان أحد الوالدين مصابًا بهنتنجون؛ فإن فرص إنجابهم طفلًا مصابًا تكون 50%.
مضاعفات مرض هنينغتون
تزداد أعراض مرض هنتنجتون سوءًا مع مرور الوقت، مما يُسبب المضاعفات الآتية:
- الخرف.
- الإصابة بسبب السقوط أو التشنجات اللاإرادية.
- سوء التغذية بسبب صعوبة البلع.
- فقدان القدرة على المشي دون مساعدة.
- الالتهاب الرئوي.
- النوبات التشنجية عند المراهقين.
- الوفاة.
وفي المراحل الأخيرة لن يستطيع المصاب القيام بأنشطته اليومية أو مغادرة فراشه دون مساعدة، كما لن يكون قادرًا على الكلام.
تشخيص مرض هنينغتون
عادةً يعتمد الطبيب على الفحوصات الآتية لتشخيص الإصابة بمرض هنتنجتون:
- الفحص العصبي:
يقيم خلاله الطبيب الأعراض الجسدية، مثل ردود الفعل والتوازن، وربما يُجري فحوصاتٍ للأعراض الحسية والأعراض النفسية أيضًا.
- الفحوصات النفسية العصبية:
يُجري الطبيب اختباراتٍ للمهارات اللغوية، والتفكير المنطقي والذاكرة.
- التقييم النفسي:
يُجري الطبيب فحوصاتٍ لتقييم السلوك والحالة النفسية، والقدرة على اتخاذ القرار.
- فحوصات تصوير الدماغ:
يطلب الطبيب تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والتصوير المحوسب؛ لتحديد المناطق المصابة.
- الفحوصات الوراثية:
يستخدمها للتأكد من وجود الجين المسبب للمرض.
علاج مرض هنينغتون
يُركز علاج هنتنغتون على تخفيف أعراض المرض ومنع المضاعفات قدر الإمكان، ويتضمن الطرق الآتية:
أدوية لعلاج اضطرابات الحركة
يصف الطبيب الأدوية الآتية في العادة:
- أدوية للتحكم في الحركة:
مثل دواء تيترابينازين (Tetrabenazine) أو ديوتيترابينازين (Deutetrabenazine)، والتي تستخدم لكبح الانتفاضات والحركات اللاإرادية.
خاصةً هالوبيريدول (Haloperidol)، لكنه يُمكن أن يزيد خلل التوتر العضلي سوءًا.
- أدوية أخرى:
مثل دواء الأمانتادين (Amantadine) المستخدم لعلاج مرض باركنسون.
أدوية الاضطرابات النفسية
من الشائع أن يلجأ الطبيب إلى الأدوية الآتية لتخفيف الأعراض النفسية:
- مضادات الاكتئاب، مثل إسيتالوبرام (Escitalopram).
- مضادات الذهان لتخفيف نوبات الغضب والعنف.
- مضادات الاختلاج لتخفيف التقلبات المزاجية المرتبطة بثنائي القطب.
العلاج النفسي
يكون العلاج النفسي ضروريًا للأسباب الآتية:
- تقبل الإصابة بمرض هنتنجتون.
- حل المشكلات السلوكية الناجمة عنه.
- تعلم كيفية التعايش معه.
- تعليم أفراد الأسرة كيفية التعامل مع المصاب، خاصةً في المراحل المتقدمة من المرض.
علاج التخاطب
يُهدف إلى تحسين قدرة المصاب على الكلام والحديث، بالإضافة إلى تعليمه كيفية استخدام أجهزة التواصل للتعبير عن رغباته أو أفكاره.
العلاج الطبيعي
يركز هذا العلاج على تعليم المصاب تمارين آمنة تُحسن قوته، ومرونته وقدرته على التوازن، مما يُساعده على الحركة بصورة أفضل، ويُقلل من خطر تعرضه للسقوط.
الوقاية من مرض هنينغتون
لا تُوجد أي طريقة للوقاية من مرض هنتنجتون؛ فهو مرض وراثي، لكن إذا كنت مصابًا بالمرض وتُخطط لإنجاب أطفال مستقبلًا؛ فيُفضل أن تستشير طبيبًا مختصًا في علم الوراثة.